تخطت جهود المتطوعين في السعودية المفهوم التقليدي في تقديم الخدمات لتصل إلى ذروتها في فن وكيفية التعامل وآلية تقديم الخدمة لكل حاج منذ لحظة وصوله وحتى مغادرته.
وفي المشاعر المقدسة يتلمس المتجول هذا الإبداع والتفاني من الفتيات والشبان الذي يعملون دون كلل بتوافق مع ما سخرته الأجهزة المعنية لهم من إمكانات وتحفيز على استغلال خبرتهم ومهاراتهم ومواهبهم لخدمة الحجاج في إطار مؤسسي منظم يتيح وصول الخدمات لمتلقيها بجودة عالية.
منحت السعودية العمل التطوعي الاهتمام والتشجيع ضمن «رؤية 2030» التي وضعت ضمن مستهدفاتها الوصول إلى مليون متطوع ومتطوعة، وخمسين مليون ساعة تطوعية.
يحظى الحاج منذ قدومه وحتى مغادرته بمختلف الخدمات التطوعية مثل توجيه الحجاج لمخيماتهم، مع استقبالهم وتوديعهم في المطار والإشراف الميداني على الخدمات وتوزيع عبوات المياه والتوعية والتثقيف الصحييين فضلا عن تقديم الوجبات، والترجمة لغير الناطقين باللغة العربية، والإشراف على الخدمات المساندة للحجاج وغير ذلك كثير.
ورصدت الـ«الشرق الأوسط» جزءا من مشاركة المتطوعين والمتطوعات الذين يقدر أعدادهم بالآلاف ممن سخروا أنفسهم لخدمة ضيوف الرحمن.
إذ تقول المتطوعة رزان الشهري صاحبة الـ22 عاماً إن العمل التطوعي جزء لا يتجزأ من شخصية الإنسان السعودي الذي عرف دوما بالكرم وحسن الضيافة، وأضافت: «التطوع في خدمة ضيوف الرحمن شرف لنا ولا نتفضل به على أحد بل الفضل لهم على ما نجده منهم من دعوات صادقة تسعدنا كثيراً وتمنحنا الطاقة لبذل كل ما بوسعنا لتقديم العون لهم». وأشارت الشهري التي تدرس في السنة الخامسة بكلية الطب، إلى فوائد التطوع المتعددة، وأبرزها اكتساب الخبرة، كما تحدثت عن تحفيز المتطوعين عبر المنصة الوطنية للعمل التطوعي باعتبارها جهة موثوقة.
وأوضحت رزان الشهري التي جاءت إلى مكة من أقصى شرق السعودية أن أهم دافع لها للمشاركة هو احتساب الأجر، واكتساب الخبرة، موضحة أن اختيارها جاء من بين 60 ألفا تقدموا للمشاركة في التطوع الصحي لموسم هذا العام.
من جانبه، قال المتطوع في الكشافة أحمد البارقي البالغ من العمر 23 عاماً والقادم من محافظة بارق (جنوب السعودية) إن التطوع بالنسبة له شغف، مشيراً إلى أن موسم حج هذا العام يعد ثالث مشاركة له.
واتفق المتطوع الكشفي الآخر حمود عبد الرحمن على ما ذهب إليه البارقي، مشيراً إلى أن محبته للعمل التطوعي منذ الصغر هو الدافع الأكبر له للحرص على المشاركة في الأعمال التطوعية، وقال إنه قدم من مدينة القريات (شمال السعودية) للمساهمة في خدمة ضيف الرحمن، عاداً ذلك شرفاً كبيراً له.
وتتميز المنصة الرسمية الخاصمة بالتطوع في السعودية بالربط والتكامل بمركز المعلومات الوطني لضمان وصول المتطوعين إلى الفرص التطوعية بكل يسر وسهولة، والحصول على إشعارات عن الفرص التطوعية وفق اهتمامات المتطوع، إلى جانب رصد الساعات التطوعية وتوثيقها، وتوفير فرص تطوعية تخصصية ذات أثر اجتماعي واقتصادي.
ولا يقتصر العمل التطوعي على جانب واحد بل يتنوع في عدة مجالات، مثل الاجتماعي، والصحي، والرياضي وغيرها.
التطوع في خدمة الحجاج... تنوعت الطرق والشغف واحدٌ
التطوع في خدمة الحجاج... تنوعت الطرق والشغف واحدٌ
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة