العليمي يعد اليمنيين بتحسين الخدمات وتثبيت الأمن وبناء الاقتصاد

الدكتور رشاد العليمي لدى استقباله المهنئين بالعيد في عدن السبت ويبدو إلى جانبه عضو مجلس القيادة اللواء عيدروس الزبيدي (سبأ)
الدكتور رشاد العليمي لدى استقباله المهنئين بالعيد في عدن السبت ويبدو إلى جانبه عضو مجلس القيادة اللواء عيدروس الزبيدي (سبأ)
TT

العليمي يعد اليمنيين بتحسين الخدمات وتثبيت الأمن وبناء الاقتصاد

الدكتور رشاد العليمي لدى استقباله المهنئين بالعيد في عدن السبت ويبدو إلى جانبه عضو مجلس القيادة اللواء عيدروس الزبيدي (سبأ)
الدكتور رشاد العليمي لدى استقباله المهنئين بالعيد في عدن السبت ويبدو إلى جانبه عضو مجلس القيادة اللواء عيدروس الزبيدي (سبأ)

وجَّه رئيس مجلس القيادة في اليمن، رشاد العليمي، إلى مواطنيه، عديداً من الرسائل، منتهزاً مناسبة عيد الأضحى المبارك، تضمنت في مجملها وعوداً بتحسين الخدمات، وتثبيت الأمن، ومكافحة الفساد، وإصلاح المؤسسات، وبناء الاقتصاد، ودعم مسار السلام، وصولاً إلى استعادة الدولة من قبضة الميليشيات الحوثية.
تصريحات رئيس مجلس القيادة اليمني، جاءت في وقت تعيش فيه الهدنة الأممية ثباتاً نسبياً على صعيد الأعمال العسكرية، بالتوازي مع تعثر فتح الطرقات وإنهاء حصار تعز، وفي وقت تعاني فيه المناطق المحررة، بما فيها مدينة عدن، من نقص في الخدمات، في مقابل أوضاع أكثر مأساوية في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية، بسبب فساد قادة الجماعة وانقطاع الرواتب وتضاؤل فرص العيش.
وعلى غير ما اعتاده اليمنيون من الخطب الرئاسية الإنشائية في المناسبات، حظي خطاب العليمي بشمولية في القضايا المطروحة، مع عدم إخفاء الاعتراف بصعوبة المهمة الملقاة على عاتق مجلس الحكم الجديد.
- استبشار بالدعم الاقتصادي
أشار العليمي إلى جولته الأخيرة التي شملت الكويت والبحرين ومصر وقطر، وصولاً إلى السعودية، ضمن المساعي لحشد الدعم لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة، مؤكداً أن ذلك سيثمر حزمة من المشروعات الموجهة بدرجة أولى لتخفيف معاناة السكان، وتحسين الخدمات الأساسية.
وأوضح رئيس مجلس القيادة اليمني أن الحكومة شرعت في إجراءاتها لتنسيق تدفق الدعم، بدءاً بتمويل حزمة من المشاريع الإنمائية الحيوية التي تم استيفاء جميع متطلبات تنفيذها في العاصمة المؤقتة عدن، وعدد من المحافظات، بتمويل سعودي.
وأكد أنه أصدر التوجيهات للحكومة وكافة الجهات ذات العلاقة، بتسريع الإجراءات الخاصة بإنشاء صندوق للمشتقات النفطية بقيمة 900 مليون دولار، مقدمة من السعودية والإمارات، وقال إن البنك المركزي اليمني استوفى إجراءاته وإصلاحاته اللازمة لاستخدام الوديعة السعودية الإماراتية، البالغة قيمتها ملياري دولار.
والتزم العليمي للداخل في بلاده وللخارج بمسار الإصلاحات الاقتصادية، والخدمية، والمؤسسية، ومكافحة الفساد، وتعزيز قيم الشفافية والمساءلة، موجهاً تحذيراته إلى كافة الجهات من إساءة استخدام السلطة، أو التقصير في الواجبات المخولة لخدمة المواطنين، والتخفيف من معاناتهم، وتسهيل وحماية عمل المنظمات الإقليمية والدولية.
ومع مضي 100 يوم منذ تشكل مجلس الحكم اليمني، خلفاً للرئيس السابق عبد ربه منصور هادي، أكد العليمي تمسك المجلس بالعهد الذي قطعوه، بإجراء الإصلاحات الاقتصادية والمؤسسية والخدمية اللازمة، بما في ذلك إيجاد حل جذري لأزمة الكهرباء، وانتظام دفع رواتب جميع الموظفين، والجيش والشرطة، وتنظيم المؤسستين الأمنية والعسكرية، والعناية بالجرحى والنازحين واللاجئين في كل مكان.
واعترف العليمي بأنه «لا يمكن حل كافة المشكلات دفعة واحدة»؛ لكنه أكد المضي في معالجة كافة هذه الاستحقاقات، طالباً من مواطنيه المساندة والالتحام فيما وصفه بـ«المعركة المتشعبة»، باعتبارها الطريق الوحيد للتقدم وحماية أي مكاسب يمكن تحقيقها، والبناء عليها.
- إنجازات ووعود
وأشار العليمي إلى حرص أعضاء مجلس القيادة الرئاسي على حماية التوافق الوطني العريض، والعمل بروح الفريق الواحد، والسير على قاعدة الشراكة لحسم كافة القضايا المنظورة أمام المجلس. وقال: «لقد أوفينا بعهد العمل من العاصمة المؤقتة عدن، والشروع التدريجي في إعادة بناء المؤسسات، واستقرارها على امتداد التراب الوطني».
وعلى صعيد الاستقرار الأمني، قال إنه تم تحقيق تقدم مهم على هذا الصعيد، بتشكيل اللجان العسكرية والأمنية، وإعداد التصورات المهنية المتعلقة بإعادة بناء الجيش والأمن وفقاً للمعايير المعتمدة، ويشمل ذلك العناية الخاصة بأجهزة مكافحة الإرهاب، والجريمة المنظمة.
وفي سياق تعداد الإنجازات، أشار العليمي إلى الحرص على انتظام دفع رواتب جميع موظفي الخدمة العامة، في مناطق الحكومة الشرعية والنازحين إليها، والبعثات الدبلوماسية والمبتعثين في الخارج، وقال إن هناك سعياً لإيجاد المعالجات الكفيلة بدفع استحقاقات الموظفين في مناطق سيطرة الميليشيا الحوثية، مع ضرورة أن تفي الميليشيا بالتزاماتها المقطوعة للمبعوث الأممي، وعلى رأسها الكف عن استخدام الاقتصاد ورقة حرب.
وأضاف: «سعينا بجهود حثيثة على تحسين الخدمات، والضبط النسبي لأسعار السلع والعملة الوطنية، بالعمل المخلص والمثابر لكافة مستويات الدولة وأجهزتها، وسعينا لتوفير عوامل تحسينها، وعلى رأس ذلك العمل على جلب المساعدات التي ستصل قريباً، وتلمس ثمارها على مختلف المستويات، وخصوصاً في مجال الطاقة؛ حيث تم اعتماد إنشاء محطة غازية لتوليد الكهرباء، وشبكات الجهد المتوسط والتوزيع الكهربائي للجهد المنخفض في محافظة عدن، بتكلفة تزيد على 150 مليون دولار، ضمن حزمة المشاريع المقدمة من السعودية».
وتطرق رئيس مجلس القيادة اليمني إلى مواصلة بلورة السياسات الضامنة في مجال مكافحة الفساد، وأجهزة إنفاذ القانون، والمساءلة، وإيلاء مشكلات القضاء اهتماماً خاصاً، بدءاً بتعيين نائب عام جديد، ورفع إضراب القضاة، والعمل على تحسين تحصيل الإيرادات، وتنميتها، والإدارة الرشيدة لها، وتوجيه المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها ومصارفها الحقيقية.
- التزام السلام واستعادة الدولة
وفيما يخص مساعي السلام في بلاده واستعادة الدولة من قبضة الميليشيات الحوثية، رفض العليمي استمرار التدخلات الإيرانية في بلاده، وأكد التمسك بنهج السلام، ودعم جهود المبعوثين الأممي والأميركي، وكافة المساعي الحميدة من أجل حل شامل للأزمة، واستعادة مؤسسات الدولة، بناء على المرجعيات الثلاث المتوافق عليها محلياً وإقليمياً ودولياً.
وأوضح أن التطورات في هذا المسار «تثبت انحياز مجلس القيادة الرئاسي والحكومة إلى جانب الشعب والتخفيف من معاناته، وتعرية الميليشيا الانقلابية التي قال إنها ليس أمامها في النهاية سوى الانصياع للإرادتين: الشعبية، والدولية، والوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق الهدنة؛ خصوصاً فيما يتعلق بفتح معابر تعز والمحافظات الأخرى، ودفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرتها من إيرادات ميناء الحديدة، وفقاً للتعهدات التي قطعتها الميليشيا للمبعوث الأممي، والكف عن التكسب من اقتصاد الحرب، وفرض الجبايات على المواطنين، وابتزاز القطاع الخاص، والمنظمات الإنسانية».
ورأى العليمي أن تحقق ذلك «يتطلب من المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته بموجب القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، وممارسة أقصى الضغوط، والمواقف الحازمة لدفع الميليشيا نحو التعاطي الإيجابي مع الفرص السانحة لصنع السلام».
وعبَّر رئيس مجلس القيادة اليمني عن أمله في أن تفضي القمة العربية الأميركية التي تستضيفها مدينة جدة هذا الشهر، إلى تنفيذ القرارات الأممية، وإحداث التحول الدولي المطلوب إزاء القضية اليمنية العادلة، وتقدير المواقف المشرفة التي صدَّرها تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية والإمارات، في الدفاع عن الشرعية الدستورية، وتأمين خطوط الملاحة البحرية، ومكافحة الإرهاب بكل أشكاله.
ووصف العليمي الميليشيات الحوثية بأنها غير جادة لجلب السلام والاستقرار، وقال: «مع ذلك لم نتردد في التعاطي مع أي فرصة حقيقية باتجاه السلام المنشود الذي يضمن حقاً متساوياً لكل أبناء الشعب في الحقوق والحريات والمساواة والتوزيع العادل للثروة، والشراكة المتساوية في السلطة».
ولم ينسَ العليمي التلويح بخيار القوة في حال فشلت مساعي السلام، وقال: «سنوفر كل عوامل القوة لحماية ذلك النهج الثابت في برامجنا وتعهداتنا، بما فيه تعزيز جاهزية قواتنا المسلحة والأمن، واستعدادهم الكامل لردع أي تصعيد عدائي، من قبل الميليشيا الحوثية، والجماعات والتنظيمات الإرهابية المتخادمة معها» وفق تعبيره.
وتعهد رئيس مجلس القيادة الرئاسي باستمرار العمل من الداخل اليمني: «في السراء والضراء»، وفق تعبيره، مع رهانه على استمداد القوة من كافة فئات اليمنيين، بمن فيهم الشباب والنساء والنازحين والمشردين، ومن عناصر الجيش والأمن.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.