موجة «أوميكرون» تعيد عقارب الجائحة إلى الوراء

توصية أوروبية بتسريع حملات توزيع الجرعة الرابعة

سيدة تخضع لفحص «كورونا» في باريس، 6 يوليو (أ.ف.ب)
سيدة تخضع لفحص «كورونا» في باريس، 6 يوليو (أ.ف.ب)
TT

موجة «أوميكرون» تعيد عقارب الجائحة إلى الوراء

سيدة تخضع لفحص «كورونا» في باريس، 6 يوليو (أ.ف.ب)
سيدة تخضع لفحص «كورونا» في باريس، 6 يوليو (أ.ف.ب)

دعا المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض السارية والوقاية منها إلى تعزيز جهود المراقبة والحذر، إزاء الارتفاع المطرد في عدد الإصابات بمتحور «أوميكرون 5» من فيروس كورونا، بعد أن ارتفعت خصوصاً بين الذين تجاوزوا الخامسة والستين من العمر بنسبة 32 في المائة خلال هذا الأسبوع مقارنة بالأسبوع الماضي، أي ما يعادل 62.8 في المائة من مستوى الذروة الذي بلغته حتى الآن.
وأوصى التقرير الدوري الأخير للمركز بتسريع حملات توزيع الجرعة الرابعة لمن تجاوزوا الخامسة والستين، والمصابين بأمراض مزمنة، أو يعانون من نقص أو خلل في جهاز المناعة. وكانت الوكالة الأوروبية للأدوية قد نبهت من ضعف التغطية بالجرعة الرابعة، التي لم يتجاوز معدلها 21 في المائة من المسنين، و45 في المائة بين المصابين بنقص مناعي.
في إيطاليا، أفادت وزارة الصحة، السبت، بأن عدد الإصابات الجديدة تجاوز مائة ألف لليوم الثالث على التوالي، وأن عدد الوفيات بلغ 105، وأفاد المركز الإيطالي لمراقبة جائحة «كوفيد - 19» بأن نسبة الإصابات من مجمل الاختبارات بلغت 27 في المائة، منبهاً إلى أن ذلك يعود بالدرجة الأولى إلى المهرجانات والحفلات والتجمعات الكثيفة التي تشهدها البلاد عادة في فصل الصيف، مشيراً إلى أن عدد الإصابات بـ«كوفيد - 19» في مدينة سيينا تضاعف ست مرات بين الثاني والرابع من الشهر الحالي بعد مهرجان «باليبو» لسباق الخيول، حيث يحتشد الآلاف في الشوارع لمتابعته طوال ساعات.
كان المركز الأوروبي نصح بعدم الانتظار حتى الخريف لتناول الجرعة الرابعة، لأنها تعزز الاستجابة المناعية بنسبة عالية، وتحمي من الأعراض الخطرة عند الإصابة، لا سيما وأن المتحور الجديد يتمتع بقدرة على السريان تفوق جميع المتحورات السابقة، ومن خصائصه أن الذين يصابون به يمكن أن يتعرضوا للإصابة مرة ثانية أو ثالثة. ويقول خبراء المركز، إن الجرعة المنشطة هي السبيل للحماية من الفيروس في هذه المرحلة من السريان السريع والكثيف، لا سيما وأنه بات من غير الوارد حالياً العودة إلى تدابير الإقفال أو إجراءات الوقاية المشددة التي كانت تفرضها السلطات الصحية في الفترة الماضية. تجدر الإشارة إلى أن بعض الدول الأوروبية ما زالت تفرض الحجر الصحي على المصابين، رغم أن مراقبة تنفيذه تراجعت في الفترة الأخيرة.
كانت الوكالة الأوروبية للأدوية قد خفضت الفترة الفاصلة بين جرعتين من اللقاح ضد «كوفيد - 19» إلى ثلاثة أشهر، بعد أن بينت الدراسات الأخيرة أن فاعلية الجرعة تنخفض بنسبة ملحوظة بعد أربعة أشهر من تناولها، فضلاً عن أن المتحورات الجديدة تقتضي عادة بعض التعديلات على الجرعة اللقاحية من أجل ضمان فاعليتها. كما أكدت الوكالة أن تناول ثلاث جرعات في السنة لا يشكل أي خطر ولا تنجم عنه أعراض ذات أهمية تذكر، مشيرة إلى أن التعافي من الإصابة يوازي جرعة من اللقاح.
وفيما استبعدت السلطات الصحية في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا العودة إلى فرض التدابير المتشددة التي كانت معتمدة خلال الموجات الوبائية السابقة، أفادت وزارة الصحة الألمانية بأن تدابير إقفال المدارس في الخريف المقبل جاهزة في حال ارتفاع سريع وكثيف للإصابات، أو تعرض المنظومة الصحية للضغط أو ظهور متحورات جديدة.
وأفادت الوكالة الأوروبية للأدوية بأن مصانع الأدوية جاهزة لإنتاج كميات كافية من اللقاحات المكيفة مع خصائص المتحور الجديد، أي أنها لقاحات تحتوي على عينات من المتحور الأصلي الذي ظهر في ووهان، إلى جانب عينات من متحور «أوميكرون». وكانت الوكالة الأميركية للأدوية طلبت من الشركات المنتجة إعداد لقاح جديد يحتوي على عينات من فيروس ووهان ومن متحور «أوميكرون 5».
ويقول خبراء الوكالة، إنه ليس معروفاً بعد إذا كانت اللقاحات الجديدة توفر حماية ضد السريان، لكنهم يميلون إلى الاعتقاد بأنها توفر حماية محدودة، لا سيما وأن البيانات الأخيرة من شركتي «فايزر» و«مودرنا» تفيد بأن مضادات الأجسام التي يولدها الجيل الجديد من اللقاحات هي ضعف التي تتولد من اللقاحات المتداولة حالياً.
وينصح خبراء المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض السارية ومكافحتها بعدم إهمال اللجوء إلى المضادات الفيروسية والمضادات أحادية النسيلة لعلاج الإصابات الخطرة، التي لوحظ انخفاض في استخدامها مع انتشار اللقاحات، وما نشأ عنه من اعتقاد واسع بأنها كافية وحدها للحماية من الأعراض الخطرة. ويقول الخبراء إن معظم الوفيات التي سجلت بين الملقحين كانت لأشخاص مصابين بأمراض مزمنة أو يعانون من نقص أو خلل في جهاز المناعة.


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)

دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار غير ملزم صدر بغالبية ساحقة وصوّتت ضدّه خصوصا الولايات المتحدة وإسرائيل إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة.

والقرار الذي صدر بغالبية 158 دولة مؤيدة في مقابل 9 دول صوّتت ضدّه و13 دولة امتنعت عن التصويت، يدعو إلى "وقف لإطلاق النار فوري وغير مشروط ودائم" وكذلك أيضا إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن"، وهي صيغة مشابهة لتلك التي وردت في مشروع قرار استخدمت ضدّه واشنطن في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الفيتو في مجلس الأمن الدولي.

واستخدمت الولايات المتحدة يومها حق النقض لحماية إسرائيل التي تشن منذ أكثر من سنة هجوما عسكريا في قطاع غزة ردا على هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على جنوب الدولة العبرية. وعطّل الأميركيون في حينها صدور قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق نار "فوري وغير مشروط ودائم" في غزة، مشترطين من أجل إقرار أي هدنة إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع منذ هجوم حماس.

وقبيل التصويت على النصّ، قال نائب السفيرة الأميركية في الأمم المتّحدة روبرت وود إنّه سيكون من "المخزي" تبنّي مشروع القرار لأنّه "قد يوجّه إلى حماس رسالة خطرة مفادها أنّ لا حاجة للتفاوض أو لإطلاق سراح الرهائن"، في وقت تحدّثت فيه وزارة الدفاع الإسرائيلية عن "فرصة" لإبرام اتفاق لاستعادة الرهائن.

بدوره قال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون إنّ "تصويت اليوم ليس تصويت رحمة، بل هو تصويت تواطؤ" و"خيانة" و"تخلّ" عن الرهائن المحتجزين في القطاع الفلسطيني.