ترحيب سعودي وفرنسي بتثبيت الهدنة اليمنية وأهمية فتح معابر تعز

مسؤول في «الشرعية»: استمرار حصار المحافظة يؤثر على صمودها

ترحيب سعودي وفرنسي بتثبيت الهدنة اليمنية وأهمية فتح معابر تعز
TT

ترحيب سعودي وفرنسي بتثبيت الهدنة اليمنية وأهمية فتح معابر تعز

ترحيب سعودي وفرنسي بتثبيت الهدنة اليمنية وأهمية فتح معابر تعز

رحبت السعودية وفرنسا في بيانين منفصلين باتفاق تثبيت الهدنة الذي توصلت إليه الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة بمناسبة عيد الأضحى، وشددت على أهمية فتح المعابر الإنسانية في تعز والمناطق الأخرى.
وتواجه الهدنة الأممية الهشة التي أعلنت في أبريل (نيسان) 2022 تحديات كبيرة بعد تعنت الجماعة الحوثية الانقلابية وعدم تنفيذها التزاماتها ومن أهمها فتح معابر تعز والمناطق الأخرى، لا سيما بعد فتح مطار صنعاء ودخول المشتقات النفطية ميناء الحديدة.
وبحسب مسؤول يمني رفيع تحدث لـ«الشرق الأوسط» ورفض ذكر اسمه فإن «استمرار حصار تعز وعدم تحقيق أي اختراق يؤثر على مدى صمود واستمرار الهدنة».
وأعربت وزارة الخارجية السعودية الخميس في بيان عن ترحيب المملكة باتفاق تثبيت الهدنة في الجمهورية اليمنية، مؤكدة على أهمية فتح المعابر الإنسانية في تعز.
وأكدت الخارجية السعودية أن «الهدنة تهدف في المقام الأول إلى التوصل لوقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن وبدء العملية السياسية بين الحكومة اليمنية والحوثيين».
وشددت السعودية على «أهمية التزام الحوثيين ببنود الهدنة الحالية وسرعة فتح المعابر في تعز لتخفيف المعاناة الإنسانية في تعز، وإيداع الإيرادات في البنك المركزي اليمني لصرف رواتب المدنيين».
كما ثمنت الرياض جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، في تعزيز الالتزام بالهدنة الحالية التي ترعاها الأمم المتحدة، وذلك تماشياً مع مبادرة السعودية المعلنة في مارس (آذار) 2021 لإنهاء الأزمة في اليمن والوصول إلى حل سياسي شامل.
وجددت الخارجية السعودية موقف المملكة الراسخ والداعم لكل ما يضمن أمن واستقرار اليمن، ويحقق تطلعات الشعب اليمني.
من ناحيته، قال السفير الفرنسي جان ماري صفا في سياق الترحيب الفرنسي إن «الاجتماع سمح بتعزيز التنسيق بين الأطراف لصالح الهدنة التي تفاوضت عليها الأمم المتحدة. تأمل فرنسا أن يسهم هذا الحوار المستمر في التوجه نحو وقف دائم لإطلاق النار وتسوية سياسية لهذا النزاع». وأضاف أن فرنسا تشدد على ضرورة فتح الطرق الرئيسية، ولا سيما في تعز، لتعزيز عملية السلام.
وأوضح السفير أن الحكومة الشرعية قدمت العديد من التنازلات لأنها تعمل لخدمة الشعب اليمني.
وذكر جان ماري صفا خلال تغريدة نقلها حساب السفارة الفرنسية على «تويتر» بأن «فتح طريق رئيسة واحدة على الأقل في تعز هو الحل الوحيد لوضع حد لمعاناة الشعب في هذه المدينة، ولتحسين الوضع الإنساني، وللتأكيد على اختيار الحوثيين للسلام»، متابعا أن فرنسا «تؤكد مجددا دعمها الكامل لجهود المبعوث الأممي الخاص وتطلب من جميع الأطراف التفاوض بحسن نية على فتح الطرق في اليمن بالتنسيق مع الأمم المتحدة».
وكان المبعوث الأممي لليمن أعلن الثلاثاء عن توافق ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين على تثبيت الهدنة وتجميد الأنشطة العسكرية خلال أيام عيد الأضحى المبارك، تتويجاً لنقاشات رعاها مكتبه في العاصمة الأردنية عمان.
وفي بيان لمكتب المبعوث أوضح أنه «في إطار الاحتفاء بعيد الأضحى المبارك، يوافق ضباط الارتباط الممثلون للأطراف في لجنة التنسيق العسكري على تثبيت الهدنة الحالية من خلال تجديد التزامهم بوقف جميع العمليات العسكرية الهجومية البرية والجوية والبحرية داخل اليمن وخارجه وتجميد الأنشطة العسكرية في الميدان».
وتهدد التطورات الأخيرة الهدنة الأممية الهشة ومنها إعلان جماعة الحوثي في مبادرة أحادية فتح طريق في تعز (طريق الخمسين – الستين) وهو الأمر الذي وصفته مصادر حكومية يمنية بأنه هدفه «عسكري» وتعتبره أوساط يمنية بأنه «مراوغة ميليشياوية».


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
TT

«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)

أوضح «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرّف (اعتدال)» أن استقرار الدول «يفيد التفرغ والتركيز على التنمية؛ خدمة لمصالح الناس الواقعية، وحاجياتهم الحيوية الملموسة»، متهماً «التصورات المتطرفة» بالمراهنة على تطلعات آيديولوجية تبرر التضحية بطموحات الشعوب في سبيل مشروعات ترى التدمير إنجازاً والتنمية تهمة.

وأشار «اعتدال»، الذي يتّخذ من الرياض مقرّاً له، في تقرير نشر عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»، الأربعاء، إلى عدد من الأسباب التي تدفع الفكر المتطرّف إلى مهاجمة الدول المستقرة، لافتاً إلى اعتبارات متطرّفة عدة مقابل ما يقدّمه الاستقرار للتنمية والأمن والمستقبل.

الأزمات «لحظات عابرة»

الدول المستقرّة، وفقاً للتقرير، تعدّ كل أزمة «لحظةً عابرة» ينبغي تجاوزها للعودة إلى مهامها الأساسية القائمة على العناية بجودة الحياة وضمان الأمن، بينما تُعدّ الأزمات «جزءاً من عقيدة التطرف بمختلف مشاربه»، وبيّن أن الاستقرار «محك واقعي لمدى صدق الوعود والعهود التي يطلقها المتطرفون عبر خطابهم الترويجي والاستقطابي»، وللاستدلال على أن «المتطرّفين» لا يملكون أي مشروع حقيقي غير الدعوة إلى التدمير والصراع، أوضح «اعتدال» أن خُلُو العالم من الأزمات، وشيوع الاستقرار بين الدول، «سيحرمهم لا محالة من الوضع المعلق الذي تخلقه الصراعات».

وضمن الأسباب التي تدفع الفكر المتطرف إلى مهاجمة الدول المستقرة، يرى التقرير أن «الاستقرار يُمَتَّنُ حالة الولاء بين المجتمعات وبين الدول»، عادّاً أن ذلك يحول دون «تنامي المشاعر السلبية والانفعالات المريضة والحاقدة بين الناس، مما يُعدّ حرماناً للمتطرفين من مادتهم الأساسية».

ويعتقد يوسف الرميح، وهو مستشار أمني سعودي، أن الفكر المتطرّف «يحاول استهداف الدول المستقرة والدول المضطربة على حدٍّ سواء».

دوافع واختلافات

ويرى الرميح أن «الدول المستقرة ليس لديها هامش للأفكار المضطربة، مما يدفع بالمتطرفين إلى محاولة الاصطياد في الماء العكر واختراق المجتمعات عبر استهداف مواطنين، خصوصاً الشباب، ومؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسات العامة، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي؛ بهدف خلخلة هذا النظام العام في المجتمع».

يذكر أن «اعتدال» يضطلع بمهام رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف، وحجب منافذه بمختلف أشكالها وتعطيل مصادر تغذيتها. وقد دُشّن من قِبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وعدد من قادة الدول خلال في مايو (أيار) عام 2017 بالرياض.