مجلس الشيوخ الأميركي يفشل في تمديد قانون التنصت على الهواتف

السيناتور بول من قادة الحزب الجمهوري انتصر رغم قوانين الحرب ضد الإرهاب

السيناتور جون ماكين يجيب عن أسئلة الإعلاميين حول فشل مجلس الشيوخ الأميركي في الاتفاق على تمديد التشريع الذي يسمح لأجهزة المخابرات الأميركية بجمع معلومات عن طريق الاتصالات الهاتفية للأميركيين (رويترز)
السيناتور جون ماكين يجيب عن أسئلة الإعلاميين حول فشل مجلس الشيوخ الأميركي في الاتفاق على تمديد التشريع الذي يسمح لأجهزة المخابرات الأميركية بجمع معلومات عن طريق الاتصالات الهاتفية للأميركيين (رويترز)
TT

مجلس الشيوخ الأميركي يفشل في تمديد قانون التنصت على الهواتف

السيناتور جون ماكين يجيب عن أسئلة الإعلاميين حول فشل مجلس الشيوخ الأميركي في الاتفاق على تمديد التشريع الذي يسمح لأجهزة المخابرات الأميركية بجمع معلومات عن طريق الاتصالات الهاتفية للأميركيين (رويترز)
السيناتور جون ماكين يجيب عن أسئلة الإعلاميين حول فشل مجلس الشيوخ الأميركي في الاتفاق على تمديد التشريع الذي يسمح لأجهزة المخابرات الأميركية بجمع معلومات عن طريق الاتصالات الهاتفية للأميركيين (رويترز)

فيما يمكن اعتباره انتصارا للسيناتور راند بول، من قادة الحزب الجمهوري المعتدلين، ومن المدافعين عن الحرية الأميركية رغم قوانين الحرب ضد الإرهاب، فشل مجلس الشيوخ، في جلسة استثنائية أول من أمس استمرت حتى ساعة متأخرة، في الموافقة على قانون لاستمرار التنصت على الهواتف باسم الحرب ضد الإرهاب.
فشل مجلس الشيوخ مرتين: في تجديد قانون «باتريوت» (الوطنية) الذي كان أعلنه الرئيس جورج دبليو بوش بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001. وفي إجازة قانون «فريدوم» (الحرية) الجديد الذي كان مقررا أن يحل محله. قبل أسبوعين أجاز مجلس النواب القانون الجديد، لكن تعرقل في مجلس الشيوخ خاصة بسبب الحملة التي يقودها السيناتور بول.
وأمس (الاثنين)، قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن أجهزة الاستخبارات الأميركية يجب أن تتوقف عن جمع معلومات على نطاق واسع عن طريق الاتصالات التلفونية للأميركيين، وغير الأميركيين. وذلك لأن فشل مجلس الشيوخ في الوصول إلى اتفاق سيضطر وكالة الأمن الوطني (إن إس إيه) لإنهاء مراقبة، وجمع، اتصالات تلفونية على نطاق واسع بدءا من يوم أمس.
وفي ساعة متأخرة من ليلة أول من أمس، بعد فشل مجلس الشيوخ، أصدر البيت الأبيض بيانا وصف ما حدث بأنه «زلة غير مسؤولة. عندما يتعلق الأمر بالأمن الوطني، يجب على أعضاء مجلس الشيوخ أن ينحوا جانبا خلافاتهم الحزبية، وأن يعملوا بسرعة، فالشعب الأميركي يستحق ذلك».
وقالت وكالة الصحافة الأميركية إن فشل مجلس الشيوخ يعني توقف وكالات الأمن والاستخبارات عن جمع المعلومات على نطاق واسع. وعلى مراقبة ما يعرف باسم «الذئاب المنفردة» (إرهابيون يقلدون غيرهم من دون الانتماء إلى تنظيم كبير).
وقبل عامين، انكشف برنامج التنصت وتخزين المعلومات الذي كانت تقوم به «إن إس إيه» بواسطة الموظف السابق في «إن إس إيه»، إدوارد سنودن.
وقبل أسبوعين، وافق مجلس النواب بأغلبية 388 مقابل 88 على قانون «فريدوم» الجديد. والذي يدعو، حسب وكالة الصافة الفرنسية، إلى الآتي:
أولا: يستمر التجسس على اتصالات غير الأميركيين، وخارج الولايات المتحدة.
ثانيا: يستمر التجسس داخل الولايات المتحدة، ولكن باستهداف اتصالات معينة.
ثالثا: تخزن شركات التلفونات، لا وكالة «إن إس إيه»، الاتصالات التلفونية.
رابعا: تستأذن وكالة «إن إس إيه» من محكمة للاطلاع على هذه الاتصالات.
وحسب المصادر العليمة، فشلت الجلسة الاستثنائية في مجلس الشيوخ تمديد المادة رقم 215 من قانون «باتريوت» القديم التي تجيز الآتي:
أولا: التجسس على، وتخزين، الاتصالات التلفونية.
ثانيا: التجسس داخل الولايات المتحدة.
ثالثا: جمع معلومات عن أشخاص مشتبهين بنشاطات إرهابية.
ويظل السيناتور راند بول من قادة المعارضين لتجديد قانون «باتريوت»، وخاصة المادة رقم 215. وقال إنها «تنتهك الحقوق المدنية للأميركيين».
لكن، يتوقع أن يجاز القانون في الأسبوع القادم. حتى يحدث ذلك، فإن برامج التجسس ستتوقف لعدة أيام، ومع ذلك حذرت الأجهزة الأمنية ووكالات الاستخبارات من أن توقف الصلاحيات: «ولو لأيام قليلة، يشكل خطرا على أمن الأميركيين، ويعتبر انتصارا للإرهابيين».



أورتيغا وزوجته يشددان قبضتهما على نيكاراغوا

دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
TT

أورتيغا وزوجته يشددان قبضتهما على نيكاراغوا

دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)

في إطار سعيهما لتعزيز قبضتهما على السلطة، يهاجم رئيس نيكاراغوا دانيال أورتيغا ونائبته وزوجته روزاريو موريو الكنيسة الكاثوليكية، بعدما عملا على سجن أو نفي شخصيات معارضة.
بدأ المقاتل السابق في جبهة التحرير الوطني الساندينية، بدعم قوي من زوجته، بالتأسيس لاستمرارية في السلطة منذ عودته إليها في عام 2007. وسمحت تعديلات دستورية في العامين 2011 و2014 برفع الحظر المفروض على إعادة انتخاب الرئيس، الذي كان منصوصاً عليه سابقاً في الدستور، حسبما تقول عالمة الاجتماع إلفيرا كوادرا التي تعيش في المنفى في كوستاريكا.
وتشير كودارا لوكالة «الصحافة الفرنسية» إلى أن أورتيغا (76 عاماً) «حوّل بذلك شكل الحكومة التي نصّ عليها الدستور» من أجل الانتقال إلى نظام «استبدادي» يضع «صنع القرار المطلق في أيدي الثنائي الرئاسي».
ومنذ القمع الدامي لاحتجاجات عام 2018 التي كانت تُطالب باستقالة الزوجيْن، تمرّ نيكاراغاوا بـ«أزمة مطوّلة لا يمكن تخطّيها» لأن أورتيغا وزوجته «أكّدا استمراريتهما في السلطة خلال انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) 2021. ومن خلال مأسسة الدولة البوليسية».
وأُعيد انتخاب أورتيغا لولاية رابعة على التوالي خلال انتخابات غاب عنها جميع منافسيه الأقوياء المحتملين، بسبب اعتقالهم أو إرغامهم على العيش في المنفى.
ولطالما دان المجتمع الدولي أفعال النظام في نيكاراغوا. وطالبت منظمة الدول الأميركية، أول من أمس الجمعة، الحكومة في نيكاراغوا بوقف «المضايقات والقيود التعسّفية» بحق المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام والمنظمات الدينية والمعارضين. وطالبت أيضاً بـ«الإفراج الفوري عن السجناء السياسيين الذين يُقدّر عددهم بنحو 190».
ويعتبر المحلل والنائب السابق في نيكاراغوا إيليسيو نونييز، الذي يعيش هو أيضاً في المنفى، أن جبهة التحرير الوطني الساندينية «تنتقل من موقع الحزب المهيمن إلى موقع الحزب الواحد (...) مع خلق عبادة شخصية لا مثيل لها حالياً في أميركا اللاتينية».
ومنذ عام، تمّ اعتقال 46 معارضاً أو مجرد منتقد للحكومة وحُكم عليهم بالسجن لفترات تصل إلى 13 عاماً. وكان سبعة منهم يريدون الترشّح إلى الرئاسة.
- قمع الإعلام
وكانت وسائل الإعلام أيضاً من الأهداف الأولى للسلطة.
لم تعد صحيفة «لا برينسا» La Prensa، التي كانت تنشر نسخة ورقية، موجودة إلّا على الإنترنت، بعدما اختار صحافيوها المنفى خوفاً من الاعتقال، وذلك عقب مصادرة مقرّها وزجّ مديرها لورينزو هولمان بالسجن.
وأغلقت السلطات أيضاً المحطة التلفزيونية التابعة للكنيسة الكاثوليكية في نيكاراغوا، بالإضافة إلى عدة إذاعات في أبرشيات مختلفة، وعشرات وسائل الإعلام المستقلة.
في 15 أكتوبر (تشرين الأول) 2020. أصدرت نيكاراغوا تشريعاً يستهدف الذين يتلقون أموالاً من الخارج ويفرض تسجيلهم لدى السلطات بصفة «عملاء أجانب». وأثار هذا القانون انتقادات المجتمع الدولي لما يشكله من خطر على الصحافيين ونشطاء حقوق الإنسان.
وبموجب هذا القانون، اعتبرت أكثر من ألف مؤسسة ومنظمة غير حكومية كان بعضها يكرّس عمله للدفاع عن حقوق الإنسان، غير قانونية. وأغلقت جامعات خاصة ومنظمات ثقافية بين عشية وضحاها.
في يوليو (تموز) اضطرت راهبات مجمّع الإرساليات الخيرية الذي أسسته الأم تيريزا، إلى الرحيل من نيكاراغوا، وطُردن كأنّهن «منبوذات»، حسبما قال مركز نيكاراغوا للدفاع عن حقوق الإنسان.
- «كنيسة صامتة»
وتُظهر الكنيسة الكاثوليكية نفسها على أنها آخر معقل يحمي من الإجراءات التعسّفية. لكن الموالين للحكومة يعتبرون الكهنة والأساقفة الذين ينتقدون النظام «أنبياء مزيّفين».
ومنعت الشرطة أسقف ماتاغالبا (شمال شرق) المونسنيور رولاندو ألفاريز من التنقّل، منذ 4 أغسطس (آب)، مما يعكس ذروة الأزمة مع نظام يسعى إلى إسكات رجال الدين في الكنيسة الكاثوليكية المحلية لقمع أصوات المعارضة.
وقال ألفاريز في إحدى عظاته: «لطالما أرادت الحكومة كنيسة صامتة، لا تريدنا أن نتكلّم وأن نندّد بالظلم».