نموذج ذكاء صناعي واحد من «ميتا» لتواصل سلس بين جميع المستخدمين في العالم

يدعم ترجمة النصوص بين 200 لغة لمليارات الأشخاص بجودة عالية... والمساعدة في اكتشاف المحتوى الضار والمعلومات المضللة

شعار شركة «ميتا» (أرشيفية-رويترز)
شعار شركة «ميتا» (أرشيفية-رويترز)
TT

نموذج ذكاء صناعي واحد من «ميتا» لتواصل سلس بين جميع المستخدمين في العالم

شعار شركة «ميتا» (أرشيفية-رويترز)
شعار شركة «ميتا» (أرشيفية-رويترز)

تعمل شركة «ميتا» على تطوير نظام الترجمة عالية الدقة بين اللغات باستخدام تقنيات الذكاء الصناعي. وكشفت الشركة، مساء أمس (الأربعاء)، عن عزمها رفع عدد اللغات التي يدعمها هذا النظام من 100 إلى 200 لغة، وذلك بهدف مساعدة الأشخاص على التواصل بشكل أفضل في الوقت الحالي وتمكينهم من أن يصبحوا جزءاً من عالم «ميتافيرس» في المستقبل.
وتحدثت «الشرق الأوسط» حصرياً مع أنطوان بورد، مدير عام أبحاث «فيسبوك» للذكاء الصناعي Facebook AI Research FAIR لدى «ميتا»، حول آفاق تقنيات الذكاء الصناعي في الترجمة الآلية الدقيقة بين هذه اللغات ومستقبل تفاعل المستخدمين بين بعضهم في الإنترنت والعالمين الحقيقي و«ميتافيرس».
وقال أنطوان إن اللغة تعبر عن ثقافتنا وهويتنا وتمثل شرياناً يمد العالم بالحياة. ولكن نظراً لعدم وجود أدوات ترجمة عالية الجودة لمئات اللغات، لا يمكن لمليارات الأشخاص اليوم الوصول إلى المحتوى الرقمي أو المشاركة بالكامل في المحادثات والمجتمعات على الإنترنت بلغاتهم المفضلة أو الأصلية. وينطبق ذلك بشكل خاص على مئات الملايين من الأشخاص الذين يتحدثون العديد من لغات قارتي أفريقيا وآسيا.
وترى الشركة أن عدداً قليلاً من اللغات يهيمن على محتوى الإنترنت، وهو الإنجليزية والعربية والإسبانية والماندارين، الأمر الذي يعني أن الكثير من اللغات الأخرى غير موجودة، وبالتالي لن يستطيع متحدثو تلك اللغات قليلة الاستخدام الحفاظ على لغاتهم، وما ينجم عن ذلك من أخطاء في التعبير عن الاحتياجات أو المشاعر (جراء عدم استخدام التعابير غير اللفظية في الترجمة، مثل لغة الجسد، أو حتى نبرة الصوت جراء تغير مشاعر المتحدث) جراء استخدام لغات أخرى وسيطة وترجمة المحتوى إليها يدوياً أو باستخدام أدوات بسيطة.
ومن اللغات التي لا يتم استخدامها كثيراً والتي يدعمها برنامج «لن نترك لغة»No Language Left Behind NLLB الذي يستخدم تقنيات الذكاء الصناعي الجديدة 55 لغة أفريقية بنتائج عالية الجودة، مثل الكامبا واللاوية. ويستطيع هذا النموذج الواحد توفير ترجمات عالية الجودة للغات يتحدث بها مليارات الأشخاص حول العالم، بما فيها اللغات الأفريقية والهندية.
وستدعم التطورات البحثية لهذا البرنامج أكثر من 25 مليار ترجمة يتم عرضها يومياً على آخر أخبار «فيسبوك» و«إنستغرام» والمنصات الأخرى. ويمكن من خلال هذه التقنية زيارة مجموعة ما على «فيسبوك»، مثلاً، وقراء منشور مكتوب بلغتي الإيجبو أو لوغندا، بكل سهولة وبلغتك الأم بنقرة زر واحدة. كما يمكن أن تساعد الترجمات عالية الدقة للمزيد من اللغات على اكتشاف المحتوى الضار والمعلومات المضللة وحماية نزاهة الانتخابات والحد من حالات الاستغلال الجنسي والاتجار بالبشر على الإنترنت. كما يمكن توسيع نطاق عمل التقنية لتشمل تقنيات الواقع المعزز Augmented Reality وتحويل النصوص المكتوبة إلى كلام Optical Character Recognition OCR والترجمة الفورية للمحادثات، إضافة إلى عرض الترجمة الفورية عالية الدقة بين 200 لغة لأي نص أمام المستخدم، وبشكل سلس للغاية، سواء كان ذلك لأغراض التعليم أو السياحة أو الترفيه، وغيرها.
ويتم حالياً تطبيق تقنيات وضع النماذج والدروس المكتسبة من بحث هذا البرنامج على أنظمة الترجمة التي يستخدمها محررو ويكيبيديا لتوفير أدوات الترجمة لملايين الأشخاص والمساعدة على تحسين أنظمة الترجمة. ورأت الشركة أن هناك إصدارات من «ويكيبيديا» بأكثر من 300 لغة، ولكن يحتوي أغلبها على عدد مقالات أقل بكثير من المقالات المتوفرة باللغة الإنجليزية البالغ عددها أكثر من 6 ملايين مقال. ويعتبر هذا التفاوت كبيراً، خصوصاً بالنسبة للغات التي يتم التحدث بها بشكل أساسي خارج أوروبا وأميركا الشمالية. وعلى سبيل المثال، هناك نحو 3260 مقالاً على ويكيبيديا بلغة اللينجالا، وهي لغة يتحدث بها 45 مليون شخص في جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية الكونغو وجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان. ويمكن مقارنة ذلك بلغة مثل السويدية التي يبلغ عدد المتحدثين بها 10 ملايين ولديها أكثر من 2.5 مليون مقال.
كما يمكن استخدام هذه التقنية في إنشاء أنظمة تضيف ترجمات دقيقة باللغة السواحيلية أو الأورومو إلى أفلام «بوليوود»، مثلاً. ومع بدء تشكيل عالم «ميتافيرس»، ستساعد القدرة على بناء تقنيات تعمل جيداً بمئات أو حتى آلاف اللغات على توفير الوصول إلى تجارب جديدة وجذابة في العوالم الافتراضية. وتجدر الإشارة إلى أن Meta AI تقدم أيضاً ما يصل إلى 200 ألف دولار أميركي من المِنح للمؤسسات غير الهادفة للربح لتطبيق هذا النموذج في العالم الحقيقي. ويُتوقع ألا نستطيع التمييز بين الترجمة باستخدام الذكاء الصناعي والبشرية في خلال 10 سنوات.
ويرى أنطوان أنه من أهم فوائد هذا النظام الشمولية بسبب عدم استخدام بعض اللغات بين المستخدمين، إضافة إلى كسر الحواجز لدى الدخول إلى عالم «ميتافيرس» بحيث يمكن لأي مستخدم التفاعل مع الآخرين في هذا العالم الافتراضي بغض النظر عن اللغة المستخدمة.
نص البرنامج مفتوح المصدر وموجود في منصة GitHub لمزيد من الشفافية، مع إمكانية استكشاف عرض توضيحي لنموذج NLLB - 200 باتباع الرابط التالي الذي يعرِض طريقة ترجمة النموذج للقصص من جميع أنحاء العالم: nllb.metademolab.com.


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

«الجمل عبر العصور»... يجيب بلوحاته عن كل التساؤلات

جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجمل عبر العصور»... يجيب بلوحاته عن كل التساؤلات

جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض (الشرق الأوسط)

يجيب معرض «الجمل عبر العصور»، الذي تستضيفه مدينة جدة غرب السعودية، عن كل التساؤلات لفهم هذا المخلوق وعلاقته الوطيدة بقاطني الجزيرة العربية في كل مفاصل الحياة منذ القدم، وكيف شكّل ثقافتهم في الإقامة والتّرحال، بل تجاوز ذلك في القيمة، فتساوى مع الماء في الوجود والحياة.

الأمير فيصل بن عبد الله والأمير سعود بن جلوي خلال افتتاح المعرض (الشرق الأوسط)

ويخبر المعرض، الذي يُنظَّم في «مركز الملك عبد العزيز الثقافي»، عبر مائة لوحة وصورة، ونقوش اكتُشفت في جبال السعودية وعلى الصخور، عن مراحل الجمل وتآلفه مع سكان الجزيرة الذين اعتمدوا عليه في جميع أعمالهم. كما يُخبر عن قيمته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لدى أولئك الذين يمتلكون أعداداً كبيرة منه سابقاً وحاضراً. وهذا الامتلاك لا يقف عند حدود المفاخرة؛ بل يُلامس حدود العشق والعلاقة الوطيدة بين المالك وإبله.

الجمل كان حاضراً في كل تفاصيل حياة سكان الجزيرة (الشرق الأوسط)

وتكشف جولة داخل المعرض، الذي انطلق الثلاثاء تحت رعاية الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة؛ وافتتحه نيابة عنه الأمير سعود بن عبد الله بن جلوي، محافظ جدة؛ بحضور الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، رئيس مجلس أمناء شركة «ليان الثقافية»؛ وأمين محافظة جدة صالح التركي، عن تناغم المعروض من اللوحات والمجسّمات، وتقاطع الفنون الثلاثة: الرسم بمساراته، والتصوير الفوتوغرافي والأفلام، والمجسمات، لتصبح النُّسخة الثالثة من معرض «الجمل عبر العصور» مصدراً يُعتمد عليه لفهم تاريخ الجمل وارتباطه بالإنسان في الجزيرة العربية.

لوحة فنية متكاملة تحكي في جزئياتها عن الجمل وأهميته (الشرق الأوسط)

وفي لحظة، وأنت تتجوّل في ممرات المعرض، تعود بك عجلة الزمن إلى ما قبل ميلاد النبي عيسى عليه السلام، لتُشاهد صورة لعملة معدنية للملك الحارث الرابع؛ تاسع ملوك مملكة الأنباط في جنوب بلاد الشام، راكعاً أمام الجمل، مما يرمز إلى ارتباطه بالتجارة، وهي شهادة على الرّخاء الاقتصادي في تلك الحقبة. تُكمل جولتك فتقع عيناك على ختمِ العقيق المصنوع في العهد الساساني مع الجمل خلال القرنين الثالث والسابع.

ومن المفارقات الجميلة أن المعرض يقام بمنطقة «أبرق الرغامة» شرق مدينة جدة، التي كانت ممراً تاريخياً لطريق القوافل المتّجهة من جدة إلى مكة المكرمة. وزادت شهرة الموقع ومخزونه التاريخي بعد أن عسكر على أرضه الملك عبد العزيز - رحمه الله - مع رجاله للدخول إلى جدة في شهر جمادى الآخرة - ديسمبر (كانون الأول) من عام 1952، مما يُضيف للمعرض بُعداً تاريخياً آخر.

عملة معدنية تعود إلى عهد الملك الحارث الرابع راكعاً أمام الجمل (الشرق الأوسط)

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قال الأمير فيصل بن عبد الله، رئيس مجلس أمناء شركة «ليان الثقافية»: «للشركة رسالة تتمثّل في توصيل الثقافة والأصالة والتاريخ، التي يجهلها كثيرون، ويشكّل الجمل جزءاً من هذا التاريخ، و(ليان) لديها مشروعات أخرى تنبع جميعها من الأصالة وربط الأصل بالعصر»، لافتاً إلى أن هناك فيلماً وثائقياً يتحدّث عن أهداف الشركة.

ولم يستبعد الأمير فيصل أن يسافر المعرض إلى مدن عالمية عدّة لتوصيل الرسالة، كما لم يستبعد مشاركة مزيد من الفنانين، موضحاً أن المعرض مفتوح للمشاركات من جميع الفنانين المحليين والدوليين، مشدّداً على أن «ليان» تبني لمفهوم واسع وشامل.

نقوش تدلّ على أهمية الجمل منذ القدم (الشرق الأوسط)

وفي السياق، تحدّث محمد آل صبيح، مدير «جمعية الثقافة والفنون» في جدة، لـ«الشرق الأوسط» عن أهمية المعرض قائلاً: «له وقعٌ خاصٌ لدى السعوديين؛ لأهميته التاريخية في الرمز والتّراث»، موضحاً أن المعرض تنظّمه شركة «ليان الثقافية» بالشراكة مع «جمعية الثقافة والفنون» و«أمانة جدة»، ويحتوي أكثر من مائة عملٍ فنيّ بمقاييس عالمية، ويتنوع بمشاركة فنانين من داخل المملكة وخارجها.

وأضاف آل صبيح: «يُعلَن خلال المعرض عن نتائج (جائزة ضياء عزيز ضياء)، وهذا مما يميّزه» وتابع أن «هذه الجائزة أقيمت بمناسبة (عام الإبل)، وشارك فيها نحو 400 عمل فني، ورُشّح خلالها 38 عملاً للفوز بالجوائز، وتبلغ قيمتها مائة ألف ريالٍ؛ منها 50 ألفاً لصاحب المركز الأول».

الختم الساساني مع الجمل من القرنين الثالث والسابع (الشرق الأوسط)

وبالعودة إلى تاريخ الجمل، فهو محفور في ثقافة العرب وإرثهم، ولطالما تغنّوا به شعراً ونثراً، بل تجاوز الجمل ذلك ليكون مصدراً للحكمة والأمثال لديهم؛ ومنها: «لا ناقة لي في الأمر ولا جمل»، وهو دلالة على أن قائله لا يرغب في الدخول بموضوع لا يهمّه. كما قالت العرب: «جاءوا على بكرة أبيهم» وهو مثل يضربه العرب للدلالة على مجيء القوم مجتمعين؛ لأن البِكرة، كما يُقال، معناها الفتيّة من إناث الإبل. كذلك: «ما هكذا تُورَد الإبل» ويُضرب هذا المثل لمن يُقوم بمهمة دون حذق أو إتقان.

زائرة تتأمل لوحات تحكي تاريخ الجمل (الشرق الأوسط)

وذُكرت الإبل والجمال في «القرآن الكريم» أكثر من مرة لتوضيح أهميتها وقيمتها، كما في قوله: «أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ» (سورة الغاشية - 17). وكذلك: «وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ» (سورة النحل - 6)... وجميع الآيات تُدلّل على عظمة الخالق، وكيف لهذا المخلوق القدرة على توفير جميع احتياجات الإنسان من طعام وماء، والتنقل لمسافات طويلة، وتحت أصعب الظروف.