ثلاثة سيناريوهات للحرب في أوكرانيا

عربة عسكرية في سيفيرسك شرقي أوكرانيا في 26 يونيو (أ.ف.ب)
عربة عسكرية في سيفيرسك شرقي أوكرانيا في 26 يونيو (أ.ف.ب)
TT

ثلاثة سيناريوهات للحرب في أوكرانيا

عربة عسكرية في سيفيرسك شرقي أوكرانيا في 26 يونيو (أ.ف.ب)
عربة عسكرية في سيفيرسك شرقي أوكرانيا في 26 يونيو (أ.ف.ب)

حدّدت أفريل هاينز، مديرة المخابرات الوطنية الأميركية، وعدد من مسؤولي الاستخبارات الأميركية، لجريدة «نيويورك تايمز» ثلاثة سيناريوهات للحرب في أوكرانيا.
يشير السيناريو الأول إلى نجاح الجيش الروسي في السيطرة على البلاد. وقال مسؤولو الاستخبارات إنه وفقاً لهذا السيناريو، فإن التقدم الروسي المستمر في شرق أوكرانيا من شأنه أن يكسر إرادة الأوكرانيين للقتال ويسمح للجيش الروسي بالسيطرة على المزيد من الأراضي الأوكرانية. ويُعتبر هذا السيناريو الهدف الذي يسعى إليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد تراجع قواته من العاصمة الأوكرانية كييف في محاولته الأولية للإطاحة بحكومة فولوديمير زيلينسكي. وقالت أفريل هاينز إن السيناريو الثاني، وهو الأكثر ترجيحاً، هو هيمنة روسيا على شرق أوكرانيا، خصوصاً منطقة دونباس. إلا أن هذا السيناريو يستبعد أن تنجح روسيا في الذهاب أبعد من ذلك بكثير، ويتوقع أن يجد البلدان نفسيهما في مأزق وصفته هاينز بأنه «صراع طاحن».
وفي السيناريو الثالث، ستوقف أوكرانيا تقدم روسيا في الشرق، وتنجح أيضاً في شنّ هجمات مضادة. ويراهن هذا السيناريو على قدرات القوات الأوكرانية، خصوصاً أنها استعادت بعض الأراضي جنوبي البلاد. ويتوقع بعض الخبراء العسكريين هجوماً أوسع قريباً.
يقول توماس بولوك، المحلل في شركة «جينس» المتخصصة في قضايا الاستخبارات، إن المرحلة الأخيرة من الحرب سارت بشكل جيد بالنسبة لروسيا، خصوصاً في الجزء الشرقي من أوكرانيا، أي منطقة دونباس ومقاطعتي لوغانسك ودونيتسك. وتسيطر روسيا الآن فعلياً على كل من لوغانسك ونحو 60 في المائة من دونيتسك، كما زادت القوات الروسية من قصفها بالقرب من مدينة باخموت في دونيتسك التي تعد مركزاً مهماً للإمداد الأوكراني. واستخدمت روسيا تكتيكاً مشابهاً في لوغانسك.
وتواصل أوكرانيا الاستفادة من تدفق الأسلحة من الغرب، لكن عراقيل تتعلق بتدريب القوات وسرعة تسليم الإمدادات العسكرية تواجه جهوزية القوات الأوكرانية. وقدّمت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في المرحلة الأولى من الحرب، أسلحة دفاعية بالدرجة الأولى وهجومية محدودة، مثل أنظمة الصواريخ المحمولة على الكتف والمعروفة باسم جافلين Javelins. ساعدت هذه الأسلحة أوكرانيا في الدفاع عن أراضيها وصدّ مجموعات صغيرة من القوات الروسية. وفي الأسابيع الأخيرة، أرسلت الولايات المتحدة والدول الغربية مدفعية أكثر قوة، مثل نظام HIMARS (وهو نظام صاروخي يتم وضعه على الشاحنات)، بهدف مساعدة أوكرانيا على الصمود في وجه الحشد الهائل للقوات الروسية في الشرق.
ونقلت «نيويورك تايمز» عن أحد المسؤولين قوله إن تدريب شخص ما على استخدام الرمح يمكن أن يستغرق بضع ساعات فقط، لكن تدريب القوات الأوكرانية على استخدام HIMARS قد يستغرق أياماً أو أسابيع، إلى جانب العمليات اللوجستية المتعلقة بنقل تلك الأنظمة العسكرية إلى ساحة المعركة. ويراقب مسؤولو البنتاغون كفاءة القوات الأوكرانية، ويقيمون ما إذا كانت أوكرانيا ستكون قادرة على استخدام إمداداتها المتزايدة من HIMARS لإلحاق المزيد من الضرر بالقوات الروسية.


مقالات ذات صلة

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز) play-circle 02:00

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

قال مسؤول أميركي إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد المتوسط ​​المدى مدمر ضد أوكرانيا مرة أخرى قريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا ألسنة لهب كثيفة تتصاعد من مبنى مدمر وسيارة محترقة في منطقة زابوريجيا الأوكرانية نتيجة قصف روسي (خدمة الطوارئ الأوكرانية- أ.ف.ب)

4 قتلى و19 جريحاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 4 أشخاص على الأقل وأُصيب 19، الثلاثاء، في ضربة صاروخية روسية «دمَّرت» عيادة خاصة في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، في حصيلة مرشحة للارتفاع.

أوروبا صورة مركبة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرضت لأضرار بسبب غارة بطائرة مسيرة على طريق في منطقة زابوريجيا في أوكرانيا 10 ديسمبر 2024 (رويترز)

مسيّرة تستهدف مركبة لوكالة الطاقة الذرية قرب محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا

قال مدير الطاقة الذرية إن مركبة تابعة للوكالة تعرضت لأضرار جسيمة بسبب هجوم بمسيرة على الطريق المؤدي إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (كييف)

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.