لقاء «سياحي» بأبعاد سياسية بين وليد جنبلاط ونائب من «التيار»

TT

لقاء «سياحي» بأبعاد سياسية بين وليد جنبلاط ونائب من «التيار»

التقى النائب في «التيار الوطني الحر»، غسان عطالله، برئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي»، وليد جنبلاط، في زيارة تحمل «طابعاً سياحياً بأبعاد سياسية»، رغم تأكيد الطرفين أنه لم يتم التطرق بشكل مباشر إلى القضايا السياسية.
وقالت مصادر «الاشتراكي» لـ«الشرق الأوسط» إن عطالله طلب اللقاء، فكان هناك ترحيب من قبل جنبلاط، حيث حمل نائب «التيار» رسالة أكد خلالها على أهمية التهدئة في الشوف لتمرير الموسم السياحي بهدوء، بعيداً عن التشنج السياسي.
وتلفت المصادر إلى أنه في المقابل كان هناك تأكيد من جنبلاط على هذا الأمر، موضحة: «بالنسبة إلينا هذا الأمر من البديهيات، وتأكيد المؤكد الذي لطالما نادينا به، مع دعوتنا الدائمة، وحرصنا على المحافظة على مصالحة الجبل في كل الأوقات، وليس فقط خلال الموسم السياحي».
من جهتها، قالت مصادر مطلعة على موقف «التيار»، لـ«الشرق الأوسط»، إن هذا اللقاء كان بمبادرة من أحد رجال الدين الذي طلب من عطالله ضرورة كسر الجليد والتهدئة مع «الاشتراكي»، لا سيما بعد التصعيد الكلامي غير المسبوق الذي تلا حادثة الجبل (إطلاق نار وإشكالات مع أنصار «التقدمي»، خلال زيارة قام بها رئيس «التيار» جبران باسيل إلى الشوف عام 2019)، فكان هناك ترحيب من قبل نائب «التيار»، الذي عاد إلى مرجعيته السياسية التي رحّبت بدورها باللقاء، بعد الإشارة الإيجابية أيضاً التي أتت من «الاشتراكي».
وحصل اللقاء، الذي، وإن غلب عليه الحديث السياحي، لم تغب عنه الأبعاد السياسية، بحسب المصادر التي تلفت إلى أنه تم الاتفاق على عقد لقاء ثانٍ، الأسبوع المقبل. من هنا تعتبر المصادر أن اللقاء الذي حصل لا بد أن يمهّد لفتح الباب لتقارب سياسي في هذه المرحلة، حيث الاستحقاقات أساسية ومهمة.
لكن في المقابل، علمت «الشرق الأوسط» أن رئيس «الاشتراكي»، مرّر إشارات خلال اللقاء مفادها أنه، في الاستحقاقات الكبرى، على غرار رئاسة الجمهورية وترسيم الحدود، لن يكون للكتل النيابية الصغيرة تأثير كبير، في محاولة منه لقطع الطريق على أي محاولات لطرح قضايا سياسية من قبل «التيار الوطني الحر».
وتتسم العلاقة بين «الوطني الحر» و«الاشتراكي» بالخصومة الدائمة، بحيث إن الاختلاف بينهما يعود إلى الفترة التي كان فيها رئيس «التيار» السابق، رئيس الجمهورية الحالي، ميشال عون، قائداً للجيش، ومن ثم وصف جنبلاط له بـ«تسونامي»، عند عودته من فرنسا عام 2005.
وهذه العلاقة مرّت خلال السنوات الماضية بكثير من المواجهات السياسية، حتى إنه سبق لجنبلاط أن قال، العام الماضي، بصراحة: «لا أحبهم، ولا يحبونني»، في إشارة إلى «التيار الوطني الحر»، وذلك في موازاة الانتقادات الصريحة والواضحة التي يطلقها مسؤولو «الاشتراكي»، ضد عون ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل.
ووصلت إلى حدّ مطالبة جنبلاط بإسقاط الرئيس عون، قبل أن يتراجع عنها لأسباب سياسية طائفية مرتبطة بالمواقع الأساسية في البلد، علماً بأن جنبلاط سبق أن أعلن رفضه لوصول باسيل إلى رئاسة الجمهورية.
وتُعتبر اللقاءات التي جمعت عون وجنبلاط، أو جنبلاط وباسيل، قليلة جداً، وتمحورت بشكل أساسي حول ضرورة المحافظة على مصالحة الجبل، والتهدئة في المناطق التي تجمع الدروز والمسيحيين، والتأكيد على التهدئة، لتعود بعدها وتتجدد المواجهات وتبادل الاتهامات.
وخلال الانتخابات النيابية الأخيرة، أخذت «المواجهة السياسية» بين الطرفين حيزاً كبيراً، في ظل المنافسة التي كانت بينهما في منطقة الجبل.


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

الفصائل المسلحة تسيطر على غالبية حلب... والجيش السوري: نحضّر لهجوم مضاد

TT

الفصائل المسلحة تسيطر على غالبية حلب... والجيش السوري: نحضّر لهجوم مضاد

تظهر هذه الصورة الجوية عناصر من فصائل سورية مسلحة يلتقطون صوراً أمام واجهة مبنى يحمل صورة الرئيس السوري بشار الأسد في وسط حلب (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة الجوية عناصر من فصائل سورية مسلحة يلتقطون صوراً أمام واجهة مبنى يحمل صورة الرئيس السوري بشار الأسد في وسط حلب (أ.ف.ب)

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم (السبت)، سيطرة فصائل سورية مسلحة على «غالبية مدينة حلب»، بالتزامن مع شن طائرات حربية روسية غارات على أحياء المدينة للمرة الأولى منذ عام 2016.

وقال المرصد إن «هيئة تحرير الشام» والفصائل الحليفة لها «سيطروا على غالبية المدينة ومراكز حكومية وسجون».

وأضاف: «شنت طائرات حربية روسية بعد منتصف ليل الجمعة السبت غارات على أحياء مدينة حلب للمرة الأولى منذ العام 2016».

وقال مصدران عسكريان سوريان لـ«رويترز»: «استهدف قصف بطائرات روسية وسورية مقاتلي الفصائل السورية في حي بمدينة حلب».

وكان المرصد قد أشار في وقت سابق الى أن طائرات حربية، لم يحدد هويتها، شنت بعد منتصف الليلة الماضية غارات على أحياء مدينة حلب واستهدفت الغارات حي الفرقان قرب حلب الجديدة من الجهة الغربية للمدينة.

انسحاب مؤقت

من جانبه، أعلن الجيش السوري عن «إعادة انتشار» للقوات في حلب بهدف التحضير لهجوم مضاد على من وصفهم «الإرهابيين».

ونقلت وزارة الدفاع السورية عن مصدر عسكري قوله: «تمكنت التنظيمات الإرهابية خلال الساعات الماضية من دخول أجزاء واسعة من أحياء مدينة حلب» بعد أن نفذ الجيش عملية «إعادة انتشار هدفها تدعيم خطوط الدفاع». وجاء ذلك بحسب المصدر بعد «معارك شرسة... على شريط يتجاوز 100 كم لوقف تقدمها وارتقى خلال المعارك العشرات من رجال قواتنا المسلحة شهداء».

تظهر هذه الصورة عناصر من الفصائل السورية المسلحة في شوارع مدينة حلب بشمال سوريا (أ.ف.ب)

وأضاف المرصد أن الضربات الجوية وعمليات قصف بري ومقاومة «محدودة» من جانب الجيش السوري أسفرت عن مقتل 20 عنصرا من الفصائل المسلحة.

وأشار المرصد إلى أن الغارات تزامنت مع وصول تعزيزات عسكرية «كبيرة» للفصائل المسلحة إلى المنطقة، حيث تخوض اشتباكات عنيفة مع الجيش السوري.

كما أفاد المرصد السوري بارتفاع عدد قتلى الاشتباكات، التي تفجرت يوم الأربعاء الماضي، بين الجيش السوري والفصائل المسلحة في حلب وإدلب إلى 301.

وأفادت وسائل إعلام تابعة الفصائل السورية المسلحة أمس الجمعة بأن الفصائل سيطرت على مساحات واسعة في محافظتي حلب وإدلب، في حين قال الجيش السوري قال في بيان إن قواته تتصدى لهجوم كبير من الفصائل.

يتجمع عناصر من الفصائل السورية المسلحة في وسط حلب أمام مبنى يحمل صورة كبيرة للرئيس السوري بشار الأسد في وقت مبكر من اليوم 30 نوفمبر (أ.ف.ب)

وعد روسي بمساعدات إضافية

وقال مصدران عسكريان سوريان لـ«رويترز» إن سوريا تلقت وعدا بمساعدات عسكرية روسية إضافية لمساعدة الجيش في منع الفصائل من الاستيلاء على محافظة حلب بشمال غرب البلاد.

وأضاف المصدران أن دمشق تتوقع بدء وصول العتاد العسكري الروسي الجديد إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية قرب مدينة اللاذقية الساحلية خلال 72 ساعة.