روسيا تطلق «معركة دونيتسك»... بعد لوغانسك

«الناتو» يطلب من أعضائه «مصادقة سريعة» على ضم السويد وفنلندا

فرق إطفاء تعمل على إخماد النار في سلوفيانسك التي بدأت القوات الروسية باستهدافها بقصف «هائل» (أ.ف.ب)
فرق إطفاء تعمل على إخماد النار في سلوفيانسك التي بدأت القوات الروسية باستهدافها بقصف «هائل» (أ.ف.ب)
TT

روسيا تطلق «معركة دونيتسك»... بعد لوغانسك

فرق إطفاء تعمل على إخماد النار في سلوفيانسك التي بدأت القوات الروسية باستهدافها بقصف «هائل» (أ.ف.ب)
فرق إطفاء تعمل على إخماد النار في سلوفيانسك التي بدأت القوات الروسية باستهدافها بقصف «هائل» (أ.ف.ب)

كثّفت القوات الروسية تقدمها باتجاه سلوفيانسك وكراماتورسك، أكبر مدينتين قريبتين من إقليم دونيتسك في الشرق الأوكراني، أمس (الثلاثاء)، فيما بدا إطلاقاً لـ«معركة دونيتسك»، غداة إحكام السيطرة الروسية على كامل إقليم لوغانسك.
وبعد سقوط ليسيتشانسك الحيوية، آخر معاقل كييف في لوغانسك، تحاول القوات الروسية الآن التقدم غرباً للاستيلاء على بقية مناطق الحوض الصناعي، الذي يسيطر على أجزاء منه انفصاليون روس منذ 2014. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر، الاثنين، قواته «بإنجاز مهمتهم» في شرق البلاد تطبيقاً «للخطط التي أقرت».
واستهدفت القوات الروسية سلوفيانسك بقصف «هائل» حسبما أعلن أمس رئيس بلدية المدينة. وكتب فاديم لياخ، عبر «فيسبوك»: «سلوفيانسك! قصف هائل على المدينة. في وسطها والشمال. على الجميع الاحتماء». وفي استعراض مسبق لما قد يحدث بعد سيطرة الروس على لوغانسك، قال حاكم دونيتسك المجاورة، بافلو كيريلينكو، إن منطقته تعرضت للقصف خلال الليل. وأضاف: «تعرضت سلوفيانسك وكراماتورسك للقصف. وهما تشكلان الآن أيضاً خط الهجوم الرئيسي للعدو من اتجاه ليمان... لا يوجد مكان آمن من دون قصف في منطقة دونيتسك».
في سياق متصل، باشر حلف شمال الأطلسي «ناتو» أمس عملية مصادقة دوله الأعضاء على انضمام السويد وفنلندا، ليصبح بإمكانه تنظيم خط دفاعي موحد يمتد من القطب الشمالي إلى المتوسط بمواجهة روسيا. وقال الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، خلال احتفال أقيم في مقر الحلف ببروكسل، أمس: «أعول على الحلفاء إجراء عملية مصادقة سريعة». وأضاف ستولتنبرغ، خلال مؤتمر صحافي عقده مع وزيري خارجية السويد وفنلندا، آن لينده، وبيكا هافيستو: «استغرقت العملية آخر مرة (مع مقدونيا الشمالية) 12 شهراً».
وأعلنت رئيسة وزراء أستونيا، كايا كالاس، أن بلادها ستباشر عملية المصادقة اليوم (الأربعاء). ووافقت تركيا على إطلاق هذه العملية خلال قمة قادة الحلف في مدريد، إلا أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ذكّر الدولتين الشماليتين بالشروط الواجب توافرها.



إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.