خبيرة أسماك قرش: الإجراءات الوقائية قد تحدّ من الهجمات بمصر

قالت عالمة الأحياء الدكتورة إلك بويانوفسكي، التي تجري أبحاثاً حول أسماك القرش في مصر منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2004، إنه من السابق لأوانه التكهن بأسباب هجوم سمكة القرش الذي حدث في منطقة سهل حشيش بسواحل محافظة الغردقة المصرية، دون معرفة بعض الحقائق الأساسية، وعلى سبيل المثال أي أنواع أسماك القرش، التي كانت متورطة في الهجوم.
وأوضحت بويانوفسكي في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أنها تأمل أن يكشف تحقيق شامل ليس فقط عن نوع السمكة، بل يتم استخدام بيانات الدوريات والمراقبة من المنطقة، لتحديد نوع نشاط سمك القرش وكيفية التعامل معه بشكل أفضل.
وتعد أسماك القرش جزءاً لا يتجزأ من أي نظام بيئي بحري، وتتأثر حركتهم وسلوكهم بمجموعة متنوعة من العوامل المختلفة، بما في ذلك أنماط الحركة في المنطقة وتوافر المواد الغذائية الطبيعية الخاصة بهم.
وتضيف بويانوفسكي «نحن بصراحة لا نعرف ما يكفي عن هذه العوامل المؤثرة، وسيتطلب الأمر جهوداً بحثية مركزة وطويلة الأجل حول المعايير البيئية، ومجموعات الأسماك في المنطقة، وأنشطة الصيد البشري، وما إلى ذلك، لتوثيق وشرح التغييرات في الوجود والوفرة وأنماط حركة أسماك القرش في المنطقة، وكذلك سلوكها».
ونوّهت الخبيرة الدولية في أسماك القرش بالبحر الأحمر، إلى أنه حتى مع توافر هذه المعلومات، لن يسمح ذلك بالتنبؤ بالتحركات الدقيقة لبعض الأنواع، مثل أسماك القرش شديدة الحركة؛ ولذلك بدلاً من التكهن بكيفية مقارنة هذه الحوادث بالأحداث السابقة أو معرفة كيف يلعب تغير المناخ أو الظواهر العالمية الأخرى دوراً محتملاً فيما يجري، يجب أن يكون التركيز الرئيسي على كيفية المضي قدماً.
وأشارت في هذا الصدد إلى بعض إجراءات الوقاية المعمول بها في مناطق أخرى حول العالم، حيث يتم استخدام أبراج المراقبة ورجال الإنقاذ المدربين والمسوحات المنتظمة لمراقبة نشاط أسماك القرش، ويتم استخدام «نظام إشارات المرور» لضبط أنواع ومستويات الرياضات المائية.
وتقول بويانوفسكي «ربما يكون هذا مساراً يستحق الاستكشاف بالنسبة لسواحل مصر على البحر الأحمر المصري، جنباً إلى جنب مع زيادة الوعي وتثقيف الناس حول المخاطر، التي لا تزال صغيرة جداً، مقارنة بما يحدث في أي من محيطات العالم، وتعزيز قواعد السلوك، ومنها على سبيل المثال حظر تغذية أي حيوان بالبيئة البحرية».
وحول إمكانية حدوث تغيير في النمط الغذائي لأسماك القرش في المنطقة، ليصبح البشر من الوجبات المفضلة، قالت «من المؤكد أن البشر ليسوا الوجبة المفضلة لأي نوع من أنواع أسماك القرش، كما أن خطر مواجهة سمكة قرش، ناهيك عن التعرض للعض من قِبل أحدهم، خاصة بالقرب من أي مناطق ساحلية منخفض للغاية؛ لذلك نحن ننتظر نتائج التحقيق لنعرف ماذا حدث».