عاصفة ثلجية تضرب جنوب شرقي أميركا.. ومزيد من المعاناة في بريطانيا

الطقس الدافئ يخيم على اليوم السادس في أولمبياد سوتشي الشتوي

تسبب الطقس السيئ في وفاة 13 شخصا على الأقل في جنوب شرقي الولايات المتحدة (أ.ف.ب)
تسبب الطقس السيئ في وفاة 13 شخصا على الأقل في جنوب شرقي الولايات المتحدة (أ.ف.ب)
TT

عاصفة ثلجية تضرب جنوب شرقي أميركا.. ومزيد من المعاناة في بريطانيا

تسبب الطقس السيئ في وفاة 13 شخصا على الأقل في جنوب شرقي الولايات المتحدة (أ.ف.ب)
تسبب الطقس السيئ في وفاة 13 شخصا على الأقل في جنوب شرقي الولايات المتحدة (أ.ف.ب)

لقي شخص حتفه وانقطع التيار الكهربائي عن أكثر من مائة ألف شخص، إثر هبوب عواصف ورياح شديدة على بريطانيا لتضيف مزيدا من المعاناة إلى مناطق ضربتها بالفعل الفيضانات وتسببت في فوضى واسعة النطاق في حركة السفر أمس الخميس، بينما لقي 13 شخصا مصرعهم في عاصفة ثلجية ضربت جنوب شرقي الولايات المتحدة وشلت حركة السفر والطيران وتقطع الكهرباء عن 363 ألف شخص.
ففي العاصمة البريطانية لندن أعلنت هيئة الأرصاد الجوية أن عواصف بلغت شدتها أكثر من 160 كيلومترا في الساعة ضربت غرب إنجلترا وويلز أثناء ليلة الأربعاء، في حين استمرت تحذيرات من الفيضانات الشديدة في أغلب مناطق جنوب وغرب إنجلترا.
وقالت الشرطة إن رجلا في السبعينات من العمر لقي حتفه صعقا بالكهرباء على ما يبدو بعدما أسقطت شجرة خطوطا للكهرباء في ويلتشير. وذكرت رابطة شبكات الطاقة التي تمثل شركات الكهرباء أن التيار الكهربائي انقطع عن 130 ألف عميل في وقت متأخر مساء الأربعاء. وغمرت مياه الفيضانات أجزاء في جنوب غربي إنجلترا لأسابيع بعد أن شهد شهر يناير (كانون الثاني) أعلى معدل لهطول الأمطار في نحو 250 عاما. كما ضربت مياه الفيضانات مناطق تمتد من نهر التيمس وحتى غرب لندن. وقالت خدمات الطوارئ إنها أنقذت أكثر من 850 شخصا في منازلهم على طول نهر التيمس في مقاطعة ساري منذ يوم الأحد بعد ارتفاع منسوب مياه النهر إلى أعلى مستوى في أكثر من 60 عاما.
وفي شمال غربي إنجلترا، أغلقت الطرق السريعة بسبب الرياح الخطيرة العاتية. وتعرضت المنطقة لأضرار على نطاق واسع وانقطاع إمدادات الكهرباء عن نحو 20 ألف منزل. وأغلقت الطرق في منتجع بلاكبول المطل على البحر بسبب الرياح القوية، فيما تناثر الحطام في الشوارع. وفي ضاحية شيبرتون بلندن التي تشتهر باستوديوهات التصوير السينمائي استعد السكان صباح الخميس لفيلمهم الكارثي. فما زالت المنطقة التي تأثرت بفيضان نهر التيمس تغمرها المياه بعد أسابيع من الأمطار الغزيرة. ووضع السكان أكياس الرمل خارج البنايات لحمايتها من تدفق المياه.
وتجدر الإشارة إلى أن شهر يناير الماضي كان الأكثر أمطارا منذ نحو 250 سنة، حيث تغمر الفيضانات المزيد من المناطق مع استمرار الطقس الماطر في شهر فبراير (شباط).
وفي الولايات المتحدة، ضربت عاصفة شتوية عاتية جنوب شرقي الولايات المتحدة يوم الأربعاء لتشل حركة السفر والطيران وتقطع الكهرباء عن 363 ألف شخص. وتسببت الطقس السيئ في وفاة 13 شخصا على الأقل في المنطقة بينهم ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم عندما انحرفت سيارة إسعاف كانت تنقل مريضا على طريق تساقطت عليه الثلوج في كارلسباد بولاية تكساس. وقالت هيئة الأرصاد الوطنية الأميركية إن التحذيرات من العواصف الشتوية لا تزال سارية. ومن المتوقع أن تهب عاصفة على شمال شرقي البلاد خلال اليومين المقبلين مصحوبة بثلوج يصل ارتفاعها إلى 38 سنتيمترا. وقال كارل بارنز، الخبير بهيئة الأرصاد في ولاية فرجينيا «ننصح أي شخص بالابتعاد عن الطرق والبقاء في المنزل قدر المستطاع».
وتوقفت حركة السفر على الطرق السريعة بين الولايات تقريبا، وهناك تقارير عن حوادث مرورية قاتلة في ولايتي مسيسبي وساوث كارولاينا. وفي جورجيا، لقي شخص حتفه بسبب الطقس البارد قرب منزله في مقاطعة باتس جنوب أتلانتا، وأبلغ بات مكروري حاكم ولاية نورث كارولاينا شبكة تلفزيون «سي إن إن» بأن شخصين لقيا حتفهما في حادثين مرتبطين بالطقس.
وأعلن حكام الولايات الممتدة من لويزيانا إلى نيوجيرسي حالات الطوارئ، حيث جرى إغلاق مئات المدارس والكليات والمكاتب الحكومية. وقال موقع «فلايت أوير» الإلكتروني الذي يرصد حركة الطيران إنه تم إلغاء أو تأجيل نحو 6700 رحلة جوية يوم الأربعاء، كما تم إلغاء 3700 رحلة الخميس. وقالت وزارة الطاقة الأميركية إن الكهرباء انقطعت عن 363 ألف عميل منذ عصر أمس. وقالت امي فينك، المتحدثة باسم شركة الكهرباء «جورجيا باور»، إن أكثر من ثلث هؤلاء الأشخاص يعيشون في ولاية جورجيا حيث ربما سيضطر بعض السكان للانتظار لمدة أسبوع قبل عودة التيار الكهربائي.
وفتحت السلطات مراكز للإيواء في ألاباما وجورجيا ونورث كارولاينا لمساعدة الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل جراء العواصف.
ومن ناحية أخرى، ضربت عاصفة ثلجية جديدة وصفت بأنها واحدة من أقوى العواصف هذا الشتاء العاصمة الأميركية واشنطن، بعدما عبرت جنوب شرقي البلاد.
وقد توقع خبراء الأرصاد الجوية أن تصل كثافة الثلوج التي تساقطت على العاصمة أمس إلى 30 سنتيمترا. وقد تم إغلاق مدارس العاصمة أمس الخميس وكذلك مدارس ولاية ميريلاند المجاورة، بينما ألغي عدد كبير من جلسات الاستماع التي كانت مقررة أمس الخميس في مجلس الشيوخ. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أعلن يوم الأربعاء حالة الطوارئ في 45 مقاطعة بولاية جورجيا (جنوب شرق) وفي ساوث كارولاينا في جنوب شرقي الولايات المتحدة، مما يتيح للوكالة الفيدرالية لإدارة الحالات الطارئة التدخل في هذه المقاطعات. وفي هذه الولايات التي تسبب فيها تساقط كميات كبيرة من الثلوج في صعوبات كبيرة على الطرق، انقطع التيار الكهربائي عن 370 ألف عائلة مساء الأربعاء، كما أفاد إحصاء أجرته وكالة الصحافة الفرنسية لدى ثلاث شركات محلية.
وكانت ولاية جورجيا شهدت قبل أسبوعين عاصفة ثلجية قوية واجهت السلطات خلالها انتقادات حادة بسبب إدارتها للوضع، إذ إن مئات التلاميذ اضطروا للنوم في مدارسهم بسبب إغلاق الطرق. وأكد أوباما أيضا أن الوكالة الفيدرالية لإدارة الحالات الطارئة أنشأت في واشنطن العاصمة مركزا لتنسيق عملياتها على المستوى الوطني، ومركزا آخر إقليميا في ولاية أتلانتا مهمته تنسيق العمليات على مستوى المنطقة.
وخزنت الوكالة في أوغوستا بولاية جورجيا مولدات للكهرباء وحصصا غذائية ومياها وأغطية.
وأعلن مكتب الأرصاد الجوية في بيان الأربعاء أنه «ينتظر تساقط ثلوج ويفترض أن يجعل التنقلات خطيرة»، ونصح السكان بعدم مغادرة منازلهم إلا في حالات الضرورة القصوى. وقال «إذا اضطررتم للخروج ضعوا في سيارتكم مصباح يد إضافيا ومياها ومواد غذائية».
وألغى مطار هارتسفيلد جاكسون الدولي في أتلانتا عاصمة جورجيا الذي يعد الأهم في حركة النقل الجوي، كل رحلاته البالغة نحو 2500 الأربعاء، كما ذكرت صحيفة «أتلانتا هيرالد كونستيتيوشن».
ويحذر المكتب الوطني للأرصاد الجوية منذ أيام من «قبة عملاقة» من تيارات للهواء البارد القادم من القطب الشمالي قبل أن يتمركز جزء منه على شرق الولايات المتحدة، مما يؤدي إلى «عاصفة جليدية» قد «تشل» عددا من الولايات من جورجيا إلى ساوث كارولاينا وصولا إلى المناطق الواقعة شمالا. وأطلقت تحذيرات من حصول أعاصير في فلوريدا بسبب اجتماع هذه الأجواء الجليدية مع كتلة استوائية، كما ذكرت محطة «ويذر تشانل».
وقال المكتب الوطني للأرصاد الجوية إن «تراكم الجليد غير معقول ولا يوصف إلا بأنه تاريخي»، موضحا أن كميات من الثلوج قد تصل إلى 30 سنتيمترا يمكن أن تتساقط على ولايات شرق البلاد.
وفي بعض المناطق في جورجيا التي تشهد انخفاضا كبيرا في درجات الحرارة قد تصل سماكة الثلج إلى 25 سنتيمترا. ولتجنب الفوضى التي شهدتها الولاية قبل أسبوعين، أعلن حاكم جورجيا ناتان ديل منذ الثلاثاء حالة الطوارئ، ونشر أسطولا من الشاحنات لرش الملح على الطرق قبل وصول العاصفة. وتقيم عدة بلدات في المنطقة ملاجئ احتياطية في كنائس أو مراكز للترفيه لإيواء السكان في حال انقطاع التيار الكهربائي.
وأدى الشتاء القاسي في الولايات المتحدة هذه السنة إلى نتائج لم تكن متوقعة، فقد أضرت الظروف الجوية السيئة بالنمو والوظيفة. في المقابل ارتفعت أسعار النفط بسبب الحاجة إلى التدفئة.
وفي الوقت الذي تعرضت فيه الولايات المتحدة وبريطانيا لطقس سيئ، تشهد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية المقامة حاليا في منتجع سوتشي الروسي يوما دافئا ومشمسا آخر، بعدما ارتفعت درجة الحرارة اليوم الخميس لتصل إلى 18 درجة مئوية في اليوم السادس للبطولة. ودفع الطقس الدافئ إلى قيام المشجعين بعمل حمامات شمس في المنتجع الواقع على ساحل البحر الأسود، في الوقت الذي أكد فيه منظمو البطولة أن الأجواء الدافئة لن تؤثر على منافسات البطولة التي ستشهد توزيع ميداليات ست مسابقات الخميس.
ومن المقرر أن تبدأ منافسات اليوم على جبال كراسنايا بوليانا تحت سماء صافية وفي ظل درجة حرارة تتراوح بين أربع وسبع درجات مئوية في المناطق المرتفعة، وتصل إلى 14 درجة مئوية في الوادي.
ومن المتوقع أن يستمر الطقس الدافئ خلال اليومين المقبلين، في ظل تكاثر للسحب، حيث تنخفض درجة الحرارة بشكل طفيف.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».