الأمواج الهادرة التي كان يسمع المكفوفون صوتها وسط أجواء صاخبة ومرحة، وكان يتعذر الوصول إليها من قبل، بات الآن من السهل الوصول إليها، بعد تخصيص أول شاطئ للمكفوفين بمدينة الإسكندرية الساحلية، فعبارة «ما لا يُرى... لكن يُحس»، تجسد حالياً شعور المصطافين المكفوفين بالإسكندرية، وهم يستمتعون بالسباحة في مياه البحر، حيث أصبح بإمكانهم السير داخل مياه البحر الأبيض المتوسط، مستندين على مسارات ملونة أعدت خصيصاً لهذا الغرض.
وظهر عدد من المكفوفين، داخل الشاطئ المخصص لهم، بمنطقة المندرة بمحافظة الإسكندرية في عدد من مقاطع الفيديو، المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهم يعبرون عن سعادتهم الغامرة بهذا الشاطئ، الذي وصفوه بأنه «آمن جداً»، بعدما مكنهم من السباحة في البحر وحدهم دون مساعدة ذويهم لأول مرة.
المساحة المخصصة للمكفوفين، عبارة عن مسارات داخل مياه البحر لها فتحة دخول، وتسمح للشخص بالتحرك والسباحة، حيث بإمكانه استخدام يديه للاستدلال على الطريق عبر علامات من «الفل الملون»، مع شخاليل تصدر أصواتاً لتساعد المكفوفين على السباحة، وأكد المحافظ أنه «تم تصميم مسارات التحرك على أعماق آمنة من المياه، وتحت رقابة دقيقة من فرق من الغطاسين».
وقال اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا هو أول شاطئ للمكفوفين على مستوى الجمهورية، ويأتي استكمالاً للجهود التي تبذلها المحافظة في توفير خدمات أفضل لذوي الهمم تحقيقاً لمبدأ الدمج المجتمعي»، موجهاً الدعوة لكل الجمعيات الخاصة بالمكفوفين للاستمتاع بالشاطئ، مشيراً إلى أن «المحافظة تعتزم تطوير الشواطئ بشكل أكبر لخدمة المكفوفين وذوي الهمم».
المسارات المخصصة للمكفوفين هي جزء من شاطئ ذوي الهمم الذي افتتحته محافظة الإسكندرية الصيف الماضي، والذي يضم كراسي متحركة لتسهيل سباحة ذوي الهمم، وعلى غرار الكراسي المتحركة التي تم تزويد الشاطئ بها العام الماضي لخدمة ذوي الهمم، زودت إدارة المصايف بالإسكندرية مسارات المكفوفين بألواح إسفنجية لحمايتهم أثناء السباحة.
وتعود فكرة الشاطئ إلى «ما يزيد عن عامين عندما قررت محافظة الإسكندرية تخصيص شاطئ المندرة كأول شاطئ عام مجاني في الإسكندرية استجابة لمطالب الأهالي وشكواهم من استغلال الناس لهم في الشواطئ الأخرى»، على حد قول المحافظ، الذي أشار إلى أنه «بمتابعة الشاطئ وزواره وجدنا احتياجاً بتوفير مساحة لذوي الهمم، ومن هنا تم إنشاء الجزء المخصص لذوي الهمم بالكراسي المتحركة العام الماضي».
وأضاف الشريف أنه «في إطار تطوير الخدمات في الشاطئ لاحظنا أيضاً وجود نسبة من المكفوفين تضطر للسباحة برفقة ذويهم مع ما يسببه هذا من مشقة وصعوبات وإرهاق نتيجة الزحام الشديد، وبالتالي تم عرض الأمر على رابطة المكفوفين في الإسكندرية، واستشارة الخبراء والمعنيين لتنفيذ أول شاطئ للمكفوفين»، مؤكداً أن «المحافظة ستستمر في تنفيذ مشروعات أخرى لتشكل منظومة ذوي الهمم بالكامل».
أول شاطئ للمكفوفين بمصر... ما لا يُرى لكن يُحس
يتضمن مسارات وعلامات داخل المياه
أول شاطئ للمكفوفين بمصر... ما لا يُرى لكن يُحس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة