«مخابئ» على متن الطائرات محظورة على الركاب... أين تقع؟

المساحات المخفية يُطلق عليها اسم «استراحة الطاقم» (أرشيفية- أ.ف.ب)
المساحات المخفية يُطلق عليها اسم «استراحة الطاقم» (أرشيفية- أ.ف.ب)
TT

«مخابئ» على متن الطائرات محظورة على الركاب... أين تقع؟

المساحات المخفية يُطلق عليها اسم «استراحة الطاقم» (أرشيفية- أ.ف.ب)
المساحات المخفية يُطلق عليها اسم «استراحة الطاقم» (أرشيفية- أ.ف.ب)

تتمتع الطائرات ذات الهياكل العريضة بمساحات مخفية على متنها، صممت حتى تكون متوارية عن الأنظار. وفي حين يلجأ الطيارون وطاقم الطائرة إليها للراحة خلال الرحلات الطويلة، يمنع المسافرون من دخولها إليها تحت أي ظرف.
هذه المساحات المخفية يطلق عليها اسم «استراحة الطاقم» ويختلف موقعها من طائرة لأخرى، وتقع فوق المقصورة الرئيسية، في الجزء العلوي من هيكل الطائرة على متن الطائرات الأحدث، من طراز «بوينغ 787» أو «إيرباص A350» لكنها تتمركز في عنبر الشحن، أو ببساطة في المقصورة الرئيسية على متن الطائرات القديمة.
وتتوزع «استراحة الطاقم» بين مقصورتين عادة، إحداهما خاصة بالطيارين، وتقع فوق قمرة القيادة، وتضم سريرين ومقعدا قابلا للانحناء، والثانية خاصة بطاقم الطائرة، وتحوي عادة على ستة أسرّة أو أكثر، وتقع فوق المطبخ في الجزء الخلفي من الطائرة حيث يتم إعداد الطعام والمشروب.
أشبه بفندق الكبسولة
ويعتمد وضع تصور لموقع استراحة طاقم الطائرة على رأي شركات الطيران لدى شراء الطائرة، غير أن المعايير الرئيسية التي يضعها المنظمون مثل إدارة الطيران الفيدرالية. تفترض مثلا أن توجد هذه الفسحة في موقع يخف فيه أثر الضوضاء والاهتزازات، بالإضافة إلى أن أنه يجب التحكم بدرجة حرارتها وضبط الإضاءة فيها.
وقالت سوزانا كار، وهي مضيفة طيران لدى «يونايتد إيرلاينز» والعاملة على متن طائرات «بوينغ» 787 و777 و767 إن «هناك فرشا مبطنة، وفتحة للتهوية حفاظاً على تغير الهواء، وإمكانية التحكم بدرجة الحرارة كي تبقى المقصورة أكثر برودة أو دفئاً».
وأضاف: «يتم تزويدنا ببياضات، عادةً ما تكون مماثلة لتلك المستخدمة في درجة الأعمال على متن رحلاتنا الدولية».
ولكن هل هذه المساحة أفضل من مقعد درجة رجال الأعمال أو حتى الدرجة الأولى؟ بحسب كار، «في بعض النواحي، أجل، وفي أخرى، لا»، موضحة أن «الأسرّة قد تكون من طبقتين أوسع من مقاعد الدرجة الأولى. قد أحصل على مساحة أكبر للأرجل، ولكن ليس بالضرورة أن نحظى بالمساحة فوق الرأس المتوفرة في مقصورة درجة رجال الأعمال، وبالطبع لن نتمتع بالخصوصية عينها أيضاً».
المخبأ
وصممت مساحة استراحة الطاقم على نحو لا يلفت نظر الركاب، أينما وجدت، وأوضحت كار أنه «ربما يعتقد الراكب الذي يمر بجانبها أنها عبارة عن خزانة».
وعادة ما يكون خلف الباب درجة صغيرة، ثم سلم يؤدي إلى الطبقة العلوية، أقله على متن الطائرات الحديثة.
وعلى متن الطائرات الأقدم مثل «إيرباص A330»، قد تقع مقصورة استراحة الطاقم في عنبر الشحن، وبالتالي يؤدي الدرج إلى الأسفل. لكن حتى على متن الطائرات الأقدم مثل «بوينغ 767»، توجد حجرة الراحة في المقصورة الرئيسية، وهي عبارة عن مقاعد استرخاء محاطة بستائر ثقيلة للغاية تحجب الضوء، وتخفف من الضجيج الخارجي.
مبدأ الأقدمية
ويقضي أفراد طاقم الطائرة خلال الرحلات الطويلة ما يقرب من نسبة 10 في المائة من وقت الرحلة المخطط لها في مناطق الراحة.
وقالت كارولينا أومان، مضيفة طيران لدى شركة «فين إير» العاملة إنها تقضي معدل وسطي للراحة يبلغ نحو ساعة ونصف الساعة لكل رحلة طويلة المدى. ورغم ذلك، قد تختلف هذه المدة بحسب شركة الطيران ووقت الرحلة، وقد يمتد إلى بضع ساعات.
ولفتت أومان إلى أنه «نظرا لعدم وجود أي منطقة خاصة على متن الطائرة نتناول فيها الغداء أو نأخذ استراحات القهوة، فإن فترة الراحة هذه مهمة للغاية ومفيدة لنا».
وأضافت: «هذا الوقت، خلال الرحلة، لا نجيب فيه على مكالمات الركاب أو نقوم بأي مهمة أخرى سوى الراحة، فنريح أقدامنا ونصفي أذهاننا. والهدف من ذلك الحفاظ على حالة تأهب ويقظة عقلية طوال الرحلة حتى نكون على جهوزية في حال وقوع أي أمر غير متوقع».
وأوضحت كار أن «كل شيء في صناعتنا يعتمد على الأقدمية، من الجدول الزمني للطيران، إلى المسارات التي نريدها، وصولا لأيام الإجازة»، مفسرة أنه «كلما طالت مدة الإقامة في الشركة، تمتعت بامتيازات أفضل، منها تحديد وقت الاستراحة باتباع ترتيب الأقدمية».
امتيازات القيادة
وتقع منطقة استراحة الطيارين، المنفصلة عادة عن تلك المخصصة لطاقم الطائرة، على مقربة من قمرة القيادة. وتتضمن منطقة استراحة الطيارين سريرين فقط، بالإضافة إلى مقعد مجهز أحياناً بوسائل ترفيه على متن الطائرة، وهذا أمر لا يحصل عليه طاقم الطائرة عادة.
وقال أليكسي كوزمانين، نائب رئيس طيار الأسطول في شركة «فين إير»: «عادةً ما أنام جيدا هناك».
وعادة ما يقود كوزمانين طائرات «A330» و«A350»، ويقول إنه يفضل منطقة استراحة الأخيرة، التي تقع فوق المطبخ الأمامي بدلاً من المقصورة الرئيسية، لافتا إلى أنها تحتوي على ستائر جيدة، ومزودة بتهوية رائعة، وعازلة للصوت بدرجة أكبر.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

رجل إطفاء يتحوَّل «بابا نويل» لإسعاد الأطفال المرضى

بعضُ السحر يستحقّ أن يُصدَّق (مواقع التواصل)
بعضُ السحر يستحقّ أن يُصدَّق (مواقع التواصل)
TT

رجل إطفاء يتحوَّل «بابا نويل» لإسعاد الأطفال المرضى

بعضُ السحر يستحقّ أن يُصدَّق (مواقع التواصل)
بعضُ السحر يستحقّ أن يُصدَّق (مواقع التواصل)

زَرَع رجل إطفاء البهجة في نفوس عدد لا يُحصى من الأطفال خلال عطلة عيد الميلاد على مرّ السنوات، لكنَّ ديفيد سوندرز (50 عاماً)، يقول إنّ القيام بدور «بابا نويل» يُرخي أثراً سحرياً عليه أيضاً. بالنسبة إلى سوندرز المقيم في مقاطعة فيرفاكس بولاية فرجينيا، فإنّ أداء دور «بابا نويل» يتجاوز التقاليد: «إنه مَهمَّة شخصية عميقة مستوحاة من العائلة وتغذّيها الرغبة في نشر الفرح». بدأ سوندرز، وهو والد لـ5 أطفال، ذلك العمل الموسميّ منذ 16 عاماً. في ذلك الوقت، كان ابنه البالغ 6 سنوات يعاني مرضاً تسبَّب بتنقّله بين المستشفيات. نقلت عنه «فوكس نيوز» قوله لشبكة «إس دبليو إن إس»: «في كل مرّة كنّا نقصد المستشفى، كان يرى جميع الأطفال المرضى. وخلال المغادرة راح يقول لي: (أتمنّى لو نستطيع فعل شيء لطيف لهم). كنتُ أجيبه: (اكتشف ما تريد فعله، وسنحاول)».

مَهمَّة شخصية عميقة مستوحاة من العائلة (مواقع التواصل)

تحوَّلت هذه الرغبة دعوةً غير متوقَّعة للأب والابن، اللذين بدآ في ارتداء زيّ «بابا نويل» وجنّيته المساعدة لإسعاد المرضى الصغار. حالياً، يُنجز سوندرز بين 100 إلى 150 زيارة منزلية كل عام؛ مُرفقةً ببعض الإعلانات التجارية وفيلمين لعيد الميلاد. قال: «أحبُّ إسعاد الناس. أستمتعُ برسم البسمة على وجوههم». وكلّ عام، كان يرى أطفالاً اعتاد رؤيتهم منذ أن كانوا رضَّعاً: «استمتعتُ بمراقبتهم وهم يكبرون. تحملهم بكونهم أطفالاً، ثم تشاهدهم يكبرون. أحياناً تعتقد أنهم لن يرغبوا في عودتك هذا العام، لكنَّ أمهاتهم أو آباءهم يتّصلون دائماً ويقولون: (إنهم لا يريدون أن يمرَّ عيد الميلاد من دونك)». ورغم أنّ دور «بابا نويل» مبهج عموماً، فإنَّ سوندرز أقرّ بمواجهة تحدّيات: «أرى بعض الأطفال المرضى أو الذين ليس لديهم الكثير. أحياناً يكون الأمر مُرهقاً عقلياً».

بدأ سوندرز عمله الموسميّ منذ 16 عاماً (مواقع التواصل)

وبعد 30 عاماً من كونه رجل إطفاء، يتطلَّع الآن إلى تحويل عمله الجانبي وظيفةً بدوام كامل. تابع: «عملي رجل إطفاء وظيفة رائعة. إنه أيضاً أحد تلك الأشياء المُرهِقة عقلياً وجسدياً، لكنْ كانت لديَّ مهنة جيّدة. جسدي يؤلمني، وأنا أكبُر في السنّ؛ لذلك حان الوقت للمضيّ قدماً. آمل أن تنمو هذه التجارة أكثر». سحرُ عيد الميلاد هو ما يستمرّ في إلهام سوندرز لإسعاد الأطفال والكبار على السواء: «أعتقد أنّ جميع الأطفال، وحتى البالغين، يريدون شيئاً يصدّقونه، خصوصاً في هذا العيد».