19 قتيلاً في ضربات قرب أوديسا وكييف تسترد جزيرة استراتيجية

عمال الإنقاذ في موقع تعرض لهجوم صاروخي في موقع بمنطقة أوديسا الأوكرانية (رويترز)
عمال الإنقاذ في موقع تعرض لهجوم صاروخي في موقع بمنطقة أوديسا الأوكرانية (رويترز)
TT

19 قتيلاً في ضربات قرب أوديسا وكييف تسترد جزيرة استراتيجية

عمال الإنقاذ في موقع تعرض لهجوم صاروخي في موقع بمنطقة أوديسا الأوكرانية (رويترز)
عمال الإنقاذ في موقع تعرض لهجوم صاروخي في موقع بمنطقة أوديسا الأوكرانية (رويترز)

قتل 19 شخصاً في ضربات استهدفت مباني في منطقة أوديسا جنوب أوكرانيا، حسب كييف، في حين استعاد الجيش الأوكراني من الروس جزيرة صغيرة استراتيجية للسيطرة على الطرق البحرية.
وقالت أجهزة الطوارئ الأوكرانية إن صاروخاً أطلق من «طائرة استراتيجية» أسفر عن سقوط «14 قتيلاً و30 جريحاً بينهم ثلاثة أطفال»، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وأصاب صاروخ آخر أطلق من الطائرة نفسها مبنيين آخرين يقعان على مسافة قريبة ما أسفر عن سقوط «ثلاثة قتلى بينهم طفل»، وفق المصدر نفسه الذي أوضح أن عمليات الإنقاذ التي يعقدها اندلاع حريق، مستمرة.
كان المتحدث باسم الإدارة العسكرية في منطقة أوديسا سيرغي براتشوك، قال في وقت سابق إن «الصاروخ أصاب مبنى سكنياً من تسع طبقات يقع في منطقة بيلغورود - دنييستر» التي تبعد حوالي 80 كيلومتراً نحو مدينة أوديسا.
وانتقد الناطق رواد الإنترنت الذين يبلغون عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن تحركات القوات الأوكرانية وأجهزة الإغاثة.
وأضاف في تصريح للتلفزيون المحلي: «ثمة عملية إنقاذ جارية لا تكتبوا أين ومن وكيف!» لعدم تعريض العسكريين للخطر من دون أن يوضح المكان المحدد للضربة.
وأتى الهجوم الصاروخي في حين وعد حلف شمال الأطلسي (ناتو)، أوكرانيا، بدعم ثابت في ختام قمته في مدريد الخميس. وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، «سنبقى إلى جانب أوكرانيا وكل الحلف سيبقى إلى جانب أوكرانيا طالما لزم الأمر لضمان أنها لن تهزم من قبل روسيا».
وقال بايدن، «لا أعرف كيف ومتى سينتهي الأمر. لكن الحرب لن تنتهي بهزيمة أوكرانيا».
وأعلنت دول عدة في الناتو مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا. فتعهد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بتوفير مساعدة إضافية قدرها مليار جنيه إسترليني (1.16 مليار دولار)، فيما وعد بايدن بمساعدة إضافية تصل قيمتها إلى 800 مليون دولار.
وردت موسكو بقولها على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافرورف، «الواقع أن الستار الحديد هو في طور القيام»، مستعيداً العبارة الشهيرة التي ولدت مع الحرب الباردة وتلاشى استخدامها مع سقوط جدار برلين في 1989.
وأتى كلامه رداً على خريطة الطريق الاستراتيجية التي أقرها الناتو، واعتبرت روسيا «التهديد المباشر الأكبر على أمن الحلفاء»، وتنديده كذلك بمحاولات موسكو وبكين توحيد جهودهما «لزعزعة استقرار النظام العالمي».
على جبهة القتال، رحبت أوكرانيا، الخميس، بانسحاب القوات الروسية من جزيرة الثعبان التي هيمنت عليها في ساعات الهجوم الأولى في انتصار له دلالات رمزية كبيرة لكييف.
وقالت موسكو إنها سحبت قواتها في «بادرة حسن نية» بعدما حققت أهدافها ولتسهيل صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
وتقع هذه الجزيرة التي فيها وجود عسكري، جنوب غربي أوديسا، التي تضم أكبر مرفأ أوكراني، حيث تتكدس ملايين الأطنان من الحبوب ويقع قبالة مصب نهر الدانوب.
إلا أن رواية الجيش الأوكراني مختلفة تماماً. فهو يعتبر أن الجيش الروسي غادر الجزيرة لأنه «بات عاجزاً عن مقاومة نيران مدفعيتنا وصواريخنا وضرباتنا الجوية».
وأوضح أن «العدو فر على متن زورقين سريعين» تاركاً الجزيرة عرضة «للنار»، حيث «لا يزال يسمع دوي انفجارات»، مشيراً إلى أنه سيقيم مجدداً فيها «وجوداً مباشراً».
وقال الجيش الأوكراني إن «الروس خلال انسحابهم فجروا» معداتهم العسكرية «وفقدوا مروحية في البحر».


مقالات ذات صلة

كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

العالم الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب) play-circle 01:00

كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

بدأ التأثير العالمي لولاية ترمب الرئاسية الثانية في الولايات المتحدة حيث يُشعر به بالفعل حتى قبل انطلاق العهد الجديد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ جانب من لقاء بين بوتين وترمب في اليابان عام 2019 (أرشيفية - رويترز)

بوتين يهنّئ ترمب ويؤكد انفتاحه على الحوار بشأن أوكرانيا لتحقيق «سلام دائم»

سارع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تهنئة دونالد ترمب، الاثنين، قبل ساعات من تنصيبه رئيساً، قائلاً إنه «منفتح على الحوار» بشأن أوكرانيا لتحقيق «سلام دائم».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا رجال الإطفاء يظهرون في موقع تعرض لهجوم صاروخي روسي على كييف (أ.ب)

روسيا: قصف كييف يأتي رداً على هجوم بصواريخ أميركية

ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن هجوماً صاروخياً أسفر عن مقتل أربعة أشخاص في كييف، خلال الليل، جاء رداً على هجوم أوكراني في وقت سابق من الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ الاستعدادات جارية لحفل تنصيب ترمب أمام مبنى الكابيتول في 12 يناير 2025 (أ.ف.ب)

ترمب في عهده الثاني: نسخة جديدة أم تكرار لولايته الأولى؟

يأمل كبار السياسيين بواشنطن في أن تكون إدارة دونالد ترمب الثانية مختلفة عن الأولى، وأن يسعى لتحقيق توازن في الحكم ومدّ غصن زيتون للديمقراطيين.

رنا أبتر (واشنطن)
أوروبا أفراد من القوات العسكرية البولندية خلال العرض العسكري لإحياء ذكرى انتصار بولندا على الجيش الأحمر السوفياتي عام 1920 في وارسو 15 أغسطس 2023 (رويترز)

كيف تستعد بولندا لإعادة التسلح الأوروبي؟

بوصفها «أفضل طالب» في حلف الناتو، تحاول بولندا إشراك شركائها في مواجهة تحدي زيادة الإنفاق الدفاعي ومواجهة التهديد الروسي، حسب تقرير لصحيفة «لوفيغارو».

«الشرق الأوسط» (وارسو)

أكثر من نصفهم في غزة... عدد قياسي لضحايا الأسلحة المتفجرة في 2024

فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
TT

أكثر من نصفهم في غزة... عدد قياسي لضحايا الأسلحة المتفجرة في 2024

فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)

خلُص تقرير جديد إلى أن عدد ضحايا الأسلحة المتفجرة من المدنيين وصل إلى أعلى مستوياته عالمياً منذ أكثر من عقد من الزمان، وذلك بعد الخسائر المدمرة للقصف المُكثف لغزة ولبنان، والحرب الدائرة في أوكرانيا.

ووفق صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد قالت منظمة «العمل على الحد من العنف المسلح» (AOAV)، ومقرها المملكة المتحدة، إن هناك أكثر من 61 ألف مدني قُتل أو أصيب خلال عام 2024، بزيادة قدرها 67 في المائة على العام الماضي، وهو أكبر عدد أحصته منذ بدأت مسحها في عام 2010.

ووفق التقرير، فقد تسببت الحرب الإسرائيلية على غزة بنحو 55 في المائة من إجمالي عدد المدنيين المسجلين «قتلى أو جرحى» خلال العام؛ إذ بلغ عددهم أكثر من 33 ألفاً، في حين كانت الهجمات الروسية في أوكرانيا السبب الثاني للوفاة أو الإصابة بنسبة 19 في المائة (أكثر من 11 ألف قتيل وجريح).

فلسطينيون يؤدون صلاة الجنازة على أقاربهم الذين قُتلوا بالغارات الجوية الإسرائيلية في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح (د.ب.أ)

وشكّلت الصراعات في السودان وميانمار معاً 8 في المائة من إجمالي عدد الضحايا.

ووصف إيان أوفيرتون، المدير التنفيذي لمنظمة «العمل على الحد من العنف المسلح»، الأرقام بأنها «مروعة».

وأضاف قائلاً: «كان 2024 عاماً كارثياً للمدنيين الذين وقعوا في فخ العنف المتفجر، خصوصاً في غزة وأوكرانيا ولبنان. ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهل حجم الضرر الناجم عن هذه الصراعات».

هناك أكثر من 61 ألف مدني قُتل أو أصيب خلال عام 2024 (أ.ب)

وتستند منظمة «العمل على الحد من العنف المسلح» في تقديراتها إلى تقارير إعلامية باللغة الإنجليزية فقط عن حوادث العنف المتفجر على مستوى العالم، ومن ثم فهي غالباً ما تحسب أعداداً أقل من الأعداد الحقيقية للمدنيين القتلى والجرحى.

ومع ذلك، فإن استخدام المنظمة المنهجية نفسها منذ عام 2010 يسمح بمقارنة الضرر الناجم عن المتفجرات بين كل عام، ما يُعطي مؤشراً على ما إذا كان العنف يتزايد عالمياً أم لا.