قسطرة البول... محاولات إكلينيكية لمنع تسببها بالتهابات المسالك البولية

مصدر 40% من العدوى الميكروبية المكتسبة في المستشفيات عالمياً

قسطرة البول... محاولات إكلينيكية لمنع تسببها بالتهابات المسالك البولية
TT

قسطرة البول... محاولات إكلينيكية لمنع تسببها بالتهابات المسالك البولية

قسطرة البول... محاولات إكلينيكية لمنع تسببها بالتهابات المسالك البولية

أعادت دراسة حديثة لباحثين من كليفلاند كلينك مناقشة موضوع فائدة الوضع الروتيني للقسطرة البولية Urinary Catheter عند إجراء العمليات الجراحية، مثل عملية إصلاح الفتق Hernia Repair. ووفقاً لما تم نشره ضمن عدد 15 يونيو (حزيران) الماضي من مجلة «جاما الجراحة» JAMA Surgery، وجد الباحثون، أن وضع تلك القسطرة البولية بشكل روتيني، لا يقلل من خطر احتباس البول بعد الجراحة PUR تلك. وقال الباحثون «إن الافتقار إلى فائدة إكلينيكية فورية واضحة، مصحوباً باحتمالية حدوث مضاعفات نادرة، يُقدم حجة مقنعة لصالح التخلي عن الاستخدام الروتيني للقسطرة أثناء إصلاح الفتق الإربي بالمنظار، في المرضى الذين يفرغون مثانتهم من البول قبل الجراحة».

- وظيفة القسطرة
وتتمثل وظيفة القسطرة البولية Urinary Catheter في تسهيل تصريف البول من المثانة بأمان، لفترات زمنية قصيرة أو طويلة. وتُقدَر المصادر الطبية المختلفة أنه يتم استخدام ما بين 150 إلى 200 مليون قسطرة بولية في جميع أنحاء العالم كل عام. وفي الولايات المتحدة وحدها، ويتم استخدام أكثر من 30 مليون منها سنوياً.
ويتضح هذا من خلال حقيقة مفادها، أن معدلات وضع القسطرة البولية تتجاوز 20 في المائة من المرضى بالمستشفيات، وترتفع تلك النسبة إلى 60 في المائة للمرضى في وحدات العناية المركزة بالمستشفيات.
والقسطرة البولية شائعة الاستخدام بشكل مؤقت، في المرضى الذين يتم تخديرهم ليخضعوا لإجراءات جراحية، بما في ذلك جراحات الجهاز البولي التناسلي والولادة القيصرية واستئصال الرحم وتنظير البطن وإجراءات تقويم العظام وغير ذلك.
كما يتم استخدامها بشكل شائع ولفترات متفاوتة، في المرضى الذين يعانون من غيبوبة، أو سلس البول Incontinent، أو المثانة العصبية Neurogenic Bladder، أو إصابة الحبل الشوكي، أو انسداد تدفق البول Urine Flow Obstruction نتيجة تضخم البروستاتا، أو احتباس البول الحاد Acute Urinary Retention.
ولكن لسوء الحظ، فإن المرضى معرّضون لخطر الإصابة بالتهابات ميكروبية في المجاري البولية، بسبب القسطرة البولية لديهم.
وتتراوح خطورة حصول ذلك ما بين 3 و6 في المائة في كل يوم تبقى لديهم تلك القسطرة البولية. وبعض الدراسات الطبية الحديثة تشير إلى أن في بعض المناطق، سيكون 50 في المائة من المرضى في المستشفى قد أصيبوا بتلك العدوى في المسالك البولية خلال ما بين 7 و10 أيام.
وتشكل التهابات المسالك البولية المرتبطة بالقسطرة CAUTIs، أعلى أنواع العدوى المكتسبة من المستشفيات شيوعاً في جميع أنحاء العالم. وتحديداً، فإن 40 في المائة من العدوى المكتسبة من المستشفيات هي بسبب تلك القسطرة البولية. وعلى سبيل المثال، فإن معدلات حصولها سنوياً تقارب 3.8 (ثلاثة فاصلة ثمانية) مليون حالة في الولايات المتحدة. وكلفة التبعات المرضية لتلك الحالات فيها وحدها، تتجاوز مليارَي دولار سنوياً.

- درء الالتهابات
وخلال الممارسات الاكلينيكية اليومية، يتم من قِبل الأطباء وطاقم التمريض بذل جهود كبيرة لمنع حصول وإدارة معالجة حالات التهابات المسالك البولية المرتبطة بالقسطرة البولية. ورغم أن بعض هذه الاستراتيجيات تتضمن تقليل استخدامها وتقليل وقت بقاء القسطرة، ونتائج ذلك جيدة في خفض تلك الالتهابات الميكروبية، فإن إدارة معالجة الحالات التي حصلت فيها الالتهابات الميكروبية بالفعل، تظل صعبة. وأحد أسباب ذلك، أن الميكروبات المتسببة قادرة على تكوين أغشية حيوية ميكروبية Microbial Biofilms ذاتية الإنتاج للميكروبات، على سطح القسطرة. مما يحمي تلك التجمعات الميكروبية من كل من: المضادات الحيوية والجهاز المناعي للمريض. كما أصبحت معدلات مقاومة المضادات الحيوية Antibiotics Resistant عالية بين أنواع تلك الميكروبات. وللسيطرة على حالات التهابات المسالك البولية المرتبطة بالقسطرة البولية، تتركز بعض الجهود الجارية على منع فرص تكوين تلك المستعمرات الميكروبية، عن طريق طلاء سطح القسطرة بمركبات مضادة ومبيدة للميكروبات Bactericidal Molecules، أو تركيبات مضادة لمنع الالتصاق الميكروبي.
وكانت الدكتورة جلين تي ويرنيبورغ، قسم جراحة المسالك البولية في كليفلاند كلينك بأوهايو، قد قدمت مراجعتها العلمية بعنوان «التهابات المسالك البولية المرتبطة بالقسطرة: التحديات الحالية والتوقعات المستقبلية»، وذلك ضمن عدد 4 أبريل (نيسان) من مجلة البحوث والتقارير في جراحة المسالك البولية Research and Reports in Urology. وقالت «على الرغم من العديد من التطورات في التشخيص والوقاية والعلاج، لا تزال عدوى المسالك البولية المرتبطة بالقسطرة عبئاً شديداً للرعاية الصحية، ومعدلات مقاومة المضادات الحيوية مرتفعة».

- محطات في تاريخ تطور القسطرة البولية
- نحو عام 1500 قبل الميلاد، أقدم تسجيل في بردية مصرية قديمة لعلاج احتباس البول باستخدام الأنابيب البرونزية عبر الإحليل.
- نحو عام 400 قبل الميلاد، كتابات أبقراط ذكرت استخدام أنابيب الرصاص لذلك.
- وصف الزهراوي (936 - 1013) في القرن العاشر الميلادي، أنبوباً فضياً به ثقوب جانبية عديدة، لعلاج احتباس البول.
- ذكرت سجلات صينية، تعود لنحو 1100م، علاج احتباس البول بأنابيب معدنية.
- نحو 1500 م، سجل هيرونيموس فبريسوس (جراح إيطالي) قسطرة قماشية مشربة بالشمع، لعلاج احتباس البول.
- عام 1564 م، اخترع أمبرواز باري (جراح فرنسي) أنبوباً فضياً ذا منحنى لعلاج احتباس البول.
- في عام 1684 م ابتكر كورنيليوس فإن سولينجن (جراح هولندي) أنبوباً حلزونياً من الفضة، يثبت بخيط حريري ومغطى بالشمع، لعلاج احتباس البول.
- في 1731 م، أضاف جاك دي غارينجوت (جراح فرنسي) للأنبوب الفضي، أحادي المنحنى وذا طرف صغير مستدير لإغلاق التجويف أثناء الإدخال.
- في عام 1752م، ابتكر بنجامين فرانكلين أنبوباً حلزونياً من السلك الفضي المغطى بالشحم، ليستخدمه أخوه جون كقسطرة عندما يعاني من احتباس البول وتحجّر القسطرة. وفي وقت لاحق، استخدمه بنجامين فرانكلين شخصياً عندما كان يعاني من نفس الحالة.
- في خمسينات القرن التاسع عشر، طور أوغست نيتالون (جراح فرنسي) قسطرة مطاطية.
- في عام 1855م، اخترع جان فرنسوا ريبارد قسطرة ذاتية الاستبقاء، وهو أول تطور نوعي في آلية عمل وتثبيت قسطرة البول. وتقول رابطة أمراض المسالك البولية الأميركية AUA«قدم الجراح الدكتور ريبارد وصفاً مصوراً لقسطرة بالون في أطروحته المقدمة لجائزة الأكاديمية الإمبراطورية للطب عام 1855. ووصف القسطرة بأنها أنبوب مطاطي بقناتين، إحداهما تعلوها أمبولة منتفخة بماء وهواء بعد إدخال الصوت إلى المثانة».
- في عام 1929، طوّر الدكتور فريدريك فولي قسطرة البول المطاطية الحديثة، الذاتية الاستبقاء، عبر بالون داخل المثانة يتم نفخه بالماء بعد الإخال. وطرحت شركة «بارد» هذا النموذج في الأسواق عام 1933.
- ثم حصلت تطورات أخرى بعد ذلك عبر استخدام أنواع مختلفة من المطاط الصناعي والتغليف بمواد كيميائية مختلفة، والهدف الأساس منها كان ولا يزال تقليل حصول الالتهابات الميكروبية.

- أنواع مختلفة من القسطرة البولية
القسطرة البولية عبارة عن أنبوب مجوف مرن جزئياً، يجمع البول من المثانة ويؤدي إلى كيس تصريف خارج الجسم.
وتتوفر القسطرة البولية بأحجام وأنواع عديدة. ويمكن أن تكون مصنوعة من المطاط أو البلاستيك أو السيليكون. وقد يوصي الطبيب بقسطرة البول إذا كان الشخص لا يستطيع التحكم في التبول، أو لديه سلس البول، أو احتباس بولي.
وذلك في حالات وجود حصوات المثانة أو الكلى، جلطات دموية في البول، تضخم شديد في غدة البروستاتا، عملية جراحية في غدة البروستاتا، الجراحة في منطقة الأعضاء التناسلية أو الحوض أو الورك، إصابة أعصاب المثانة، إصابة الحبل الشوكي، حالة ضعف في الوظائف العقلية، تناول أدوية تضعف قدرة عضلات المثانة على الانضغاط؛ مما يؤدي إلى بقاء البول عالقاً في المثانة.
وهناك ثلاثة أنواع رئيسية من القساطرة البولية:
- القسطرة الساكنة Indwelling Catheter: وهي قسطرة توضع في المثانة (قسطرة فولي). ويمكن أن يكون هذا النوع مفيداً لفترات زمنية قصيرة وطويلة. ويتم إدخال القسطرة في المثانة عبر مجرى البول. وفي بعض الأحيان، يتم إدخال القسطرة في المثانة من خلال ثقب صغير في أسفل البطن (القسطرة فوق العانة Suprapubic Catheter). ويتم نفخ بالون صغير في نهاية القسطرة بالماء، لمنع الأنبوب من الانزلاق خارج الجسم. ويمكن أن ينكمش البالون بعد ذلك عند الحاجة إلى إزالة القسطرة.
- القسطرة الخارجية: (وتسمى قسطرة الواقي الذكري Condom Catheters) وهي قسطرة توضع كغلاف حول العضو الذكري، وذلك للأشخاص الذين ليس لديهم احتباس البول، بل لديهم إعاقات وظيفية أو عقلية تعيق تبولهم عند الحاجة. ويتم توصيل أنبوب من جهاز الواقي الذكري إلى كيس تصريف خارجي. وهذه القسطرة عموماً أكثر راحة للمريض، ومخاطر الإصابة بالعدوى الميكروبية منها أقل من القسطرة الساكنة. ويمكن أن تحتاج إلى التغيير يومياً، أو مصممة للاستخدام لفترة أطول.
- القسطرة قصيرة المدى Short - Term Catheter. وتستخدم في بعض الحالات عندما يحتاج المريض فقط إلى قسطرة لفترة قصيرة من الوقت بعد الجراحة حتى تفرغ المثانة. وبعد إفراغ المثانة، من الضروري إزالة القسطرة قصيرة المدى.


مقالات ذات صلة

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19»....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».