لـ«مكافحة التهويل»... 4 طرق تمنع دماغك من توقّع الأسوأ

التهويل قد يؤدي إلى إجهاد وقلق (أرشيفية - رويترز)
التهويل قد يؤدي إلى إجهاد وقلق (أرشيفية - رويترز)
TT

لـ«مكافحة التهويل»... 4 طرق تمنع دماغك من توقّع الأسوأ

التهويل قد يؤدي إلى إجهاد وقلق (أرشيفية - رويترز)
التهويل قد يؤدي إلى إجهاد وقلق (أرشيفية - رويترز)

ماذا ستفعل لو كان لديك مقابلة لوظيفة جديدة غداً؟ قد يفكر البعض في نوع الأسئلة التي سيتم طرحها عليهم حتى يتمكنوا من التحضير، أو تخيل أن المقابلة تسير على ما يرام. وبالنسبة للبعض الآخر، التفكير في إجراء مقابلة سيدفعهم إلى التفكير طوال الليل في أسوأ سيناريو ممكن. وإذا كنت ممن يميلون إلى التفكير الثاني فأنت عرضة للتهويل.
وطرحت دراسة نشرها موقع «ساينس أليرت»، إشكالية حول الأشخاص الذين يفكرون بالأسوأ وينظرون إلى الأمور بسلبية، وتأثير ذلك وانعكاسه على تصرفاتهم وقراراتهم، وقدم طرقاً لمكافحة «التهويل» ومساعدة الدماغ على عدم «توقع الأسوأ» والنظر إلى الأمور من زاوية إيجابية.
ووفقاً للدراسة، فإن التهويل هو ميل لافتراض أن الأسوأ سيحدث، عند تخيل موقف مستقبلي ويتم ربطه بالقلق، مما يشير إلى أن التهويل المتكرر قد يكون عاملاً في تطوير بعض مشاكل الصحة العقلية.
وأوضحت أنه «عندما نتخيل الأحداث المستقبلية، يبرز شعور برد فعل عاطفي للشيء المتخيل، وعادة ما تستخدم هذه الاستجابة لتحديد الشعور المستقبلي»، مؤكدة أن «هذه الطريقة في تنبؤ المستقبل غالباً ما تكون خاطئة، لأننا غير قادرين على معرفة ما قد يحدث، مما قد يؤدي إلى إيجاد استجابة عاطفية خاطئة للمواقف المستقبلية».
وشرحت الدراسة أن «الإيمان بما سيحدث في المستقبل يمكن أن يكون له تأثير كبير على السلوك. على سبيل المثال، الأشخاص المتفائلون، أو حتى الواقعيون، بشأن المستقبل هم أكثر استعداداً لتجربة أشياء جديدة».
وبالنتيجة، قد يؤدي التهويل إلى إجهاد وقلق لا داعي له، وقد يمنع من القيام بالأشياء التي قد يستمتع بها أو يتعلم منها، بحسب الدراسة.
وإذا كنت شخصاً يميل إلى التهويل عند التوتر أو القلق، فإليك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها للمساعدة:
* اتخذ قراراتك في الصباح
غالباً ما نشعر بالقلق بشأن المستقبل في الليل. وعندما نكون مستعدين للنوم، يقل النشاط في الجزء العقلاني من دماغنا، ويزداد النشاط في الجزء الأكثر عاطفية من دماغنا. نتيجة لذلك، نميل إلى استخدام «دماغنا العاطفي» لتصور المستقبل عندما نكون مستيقظين في الليل.
ويمكن أن تؤدي قلة النوم إلى جعلنا أكثر حساسية تجاه الأشياء التي نراها تهددنا. ويمكن أن يقودنا هذا إلى التركيز أكثر على الخطأ الذي قد يحدث، ويجعلنا أكثر عرضة للتهويل.
عليك تذكير نفسك بأنك لا تفكر بعقلانية عندما تكون مستعداً للنوم، ومن المفيد الانتظار حتى الصباح لاتخاذ قرارات عندما يكون عقلك مستريحاً.
* مرّن ناقدك الداخلي على أن يكون أكثر تعاطفاً
يمكن أن يكون الدافع وراء التهويل بسبب «النقد الداخلي»، ويجب أن يُعوّد الشخص نفسه على تجنب التفكير بعاطفية.
وعندما يحدث هذا، حاول أن تتخيل الأمور من منظور مختلف، بمعنى محاولة معرفة ما يمكن أن يتحدث به شخص آخر في موقف مشابه، وتحديد ما إذا كان النقد الداخلي مفيداً أو مبرراً.
وينصح بضرورة إدراك ذلك في حالة الشعور بالقلق أو التوتر، واللجوء إلى تخيل الأمور بطريقة أكثر لطفاً.
* اخترع قصة أفضل
حتى لو ساءت الأمور في الماضي، فمن غير المرجح أن يكون هذا هو الحال في المستقبل. وإذا كان لديك ميل إلى التهويل بشأن الأحداث المستقبلية، فحاول التفكير بدلاً من ذلك في الطرق التي قد يسير بها هذا الحدث على ما يرام، مما قد يساعدك على الشعور بقلق أقل.
وهناك طريقة تتمثل في اختلاق قصة إيجابية حول ما يمكن أن يحدث، وقد يساعد ذلك في تقليل الشعور بالقلق أو التوتر.
* كن لطيفاً مع نفسك
حاول أن تكون أكثر لطفاً وتعاطفاً مع نفسك عند التفكير في مستقبلك، والتعاطف يساعد على التفاعل بشكل جيد مع الآخرين. وقد تساعد هذه الممارسة في كثير من الأحيان على ابتكار حلول لأي مشكلة يمكن أن تواجه الشخص في المستقبل.
وينصح أيضاً بتجنب التفكير في السيناريوهات الأسوأ، التي قد تؤثر على الصحة العقلية، ومن المهم تذكير نفسك بأن الأشياء التي تقلق بشأنها قد لا تحدث أبداً.


مقالات ذات صلة

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19»....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)
TT

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)

جدد الحكم القضائي الصادر في مصر ضد شاب بتهمة ابتزاز وتهديد الطفلة «هنا»، ابنة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسبب انتشاره بكثافة، ومدى المخاطر التي يحملها، لا سيما ضد المراهقات.

وقضت محكمة جنايات المنصورة بالحبس المشدد 3 سنوات على المتهم، وهو طالب بكلية الهندسة، بعد ثبوت إدانته في ممارسة الابتزاز ضد ابنة شيرين، إثر نجاحه في الحصول على صور ومقاطع فيديو وتهديده لها بنشرها عبر موقع «تيك توك»، إذا لم تدفع له مبالغ مالية كبيرة.

وتصدرت الأزمة اهتمام مواقع «السوشيال ميديا»، وتصدر اسم شيرين «الترند» على «إكس» و«غوغل» في مصر، الجمعة، وأبرزت المواقع عدة عوامل جعلت القضية مصدر اهتمام ومؤشر خطر، أبرزها حداثة سن الضحية «هنا»، فهي لم تتجاوز 12 عاماً، فضلاً عن تفكيرها في الانتحار، وهو ما يظهر فداحة الأثر النفسي المدمر على ضحايا الابتزاز حين يجدون أنفسهم معرضين للفضيحة، ولا يمتلكون الخبرة الكافية في التعامل مع الموقف.

وعدّ الناقد الفني، طارق الشناوي، رد فعل الفنانة شيرين عبد الوهاب حين أصرت على مقاضاة المتهم باستهداف ابنتها بمثابة «موقف رائع تستحق التحية عليه؛ لأنه اتسم بالقوة وعدم الخوف مما يسمى نظرة المجتمع أو كلام الناس، وهو ما يعتمد عليه الجناة في مثل تلك الجرائم».

مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أبناء المشاهير يدفعون أحياناً ثمن شهرة ومواقف ذويهم، مثلما حدث مع الفنانة منى زكي حين تلقت ابنتها حملة شتائم ضمن الهجوم على دورها في فيلم (أصحاب ولاّ أعز) الذي تسبب في موجة من الجدل».

وتعود بداية قضية ابنة شيرين عبد الوهاب إلى مايو (أيار) 2023، عقب استدعاء المسؤولين في مدرسة «هنا»، لولي أمرها وهو والدها الموزع الموسيقي محمد مصطفى، طليق شيرين، حيث أبلغته الاختصاصية الاجتماعية أن «ابنته تمر بظروف نفسية سيئة للغاية حتى أنها تفكر في الانتحار بسبب تعرضها للابتزاز على يد أحد الأشخاص».

ولم تتردد شيرين عبد الوهاب في إبلاغ السلطات المختصة، وتبين أن المتهم (19 عاماً) مقيم بمدينة المنصورة، وطالب بكلية الهندسة، ويستخدم حساباً مجهولاً على تطبيق «تيك توك».

شيرين وابنتيها هنا ومريم (إكس)

وأكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أن «الوعي لدى الفتيات والنساء هو كلمة السر في التصدي لتلك الجرائم التي كثُرت مؤخراً؛ نتيجة الثقة الزائدة في أشخاص لا نعرفهم بالقدر الكافي، ونمنحهم صوراً ومقاطع فيديو خاصة أثناء فترات الارتباط العاطفي على سبيل المثال»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأشخاص لديهم وجه آخر صادم يتسم بالمرض النفسي أو الجشع والرغبة في الإيذاء ولا يتقبل تعرضه للرفض فينقلب إلى النقيض ويمارس الابتزاز بكل صفاقة مستخدماً ما سبق وحصل عليه».

فيما يعرّف أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر، الدكتور فتحي قناوي، الابتزاز الإلكتروني بوصفه «استخدام التكنولوجيا الحديثة لتهديد وترهيب ضحية ما، بنشر صور لها أو مواد مصورة تخصها أو تسريب معلومات سرية تنتهك خصوصيتها، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين».

ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مرتكب الابتزاز الإلكتروني يعتمد على حسن نية الضحية وتساهلها في منح بياناتها الخاصة ومعلوماتها الشخصية للآخرين، كما أنه قد يعتمد على قلة وعيها، وعدم درايتها بالحد الأدنى من إجراءات الأمان والسلامة الإلكترونية مثل عدم إفشاء كلمة السر أو عدم جعل الهاتف الجوال متصلاً بالإنترنت 24 ساعة في كل الأماكن، وغيرها من إجراءات السلامة».

مشدداً على «أهمية دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية والإعلامية المختلفة في التنبيه إلى مخاطر الابتزاز، ومواجهة هذه الظاهرة بقوة لتفادي آثارها السلبية على المجتمع، سواء في أوساط المشاهير أو غيرهم».