«21.39 فنّ جدة» في الشرقية للمرة الأولى

«إثراء» يُنظم نسخته التاسعة بعنوان «أماكن»

عمل للفنانة عائشة خالد (المجلس الفني السعودي)
عمل للفنانة عائشة خالد (المجلس الفني السعودي)
TT

«21.39 فنّ جدة» في الشرقية للمرة الأولى

عمل للفنانة عائشة خالد (المجلس الفني السعودي)
عمل للفنانة عائشة خالد (المجلس الفني السعودي)

يُقيم مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) النسخة التاسعة لمعرض «21.39 فنّ جدة» تحت عنوان «أماكن» بمشاركة 28 فناناً عالمياً ومحلياً، ابتداءً من اليوم بالتعاون مع «ساك» ومجموعة المنصورية، حيث سيكون المعرض متنقلاً للمرة الأولى منذ تأسيسه في جدة، بتنسيق من القيّمة الفنّية فينيشيا بورتر.
ويأتي المعرض الذي يرتكز على ربط الفّن بالمكان والعلاقة التي تربطهما؛ لتحقيق هدف جمالية القطع الفنّية داخل البقعة المكانية وما يحيط بكليهما، إذ يضم المعرض أرشيفاً فنّياً زاخراً يكشف عمق العلاقة التشاركية بين كل فنان ومكانه الخاص من خلال التعبير عن ذلك بأساليب ومواد مختلفة بلغة قوية تضمنت النيون، والرسم، والكتب، والنحت، والتصوير الفوتوغرافي، والشّعر والأفلام، وما يبدو لافتاً أن اسم المعرض مُستلهَماً من أغنية الفنان محمد عبده بعنوان «الأماكن كلها مشتاقة لك».
ويأتي المعرض تأكيداً على دور «إثراء» في مّد جسور التواصل مع العديد من المؤسسات الثقافية، حيث يعد رسالة فنّية ومصدراً لإلهام زائريه، بما يحويه من لوحات فنّية ومشاركات متنوّعة ثرية، لا سيما أنه جرى تطوير أعمال الفنّانين المشاركين أثناء جائحة «كورونا»، مما شكّل لديهم أيقونة مكانية في عالم الفّن المتوهج.

عمل للفنان عبد الحليم رضوي (مجموعة المنصورية)

وقالت مدير متحف إثراء فرح أبو شليح حول استضافة مركز «إثراء» لمعرض أماكن بأنها تأتي «لتوهّج أعمال الفنّانين بمناطق المملكة، فعادة يُقام المعرض في مدينة جدة، ولأول مرة في المنطقة الشرقية كمعرض متنقل يتسّم بمخزون ذي عُمق فريد، كما سيكون بمثابة نافذة يطل منها الزائر ليرى ما يدهشه، حيث الحرفية والمفهوم والمضمون، بوصفه متنوّعاً يضم نخبة من الفنّانين منهم الحداثيون، إذ يخاطب أعمال الفنّانين المرتبطين بأساليب الفنّ المعاصر»، مضيفاً أن «التعاون المتبادل يُعد في طليعة ما نقوم به في (إثراء)، وهو متأصل بعمق في رؤيتنا ورسالتنا من منطلق تنمية مجتمعاتنا معاً من خلال تكاتف الجهود مع المؤسسات والأفراد الموهوبين؛ عطفاً على جهود المملكة في دعم الحِراك الفنّي من أجل النهوض في نشر القضايا الهامّة وفتح باب الحوار عبر المعارض الحيوية التي تُقام كمعرض «أماكن».
ويتطلع إلى تحقيق التمازج الفنّي لبناء المشهد الثقافي، وإعادة إحياء الفنون بطريقة معاصرة، مع توفير فرصة الانغماس لدعم الفنون البصرية والأدائية، لاعتباره مساحة تفاعلية يكتشف بها الزائر تاريخ وأسرار الفنون عبر ملامسة مستجداته، كما يزيح المعرض الستار عن لوحات الفنّانين المشاركين، والتي تقدم سرداً تشكيلياً يحمل العديد من التأويلات الفنّية بطابع تاريخي، في محاولات لاقتناص مكامن الجمال لكل لوحة بمفردها.
ويضم المعرض عرضاً لأعمال فنّية زاخرة لفنانين منهم: الفنّان عبد الله العثمان والفنّانة صفية بن زقر رائدة الأعمال الفنية السعودية، إلى جانب أعمال الفنّان عبد الرحمن سليمان الذي يشارك بعمله كإضافة فنّية جديدة في هذه النسخة من المعرض، كما يشارك فنّانون آخرون منهم الفنّانة منال الضويان التي تحّول نصوصاً من القرون الوسطى إلى لفائف خزفية ولوحات تشكيلية، في حين تتنوّع الأعمال بأشكال نحتية وأعمال تجريدية، يستلهم منها الزوّار تجربة ثرية قادرة على ربط قصة الفّن بالمكان؛ للوصول إلى الهدف من المعرض المتمثل بإثراء الفكر الفنّي للجمهور المتذوق وتعزيز جوانب الثقافة البصرية بمشهد تفاعلي عبر «معرض أماكن».

لفائف خزفية للفنانة منال الضويان (المجلس الفني السعودي)

مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

«البحث عن رفاعة»... وثائقي يستعيد سيرة «رائد النهضة المصرية»

فيلم «البحث عن رفاعة» يتناول مسيرة رفاعة الطهطاوي (فيسبوك)
فيلم «البحث عن رفاعة» يتناول مسيرة رفاعة الطهطاوي (فيسبوك)
TT

«البحث عن رفاعة»... وثائقي يستعيد سيرة «رائد النهضة المصرية»

فيلم «البحث عن رفاعة» يتناول مسيرة رفاعة الطهطاوي (فيسبوك)
فيلم «البحث عن رفاعة» يتناول مسيرة رفاعة الطهطاوي (فيسبوك)

يستعيد الفيلم الوثائقي المصري «البحث عن رفاعة» سيرة أحد رواد النهضة الفكرية في مصر ببدايات القرن الـ19، رفاعة رافع الطهطاوي، الذي كان له دور مهم في التعليم والترجمة، ويستضيف الفيلم المركز الثقافي بيت السناري بحي السيدة زينب (وسط القاهرة)، التابع لمكتبة الإسكندرية، الأربعاء.

يتتبع الفيلم مسيرة رفاعة الطهطاوي عبر رؤية سينمائية تدمج المكان بالأحداث بالموسيقى، ويتناول شخصية وأفكار رفاعة الطهطاوي، أحد رواد النهضة الفكرية في مصر، ويُقدم رؤية سينمائية تجمع بين التاريخ والواقع، مسلّطاً الضوء على إسهاماته في تشكيل الوعي العربي الحديث، وفق بيان لمكتبة الإسكندرية.

ويُعدّ رفاعة الطهطاوي من قادة النهضة العلمية في مصر خلال عصر محمد علي، وقد ولد في 15 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1801، في محافظة سوهاج بصعيد مصر، والتحق بالأزهر ودرس على يد علمائه علوم الدين مثل الفقه والتفسير والنحو، ومن ثَمّ سافر إلى فرنسا في بعثة علمية وعاد ليضع خطة لإنشاء مدرسة الألسُن، ووضع كتباً عدّة من بينها «تخليص الإبريز في تلخيص باريز»، و«مناهج الألباب المصرية في مباهج الآداب العصرية»، و«المرشد الأمين في تربية البنات والبنين»، وتوفي رفاعة الطهطاوي عام 1873، وفق الهيئة العامة للاستعلامات المصرية.

بيت السناري في القاهرة (بيت السناري)

جدير بالذكر أن الفيلم وثائقي طويل، تبلغ مدته 61 دقيقة، وأخرجه صلاح هاشم، وقام بالتصوير والمونتاج المصور اللبناني سامي لمع، والمنتج المنفذ نجاح كرم، والموسيقي يحيى خليل، وهو من إنتاج شركة سينما إيزيس.

وأوضحت «سينما إيزيس» المنتجة للفيلم أنه عُرض لأول مرة في 2008 بجامعة لندن، قسم الدراسات الشرقية. وشارك في مهرجانات عربية وعالمية عدّة، من بينها «كارافان السينما العربية والأوروبية» في عمّان بالأردن، و«متحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية» في مارسيليا بفرنسا، تحت عنوان «الطهطاوي... مونتسكيو العرب».

وكان مخرج الفيلم قد تحدّث في ندوة بجامعة لندن عقب العرض الأول له، عن تصوير أكثر من 20 ساعة بين القاهرة وأسيوط وطهطا (بلد رفاعة)، وأن مونتاج الفيلم استغرق نحو 6 أشهر بين مدن أوروبية، موضحاً أن الهدف من صنع الفيلم هو التحفيز على التفكير في فكر رفاعة ومعتقداته بخصوص مفاهيم ومعاني النهضة والتقدم.

ولفت إلى أنه أراد تقديم رؤية لرفاعة بأسلوب موسيقى الجاز، وهو ما ظهر في إيقاع الفيلم، موضحاً أن الفيلم أيضاً أراد أن يبعث برسالة مفادها بأن السينما ليست مجالاً للتسلية أو الترفيه فقط، بل يمكن أن تكون أداة للتفكير في الواقع ومشاكل مجتمعاتنا، كما يمكن أن تكون وسيلة للمحافظة على ذاكرتنا.

ويُعدّ بيت السناري الذي يستضيف عرضاً جديداً للفيلم من المراكز الثقافية التي تعتمد على تقديم الأنشطة المتنوعة، والمركز التابع لمكتبة الإسكندرية، هو بيت أثري يعود لنهايات القرن الـ18، وكان مقراً لعلماء وفناني الحملة الفرنسية على مصر بين 1798 و1801م.