وكلاء ضحايا انفجار مرفأ بيروت يطالبون بتغريم نائبين مقرّبين من بري

تقدموا بدعوى ضدهما بتهمة «تعطيلهما المستمر للتحقيقات»

من مظاهرة لبنانية قبالة مرفأ بيروت بعد انفجاره (رويترز)
من مظاهرة لبنانية قبالة مرفأ بيروت بعد انفجاره (رويترز)
TT

وكلاء ضحايا انفجار مرفأ بيروت يطالبون بتغريم نائبين مقرّبين من بري

من مظاهرة لبنانية قبالة مرفأ بيروت بعد انفجاره (رويترز)
من مظاهرة لبنانية قبالة مرفأ بيروت بعد انفجاره (رويترز)

شنّ فريق الادعاء بنقابة المحامين في بيروت (الممثل القانوني لضحايا انفجار مرفأ بيروت)، هجوماً معاكساً على السياسيين الرافضين المثول أمام المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، المعنيين بتعطيل التحقيق العدلي المستمرّ منذ سبعة أشهر. وعلمت «الشرق الأوسط» أن هذا الفريق تقدّم بدعوى أمام محكمة البداية المدنية الناظرة في القضايا المالية برئاسة القاضية زلفا الحسن، ضدّ النائبين علي حسن خليل وغازي زعيتر، المقربين من رئيس مجلس النواب نبيه بري، متهمين إياهما بـ«التعسّف باستعمال الحق»، وطالبوا فيها بـ«تحديد مكان إقامتهما لعدم العثور عليهما والتمكن من إبلاغهما مواعيد جلسات التحقيق، وإلزامهما بدفع تعويضات مالية مرتفعة لذوي الضحايا». وأفادت المعلومات أن مقدمي الدعوى تمنّوا على المحكمة «السماح لهم بإرسال رسائل مضمونة عبر البريد لتبليغ المدعى عليهما مواعيد الجلسات، وإذا تعذّر ذلك نشرها في الصحف ووسائل الإعلام، واعتبارهما مبلغين أصولاً واستكمال الإجراءات القانونية بحقّهما».
هذه الدعوى سلكت مسارها القانوني في الشكل، وكشف مصدر قضائي أن المحكمة وبعد اطلاعها على مضمون القضيّة «كلّفت رئيس القلم بإجراء تحقيق إداري استقصائي، لتحديد مكان إقامة النائبين المذكورين». واعترف المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن هناك «صعوبة بإبلاغ السياسيين بمواعيد جلسات الاستجواب بملفّ المرفأ، حيث عجز الموظف المكلّف بتنفيذ التبليغات عن دخول مقرّ المجلس النيابي لتبليغ النائبين خليل وزعيتر، كما تعذّر الوصول إلى منازلهما بسبب الحمايات الأمنية التي يحظيان بها».
وغالباً ما تلجأ المحاكم إلى تبليغات من هذا النوع، في حال لم يعثر على الأشخاص المطلوبين للقضاء، ويجري تبليغهم بواسطة النشر باعتبارهم فارين من العدالة ومتوارين عن الأنظار، لكن تعذّر إبلاغ بعض السياسيين المعروف مكان إقامتهم يعدّ سابقة غير معهودة. وذكّر المصدر القضائي بأن «المعضلة ليست في عمل القضاء، بل في بعض النصوص القانونية التي تقيّد القضاة وتجبرهم على التزام مقتضياتها». وشدد على أن «الحلّ يكمن في تعديل مواد في قانون أصول المحاكمات الجزائية وقانون أصول المحاكمات المدنية، خصوصاً دعوى ردّ القاضي التي تلزمه بوقف كافة إجراءات التحقيق، وضرورة استبدالها بنصّ واضح يجيز لقاضي التحقيق أو المحقق العدلي استكمال التحقيقات إلى حين البتّ بالدعوى قبولاً أو رفضاً، كذلك المواد المتعلقة بملاحقة الدولة عن (الأخطاء الجسيمة) لعمل القاضي، وإلزامية إدخال تعديلات عليها تحرر القضاء من كلّ هذه القيود المشار إليها».
ولا يزال التحقيق بملفّ انفجار مرفأ بيروت، معلقاً منذ مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم تفلح الضغوط التي مارسها أهالي ضحايا المرفأ في تغيير الواقع، وأوضح المحامي شكري الحداد، عضو مكتب الادعاء في نقابة المحامين في بيروت، أن القاضية زلفا الحسن «اتخذت قراراً بإجراء تحقيق لمعرفة مكان إقامة النائبين خليل وزعيتر». وأشار في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن فريق الادعاء طالب المحكمة بـ«اللجوء إلى الأطر الاستثنائية لتبليغ المدعى عليهما، ومنها نشر التبليغات عبر الصحف ووسائل الإعلام». وسأل «هل يعقل أن نائبين انتخبا مجدداً من الشعب ثم جرى انتخابهما كعضوين في لجنة الإدارة والعدل، والرأي العام يعرف بتفاصيل تحركاتهما العلنية، في حين يعجز القضاء عن تبليغهما موعد جلسة واستدعائهما للتحقيق؟».
وأكد أن الدعوى التي تقدّم بها مع زملائه «تطالب بإلزام المدعى عليهما بدفع تعويض قدره 100 مليار ليرة لبنانية (أي حوالي 3.5 مليون دولار أميركي بحسب قيمة الصرف بالسوق الموازية) بدل عطل وضرر نتيجة تعطيلهما لمسار التحقيق بانفجار المرفأ». وشدد الحداد على أن «الدعوى الحاضرة بدأت بالنائبين خليل وزعيتر، لكونهما أكثر من قاما باللجوء إلى إجراءات ضدّ المحقق العدلي طارق البيطار جمّدت التحقيقات برمتها، وهناك دعاوى مماثلة ستقدّم ضدّ سياسيين آخرين تعسّفوا باستخدام الحق، وإن كانت دعاويهم أقلّ تأثيراً من النائبين المذكورين»، مبدياً أسفه لكون بعض السياسيين «أسسوا مدرسة في أصول التعسّف الذي بات نهجاً معتمداً لديهم للتفلّت من المساءلة».
ويقبع في السجن 19 موقوفاً في ملفّ انفجار مرفأ بيروت بينهم مديرون عامون حاليون وسابقون وعميد في الجيش اللبناني وموظفون في المرفأ، ولم يتمكن القاضي البيطار من البتّ بطلبات إخلاء سبيلهم منذ ذلك الوقت، وهذا ما يزيد معاناتهم ومعاناة عائلاتهم، التي تعيش ظروفاً إنسانية واجتماعية صعبة نتيجة إبقائهم قيد التوقيف منذ حوالي 23 شهراً.


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

«نتنياهو المطلوب» يقلق إسرائيل على ضباطها

إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)
إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)
TT

«نتنياهو المطلوب» يقلق إسرائيل على ضباطها

إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)
إسرائيل تخشى أن تتم ملاحقة ضباطها أيضاً بعد إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو (مكتب الإعلام الحكومي في إسرائيل - أ.ف.ب)

في ظلّ معلومات عن اتجاه دول أجنبية إلى تقليص اتصالاتها مع الحكومة الإسرائيلية غداة صدور مذكرة توقيف دولية بحق رئيسها، بنيامين نتنياهو، وأخرى بحق وزير دفاعه السابق يوآف غالانت، على خلفية جرائم حرب في غزة، يسود قلقٌ في إسرائيلَ من إمكان أن تشمل الملاحقات أيضاً قادة جيشها.

وإذا كان المتهمان الأساسيان بجرائم غزة هما نتنياهو وغالانت، فإنه يوجد منفذون أيضاً هم قادة الجيش الكبار والصغار وألوف الجنود والضباط الذين نشروا صوراً في الشبكات الاجتماعية يتباهون فيها بممارساتهم ضد الفلسطينيين.

ولم يشهد سكان غزة، أمس، ما يدعوهم للأمل في أن يؤديَ أمرا اعتقال نتنياهو وغالانت إلى إبطاء الهجوم على القطاع، فيما قال مسعفون إن 21 شخصاً على الأقل قُتلوا في غارات جديدة.