المعارضة الفنزويلية تلتقي وفداً أميركياً في كراكاس

مراقبون رأوا أن التقارب الدبلوماسي مع واشنطن يهدف إلى إبعاد فنزويلا عن روسيا وإعادة ضخ نفطها

التقى الوفد بتحالف أحزاب المعارضة الرئيسي وزعيمه خوان غوايدو (رويترز)
التقى الوفد بتحالف أحزاب المعارضة الرئيسي وزعيمه خوان غوايدو (رويترز)
TT

المعارضة الفنزويلية تلتقي وفداً أميركياً في كراكاس

التقى الوفد بتحالف أحزاب المعارضة الرئيسي وزعيمه خوان غوايدو (رويترز)
التقى الوفد بتحالف أحزاب المعارضة الرئيسي وزعيمه خوان غوايدو (رويترز)

لم تؤكد واشنطن وجود وفد أميركي لمواصلة الحوار مع السلطات الرسمية والمعارضة في كراكاس كما لم تنفه. لكن قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن مبعوث شؤون الرهائن الأميركي روجر كارستينس والسفير الأميركي جيمس ستوري سافرا إلى كراكاس يوم الاثنين لإجراء محادثات مع المسؤولين الفنزويليين بشأن مواطنين أميركيين محتجزين هناك.
وكشف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عن زيارة الوفد يوم الاثنين، قائلا إن المسؤولين الأميركيين التقوا رئيس الكونغرس الذي تسيطر عليه الحكومة، خورخي رودريجيز، لمواصلة المحادثات التي بدأت في مارس (آذار). لكنه لم يذكر تفاصيل. وقال مادورو للتلفزيون إن هدف الزيارة هو مواصلة الحوار الذي انطلق بعد أيام قليلة على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
والتقى الوفد أول من أمس الثلاثاء بتحالف أحزاب المعارضة الرئيسي وزعيمه خوان غوايدو لمواصلة المحادثات التي بوشرت في مارس مع السلطة الفنزويلية، التي قطعت الولايات المتحدة علاقاتهما الدبلوماسية بها العام 2019 بعد إعادة انتخاب مادورو في 2018 لولاية ثانية خلال اقتراع قاطعته المعارضة.
وجاء في بيان التحالف، كما نقلت عنه الصحافة الفرنسية، «بمناسبة زيارة الوفد الأميركي اجتمعنا اليوم (الثلاثاء) لتنسيق الجهود الهادفة إلى العودة إلى عملية التفاوض» مع حكومة الرئيس نيكولاس مادورو، الذي أكد «استعداده لمعاودة عملية التفاوض الجدية فورا».
وعلق الحوار السياسي في فنزويلا بين السلطة والمعارضة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2021 إذ انسحبت السلطة من المفاوضات ردا على تسليم الرأس الأخضر أليكس صعب المقرب من مادورو إلى الولايات المتحدة. وصعب وسيط للسلطة في الخارج تتهمه واشنطن بغسل أموال.
ويرى مراقبون عدة أن التقارب الدبلوماسي يهدف إلى إبعاد كراكاس عن موسكو حليفتها الرئيسية ودرس تخفيف العقوبات الأميركية على النفط الفنزويلي على خلفية توتر مرتبط بارتفاع أسعار النفط.
وكانت قد اعترفت واشنطن ونحو خمسين دولة أخرى بزعيم المعارضة خوان غوايدو رئيسا بالإنابة فارضة مجموعة من العقوبات على كراكاس من بينها حظر على النفط يمنع فنزويلا من بيع نفطها الخام الذي كان يشكل 96 في المائة من عائدات البلاد، في السوق الأميركية.
ومنذ ذلك الحين، تلقى مادورو دعماً كبيراً من روسيا ليتمكن من مواصلة تصدير النفط رغم الإجراءات العقابية. وكانت فنزويلا قبل العقوبات تصدر كامل إنتاجها تقريبا للولايات المتحدة.
وكان قد دعا الرئيس مادورو الشركات الفرنسية للمجيء إلى بلاده بعدما دعت فرنسا إلى «تنويع الإمدادات» تجاه إيران وفنزويلا من أجل الحد من ارتفاع الأسعار الذي سببته الحرب في أوكرانيا.
وقال الرئيس الفنزويلي على التلفزيون الرسمي: «الرئيس ماكرون! فنزويلا مستعدة لاستقبال كل الشركات الفرنسية التي ترغب في المجيء وإنتاج النفط والغاز».
وكانت الرئاسة الفرنسية تحدثت على هامش قمة مجموعة السبع في ألمانيا عن «موارد في أماكن أخرى يجب استكشافها»، مشيرة إلى الإنتاج في إيران وفنزويلا، مقدرة أن «النفط الفنزويلي يجب أن يكون قادراً على العودة إلى الأسواق». ويخضع هذان البلدان النفطيان لعقوبات أميركية. واعترفت فرنسا بغوايدو رئيسا مؤقتا لفنزويلا ما أثار غضب مادورو. لكن وزن زعيم المعارضة تراجع بشكل كبير في الأشهر الأخيرة.
وبعد لقاء مارس أفرجت كراكاس عن أميركيين اثنين كانا موقوفين في فنزويلا في إجراء اعتبر بادرة حسن نية من جانب الرئيس الفنزويلي. وأعلنت واشنطن في مايو (أيار) أنها تريد التخفيف بشكل محدود من بعض العقوبات المفروضة على فنزويلا، من بينها واحدة مرتبطة بشركة شيفرون النفطية الأميركية من أجل تعزيز الحوار بين حكومة مادورو والمعارضة.
كانت زيارة سابقة قام بها كارستنس في مارس ضمن وفد أميركي رفيع المستوى قد أدت إلى إطلاق سراح اثنين من الأميركيين المحتجزين، لكن لا يزال هناك ثمانية سجناء أميركيين على الأقل.
وقالت مصادر مطلعة إن جدول أعمال محادثات يوم الاثنين اقتصر على القضايا الإنسانية، ولم يشمل نفط البلاد الذي يخضع لعقوبات أميركية منذ عام 2019. وفي مارس، التقى وفد رفيع المستوى من الولايات المتحدة مع مادورو، وكان تخفيف العقوبات الأميركية من بين الموضوعات التي تمت مناقشتها، رغم عدم التوصل إلى اتفاق في ذلك الوقت. وأطلقت فنزويلا سراح مسؤول تنفيذي سابق في شركة سيتجو وأميركي من أصل كوبي، ووعدت أيضاً باستئناف المحادثات في المكسيك مع المعارضة بشأن الانتخابات.
ولم يتفق مادورو بعد على موعد للعودة إلى طاولة المفاوضات.
ولا يزال خمسة مسؤولين تنفيذيين آخرين لشركة سيتجو محتجزين في فنزويلا. وتحتجز فنزويلا أيضا ماثيو هيث، العضو السابق بمشاة البحرية الأميركية المتهم بالإرهاب وتهريب الأسلحة. ولا يزال هيث، الذي نفى الاتهامات، في مستشفى فنزويلي بعد ما قال محاموه إنها محاولة انتحار بقطع ذراعه الأسبوع الماضي. وقال مسؤولون أميركيون إن واشنطن لم ترسل هيث واتهموا السلطات الفنزويلية باحتجازه بشكل غير قانوني.
وهناك أميركيان آخران لا يزالان محتجزين وهما العضوان السابقان في القوات الخاصة، لوك دينمان وأيران بيري، اللذان اعتقلا في عام 2020 فيما يتعلق بغارة فاشلة للإطاحة بمادورو. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن أحدث زيارة إلى كراكاس كانت «لإجراء مناقشات حول سلامة المواطنين الأميركيين في فنزويلا». ولم يرد المسؤول على الفور على استفسار عما إذا كان من المتوقع الإفراج عن أي أميركي خلال الزيارة.


مقالات ذات صلة

زعيم المعارضة الفنزويلية: كولومبيا هددت بترحيلي

الولايات المتحدة​ زعيم المعارضة الفنزويلية: كولومبيا هددت بترحيلي

زعيم المعارضة الفنزويلية: كولومبيا هددت بترحيلي

قال رئيس المعارضة الفنزويلية، خوان غوايدو، إن كولومبيا هددت بترحيله بعدما فرَّ من الملاحقة إلى بوغوتا، حسبما ذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، أمس (الخميس). وذكر غوايدو أن صوته «لم يكن مسموحاً بسماعه» في كولومبيا، حيث استضاف الرئيس جوستافو بيترو قمة دولية الأسبوع الحالي، في محاولة لحل الأزمة السياسية الفنزويلية. وقال غوايدو للصحافيين في ميامي إنه كان يأمل في مقابلة بعض مَن حضروا فعالية بيترو، لكن بدلاً من ذلك رافقه مسؤولو الهجرة إلى «مطار بوغوتا»، حيث استقل طائرة إلى الولايات المتحدة. وقامت كولومبيا بدور كمقرّ غير رسمي لسنوات لرموز المعارضة الفنزويلية الذين خشوا من قمع حكومة الرئيس نيكولاس مادورو

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)
أميركا اللاتينية الرئيس الكولومبي ينفي طرد المعارض الفنزويلي خوان غوايدو من بلاده

الرئيس الكولومبي ينفي طرد المعارض الفنزويلي خوان غوايدو من بلاده

نفى الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو أن تكون سلطات بلاده قد طردت المعارض الفنزويلي البارز خوان غوايدو، لكنه اتهمه بدخول كولومبيا بشكل غير نظامي. الاثنين، قال غوايدو إنه طُرد من كولومبيا بعد ساعات قليلة على وصوله إلى بوغوتا للمشاركة في مؤتمر حول بلاده التي تتنازعها الأزمات. وتعليقًا على تصريحات غوايدو، كتب بيترو على «تويتر» الثلاثاء: «السيد غوايدو لم يُطرد ويُفضَّل ألّا تظهر أكاذيب في السياسة».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)
الاقتصاد وسط مساعي لتعزيز التعاون... روسيا تصف فنزويلا بـ«الشريك الموثوق»

وسط مساعي لتعزيز التعاون... روسيا تصف فنزويلا بـ«الشريك الموثوق»

تعتزم روسيا وفنزويلا، التي تعاني من أزمة، تعزيز التعاون القائم بينهما، حيث وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي يقوم حالياً بزيارة للدولة الواقعة في أميركا الجنوبية، كراكاس، بأنها شريك «موثوق» للغاية، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وجاءت تصريحات لافروف، التي نقلها التلفزيون الفنزويلي، بعد أن عُقد لقاء بينه وبين رئيس فنزويلا، نيكولاس مادورو، أمس (الثلاثاء). وأفادت تقارير بأن لافروف قال في مؤتمر صحافي مع نظيره الفنزويلي إيفان جيل، إن «فنزويلا من أكثر الشركاء الموثوقين في العالم». وأكد أن البلدين مرتبطان بالتعاون الاستراتيجي والصداقة والتعاطف المتبادل. وقال وزير الخارجية الروسي إن موسكو س

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «مع مادورو»... برنامج تلفزيوني جديد للرئيس الفنزويلي

«مع مادورو»... برنامج تلفزيوني جديد للرئيس الفنزويلي

بدأ الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، تقديم برنامج تلفزيوني خاص به على إحدى القنوات العامة قبل عام من موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال الرئيس اليساري، الاثنين، وهو يقدم الحلقة الأولى من برنامجه «مع مادورو» (كون مادورو) «نحن نبدأ مرحلة جديدة من التواصل». وغالباً ما تشتكي المعارضة الفنزويلية من احتكار الحكومة الفنزويلية وسائل الإعلام العامة والظهور المستمر لمادورو مقابل تغييبها، بحسب ما قالت وكالة الصحافة الفرنسية. وظهرت في الحلقة مع مادورو شخصية مصممة بواسطة الذكاء الصناعي تحمل اسم «سيرا»، في إشارة على ما يبدو إلى «سيري»، المساعد الشخصي لشركة «أبل»؛ وذلك للرد على الاتهامات الموجهة للحكومة

«الشرق الأوسط» (كراكاس)
أميركا اللاتينية فنزويلا تعتبر تنظيم مؤتمر للهجرة في بروكسل أمراً «معادياً» لها

فنزويلا تعتبر تنظيم مؤتمر للهجرة في بروكسل أمراً «معادياً» لها

اعتبرت الحكومة الفنزويلية عقد مؤتمر في بروكسل حول الهجرة الجماعية للفنزويليين وتداعياتها على المنطقة، أمرا «معاديا» لها. وقالت وزارة العلاقات الخارجية الفنزويلية في بيان، الثلاثاء، إنها «ترفض دعوة وعقد ما يُسمى المؤتمر الدولي للتضامن مع اللاجئين والمهاجرين الفنزويليين والدول التي تستضيفهم...

«الشرق الأوسط» (كراكاس)

السلطات الكوبية تتهم «أعداء الثورة» بزعزعة الاستقرار

أميركيون من أصل كوبي يتظاهرون في ميامي دعماً للمتظاهرين في كوبا الأحد (إ.ب.أ)
أميركيون من أصل كوبي يتظاهرون في ميامي دعماً للمتظاهرين في كوبا الأحد (إ.ب.أ)
TT

السلطات الكوبية تتهم «أعداء الثورة» بزعزعة الاستقرار

أميركيون من أصل كوبي يتظاهرون في ميامي دعماً للمتظاهرين في كوبا الأحد (إ.ب.أ)
أميركيون من أصل كوبي يتظاهرون في ميامي دعماً للمتظاهرين في كوبا الأحد (إ.ب.أ)

حذَّرت السلطات الكوبية من «إرهابيين متمركزين في الولايات المتحدة» و«أعداء الثورة» الذين يستغلون -حسب قولها- موجة الغضب ضد تقنين التيار الكهربائي لفترات طويلة، ونقص الغذاء في البلاد.

وخرج مئات المتظاهرين، الأحد، إلى شوارع سانتياغو دي كوبا، ثاني مدن البلاد؛ حيث يعاني السكان من انقطاع في التيار الكهربائي عدة مرات في اليوم، وأحيانا لفترات تمتد إلى 14 ساعة.

وقال الرئيس الكوبي، ميغيل دياز كانيل، على موقع «إكس» إن «كثيراً من الأشخاص أعربوا عن استيائهم من خدمة التيار الكهربائي وتوزيع الأغذية».

وحذَّر من «أعداء الثورة» الذي يستغلون هذا الوضع «بهدف زعزعة الاستقرار» مشيراً إلى «إرهابيين متمركزين في الولايات المتحدة، وهو ما نددنا به في عدة مناسبات، يشجعون على أعمال تزعزع استقرار البلاد».

ودعت سفارة الولايات المتحدة في هافانا الحكومة الكوبية على «إكس» إلى «احترام حقوق المتظاهرين».

وعلى المنصة ذاتها، حث وزير الخارجية الكوبي، برونو رودريغز، واشنطن على «عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد».

ونشرت مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لمظاهرات في سانتياغو دي كوبا، وفي بايامو في مقاطعة غرانما المجاورة، ولم تتمكن «وكالة الصحافة الفرنسية» من التأكد من صحتها على الفور.

كوبية تستخدم هاتفها الجوال في وسط هافانا الأحد (رويترز)

وفي سانتياغو دي كوبا (510 آلاف نسمة)، قال أحد السكان لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» عبر الهاتف، طالباً عدم الكشف عن هويته: «كان الناس يهتفون: طعام وكهرباء». وعاد التيار الكهربائي في وقت لاحق، وتم تسليم «شاحنتين محملتين بالأرز».

وتوقفت خدمة الإنترنت على الهواتف المحمولة في المدينة، حسب شهود.

«باهظ الثمن»

وقالت خبيرة تجميل تبلغ 28 عاماً تعيش في حي آخر في سانتياغو، وطلبت أيضاً عدم الكشف عن هويتها، إن انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة ونقص الغذاء دفعا الناس إلى «الخروج إلى الشوارع» مضيفة أن «كل شيء باهظ الثمن والرواتب منخفضة».

وقال كبير الأساقفة المحلي، ديونيسيو غارسيا، عبر الهاتف: «لنأمل في ظهور حلول»، مؤكداً أن الوضع «كان صعباً للغاية» في المدينة، بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

وأعرب عن أمله في أن «يتمكن الجميع من العيش بمزيد من الصفاء والسكينة».

وتواجه كوبا منذ بداية مارس (آذار) موجة جديدة من حوادث انقطاع الكهرباء بسبب أعمال صيانة في محطة أنطونيو غويتيراس للطاقة الحرارية، وهي الأكبر في الجزيرة، وتقع في مقاطعة ماتانساس على بعد نحو مائة كيلومتر شرق هافانا.

علم أميركي وآخر كوبي أمام السفارة الأميركية في هافانا (أرشيفية- رويترز)

وتفاقمت المشكلة في نهاية الأسبوع الماضي، بسبب نقص الوقود الذي أثر على البلاد كلها. والمحروقات ضرورية لتشغيل محطات الطاقة الحرارية العاملة الأخرى.

وأعلنت السلطات الكوبية، السبت، أن جزيرة كوبا كلها «معنية» بانقطاع الكهرباء، بما في ذلك العاصمة.

ومظاهرة الأحد هي الأكبر منذ تلك التي شهدتها الجزيرة في 2022، عندما أثار الانقطاع اليومي للتيار الكهربائي احتجاجات في عدة مقاطعات، وكذلك في هافانا.

وفي 2022، شهدت كوبا انخفاضاً غير مسبوق في إنتاجها من الكهرباء، وانقطاعاً واسعاً في التيار، بسبب الإعصار «إيان» في 27 سبتمبر (أيلول). وتحسن الوضع في عام 2023.

ويضم نظام توليد الكهرباء في كوبا 8 محطات قديمة للطاقة الحرارية، بالإضافة إلى مولدات و8 قوارب لتوليد الطاقة مستأجرة من تركيا، تأثرت أيضاً بنقص الوقود.

وفشل الاقتصاد الكوبي في التعافي منذ تفشي جائحة «كوفيد». وقد تفاقمت نقاط الضعف في نظامها المركزي، مع تعزيز الحصار الأميركي المفروض منذ عام 1962.

وفي عام 2023، تراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2 في المائة، وفقاً للأرقام الرسمية.

وشهدت كوبا منذ 3 سنوات تقريباً احتجاجات كبيرة مناهضة للحكومة، بعد أشهر من الإغلاق وغياب السياح.

وفي 11 يوليو (تموز) 2021، تظاهر آلاف الكوبيين بشكل غير مسبوق، هاتفين: «نحن جائعون!» و«تسقط الديكتاتورية!».

وحُكم على مئات المتظاهرين بالسجن لمدد تصل إلى 25 عاماً.


الولايات المتحدة تجلي نحو 30 أميركياً من هايتي وسط حرب العصابات

معظم الشوارع خالية في بور أو برنس عاصمة هايتي (إ.ب.أ)
معظم الشوارع خالية في بور أو برنس عاصمة هايتي (إ.ب.أ)
TT

الولايات المتحدة تجلي نحو 30 أميركياً من هايتي وسط حرب العصابات

معظم الشوارع خالية في بور أو برنس عاصمة هايتي (إ.ب.أ)
معظم الشوارع خالية في بور أو برنس عاصمة هايتي (إ.ب.أ)

أجْلت واشنطن أكثر من 30 مواطناً أميركياً من هايتي، الغارقة في الفوضى جرّاء عنف العصابات، في طائرة عارضة «تشارتر» وفّرتها الحكومة وحطّت، يوم الأحد، في فلوريدا، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية.

ووفق السفارة الأميركية، أقلعت الطائرة من كاب هايثيان، ثاني مدن هايتي، حيث يعمل المطار «بشكل متقطع».

وقال ناطق باسم «الخارجية» الأميركية، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، مساء الأحد: «سهّلت وزارة الخارجية مغادرة أكثر من 30 مواطناً أميركياً بأمان من كاب هايثيان، في رحلة عارضة للحكومة الأميركية».

وأضاف: «بات الركاب في أمان في ميامي بولاية فلوريدا، حيث يساعدهم ممثلون للحكومة الأميركية في المراحل التالية».

وأجْلت الولايات المتحدة، الأحد الماضي، جزءاً من موظفي سفارتها، وعزَّزت الفرق المنوطة بأمنها. وأجْلت دول أخرى، فضلاً عن الاتحاد الأوروبي، دبلوماسييها بسبب انعدام الاستقرار في الجزيرة، في حين عمدت الأمم المتحدة إلى إخراج موظفيها غير الأساسيين.

وفيما يتعلق بالأميركيين، الذين لا يزالون في هايتي، أوضح الناطق الأميركي أن «الخارجية» «تدرس إمكان إخراجهم من العاصمة بور أو برنس، وسنبلغ المواطنين الأميركيين عندما نكون قادرين على تنظيم العملية بشكل آمن».

وأضاف: «سنواصل مساعدة المواطنين الأميركيين، ما دامت الرحلات التجارية غير متاحة، والبيئة الأمنية تسمح لنا بذلك».

وتشهد بور أو برنس أعمال عنف ترتكبها عصابات إجرامية، في الأسابيع الأخيرة، وينتظر الهايتيون تشكيل مجلس رئاسي انتقالي بعد إعلان استقالة رئيس الوزراء أرييل هنري.

وتسيطر العصابات على مناطق كاملة من هايتي، بما فيها 80 في المائة من العاصمة، ويتهم عناصرها بارتكاب تجاوزات، وخصوصاً جرائم قتل واغتصاب وخطف في مقابل فدية.


أسلحة مُهرّبة من أميركا وراء عنف العصابات في هايتي

ضباط شرطة في بورت أو برنس عاصمة هايتي (رويترز)
ضباط شرطة في بورت أو برنس عاصمة هايتي (رويترز)
TT

أسلحة مُهرّبة من أميركا وراء عنف العصابات في هايتي

ضباط شرطة في بورت أو برنس عاصمة هايتي (رويترز)
ضباط شرطة في بورت أو برنس عاصمة هايتي (رويترز)

قبل بضعة أسابيع فقط من اندلاع أعمال العنف مؤخراً في هايتي، أقرّ «الملك» الذي نصب نفسه زعيماً لعصابة هايتية بأنه مذنب، أمام محكمة أميركية، باستيراد بنادق هجومية من طراز «آي كاي47» ومدافع رشاشة ثقيلة على نحو غير قانوني إلى الدولة الفقيرة الواقعة في البحر الكاريبي.

وأعلنت النيابة العامة في أثناء المحاكمة في نهاية يناير (كانون الثاني) أنّ «وزارة العدل ستستخدم كل الأدوات المتاحة لها لمحاسبة أولئك الذين يقومون بتهريب أسلحة أميركية المنشأ، وغيرها من السلع الخاضعة للرقابة، لصالح جهات شريرة».

لكن اعتراف جولي جيرمين (31 عاماً) الملقّب بـ«الملك» بالذنب بشأن نحو 20 قطعة سلاح، لا يمثل سوى نقطة في بحر من عمليات الاتجار.

سر فلوريدا

وتتدفق الأسلحة المهربة على هايتي منذ فترة طويلة، غالبيتها من الولايات المتحدة، بحسب خبراء. ومن الصعب تحديد عددها بدقة، لكن خبراء يقدّرون أن نسبة ضئيلة فقط من مئات الآلاف من الأسلحة المتداولة في هايتي تم الحصول عليها بشكل قانوني، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأفاد تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة نُشر في 2023، بأنّ «المصدر الرئيسي للأسلحة النارية والذخيرة في هايتي موجود في الولايات المتحدة، خصوصاً في فلوريدا».

ويتم شراء الأسلحة بشكل قانوني من الولايات الأقل صرامة بشأن شروط البيع، وتُنقل إلى هايتي عبر «إخفائها في سلع استهلاكية أو معدات إلكترونية أو بطانات ملابس أو أغذية مجمدة أو حتى في حاويات شحن»، بحسب المصدر نفسه.

طلب على الأسلحة القوية

لا تنتج هايتي أسلحة أو ذخيرة، وتقيد قوانينها إمكان حيازتها بشكل قانوني.

ولكن هذه القوانين، فضلاً عن قيود قررتها الأمم المتحدة للحد من استيراد الأسلحة إلى هايتي، غير كافية لمواجهة المهربين الأميركيين والعصابات المسلحة الهايتية.

وتساءل مات شرودر من مركز دراسات «سمول أرمز سورفي» خلال حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية»: «هل كانت العصابات الهايتية ستحصل على أسلحة لو لم تكن متوافرة في الولايات المتحدة؟ ربما». وأضاف: «هل كان الأمر بهذه السهولة؟ ربما لا».

والتقطت «وكالة الصحافة الفرنسية» صوراً لجيمي شيريزييه وهو زعيم عصابة معروف باسم «باربيكيو»، حاملاً أسلحة تبدو كأنها بنادق هجومية من طراز «جليل» الإسرائيلية التصميم، وبنادق «إم-16»أو من طراز «آي آر» تشبه أسلحة يستخدمها الجيش الأميركي، وفقاً لخبراء عاينوا اللقطات.

ومن غير الواضح ما إذا كان الرجل، وهو ضابط شرطة سابق، قد حصل على هذه الأسلحة بشكل قانوني أم لا.

ومع ذلك، أشار تقرير الأمم المتحدة إلى أنّ البنادق الأقوى مثل «(آي كاي47) و(آي أر15) و(جليل) تحظى عموماً بشعبية لدى العصابات».

سيطرة أمنية مفقودة

وقال مات شرودر «تُظهر معدلات المصادرة أن نسبة الأسلحة غير القانونية المتداولة (في هايتي) وهي عبارة عن بنادق هجومية أعلى بكثير مما هي عليه في سائر أنحاء منطقة البحر الكاريبي».

وأضاف أنّ «هذا يعكس جزئياً طلب المستخدمين في نهاية السلسلة» الذين يريدون أسلحة قوية، مؤكداً أن من الصعب تحديد كميات الأسلحة وكذلك مصدرها بسبب طبيعة هذه التجارة.

وتعد قضية جولي جيرمين، وأسلحته المستوردة البالغة حوالي عشرين قطعة إحدى أهم القضايا المعروفة. وغالباً ما يقوم بالتهريب أفراد يكسبون بعض المال من طريق دسّ قطعة سلاح واحدة في شحنة متجهة إلى هايتي.

وفي مواجهة العصابات المدجّجة بالسلاح وقوات الأمن الفاقدة السيطرة، أقام سكان بور أو برنس حواجز لحماية أنفسهم.


عسكريون متقاعدون يربطون بولسونارو بمحاولة الانقلاب الفاشلة في البرازيل

الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو يستمع إلى القائد السابق للجيش ماركو أنطونيو فريري غوميز في لقطة تعود إلى نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 (رويترز)
الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو يستمع إلى القائد السابق للجيش ماركو أنطونيو فريري غوميز في لقطة تعود إلى نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 (رويترز)
TT

عسكريون متقاعدون يربطون بولسونارو بمحاولة الانقلاب الفاشلة في البرازيل

الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو يستمع إلى القائد السابق للجيش ماركو أنطونيو فريري غوميز في لقطة تعود إلى نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 (رويترز)
الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو يستمع إلى القائد السابق للجيش ماركو أنطونيو فريري غوميز في لقطة تعود إلى نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 (رويترز)

ربط قادة عسكريون متقاعدون في البرازيل الرئيس السابق جايير بولسونارو بمحاولة فاشلة للبقاء في السلطة بعد خسارته انتخابات العام 2022، وفقاً لبيانات الشرطة الصادرة الجمعة.

وفي إطار عملية بعنوان «ساعة الحقيقة» (Tempus Veritatis)، نفّذت الشرطة عمليات بحث ومصادرة وألقت القبض على العديد من حلفاء بولسونارو الذين أرادوا وقف إعادة انتخاب اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.

وكُشفت تفاصيل هذه العمليات الجمعة بأمر من قاضي المحكمة العليا الفدرالية ألكسندر دي مورايس.

وقال المحقّقون إنّ بولسونارو قام بمناورات مناهضة للديمقراطية على مدى أشهر، بما في ذلك خطة لتشويه سمعة نظام التصويت الإلكتروني في البرازيل من خلال حملة «تضليل» قبل الانتخابات لـ«إضفاء الشرعية على التدخّل العسكري» في حال خسارته.

وتوصّل المحقّقون إلى أنّ بولسونارو صاغ إعلان انقلاب يديره كبار المسؤولين العسكريين في اجتماع عُقد في السابع من ديسمبر (كانون الأول) 2022، قبل ثلاثة أسابيع من أداء لولا اليمين الدستورية.

وفي إفادته للشرطة، اعترف قائد الجيش السابق ماركو أنطونيو فريري غوميز بأنّه شارك في اجتماع في المقر الرئاسي لبولسونارو في برازيليا، حيث أوضح أحد المستشارين الأساس القانوني للانقلاب المخطّط له. وأكد للشرطة أنّه شدّد على أنّ الجيش لن يشارك في عكس العملية الديمقراطية.

من جهته، قال القائد السابق للقوات الجوية ألميدا باتيستا جونيور للمحقّقين إنّ بولسونارو ضغط عليه لمواصلة البحث عن آليات لمنع لولا من أداء اليمين مرة أخرى. واعتبر باتيستا أنّ الانقلاب كان يمكن أن يحدث لولا موقف فريري غوميز المتشدّد.

وكان اليميني المتطرّف بولسونارو من الذين طُلب منهم الإدلاء بشهادتهم، لكنّه رفض الإجابة عن الأسئلة أثناء استجوابه في مقر الشرطة الفدرالية الشهر الماضي، كما نفى الاتهامات الموجّهة إليه، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

ويواجه بولسونارو العديد من القضايا الأخرى، مثل تزوير شهادات تلقيح ضدّ فيروس كورونا.

وعلى رغم خروجه من السلطة، لا يزال بولسونارو يُعتبر زعيماً للمعارضة ويحظى بتأييد أنصار متحمّسين.


دعوى تهدّد مشاركة تحالف المعارضة في الانتخابات الرئاسية الفنزويلية

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ب)
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ب)
TT

دعوى تهدّد مشاركة تحالف المعارضة في الانتخابات الرئاسية الفنزويلية

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ب)
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ب)

طلب سياسي فنزويلي مُتَّهم بالعمل لصالح النظام، من المحكمة العليا في البلاد منع مشاركة تحالف المعارضة الرئيسي في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 28 يوليو (تموز).

وقال لويس راتي، وهو رجل أعمال يقدّم نفسه على أنه مناهض للتشافية (نسبة للرئيس الراحل هوغو تشافيز)، لكنه يعارض بشدة المعارضة التقليدية، إنه قدّم دعوى إلى المحكمة العليا «لطلب إلغاء» ترشيح «منصة الوحدة الديمقراطية»، وهو تحالف معارض يضم نحو ثلاثين حزبًا.

وتأتي الخطوة، التي كشفها راتي الجمعة، في وقت يتعين على السلطة الانتخابية الفنزويلية الفصل في أهلية الأحزاب لخوض الانتخابات.

السياسية الفنزويلية المعارضة ماريا كورينا ماتشادو (رويترز)

وقال راتي في مقطع فيديو نُشر على منصة «إكس» معلناً طعنه في شرعية الائتلاف إنه «ليس حزباً سياسياً. هذه الانتخابات يجب أن تكون متعددة (...) وكل تشكيل سياسي شرعي، وكل تشكيل سياسي مؤهل يجب أن يتمكن من تسمية مرشحيه المؤهلين».

ويخوض ائتلاف المعارضة سباقاً مع الوقت لتسمية مرشح بدلا من ماريا كورينا ماتشادو التي فازت في الانتخابات التمهيدية في أكتوبر (تشرين الأول)، لكن تمّ إقصاؤها من خوض السباق الرئاسي.

وقال راتي إنه سيرشح نفسه عن حزب «فينتي فنزويلا» (هيا فنزويلا) وهو حزب ماتشادو. ويُنظر إلى مانويل روزاليس، حاكم ولاية زوليا (غرب)، والذي كان مرشحاً للرئاسة عام 2006، على أنه من البدائل المحتملين لماتشادو لجمع المعارضة، لكنه ليس أقرب حليف لها.

ومن المقرر أن يعلن حزب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو خليفة تشافيز، رسميًا السبت ترشيحه لولاية رئاسية ثالثة، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.


توتّر في أنحاء هايتي بانتظار تشكيل مجلس رئاسي انتقالي

شرطان خارج سجن في بورت أو برنس فر منه مجرمون (رويترز)
شرطان خارج سجن في بورت أو برنس فر منه مجرمون (رويترز)
TT

توتّر في أنحاء هايتي بانتظار تشكيل مجلس رئاسي انتقالي

شرطان خارج سجن في بورت أو برنس فر منه مجرمون (رويترز)
شرطان خارج سجن في بورت أو برنس فر منه مجرمون (رويترز)

يبقى الوضع «متفجّراً» في بورت أو برنس بحسب الأمم المتحدة، في وقت ينتظر فيه الهايتيون تعيين سلطات انتقالية بعد استقالة رئيس الوزراء، في ظلّ أمل حذر بأن تتمكّن البلاد التي دمّرتها العصابات من استعادة الاستقرار.

وبعد أيام قليلة من الهدوء النسبي، سجّلت أعمال عنف في العاصمة التي يخضع 80 في المائة منها لسيطرة العصابات المسلحةّ. وأقام السكان حواجز على طريقين رئيسيين في وسط المدينة، في محاولة لحماية أنفسهم من هجمات العصابات وأيضاً للاحتجاج، حسبما أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إنّ الوضع في بورت أو برنس «متفجّر ومتوتر».

من جهة أخرى، ينتقد بعض السكان احتمال إنشاء مجلس رئاسي انتقالي، بدعم من المجموعة الكاريبية (كاريكوم) والأمم المتحدة والولايات المتحدة.

وقال فرانسوا نولن «أنا في الشارع الآن وغاضب للغاية. الأميركيون يفرضون علينا شروطاً معيّنة لإدارة البلاد. وهذا ليس طبيعياً، دستور بلادنا ينص على طريقة تنظيم أمورنا».

أمّا جيسولا التي تفضّل عدم كشف اسمها الكامل، فأكّدت أنّ «ليس للبيض الحق في التدخّل في شؤوننا»، مضيفة أنّهم «بدلاً من أن يجعلوا الأمور أفضل، سيجعلونها أسوأ».

يُذكر أن هايتي شهدت تدخّلاً عسكرياً أميركياً في العام 1915، وعانت كثيرا من وباء الكوليرا بين العامين 2010 و2019، علماً أن المرض دخل البلاد عبر جنود من قوات حفظ السلام.

ومُدّد حظر التجوّل ليلاً حتى الأحد في المقاطعة الغربية، بما في ذلك العاصمة بور أو برنس، وفقاً لمكتب رئيس الوزراء الذي يتوّلى تصريف الأعمال.

رجل يلقي القمامة قرب جثة قتيل في بورت أو برنس (إ.ب.أ)

وقال ايدنر بيتي وهو أحد سكان العاصمة: «هناك الكثير من الفارين من السجن في الشوارع. الوضع يزداد سوءاً»، معتبراً أنّ «قرار الحكومة إعلان حال الطوارئ في هايتي مع حظر التجوّل جدير بالثناء، ولكن يجب ألا يكون الحال كذلك».

بدورها، عبّرت الجمعية الطبية الهايتية عن خوفها من «الإغلاق القسري للمستشفيات» ومن «أعمال العنف الجسدي ضدّ العاملين في مجال الرعاية الصحية».

المجلس الرئاسي

وكان رئيس الوزراء أرييل هنري الذي اتسمت ولايته بتزايد سطوة العصابات المسلحة، أعلن مساء الاثنين استقالته على أن يتولى تسيير الأعمال إلى حين تعيين مجلس رئاسي انتقالي.

واتخذ قرار تشكيل المجلس الرئاسي خلال اجتماع طارئ في جامايكا بمشاركة ممثلين لهايتي والمجموعة الكاريبية (كاريكوم) والأمم المتحدة ودول عدة أبرزها الولايات المتحدة وفرنسا.

وأفادت مصادر عدة بأنّ عدداً من القوى السياسية قدّمت أسماء ممثليها إلى «كاريكوم» من أجل تشكيل المجلس العسكري.

وفي البداية، لم يتمكّن أعضاء ائتلاف «21 ديسمبر» الذي ينتمي إليه أرييل هنري، من الاتفاق على ممثّل واحد بينما اقترحوا ثلاثة أسماء. غير أنّ مصادر أفادت بأنّهم يجرون محادثات من أجل التوصّل إلى مرشّح توافقي.

وأعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة عن ثقته بأنّ المجلس يمكن أن يرى النور «في الأيام المقبلة».

من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنّه يريد «من جميع الجهات الفاعلة في هايتي أن تضع خلافاتها جانباً» للمضي قدماً في إنشاء سلطات موقتة، وفقاً للمتحدث باسمه ستيفان دوجاريك.

وسيتكوّن المجلس الرئاسي من سبعة أعضاء يمثلون القوى السياسية الرئيسية في هايتي والقطاع الخاص. وسيختار رئيساً موقتاً للوزراء كما سيعيّن حكومة وحدة وطنية.

الأمن مفقود في هايتي بانتظار تشكيل مجلس رئاسي انتقالي (إ.ب.أ)

وسيتمّ استبعاد الأشخاص الذين وجهت إليهم المحاكم اتهامات أو أُدينوا بأحكام معيّنة، أو الذين يخضعون لعقوبات الأمم المتحدة، والأشخاص الذين يعتزمون خوض الانتخابات المقبلة في هايتي و/أو يعارضون قرار الأمم المتحدة بشأن نشر بعثة متعدّدة الجنسيات للدعم الأمني.

في هذه الأثناء، أعلنت كينيا التي من المقرّر أن تنشر ألف شرطي في إطار هذه المهمّة، أنّها ستعلّق إرسال هؤلاء العناصر لكنّها أكدت أنّها ستتدخّل بمجرّد تشكيل مجلس رئاسي.

الأمن الغذائي

ووفق برنامج الأغذية العالمي، يعاني 44 في المئة من سكّان هايتي حالة انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وفي انتظار معرفة ما إذا كانت نهاية الأزمة تلوح في الأفق، أعلنت الأمم المتحدة أنها ستقيم جسراً جوياً بين هايتي وجمهورية الدومينيكان المجاورة لنقل المساعدات. وتأمل الأمم المتحدة تشغيله في أقرب وقت ممكن.

كذلك، أعلنت الولايات المتحدة الجمعة عن مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 25 مليون دولار.


في اليوم العالمي للنوم... قيلولة جماعية وسط شارع مزدحم بالمكسيك (صور)

أشخاص يشاركون في قيلولة جماعية نُظِّمَت وسط الطريق في أحد أكثر شوارع مكسيكو ازدحاماً (أ.ب)
أشخاص يشاركون في قيلولة جماعية نُظِّمَت وسط الطريق في أحد أكثر شوارع مكسيكو ازدحاماً (أ.ب)
TT

في اليوم العالمي للنوم... قيلولة جماعية وسط شارع مزدحم بالمكسيك (صور)

أشخاص يشاركون في قيلولة جماعية نُظِّمَت وسط الطريق في أحد أكثر شوارع مكسيكو ازدحاماً (أ.ب)
أشخاص يشاركون في قيلولة جماعية نُظِّمَت وسط الطريق في أحد أكثر شوارع مكسيكو ازدحاماً (أ.ب)

شارك نحو 200 شخص في قيلولة جماعية نُظِّمَت أمس (الجمعة) وسط الطريق في أحد أكثر شوارع مكسيكو ازدحاماً وضجيجاً في مناسبة اليوم العالمي للنوم، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

أشخاص يشاركون في قيلولة ضخمة بمناسبة يوم النوم العالمي عند النصب التذكاري للثورة في مكسيكو سيتي (رويترز)

واستلقى المشاركون على حصائر اصطناعية، وأسندوا رؤوسهم إلى وسادات وغطوا عيونهم بأقنعة، قاطعين الطريق لبعض الوقت ومعها الإيقاع المحموم لوسط العاصمة المكسيكية، في «تظاهرة سلمية من أجل الحق في النوم»، بحسب المنظمين.

أشخاص يأخذون قيلولة عند قاعدة النصب التذكاري الشهير للثورة في مكسيكو سيتي (أ.ب)

وأوضحت الطبيبة غوادالوبي تيران من مركز النوم وعلم الأعصاب الذي نظّم هذا التحرك مع الحكومة المكسيكية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أن جَعلَ النوم «حدثاً يلفت الانتباه، يمكن أن يساعد في إطلاق سياسات عامة جديدة» تهدف إلى تشجيع الراحة.

وأضافت: «لدينا ساعات عمل طويلة، ولكن ليس في الشركات أمكنة مخصصة للقيلولة».

طفلة وسيدة تأخذان قيلولة خلال حدثٍ احتفالاً بيوم النوم العالمي في مكسيكو سيتي (أ.ب)

وأتاحت جلسة تأمل موجهة، لبعض المشاركين، الغوص في نوم عميق، تجلّى من خلال الشخير العالي، في حين اكتفى آخرون بالاسترخاء لبعض الوقت.

مشاركون يستمتعون بقيلولة أثناء حضورهم حدث يوم النوم العالمي في مكسيكو سيتي (أ.ف.ب)

وتنوع المشاركون في القيلولة الجماعية؛ إذ كان بينهم متقاعدون، وأم برفقة ابنتها الصغيرة، في حين انضم إليهم عدد من المارّة.

ولاحظت أليكسيا غونزاليس، وهي معالجة نفسية تبلغ 24 عاماً من ولاية موريلوس (وسط المكسيك)، أن «النوم والراحة جيدان جداً لتعزيز الانتباه».


رئيس وزراء هايتي للتنحي وتشكيل مجلس رئاسي

رئيس الوزراء الهايتي أرييل هنري مخاطباً الأمة (رويترز)
رئيس الوزراء الهايتي أرييل هنري مخاطباً الأمة (رويترز)
TT

رئيس وزراء هايتي للتنحي وتشكيل مجلس رئاسي

رئيس الوزراء الهايتي أرييل هنري مخاطباً الأمة (رويترز)
رئيس الوزراء الهايتي أرييل هنري مخاطباً الأمة (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الهايتي، أرييل هنري، الثلاثاء، أنه سيستقيل ما إن يتشكل مجلس رئاسي انتقالي، راضخاً بذلك للضغوط الإقليمية والدولية التي يتعرض لها، والتي تسعى إلى وضع حد لعنف العصابات والمخاوف من انزلاق البلاد إلى حرب أهلية.

واتخذ هنري هذا الموقف بعد ساعات من انعقاد قمة طارئة لمجموعة الكاريبي «كاريكوم» المؤلفة من 15 دولة في العاصمة الجامايكية كينغستون، بمشاركة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، لمناقشة الطرق الأنسب لوقف دوامة العنف في هايتي. وتوصلت القمة إلى موقف بالاجتماع على ضرورة تشكيل مجلس رئاسي.

إذ أشار إلى الفوضى التي تجتاح هايتي، قال هنري في شريط فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي إن «رؤية كل هؤلاء الناس يموتون تؤلمنا وتثير غضبنا. ولا يمكن للحكومة التي أقودها أن تبقى غير مبالية تجاه هذا الوضع. ولا توجد تضحية أعظم يمكن أن نقدّمها لوطننا هايتي»، مضيفاً أن «الحكومة التي أقودها ستنسحب فوراً بعد تنصيب هذا المجلس».

ولكن لم يكن من الواضح على الفور متى سيقوم هنري، الذي كان يتعرض لضغوط متزايدة للتنحي عن منصبه في هايتي وخارجها، بذلك فعلياً. ولكن رئيس غويانا محمد عرفان علي الذي يترأس «كاريكوم» أفاد بعد الاجتماع بأن اللمسات النهائية على الخطة لم توضع. وقال: «لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه».

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن متوسطاً رئيس غوايانا عرفان علي ورئيس الوزراء الجامايكي أندرو هولنس خلال قمة مجموعة الكاريبي «كاريكوم» في كينغستون (رويترز)

دعم أميركي

وأعلن بلينكن أن الولايات المتحدة ستقدم 100 مليون دولار إضافية؛ مساعداتٍ لمهمة أمنية متعددة الجنسيات تدعمها الأمم المتحدة ومن المقرر نشرها في هايتي. كما تعهد تقديم 33 مليون دولار إضافية مساعداتٍ إنسانية، وبذلك تصل التزامات الولايات المتحدة إلى 333 مليون دولار. وأضاف: «نستطيع المساعدة في استعادة أساس الأمن» في البلاد. ولكن «وحده شعب هايتي يستطيع، وشعب هايتي وحده هو الذي يجب أن يقرر مستقبله، وليس أي طرف آخر».

وكان هنري غادر هايتي إلى نيروبي في أوائل مارس (آذار) لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق ينص على نشر القوة المتعددة الجنسيات، بقيادة كينيا، من أجل وقف عنف العصابات والقضاء عليها. ومنذ ذلك الحين، تقطعت به السبل خارج بلاده بينما يعيث رجال العصابات الفوضى ويطالبون باستقالته. وعلى الأثر توجه إلى بورتوريكو، الدولة المجاورة لبلده. ولكنه لم يحضر القمة الكاريبية في جامايكا. ولم يتضح ما إذا كان شارك فيها عبر الفيديو.

شرطة من كينيا

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مجتمعاً مع رئيس الوزراء الجامايكي أندرو هولنس ووزيرة الخارجية كامينا جونسون سميث والسفير الأميركي لدى جامايكا نيك بيري في كينغستون (أ.ف.ب)

وبعد أشهر من التأخير، وقعت هايتي وكينيا اتفاقاً هذا الشهر للمضي قدماً في نشر ألف من الضباط وعناصر الشرطة الكينيين في الدولة الكاريبية. وقال الرئيس الكيني ويليام روتو إن بلاده لديها «واجب تاريخي» للمضي في ذلك؛ لأن «السلام في هايتي مفيد للعالم ككل».

وكذلك أعلن وزير الداخلية الكيني كيثور كينديكي أن المهمة كانت لا تزال في «مرحلة ما قبل الانتشار»، وأن كل البرامج وإجراءات التنفيذ الأخرى المتعلقة بالانتشار باتت موجودة بالفعل.

وقال رئيس الوزراء الجامايكي أندرو هولنس: «نشعر بحزن عميق لأن الوقت فات بالفعل بالنسبة للكثيرين الذين فقدوا الكثير على أيدي العصابات الإجرامية»، مضيفاً أن «الخوف من تفاقم الوضع في هايتي وتحوله إلى حرب أهلية صار الآن حقيقياً. نحن جميعاً متفقون على أنه لا يمكن السماح بحدوث ذلك، ليس في نصف الكرة الأرضية الذي نعيش فيه».

ودخلت هايتي في حالة من الاضطرابات الشديدة منذ اغتيال الرئيس جوفينيل مويز عام 2021 وانتشار أعمال عنف العصابات. وحتى الآن، لا يوجد للبلاد رئيس ولا أي مسؤولين وطنيين منتخبين آخرين.

وأدى هنري اليمين رئيساً للوزراء بعد أسبوعين من اغتيال مويز. لكن الهايتيين لم يتمكنوا بعد من اختيار خليفة منتخب ديمقراطياً.

ووصلت الاضطرابات الحالية إلى مستويات لا سابق لها منذ عقود. وأدى التصعيد الأخير لأعمال العنف، وهجمات العصابات على مراكز الشرطة، وغيرها من الهجمات المنسقة على سجنين، إلى إطلاق نحو أربعة آلاف من السجناء، وإلى جعل الهايتيين يواجهون كارثة إنسانية في ظل تقييد إمكانية الحصول على الغذاء والماء والرعاية الصحية بشدة.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أجلت القوات الأميركية الموظفين غير الأساسيين من السفارة الأميركية في بورت أو برنس.


أزمة العصابات تجبر رئيس وزراء هايتي على الاستقالة

رئيس الوزراء الهايتيّ أرييل هنري (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الهايتيّ أرييل هنري (إ.ب.أ)
TT

أزمة العصابات تجبر رئيس وزراء هايتي على الاستقالة

رئيس الوزراء الهايتيّ أرييل هنري (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الهايتيّ أرييل هنري (إ.ب.أ)

وافق رئيس الوزراء الهايتيّ أرييل هنري، يوم الاثنين، على التنحي عن منصبه، حسبما أعلن رئيس مجموعة دول الكاريبي (كاريكوم) في مؤتمر صحافي عقب اجتماع عُقِد في جامايكا لبحث الوضع في هايتي التي تعاني جراء عنف العصابات وتشهد أزمة حكم.

وقال محمد عرفان علي، رئيس غويانا وكاريكوم «أخذنا علماً باستقالة رئيس الوزراء أرييل هنري»، معلناً عن «اتفاق حكم انتقالي يمهد الطريق لانتقال سلمي للسلطة».

وشكّلت الأزمة التي تشهدها هايتي محور اجتماع أزمة يوم (الاثنين) في جامايكا، بينما تعمل سفارات غربيّة على إجلاء دبلوماسيّيها من العاصمة بور أو برنس التي باتت تحت سيطرة عصابات إجراميّة.

وكانت المجموعة الكاريبيّة (كاريكوم) هي من دعت إلى هذا الاجتماع الذي شارك فيه أيضاً وزير الخارجيّة الأميركي وممثّلون عن كندا والأمم المتحدة، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

من زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لجامايكا لحضور الاجتماع الطارئ بشأن هايتي (رويترز)

وأعلن أنتوني بلينكن أنّ الولايات المتحدة ستُقدّم 133 مليون دولار إضافيّة لدعم حلّ الأزمة في هايتي.

وفي حديثه خلال الاجتماع الطارئ، قال بلينكن إنّ الوضع الخارج عن السيطرة في الدولة الكاريبيّة الفقيرة يظهر الحاجة الملحّة لنشر قوة متعدّدة الجنسيّات، ستُساهم فيها الولايات المتحدة بمبلغ إضافي يصل إلى 100 مليون دولار، بينما سيتمّ توفير 33 مليون دولار للمساعدة الإنسانيّة.

وعرض رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الذي كان حاضراً افتراضياً خلال المحادثات، أكثر من 91 مليون دولار لهايتي.

كما أعلنت دول أخرى عن المساهمة في مساعدات ماليّة أو لوجستيّة، بما في ذلك بنين وفرنسا وألمانيا وجامايكا وإسبانيا، وفقاً لمسؤولين أميركيين. واستبعدت الولايات المتحدة وكندا إرسال قوّات إلى هايتي.

وقالت كينيا إنّها مستعدة لنشر عناصر شرطة، لكنّها لم تتمكّن من فعل ذلك حتّى الآن بسبب قرار أصدرته محكمة كينيّة.

ولم يتمكّن رئيس وزراء هايتي أرييل هنري من العودة إلى البلاد بسبب تصاعد العنف، وهو لا يزال عالقاً في بورتوريكو.

وقال رئيس الوزراء الجامايكي أندرو هولنيس «واضح أنّ هايتي وصلت إلى نقطة تحوّل»، فيما أمكن رؤية جثث في شوارع العاصمة الهايتيّة، حسب صحافيّين في وكالة الصحافة الفرنسية.

وتفاقمت في نهاية الأسبوع في هايتي أعمال العنف المرتبطة بالعصابات التي تطالب على غرار جزء من السكّان، باستقالة رئيس الوزراء أرييل هنري.

وتشهد العاصمة اشتباكات بين الشرطة والعصابات المسلحة التي تهاجم مواقع استراتيجية بما في ذلك القصر الرئاسي وأقسام الشرطة والسجون.

ووصفت المنظمة الدولية للهجرة العاصمة الهايتية بأنها «مدينة تحت الحصار».


بلينكن لإنشاء هيئة رئاسية تعيد استقرار هايتي

قوة من الشرطة في دورية داخل العاصمة الهايتية (رويترز)
قوة من الشرطة في دورية داخل العاصمة الهايتية (رويترز)
TT

بلينكن لإنشاء هيئة رئاسية تعيد استقرار هايتي

قوة من الشرطة في دورية داخل العاصمة الهايتية (رويترز)
قوة من الشرطة في دورية داخل العاصمة الهايتية (رويترز)

غداة إجلاء الجيش الأميركي جواً للموظفين غير الأساسيين من سفارة الولايات المتحدة في بورت أو برنس، توجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى جامايكا للمشاركة في اجتماع طارئ لمجموعة الكاريبي «كاريكوم» الحكومية حيال الأزمة، التي تعانيها هايتي بسبب فوضى العصابات، وسعياً إلى تشكيل هيئة رئاسية مستقلة لإعادة الاستقرار إلى البلاد.

وتعاني هايتي منذ عقود من الاضطرابات السياسية إلى جانب عنف العصابات الذي أصابها بالشلل. وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، تعهدت إدارة الرئيس جو بايدن بتقديم 100 مليون دولار، وبعد ذلك 65 مليون دولار أخرى، لدعم الشرطة الوطنية الهايتية، وتحسين الأمن في الدولة الجزيرة وسط حربها المستمرة ضد جماعات الجريمة القوية. وخُصص جزء من هذه الأموال لدعم نشر مهمة الدعم الأمني المتعددة الجنسيات بقيادة كينيا بموجب قرار أصدره مجلس الأمن في أوائل أكتوبر (تشرين الأول) الماضي على أمل قمع عنف العصابات الذي أصبح أكثر تطرفاً، ولكن أحدث موجة من العنف بدأت عندما توجه رئيس الوزراء الهايتي أرييل هنري إلى كينيا للضغط من أجل نشر تلك القوة المتعددة الجنسيات. ولم يتمكن هنري من العودة إلى بلاده.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)

جسر جوي

وأفادت القيادة الجنوبية للجيش الأميركي بأن قوة منها نفذت عملية ليل السبت - الأحد لإجلاء الموظفين الأميركيين بواسطة جسر جوي من السفارة في بورت أو برنس، حيث يتصاعد العنف في العاصمة وكل أنحاء الدولة الكاريبية. وأضافت أن قوة أمنية إضافية نُشرت بوصفها جزءاً من العملية. وقالت في بيان إنه «بناءً على طلب وزارة الخارجية، قام الجيش الأميركي بعملية لتعزيز أمن السفارة الأميركية في بورت أو برنس، والسماح بمواصلة عمليات بعثة سفارتنا، وتمكين الموظفين غير الأساسيين من المغادرة»، موضحة أن «نقل الموظفين الأميركيين جواً من السفارة وإليها يتماشى مع الممارسات العسكرية القياسية لتعزيز الأمن في السفارات في كل أنحاء العالم. ولم يكن هناك هايتيون على متن الطائرة أثناء عمليات النقل الجوي. وأضافت أنه «لا تزال سفارتنا تركز على تعزيز جهود الحكومة الأميركية لدعم الشعب الهايتي، بما في ذلك حشد الدعم للشرطة الوطنية الهايتية، والإسراع في نشر مهمة الدعم الأمني المتعددة الجنسيات»، وفقاً لما قرره مجلس الأمن قبل أشهر، بالإضافة إلى «تسريع الانتقال السلمي للسلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة».

وذكرت بالإعلان الذي أصدرته وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» في سبتمبر (أيلول) 2023 بشأن إيجاد «وضع يمكِّنها من تقديم دعم تمكيني قوي لمهمة الدعم الأمني المتعددة الجنسيات، بما في ذلك المساعدة في التخطيط، وتبادل المعلومات، والنقل الجوي، والاتصالات، والدعم الطبي».

وأعلنت السفارة الأميركية لدى هايتي في بيان أنها «لا تزال مفتوحة» رغم «ازدياد عنف العصابات في الحي القريب من مجمعات السفارة الأميركية وقرب المطار»، ما أدى إلى قرار وزارة الخارجية بـ«ترتيب مغادرة موظفين إضافيين».

شخص يعبر من أمام السفارة الأميركية في بورت أو برنس (رويترز)

الدول الأوروبية

وتزامنت هذه الخطوة مع إعلان وزارة الخارجية الألمانية أنه «بسبب الوضع الأمني المتوتر للغاية في هايتي، غادر السفير الألماني والممثل الدائم في بورت أو برنس إلى جمهورية الدومينيكان، الأحد، مع ممثلين عن وفد الاتحاد الأوروبي»، مضيفة أن العمل سيتواصل من هناك «حتى إشعار آخر».

ومع تصاعد أعمال العنف، أعلن زعماء الكاريبي عقد اجتماع طارئ في جامايكا لمعالجة الوضع «الخطير» و«العاجل» في هايتي، وفقاً لبيان أصدره رئيس «كاريكوم» محمد عرفان علي، الذي دعا زعماء الولايات المتحدة وفرنسا وكندا والأمم المتحدة والبرازيل إلى الاجتماع.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن بلينكن سيناقش خصوصاً الجهود الرامية إلى «تسريع عملية انتقال سياسي في هايتي من خلال إنشاء هيئة رئاسية مستقلة».

وفي بروكسل، أعلن الناطق باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو، الاثنين، أن التكتل أجلى جميع موظفيه الدبلوماسيين من هايتي بسبب «التدهور الكبير في الوضع الأمني».