قائد القوات الخاصة الطاجيكية ينضم إلى تنظيم «داعش» في سوريا

العقيد حليموف.. تلقى تدريبات لمكافحة الإرهاب داخل أميركا

العقيد غول مراد حليموف («الشرق الأوسط»)
العقيد غول مراد حليموف («الشرق الأوسط»)
TT

قائد القوات الخاصة الطاجيكية ينضم إلى تنظيم «داعش» في سوريا

العقيد غول مراد حليموف («الشرق الأوسط»)
العقيد غول مراد حليموف («الشرق الأوسط»)

كشفت مصادر أميركية مسؤولة، أن الضابط السابق بالقوات الخاصة في الشرطة الطاجيكية، الذي ظهر في شريط فيديو يدعو للتطرف تحت مظلة تنظيم داعش تلقى تدريبات نظمتها وزارة الخارجية حول استراتيجية مكافحة الإرهاب داخل الأراضي الأميركية. وظهر العقيد غول مراد حليموف، في شريط فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي، حاملا بندقية قناص، وتحدث عن تلقيه ثلاثة برامج تدريبية داخل الأراضي الأميركية، إحداها في لويزيانا، في مزاعم أكدتها ووزارة الخارجية بالإشارة إلى خمسة تدريبات خضع لها داخل الولايات المتحدة وطاجيكستان خلال الفترة من 2003 – 2014. وبدوره، أوضح المصدر المسؤول للشبكة البرامج التدريبية لحليموف والتي تتضمن: الاستجابة للكوارث، الإدارة التكتيكية لأحداث خاصة، والقيادة التكتيكية بجانب تدريبات أخرى متصلة.
وكان العقيد حليموف يتولى قيادة قوات المهمات الخاصة في الشرطة التي كانت تنفذ عمليات ضد المجرمين والمتشددين لكنه اختفى في أواخر أبريل (نيسان) الماضي، مما دفع السلطات للبحث عنه.
وأطلق حليموف مقطع فيديو يظهر فيه مرتديا ملابس سوداء حاملا بندقية، ويقول فيه إنه انضم إلى تنظيم داعش، احتجاجا على ما وصفه بسياسات طاجيكستان المعادية للإسلام.
وقد انضم مئات الأشخاص من هذه المنطقة وسط آسيا إلى تنظيم الدولة للقتال في سوريا، بيد أن حليموف يعد أرفع مسؤول ينضم إلى هذا التنظيم.
ولا يعرف هل أن تنظيم داعش قد قبل انضمامه في صفوفه. وظهر العقيد حليموف أول من أمس، متعهدا بالقتال ضد روسيا والولايات المتحدة بينما كان يلوح بحزام من الذخيرة ويحمل بندقية في تسجيل مصور على درجة عالية من الاحتراف مدته عشر دقائق تم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال حليموف، موجهًا حديثه إلى الرئيس الطاجيكي أمام علي رحمانوف: «لو تعلمون فقط كم من أبنائنا وإخواننا هنا ينتظرون ويتوقون للعودة إلى طاجيكستان لإعادة حكم الشريعة». ويحكم رحمانوف طاجيكستان وهي أفقر دول الاتحاد السوفياتي السابق منذ عام 1992. وقال حليموف (40 عاما): «قادمون إليكم بإذن الله.. قادمون إليكم بالنحر»، وزعم المسؤول الأمني الطاجيكي السابق في شريط الفيديو ، ومدته عشر دقائق، بأن التدريبات الأميركية كانت نقطة تحول في حياته، قائلا: «استمعوا إلي أيها الأميركان كنت في بلادكم ثلاث مرات وشاهدت كيف يتدرب الجنود على قتل المسلمين». ومضى مهددا الأميركيين: «بمشيئة الله سنجد بلداتكم ونأتي إليكم في عقر داركم لقتلكم». وأبدى مختصون بمكافحة الإرهاب قلقهم البالغ من انضمام المسؤول الأمني المنشق لـ«داعش»، ليس لما قد يمثله من نصر معنوي للجماعة المتشددة فحسب، على حد زعمهم، بل لعلمه باستراتيجية أميركا في مكافحة الإرهاب، وقال مايكل برين، ضابط سابق بالاستخبارات العسكرية: «هذه قدرات خطيرة للغاية.. من السيئ للغاية انضمام مسؤولين بارزين في مكافحة الإرهاب للإرهاب».
وأضاف بول شاري، قناص سابق بالجيش الأميركي وعضو بمركز الأميركي الجديد الأمني، إن إضافات حليموف لـ«داعش» لن تقتصر على تدريب مقاتليه على التكتيك فقط، بل سوف تتعداه لاستخدامه كدعاية للتجنيد، وتابع: «من الواضح أنهم يحاولون استقطاب مجندين». وذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن حليموف، الضابط في وحدة مكافحة الإرهاب المسؤولة عن التصدي للتهديدات الأمنية في طاجيكستان، بجانب عناصر أخرى من وحدته، جرى ترشيحهم بواسطة حكومة بلادهم للمشاركة في البرامج التدريبية. وشكل المتطوعون للقتال في سوريا من آسيا الوسطى جماعاتهم القتالية الخاصة من أمثال «جماعة صبري» و«جماعة إمام بخاري» التي تقاتل إلى جانب المجموعات المسلحة التي يقودها سيف الله الشيشاني في سوريا. وتفيد تقارير أن هؤلاء المقاتلين شوهدوا يقاتلون في عدد من المعارك الكبرى في المدن السورية، وبضمنها حلب وكوباني، ومؤخرا في تدمر.



الخارجية الأميركية تصنّف جماعة الحوثي اليمنية «منظمة إرهابية أجنبية»

مقاتلون حوثيون يستعرضون قوتهم في صنعاء باليمن... 21 سبتمبر 2024 (رويترز)
مقاتلون حوثيون يستعرضون قوتهم في صنعاء باليمن... 21 سبتمبر 2024 (رويترز)
TT

الخارجية الأميركية تصنّف جماعة الحوثي اليمنية «منظمة إرهابية أجنبية»

مقاتلون حوثيون يستعرضون قوتهم في صنعاء باليمن... 21 سبتمبر 2024 (رويترز)
مقاتلون حوثيون يستعرضون قوتهم في صنعاء باليمن... 21 سبتمبر 2024 (رويترز)

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم (الثلاثاء)، أنها صنّفت جماعة الحوثي في ​​اليمن، المعروفة رسمياً باسم «أنصار الله»، «منظمة إرهابية أجنبية»، بعد دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى اتخاذ هذه الخطوة في وقت سابق من هذا العام، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو: «أنشطة الحوثيين تهدد أمن المدنيين والجنود الأميركيين في الشرق الأوسط، وكذلك سلامة أقرب شركائنا الإقليميين، واستقرار التجارة البحرية العالمية». وأضاف: «الولايات المتحدة لن تتهاون مع أي دولة تتعامل مع منظمات إرهابية مثل الحوثيين باسم ممارسة أعمال تجارية دولية مشروعة».

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الإجراء الذي اتخذ الثلاثاء يأتي تنفيذاً للقرار الذي صدر في يناير (كانون الثاني) بإعادة تصنيف الحوثيين. وفي يناير، أعاد الرئيس الأميركي ترمب حركة الحوثيين إلى قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، في تغيير قد يؤدي إلى فرض عقوبات اقتصادية أشد صرامة رداً على هجماتها على الشحن التجاري في البحر الأحمر وضد السفن الحربية الأميركية التي تدافع عن تلك المنطقة البحرية الحيوية. وشنّ الحوثيون الذين يسيطرون على معظم أنحاء اليمن أكثر من 100 هجوم من هذا القبيل منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، قائلين إنهم يتضامنون مع الفلسطينيين في حرب إسرائيل على حركة «حماس» في غزة. وأغرقوا سفينتين واستولوا على أخرى وقتلوا 4 بحارة على الأقل. وأدّت هجمات الحوثيين وعمليات القرصنة التي شنّوها إلى اضطراب في الممرات الملاحية العالمية.

ومع بدء سريان التصنيف الأميركي للجماعة الحوثية منظمة إرهابية، طمأن رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك مجتمع العمل الإنساني والشركاء الدوليين باتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنيب المدنيين أي تأثيرات قد تنتج عن هذا التصنيف، وتعهد المضي في ملف الإصلاحات الاقتصادية ومكافحة الفساد.

وخلال لقاء افتراضي، جمع بن مبارك مع رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي غابرييل فيناليس، وسفراء دول الاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى اليمن، وسفير أستراليا، طمأن بن مبارك مجتمع العمل الإنساني بأن الحكومة ستتخذ الإجراءات اللازمة لجعل متطلبات تصنيف ميليشيات الحوثي منظمة إرهابية أجنبية «تصبّ نحو أهدافها الرئيسية في تفكيك بنية الحوثيين الإرهابية» دون الإضرار بمصالح المواطنين والمساعدات الإغاثية والواردات الغذائية.

خلال عملية قرصنة للحوثيين لسفينة في البحر الأحمر... 20 نوفمبر 2023 (رويترز)

وسلّط أحدث تقرير حقوقي في اليمن الضوءَ على مئات الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين القاطنين في العاصمة المختطفة صنعاء، خلال العام الماضي، بما في ذلك أعمال الاعتداء الجسدي والخطف ونهب الممتلكات والتطييف والتجنيد القسري.

ورصدت منظمة «دي يمنت للحقوق والتنمية» ارتكاب جماعة الحوثيين 692 انتهاكاً ضد فئات مجتمعية في صنعاء خلال 2024، منهم 477 رجلاً، و21 امرأة، و15 طفلاً دون السن القانونية، تعرضوا لشتى أنواع القمع والتعسف والإذلال على يد الحوثيين.

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين المحاكمات غير القانونية بنحو 192 حالة، والاعتقال التعسفي والإخفاء القسري بعدد 133 حالة، و30 اعتداءً ضد مدنيين، و17 حالة نهب واعتداء على ممتلكات خاصة، و9 وقائع تعسف وظيفي.

ووثَّق التقرير 31 حالة انتهاك ضد قطاع التعليم في صنعاء، و40 انتهاكاً ضد القطاع الخاص، بالإضافة إلى 17 انتهاكاً ضد مساجد، و15 حالة انتهاك ضد منظمات مجتمع مدني، و35 أخرى ضد الحريات العامة.