اعتقال خلية إرهابية في إقليم البنجاب الباكستاني

لاهور: بعد سنوات من مزاعم وفاته... سجن مدبر هجمات مومباي

جندي هندي يختبئ بينما يحترق فندق تاج محل خلال معركة بالأسلحة النارية بين الجيش ومسلحين داخل الفندق في مومباي بالهند في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، وحكمت باكستان على أحد المسلحين المرتبطين بالهجمات بالسجن 15 عاماً أول من أمس (أ.ب)
جندي هندي يختبئ بينما يحترق فندق تاج محل خلال معركة بالأسلحة النارية بين الجيش ومسلحين داخل الفندق في مومباي بالهند في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، وحكمت باكستان على أحد المسلحين المرتبطين بالهجمات بالسجن 15 عاماً أول من أمس (أ.ب)
TT

اعتقال خلية إرهابية في إقليم البنجاب الباكستاني

جندي هندي يختبئ بينما يحترق فندق تاج محل خلال معركة بالأسلحة النارية بين الجيش ومسلحين داخل الفندق في مومباي بالهند في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، وحكمت باكستان على أحد المسلحين المرتبطين بالهجمات بالسجن 15 عاماً أول من أمس (أ.ب)
جندي هندي يختبئ بينما يحترق فندق تاج محل خلال معركة بالأسلحة النارية بين الجيش ومسلحين داخل الفندق في مومباي بالهند في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، وحكمت باكستان على أحد المسلحين المرتبطين بالهجمات بالسجن 15 عاماً أول من أمس (أ.ب)

اعتقلت أجهزة الأمن الباكستانية، أمس، خلية إرهابية مكونة من أحد عشر عنصراً خلال عمليات مداهمة نفذتها في مناطق مختلفة من إقليم البنجاب الشرقي. وأوضح مسؤولون أمنيون أن وحدة مكافحة الإرهاب التابعة للشرطة رصدت مواقع الإرهابيين واعتقلتهم، وصادرت من حوزتهم أسلحة وذخيرة. وأضافوا أن المعتقلين ينتمون إلى منظمة إرهابية محظورة، دون الكشف عن تفاصيل أكثر حول العملية، ولا عن هوية المعتقلين. وضاعفت إدارة مكافحة الإرهاب في إقليم البنجاب جهودها للقضاء على «الخلايا النائمة» في الإقليم، وألقت القبض خلال العملية على 9 إرهابيين مزعومين من أجزاء مختلفة من الإقليم، وفقاً لما أعلنه مكتب قائد الشرطة.
وقال مسؤول رفيع المستوى أثناء حديثه إلى وسائل الإعلام عن هذا المجريات، إن جميع الإرهابيين التسعة إما ينتمون إلى حركة «طالبان الباكستانية» أو «داعش».
وقال مسؤول، إن عملية الاعتقال تمت خلال 42 عملية أمنية قادتها الاستخبارات في الإقليم. ونفذ الجيش والشرطة الباكستانية سوياً أكثر من 24 ألف عملية قادتها الاستخبارات في باكستان منذ عام 2014، حيث تم اعتقال مئات الفارين من حركة «طالبان». ويبدو أن هذه العمليات توقفت بعد أن كسر الجيش ظهر المتشددين في المناطق القبلية في عمليات عسكرية متعددة منذ عام 2014، وضاعفت إدارة مكافحة الإرهاب في إقليم البنجاب جهودها للقضاء على الخلايا النائمة في الإقليم، وألقت القبض خلال العملية على 9 إرهابيين مزعومين من أجزاء مختلفة من الإقليم، وفقاً لما أعلنه مكتب قائد الشرطة. وقال مسؤول رفيع المستوى أثناء حديثه إلى وسائل الإعلام عن هذا المجريات، إن جميع الإرهابيين التسعة إما ينتمون إلى حركة «طالبان الباكستانية» أو «داعش». ونفذ الجيش والشرطة الباكستانية سوياً أكثر من 24 ألف عملية قادتها الاستخبارات في باكستان منذ عام 2014، حيث تم اعتقال مئات الفارين من حركة «طالبان». ويبدو أن هذه العمليات توقفت بعد أن كسر الجيش ظهر المتشددين في المناطق القبلية في عمليات عسكرية متعددة منذ عام 2014، ويقع مقر حركة «طالبان» الباكستانية بشمال غربي البلاد، في حين أن هذه المنظمات العلمانية المتشددة - الإرهابية تتمركز في الجنوب. وهناك جماعة إرهابية أخرى من هذا القبيل هي «جيش تحرير بلوشستان»، الذي صنفته وزارة الخارجية الأميركية منظمة إرهابية عالمية بصفة خاصة اعتباراً من سنة 2019، وهو مجموعة انفصالية عرقية تضم ما يصل إلى 1000 مسلح يعملون بشكل رئيسي في المناطق العرقية البلوشية في باكستان.
وتواجه باكستان تدهوراً أمنياً منذ بضعة أشهر، خصوصاً منذ تولي «طالبان» السلطة في أفغانستان، منتصف أغسطس (آب). وبعد عدة سنوات من الهدوء النسبي، استؤنفت الهجمات بقوة، وتنفذها حركة «طالبان باكستان» وفرع محلي لتنظيم «داعش» أو جماعات البلوش الانفصالية. وتتهم باكستان «طالبان» بالسماح لهذه الجماعات باستخدام الأراضي الأفغانية للتخطيط لهجماتها، وهو ما نفته كابل مراراً. لكن تم تأكيد هذا الاتجاه في الأسابيع الأخيرة، مع زيادة عدد الهجمات بنسبة 24 في المائة بين مارس (آذار) وأبريل (نيسان)، وفق معهد «بيكسس» في إسلام أباد.
في غضون ذلك، أصدرت محكمة باكستانية حكماً بالسجن بحق شخص يقال إنه العقل المدبر لهجمات مومباي عام 2008، بعد سنوات من ادعاءات حول وفاته، حيث تسعى البلاد لتحسين سمعتها العالمية وتأمين المساعدات المالية. وقضت محكمة في مدينة لاهور شرق باكستان بالسجن لمدة 15 سنة ونصف السنة بحق ساجد مير، الذي تردد أنه أدى دوراً رئيسياً في التخطيط لهجمات مومباي وتنفيذها، في قضية تتعلق بتمويل الإرهاب. وقال أمير رنا، وهو محلل أمني ومدير المعهد الباكستاني لدراسات السلام، لوكالة الأنباء الألمانية، أول من أمس، «يبدو أن اعتقال مير حدث بسبب ضغوط مجموعة العمل المالي». ووصف رنا اعتقال مير وإدانته بأنهما إنجازان كبيران يستحقان الاستعراض عالمياً أمام الأجهزة الأمنية. وكانت الأجهزة الأمنية الباكستانية قد ادعت على مدار سنوات أن مير، أحد الإرهابيين الرئيسيين في جماعة «العسكر الطيبة»، قد مات. وتم اعتقال مير في أبريل، ثم تمت إدانته الشهر الماضي. وظل الاعتقال والإدانة سراً.
وأعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة قدرها 5 ملايين دولار للقبض على مير، بسبب تورطه في هجمات مثل هجوم مومباي. وأسفر هذا الهجوم وحده عن مقتل 166 شخصاً، من بينهم ستة أميركيين. كان فريق العمل المالي قد أعلن في وقت سابق هذا الشهر أن باكستان نفذت خطة عمل قدمها الفريق الرقابي، في تحقيق لشرط شطبها من القائمة الرمادية، وهي سجل للفريق يدرج فيه الدول المتهمة بتمويل الإرهاب العالمي. ومن شأن شطبها من القائمة حصول اقتصاد باكستان المتعثر على دفعة مالية هي في حاجة إليها، حيث تتطلع إسلام آباد إلى إحياء حزمة إنقاذ متوقفة من صندوق النقد الدولي لتجنب التخلف عن سداد الديون.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.