ماجدة الرومي لـ«الشرق الأوسط»: أنظاري تتجه نحو المبدع محمد عبده... وللكلام بقية

تأثرت بالحفاوة التي استقبلت بها في جدة

ماجدة الرومي في حفلات موسم جدة (حسابها على إنستغرام)
ماجدة الرومي في حفلات موسم جدة (حسابها على إنستغرام)
TT

ماجدة الرومي لـ«الشرق الأوسط»: أنظاري تتجه نحو المبدع محمد عبده... وللكلام بقية

ماجدة الرومي في حفلات موسم جدة (حسابها على إنستغرام)
ماجدة الرومي في حفلات موسم جدة (حسابها على إنستغرام)

في كل مرة تقف ماجدة الرومي على المسرح، تُحدث حالة فنية لا تشبه غيرها. تسرق بصوتها الألباب، وتعانق الروح بكلماتها النابعة من القلب. يلحق بها جمهورها إلى آخر الدنيا، ليس فقط من أجل التمتع بعذابة صوتها وقوته، بل أيضاً للتزود بحفنة من ثقافتها وفكرها الحر. فتتوجه إليهم برسالة معينة تروي غليلهم بكلمات ليست كالكلمات.
لبت الرومي دعوة السعودية، كي تشارك ولأول مرة في «حفلات موسم جدة»، فتألقت أمام جمهور جاء بالآلاف ليستمتع بغنائها. وتصدر وسم (هاشتاغ) «ماجدة الرومي في جدة» التراند على موقع «تويتر». قدمت في الحفل مجموعة من أغانيها المعروفة، من بينها «عيناك ليالٍ صيفية»، و«اسمع قلبي»، و«مفترق الطرق»، و«لا تسأل»، و«لا تغضبي»، و«العالم إلنا»، و«كلمات». وخصت لبنان بأغنية «ست الدنيا يا بيروت» التي تفاعل معها الحضور بشكل لافت.
وبفستان بزرقة بحر جدة، اعتلت الرومي المسرح على وقع تصفيق الجمهور، وما أن أطلت أمامهم، راحوا يلتقطون لها صوراً تذكارية بالمناسبة.
حفلة وصفها بعضهم بالحلم، إذ حملت الرومي جمهورها وحلقت بهم بين الغيوم، وأنستهم كل الهموم والمآسي والمشكلات التي يعيشونها. فكانت أمسية من الخيال كما غرد أحد الحضور.
وشكل حضور الرومي في جدة جسر تواصل بين الشعبين اللبناني والسعودي، وطبعت الجمهور بكلام تؤكد فيه على ذلك. وتسألها «الشرق الأوسط» عما إذا هي تتمسك بالحفاظ على موقعها هذا، فتجد بالكلام من القلب غناءً من نوع آخر؟ ترد: «التواصل في الأساس موجود وقائم، فنحن أبناء المنطقة الواحدة، واللغة الواحدة، والحضارة المشتركة، والتواصل بين شعبينا كان قائماً دائماً. فاللبنانيون الذين يعملون في المملكة هم في وطنهم الثاني، وحضوري في جدة تأكيد على عمق العلاقة بين الشعبين اللبناني والسعودي ومتانتها. أنا هنا كي أجمع القلوب، وأحاول أن أُصلح من موقعي وقدر استطاعتي ما أفسدته السياسة عن قصد أو عن غير قصد». وتتابع في سياق حديثها: «لطالما كان الفن رسالة حضارية إنسانية سامية تجمع بين الشعوب. وهي بالطبع قادرة على الوصول حتى من دون لغة ولا كلمات، والغناء من القلب جوهر عنوانه الصدق».

                                                        ماجدة الرومي حيت جمهورها في السعودية بقلب مرسوم بيديها (حسابها على إنستغرام)
تكمل الحديث مع صاحبة ألقاب كثيرة وبينها «الماجدة»، و«مطربة المثقفين»، و«ملاك الطرب العربي» وغيرها، تسرقك بصوتها الهادئ، وبنبرتها الرصينة والواثقة، هي المعروفة بشغفها وحبها الكبيرين للوطن العربي. وتروي لـ«الشرق الأوسط» عن الذكرى التي احتفظت بها من حفل جدة: «في هذه المدينة الجميلة لفتني شعبها الطيب، والاستقبال الرائع الذي أقيم لي وللفرقة، والحفاوة البالغة التي أُحطنا بها أثرت فينا جداً جداً جداً. ولفتني أيضاً جمال البحر الأزرق الممتد أمام عينيَ، كثوب مرصع بالماس، والسماء التي لم تعكر صفوها غيمة، ولم تُطاوِلْ شمسَها أجنحة العتمة. كانت رحلة أكبر من النسيان».
اتسمت حفلة ماجدة الرومي في جدة بانسجام تام للحضور مع أغانيها وبتفاعل ملحوظ معها، فكانوا يترقبون كل لحظة من لحظات وصلاتها الغنائية مأخوذين بأدائها الأنيق وبإطلالتها المتألقة. وشاركت متابعيها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بمقتطفات من البروفات الخاصة في حفل جدة، وكذلك بمقتطفات من اللحظات التي سبقت اعتلاءها المسرح.
وفي سؤال عما إذا كانت تفضل عند اعتلائها المسرح أن يكون الجمهور ملكاً لها قلباً وقالباً تقول: «لقد غنيت وحدي منذ البدايات حتى الآن، ولكن حدثت دائماً استثناءات، وقد تحدث بالتأكيد في المستقبل. كيف لا وقد كنتُ قد غنيت في حفلات سابقة مع جوزيه كاريراس، ويوسو أندور، والراحل زكي ناصيف، ضمن ظروف ومناسبات معينة، فالظروف الخاصة قد تحدث دوماً».
من الأغنيات التي أنشدتها ماجدة الرومي في حفل جدة، واحدة خصت بها لبنان، «ست الدنيا يا بيروت»، وعلا تصفيق الجمهور تفاعلاً وحماساً. فهل هي صرخة قصدتِ إيصالها في هذه المناسبة؟ تجيب: «لقصيدة (ست الدنيا يا بيروت)، مكانة خاصة جداً عندي. هذه قصيدة لنزار قباني كتبها لبيروت الحزينة والمدمرة بعد حرب السنتين، بداية الحرب الأهلية في لبنان. ولحنها لي يومها الموسيقار الراحل الدكتور جمال سلامة. عندما اخترتها، طلبت غناءها عبر مكالمة هاتفية مع الراحل نزار قباني، وكان في لندن في تلك الفترة. أما بيروت فكانت تحترق وتُدمَر وسط قصف غير مسبوق في عام 1989، طلب مني الشاعر قباني يومذاك، أن تكون عملاً كـ«اللامارسييز) الفرنسي، فغنيتها على المسرح، صيف عام 1991، ومنذ ذلك التاريخ لم تغب عن أي من حفلاتي». وتضيف: «نعم هي كانت دائماً بمنزلة صرخة ودعوة لإعمار بيروت في زمن الحرب. وكانت في زمن السلم عنوان إباء وفخر بمدينة هي سيدة العواصم وشرفة الدنيا. وما تعرضت له بيروت عام 2020 من دمار تسبب بتهديم نصف مناطقها بعد تفجير 4 أغسطس (آب)، أعاد قصيدة (ست الدنيا يا بيروت) إلى الواجهة بقوة، لأنها صرخة وجع كل لبناني».
من ناحية ثانية، تحضر ماجدة الرومي مجموعة من الأعمال الجديدة، وقد سجلت وأنجزت واحدة منها أخيراً بعنوان «عندما ترجع بيروت». وهي من شعر الراحل نزار قباني، ولحنها اللُبناني يحيى الحسن، ومن توزيع ميشال فاضل. وتعلق: «من المتوقع أن تصدر في وقت يتزامن مع اقتراب الذكرى الثالثة لانفجار بيروت، أي في 4 أغسطس المقبل، الذي أعده ذكرى اغتيال الشعب اللبناني الشهيد كله وبيروته الحلوة».
وعما إذا ممكن أن تغني بالخليجية، تقول: «غنيت الكثير من القصائد بالعربية الفصحى. وأيقنت أنها هي التي تجمعنا مهما اختلفت لهجاتنا من لبنان إلى مصر إلى الخليج العربي إلى المغرب العربي. اللهجات كثيرة جداً، لكن لغتنا العربية واحدة، وهي تجمع الكل تحت سماء مباركة واحدة، وقبة أصيلة واحدة، ومن ثَم هي لها مكانتها عند كل عربي أصيل».
وتتوقف الرومي عند غنائها بالمصرية، وتقول: «حدث أيضاً أن غنيت باللهجة المصرية الغالية جداً على قلبي، والقريبة مني قربها لكل الأرض العربية. وحييت أيضاً بعض البلدان العربية الحبيبة، كالجزائر بلد المليون شهيد، وتونس عاصمة الياسمين، والمغرب أرض الفرح، ببعض الأغاني الفولكلورية الجميلة الرائعة التي تخص هذه الأوطان الحبيبة. أما فيما يتعلق بالخليج بالذات، فإن كل أنظاري تتجه صوب الكبير المُبدِع محمد عبده وأعماله الرائعة. وللكلام بقية وموعد ولقاء».
لا تفوت الرومي الفرصة لإبداء رأيها بالوضع اللبناني. فهي على تماس دائم مع الناس، وتقف على همومهم عن قرب، تماماً كما فعلت إثر انفجار بيروت. حين جالت بينهم واستطلعت أراءهم وتعرفت إلى همومهم وعزتهم بضحاياهم. وغالباً ما حملت حفلاتها رسائل مباشرة عن لبنان ورجال السياسة فيه. كما كررت أكثر من مرة دعمها ووقوفها إلى جانب الجيش اللبناني. فكيف تنظر اليوم إلى أوضاع لبنان؟ ترد: «لبنان في خطر شديد، وكلنا يعلم ذلك. الأرض تُسرَق منا كل يومٍ أكثر. ولكن نحن نعلم أيضاً أن هذه الشدة المرعبة إلى زوال، وسنطويها بإرادتنا تماماً كما طوينا غيرها من المصائب، لأن الله معنا. فهو رب هذا البلد الحبيب وخالقه. لا لن يلتفت إلى الخائنين والمجرمين، بل سيلتفت إلى كل صلاة طالعة من صميم القلب، ولن تذهب دموعنا ومعاناتنا وصمودنا واستبسالنا في الدفاع عن أرضنا وسيادة لبنان، سُدى، لن تذهب دماء الشهداء إلى التراب دونما رجعة. بل ستُزهر سلاماً وأمناً وحباً. فالله يُمهِل ولا يُهمل. لا بد في الأرض من حق، ولا بد من فجرٍ آتٍ. فكل الحروب إلى نهايات وتبقى أوطاننا. كل الطغاة إلى جهنم وتبقى ديارنا. ومهما طال الزمن تبقى كلمة الله فوق كل كلام البشر».
الصفاء الذي تتمتع به الرومي وهي تتحدث أو تغني، ينعكس إيجاباً على محبيها. فهل في رأيها الساحة الفنية اليوم، تفتقد هذا الصفاء؟ «من طبعي أنني صوفية الميول. صلاتي لا تفارقني ثانية، ورأي رب العالمين في مسلكي مهم جداً وله الأولوية في عمري. وبعد، لا صداقات متينة لي في المجال الفني، لذا لا أعرف الكثير عن مسلك باقي الفنانين. وبناءً عليه، لا يسعني أن أحكم من موقعي على أحد، وأتمنى للجميع الخير والتوفيق. فمهما كبرنا في هذه الأرض، ومهما نجحنا، ومهما تمجدنا وتدللنا، في النهاية سنواجه الموت يوماً ما. وأرجو في ذلك اليوم ألَا أقف فارغة اليدين أمام ربي. رضا الله له كل القدسية في نفسي. لن أحيد عن دربه، ويبقى أن صوتي هو طريقي إلى السماء وللحديث بقية».
وتختم لـ«الشرق الأوسط» متوجهة إلى أهل المملكة العربية السعودية: «أحبكم كثيراً، وأدام رب العالمين السعودية حرة آمنة أبية مزدهرة قوية بقيادتها الشريفة وشعبها الحبيب إلى الأبد».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

سموتريتش يعزل البنوك الفلسطينية عن العالم... ونتنياهو «يتلكأ» في التدخل

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الماليّة بتسلئيل سموتريتش (حساب الأخير على «إكس»)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الماليّة بتسلئيل سموتريتش (حساب الأخير على «إكس»)
TT

سموتريتش يعزل البنوك الفلسطينية عن العالم... ونتنياهو «يتلكأ» في التدخل

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الماليّة بتسلئيل سموتريتش (حساب الأخير على «إكس»)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الماليّة بتسلئيل سموتريتش (حساب الأخير على «إكس»)

على الرغم من أن وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، لا يتخذ إجراءات لحل معضلة البنوك الفلسطينية وسيجعلها بقرارٍ معزولة عن الجهاز المصرفي الإسرائيلي، وعن العالم كله، بدءاً من يوم الاثنين المقبل، يمتنع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، عن التدخل، ويرفض الاستجابة لطلب السلطة الفلسطينية اتخاذ الإجراءات اللازمة، قبل أداء الحكومة الجديدة اليمين الدستورية أمام الرئيس محمود عباس، الأحد.

وتُحذّر أوساط سياسية واقتصادية وحتى أمنية في إسرائيل من هذا الوضع، وتقول إن إبقاء الأزمة يهدد بانهيار النظام النقدي الفلسطيني وستكون له تبعات أمنية خطيرة، ودعت نتنياهو إلى عقد اجتماع طارئ للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) من أجل اتخاذ قرار يلتفّ على وزير المالية سموتريتش، لكن نتنياهو يتلكأ.

ويتولى بنكا «ديسكونت» و«هبوعليم» الإسرائيليان مسؤولية العلاقة بين البنوك الفلسطينية والجهاز المصرفي الإسرائيلي، وكذلك المعاملات المالية بين البنوك الفلسطينية ودول العالم، لأن الشيقل هي العملة المتداولة في النظام الاقتصادي الفلسطيني. ويطالب المصرفان الإسرائيليان، منذ عام 2009، بوقف العلاقات مع البنوك الفلسطينية، بادّعاء أنها «ترفض الانصياع لأنظمة منع تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، ما يُعرّض المصرفين الإسرائيليين لمخاطر كبيرة كونهما يكفلان البنوك الفلسطينية»، حسب تقرير صحيفة «ذي ماركر»، الخميس.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الماليّة بتسلئيل سموتريتش (حساب الأخير على «إكس»)

غير أن الحكومة الإسرائيلية كانت قد طالبت المصرفين بالاستمرار في هذه المعاملات مع البنوك الفلسطينية، واتخذت خطوات: الأولى، إقامة شركة حكومية إسرائيلية تكون مسؤولة عن العلاقات مع البنوك الفلسطينية (لم تبدأ العمل حتى الآن). والثانية تتعلق بمنح المصرفين تعهدين بالحصانة من دعاوى جنائية في إسرائيل، وتعويض عن أي دعاوى مدنية تقدَّم ضدهما. وفي أعقاب الحرب على غزة، طالب المصرفان بزيادة مبلغ هذا التعويض. وتمنح دائرة المحاسب العام في وزارة المالية الإسرائيلية هذا التعويض للمصرفين الإسرائيليين، لكنّ سريانه ينتهي في 31 من الشهر الجاري، أي يوم الأحد المقبل.

ووفقاً للصحيفة، فإن الحكومة الإسرائيلية لم تبدأ حتى الآن بإجراء مفاوضات مع المصرفين بشأن مطلبهما زيادة التعويض، مما يعني أن المعاملات بينهما وبين البنوك الفلسطينية ستنتهي يوم الأحد.

مستوطنون يحاولون العبور إلى غزة لإقامة بؤرة استيطانية في فبراير الماضي (د.ب.أ)

وأشارت الصحيفة إلى أن عدم تمديد سريان التعويض سببه قرار سموتريتش معاقبة الإدارة الأميركية التي فرضت عقوبات على مستوطنين شاركوا في اعتداءات إرهابية على فلسطينيين، ومعاقبة المصرفين الإسرائيليين، «ديسكونت» و«هبوعليم»، بسبب تنفيذهما العقوبات الأميركية.

يشار إلى أنه بعد أن وصفت الإدارة الأميركية المستوطنين بأنهم «إرهابيون»، يتعين على جميع البنوك في العالم التي تلتزم قوانين منع تبييض الأموال وتمويل الإرهاب «وقف أنشطة المستوطنين المالية»، لذا فقد أغلق المصرفان الإسرائيليان حسابات المستوطنين.

ويؤكد المراقبون أن لوقف المعاملات بين المصرفين الإسرائيليين والبنوك الفلسطينية «عواقب وخيمة»، من بينها أن أي شركة إسرائيلية لديها علاقات تجارية مع السلطة الفلسطينية لن تتمكن من إيداع شيكات فلسطينية أو تلقّي دفعات مالية من البنوك الفلسطينية. كذلك فإن العمال الفلسطينيين، الذين يتلقون رواتبهم من خلال تحويلات مالية إلى بنوك فلسطينية، وليس نقداً، لن يحصلوا على رواتبهم من خلال التحويلات وإنما نقداً فقط.

فلسطينيون يتفقدون دراجة نارية محترقة بعد غارة للجيش الإسرائيلي على مخيم الفارعة للاجئين في وقت سابق (إ.ب.أ)

وإذا لم يتغير الوضع، فإن السلطة الفلسطينية نفسها ستكون معزولة عن النظام المالي العالمي وعن الاقتصاد الإسرائيلي، «مما يؤدي إلى انهيارها».

وتابعت الصحيفة الإسرائيلية أن تبعات ذلك على إسرائيل ستكون «كارثية»، لأنه «يتعارض مع المصلحة الإسرائيلية»، ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى «مقاطعة دولية للبنوك الإسرائيلية، لأنها تتعاون مع الحكومة بالتسبب في انهيار البنوك الفلسطينية، وقد تجد البنوك الإسرائيلية نفسها تخضع لحصار دولي. وإذا حدث هذا، سينهار الاقتصاد الإسرائيلي».

ووفقاً للصحيفة، فإنه من الجهة الأخرى، سيكون هناك مبرر شرعي للسلطة الفلسطينية بإصدار عملة مستقلة تطالب العالم بالاعتراف بها. «وهذه ستكون الخطوة الأولى نحو اعتراف العالم بدولة فلسطينية مستقلة».

وأشارت الصحيفة إلى أن المصرفين الإسرائيليين ملزمان بإنذار البنوك الفلسطينية قبل شهر من قطع العلاقات معها، «لكن بسبب المخاطر الهائلة من تقديم دعاوى ضدهما، فإن التقديرات هي أن المصرفين الإسرائيليين من شأنهما أن يفضّلا خرق هذا البند مع البنوك الفلسطينية وقطع العلاقات بصورة فورية، منذ بداية الأسبوع المقبل».

وصدّق الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الخميس، على تشكيلة الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة الاقتصادي محمد مصطفى، بعد أسبوعين من تكليفه، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال مصطفى على الأثر إن «الأولوية الوطنية الأولى هي وقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة». وأضاف: «سنعمل على وضع التصورات لإعادة توحيد المؤسسات بما يشمل تولي المسؤولية في غزة».

وقالت «وكالة الأنباء الفلسطينية» إن الحكومة الجديدة ستؤدي اليمين الدستورية أمام الرئيس، يوم الأحد المقبل. ونشرت الوكالة نسخة من التشكيل الوزاري المقترح، وفيه يشغل مصطفى أيضاً منصب وزير الخارجية والمغتربين.

وعُين مصطفى، وهو حليف للرئيس محمود عباس ورجل أعمال بارز، رئيساً للوزراء هذا الشهر، مكلفاً بالمساعدة على إصلاح السلطة الفلسطينية التي تمارس حكماً ذاتياً محدوداً في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل. وكُلف أيضاً قيادة عمليات الإغاثة وإعادة الإعمار في غزة التي دمّرتها أكثر من خمسة أشهر من الحرب، كما يضطلع بمنصب وزير الخارجية ليحل محل رياض المالكي الذي شغل هذا المنصب منذ عام 2009. وعيّن عباس، الذي ما زال في منصبه رئيساً وأقوى شخصية في السلطة الفلسطينية، الحكومة الجديدة، ليُظهر الاستعداد لتلبية المطالب الدولية بتغيير الإدارة. وقالت «وفا» إن عباس وافق على حكومة مصطفى التي عُين فيها الخبير المالي عمر البيطار وزيراً للمالية، ومحمد العامور، رئيس جمعية رجال الأعمال الفلسطينيين، وزيراً للاقتصاد، لكنه أبقى على زياد هب الريح، رئيس المخابرات الداخلية السابق في السلطة الفلسطينية، وزيراً للداخلية. وستضم الحكومة الجديدة أيضاً وزير دولة لشؤون «الإغاثة» وهو باسل ناصر الكفارنة. وقال مصطفى في بيان لمجلس الوزراء الموجَّه إلى عباس، إن الأولوية الوطنية الأولى هي وقف إطلاق النار على الفور في غزة والانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع، إضافةً إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية بكميات كبيرة ووصولها إلى كل المناطق.


«الشرق الأوسط» ترصد تجاوزات تركية عبر الحدود السورية لا يسلم منها أحد

يتسلق الصغار قمة الجدار الحدودي للهو رغم استمرار اعتداءات حرس الحدود الأتراك (الشرق الأوسط)
يتسلق الصغار قمة الجدار الحدودي للهو رغم استمرار اعتداءات حرس الحدود الأتراك (الشرق الأوسط)
TT

«الشرق الأوسط» ترصد تجاوزات تركية عبر الحدود السورية لا يسلم منها أحد

يتسلق الصغار قمة الجدار الحدودي للهو رغم استمرار اعتداءات حرس الحدود الأتراك (الشرق الأوسط)
يتسلق الصغار قمة الجدار الحدودي للهو رغم استمرار اعتداءات حرس الحدود الأتراك (الشرق الأوسط)

قرب جدار تعلوه الأسلاك الشائكة بين الحدود السورية - التركية، شمال غرب سوريا، مشى العسكري المسلح تجاه الجانب السوري نحو طفل كان يلهو مع أطفال آخرين، كالمعتاد، بالتسلق على الجدار، سحبه بقوة نحوه وراح يضربه دون سبب واضح للطفل الضحية ثم نقله إلى الجانب التركي ليكمل التعذيب الذي ترك كدمات واضحة على جسمه وصدمة نفسية لن تزول بسهولة.

«الشرق الأوسط» رصدت الاعتداءات التي تتكرر مع أطفال ومزارعين، لم يتسببوا بأي تجاوز يستحق عنف الحرس الحدودي.

كشفت الثواني القليلة في مقطع فيديو انتشر سريعاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي في فبراير (شباط) الماضي، عن واقع مرير ومستمر، عند الحدود الفاصلة بين مخيمات «تل الكرامة» في ريف إدلب الشمالي وولاية هاتاي التركية.

ومنذ أن أغلقت تركيا حدودها الجنوبية في وجه الفارين من الحرب عام 2016، بعد اتفاق مع الاتحاد الأوروبي على وقف تدفق اللاجئين براً وبحراً نحو أوروبا، تواترت الأخبار عن تعرض مئات السوريين للقنص والتعذيب عند محاولتهم قطع الحدود من خلال التهريب.

لكن الاعتداءات التي بات يخشى منها سكان الشمال الغربي، تحدث على الأراضي السورية أيضاً، لنازحين صدف أن مخيمهم ملاصق للجدار الحدودي الذي بدأت تركيا إنشاءه عام 2019، يفاجئهم عناصر حرس الحدود التركي من وقت إلى آخر باعتداء دون مبرر واضح، سوى الترهيب أو العنصرية أو حتى التسلية.

قنص أطفال وكبار سن

«طلب مني العسكري قدّاحة»، قال عبد الرحمن، الفتى الذي ظهر بمقطع الفيديو الرائج، متحدثاً لـ«الشرق الأوسط». وتابع: «ثم جذبني وبدأ يضربني، جاء عسكري آخر وضربني أيضاً، واستمر الاثنان بضربي أثناء نقلي إلى النقطة العسكرية التركية. احتُجزت ليلة كاملة لدى العساكر الأتراك»،

العنف استمر إلى حين تدخل ضابط تركي بإسعافه ومن ثم نقله صباحاً إلى بوابة حدودية ليعود إلى منطقة الشمال الغربي السوري.

بعد أسابيع قليلة على الحادثة، لا تزال الرضوض واضحة على جسد عبد الرحمن، الذي لم ينل أي اعتذار ولا حصل على تعويض، لكنه على الأقل يشعر بـ«الامتنان» حيال من لم يقم بضربه من الأتراك.

الجدار الحدودي التركي يبعد أمتاراً قليلة من سكن عبد الرحمن في مخيم للنازحين بمنطقة أطمة (الشرق الأوسط)

وبحسب عبد الرحمن، فإن الاقتراب نحو الجدار الحدودي من جديد للهو مع صحبه، لن يحدث في أي وقت قريب «لم أعد أجرؤ على الاقتراب من الجدار»، لكنني أتمنى أن يعاقب المسؤولون الأتراك من قاموا بضربي».

توثيق دولي

وكانت المنظمة الدولية «هيومن رايتس ووتش»، قد وثّقت في تقريرها الصادر في أبريل (نيسان) 2023 تحت عنوان «حرس الحدود الأتراك يعذبون ويقتلون السوريين»، ارتكاب الحرس انتهاكات متنوعة ضد السوريين «دون ملاحقة قانونية جدية من الطرف التركي».

وسجل مراقبون حقوقيون 11 حادثة إطلاق نار من قِبل حرس الحدود الأتراك على المدنيين في الجانب السوري، بين مايو (أيار) 2016 حتى مطلع عام 2023، قُتل خلالها ما لا يقل عن ستة أشخاص وجُرح ستة آخرون، بحسب تقرير المنظمة الحقوقية الذي دعا تركيا إلى «وضع حد للإفلات من العقاب»، للعمل على وقف الانتهاكات «الروتينية» على الحدود السورية.

وفي 13 مارس (آذار) من العام الماضي، قنص جندي تركي فلاحاً سورياً يبلغ من العمر 59 عاماً أثناء حراثة أرضه في قرية خربة الجوز بريف إدلب الجنوبي، حيث «أطلق عليه النار وظل الجندي يحدق بالضحية لثوان، قبل أن يعود إلى شاحنته ويغادر المكان»، بحسب ما أوردت «هيومن رايتس ووتش» عن شهادة اثنين من أقربائه.

كانت ياسمين تلعب على الطرف السوري من الحدود حينما قنصها جندي تركي بلا سبب واضح (الشرق الأوسط)

في حالة أخرى: كانت ياسمين، طفلة تبلغ من العمر سبع سنوات، تلعب في السابع من يناير (كانون الثاني)، قرب الشريط الحدودي مع ابنة خالها، عندما قرر أحد العساكر الأتراك قنصها بطلقتين متتاليتين على فخذها وقدمها اليسرى.

«أصابها هبوط بالقدم»، قال خليل، خال الطفلة ياسمين لـ«الشرق الأوسط، شارحاً الحالة الطبية المتعلقة بتلف الأعصاب في طرفها الأيسر الذي أدى إلى تفاوت طول في قدميها ومعاناتها من صعوبة المشي.

لم تعد ياسمين قادرة على اللعب مع أصدقائها، بل أصبحت تتحاشى مغادرة المنزل بالكامل بعد تعرّضها للتنمر من بقية الأطفال ووصفها بـ«العرجاء» نتيجة إصابتها.

تعجز ياسمين عن مشاركة الأطفال اللعب خشية التعرض للتنمر بسبب إصابتها (الشرق الأوسط)

خليل، المقيم مع عائلة أخته في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي، قال إن ازدحام مخيمات النازحين في المنطقة الحدودية «الآمنة»، يدفع الأطفال للعب في المساحات الواسعة المكشوفة قرب الجدار الحدودي.

«كل عام تتكرر حالات مماثلة» بحسب خليل، مشيراً إلى اعتداءات الأتراك عبر الحدود التي تتفاوت ما بين رمي الحجارة والسباب وإطلاق الرصاص أو التجاهل التام. يقول: «العام الماضي حصلت حادثة في الريف الجنوبي (محافظة إدلب)، وفي اليوم ذاته (الذي تعرّضت فيه ياسمين لإطلاق النار) حصلت حادثة في مخيم الكرامة».

معلومات عن أطمة

يذكر أن 3.4 مليون شخص من أصل 5.1 مليون مقيم في شمال غربي سوريا، هم من النازحين والمهجرين قسرياً من المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام السوري، بينهم مليونان يقيمون في المخيمات، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.

مخيم للنازحين في أطمة شمال غربي سوريا قرب الحدود التركية مايو الماضي (رويترز)

بلدة أطمة في ريف إدلب الشمالي، تضم الكثير من المخيمات المزدحمة التي بدأ تشكلها منذ عام 2012، استمرار التوترات الأمنية كان له الأثر الأكبر في دفع السكان للجوء إلى أقرب نقطة ممكنة من الحدود التركية بحثاً عن الأمن؛ إذ إن تركيا ليست مجرد جار حيادي في الصراع الدائر في البلاد منذ 13 عاماً، بل تدخلت سياسياً وعسكرياً لسنوات كضامن للفصائل المسيطرة على المنطقة الخارجة عن سيطرة النظام.

كما استقبلت الجارة الشمالية نحو 3.5 مليون لاجئ سوري على أراضيها، وكانوا خلال السنوات الماضية مادة للتحريض والاستغلال الدعائي من قِبل الأحزاب السياسية الرئيسية في البلاد، ترافق مع تصاعد خطاب الكراهية وموجات العنصرية بين الأتراك تجاه السوريين.

وعلى الرغم من أن إدلب لا تخضع للإدارة التركية المباشرة، على غرار ريف حلب الشمالي، وإنما تسيطر عليها «هيئة تحرير الشام» المصنفة إرهابياً من قِبل الولايات المتحدة، تُعدّ تركيا المنفذ الاقتصادي الوحيد للمنطقة والمنفذ لدخول المساعدات الإنسانية التي يحتاج إليها 4.2 مليون شخص؛ ما يجعلها المتحكم الأول بمصير السكان في الشمال الغربي.

تعرّضت قدم الطفلة ياسمين لتلف بالأعصاب بعد أن أطلق عليها النار أحد حرس الحدود الأتراك (الشرق الأوسط)

يشعر خليل بالعجز أمام نظرات ياسمين الحزينة وآلامها المستمرة في ساقها العاجزة؛ إذ لا أمل بمحاسبة المعتدي ولا الحصول على تعويض أو إثارة اهتمام تركي بالحادثة.

يقول وهو يبتسم رداً على سؤال عن جهوده بالشكوى ورفع قضية ضد الحرس في تركيا: «المشتكى لله وحده، ما من أحد نشتكي إليه سوى الله».


تقرير: وزارة الدفاع الأميركية تُجري محادثات مبكرة لتمويل مهمة حفظ سلام في غزة

وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» في واشنطن (رويترز)
وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» في واشنطن (رويترز)
TT

تقرير: وزارة الدفاع الأميركية تُجري محادثات مبكرة لتمويل مهمة حفظ سلام في غزة

وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» في واشنطن (رويترز)
وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» في واشنطن (رويترز)

ذكرت صحيفة بوليتيكو الأميركية أن وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» تُجري محادثات مبكرة لتمويل مهمة حفظ سلام في قطاع غزة.

وبعد أشهر من العرقلة من جانب الولايات المتحدة أولاً، ثم من قِبل روسيا والصين، اعتمد مجلس الأمن الدولي، الاثنين، أول قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، خلال شهر رمضان الذي بدأ قبل أكثر من أسبوعين. وقُوبل هذا القرار بغضب إسرائيلي بسبب امتناع الولايات المتحدة عن التصويت، واستخدام الفيتو ضدّه.


نتنياهو لعائلات جنود محتجزين بغزة: إسرائيل «تستعد لدخول رفح»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي كلمة بالقدس في 18 فبراير 2024 (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي كلمة بالقدس في 18 فبراير 2024 (رويترز)
TT

نتنياهو لعائلات جنود محتجزين بغزة: إسرائيل «تستعد لدخول رفح»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي كلمة بالقدس في 18 فبراير 2024 (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي كلمة بالقدس في 18 فبراير 2024 (رويترز)

أفادت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، اليوم (الخميس)، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ عائلات جنود محتجزين في غزة، بأن إسرائيل «تستعد لدخول رفح»، ولن تترك أحداً من جنودها هناك.

ونقلت الصحيفة عن بيان لمكتب نتنياهو قوله، إن الضغط العسكري فقط هو الذي سيضمن تحرير المحتجزين.

وأوضح: «استمرار الضغط العسكري، الذي نمارسه وسنظل نقوم به، هو ما يضمن عودة الجميع»، وفق ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي».


بعثة لبنان بالأمم المتحدة ستقدم شكوى لمجلس الأمن بشأن «المجازر» الإسرائيلية في الجنوب

مدفعية إسرائيلية تطلق النار من مدفع هاوتزر متحرك في شمال إسرائيل بالقرب من الحدود مع لبنان (د.ب.أ)
مدفعية إسرائيلية تطلق النار من مدفع هاوتزر متحرك في شمال إسرائيل بالقرب من الحدود مع لبنان (د.ب.أ)
TT

بعثة لبنان بالأمم المتحدة ستقدم شكوى لمجلس الأمن بشأن «المجازر» الإسرائيلية في الجنوب

مدفعية إسرائيلية تطلق النار من مدفع هاوتزر متحرك في شمال إسرائيل بالقرب من الحدود مع لبنان (د.ب.أ)
مدفعية إسرائيلية تطلق النار من مدفع هاوتزر متحرك في شمال إسرائيل بالقرب من الحدود مع لبنان (د.ب.أ)

أفادت وزارة الخارجية اللبنانية، اليوم (الخميس)، أن بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة ستقدم شكوى إلى مجلس الأمن ضد «المجازر» الإسرائيلية في قرى الجنوب لا سيما الهبارية والناقورة وبعلبك، حسب وكالة «أنباء العالم العربي».

وذكرت الوزارة على منصة «إكس»، أن الشكوى تتناول الهجمات الإسرائيلية على قرى بالجنوب اللبناني راح ضحيتها أكثر من 18 شخصاً بين مدنيين ومسعفين خلال أيام.

كانت «الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام» قد ذكرت في وقت سابق أمس أن سبعة أشخاص قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية على بلدة الهبارية في جنوب البلاد، وأن الطيران الإسرائيلي أغار على مركز جمعية الإسعاف اللبناني في بلدة الهبارية، ما أدى إلى مقتل سبعة من أفراد الطاقم الطبي بداخله وإصابة أربعة مدنيين.

وكانت الوكالة ذكرت قبل يومين أن شخصين قتلا وأصيب ثالث في قصف إسرائيلي على بعلبك.

ويتبادل الجيش الإسرائيلي وجماعة «حزب الله» اللبناني الموالي لإيران القصف بشكل شبه يومي منذ اندلاع الحرب بقطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


الأمم المتحدة قلقة من هجمات إسرائيلية «غير مقبولة» على المرافق الصحية اللبنانية

مسعفون من جمعية الرسالة يحملون نعش زميل لهم قُتل بضربة إسرائيلية في الناقورة جنوب لبنان (أ.ف.ب)
مسعفون من جمعية الرسالة يحملون نعش زميل لهم قُتل بضربة إسرائيلية في الناقورة جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة قلقة من هجمات إسرائيلية «غير مقبولة» على المرافق الصحية اللبنانية

مسعفون من جمعية الرسالة يحملون نعش زميل لهم قُتل بضربة إسرائيلية في الناقورة جنوب لبنان (أ.ف.ب)
مسعفون من جمعية الرسالة يحملون نعش زميل لهم قُتل بضربة إسرائيلية في الناقورة جنوب لبنان (أ.ف.ب)

أعربت الأمم المتحدة، الخميس، عن قلقها جرّاء الهجمات المتكررة و«غير المقبولة» على المرافق الصحية والعاملين الصحيين الذين يخاطرون بحياتهم في جنوب لبنان، وذلك غداة مقتل 10 مسعفين في غارات إسرائيلية، فيما أفادت وزارة الخارجية اللبنانية بأن بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة ستقدم شكوى لمجلس الأمن ضد «المجازر» الإسرائيلية في قرى الجنوب لا سيما الهبارية والناقورة وبعلبك، على وقع ارتفاع منسوب التوتر، وتهديد «حزب الله» بـ«مقابلة التصعيد بالتصعيد».

وسجّل لبنان فجر ومساء الأربعاء، مقتل 16 شخصاً في لبنان، بينهم 11 مدنياً، ومن ضمنهم 10 مسعفين، وذلك في ضربات إسرائيلية استهدفت مقرات وسيارات لفرق إسعاف في الهبارية وطير حرفا والناقورة في جنوب لبنان، وذلك في أعنف موجة تصعيد إسرائيلي بالقصف ضد أهداف بالعمق اللبناني.

وتحركت الأمم المتحدة على وقع هذا التصعيد، حيث قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا، في بيان: «أدت الأحداث المروعة التي وقعت خلال الـ36 ساعة الماضية إلى خسائر كبيرة»، مضيفاً: «قُتل ما لا يقل عن 11 مدنياً في يوم واحد؛ من بينهم 10 مسعفين». وتابع: «أشعر بقلق بالغ بشأن الهجمات المتكررة على المرافق الصحية والعاملين الصحيين الذين يخاطرون بحياتهم لتقديم المساعدة الطارئة لمجتمعاتهم المحلية». وأشار ريزا إلى أن «الهجمات على مرافق الرعاية الصحية تنتهك القانون الإنساني الدولي، وهي غير مقبولة».

وذكّر المسؤول الأممي بأن قواعد الحرب تشمل «حماية المدنيين بمن فيهم العاملون في مجال الرعاية الصحية». وشدّد على ضرورة «حماية البنية التحتية المدنية بما في ذلك المرافق الصحية».

ومساء الأربعاء، نعى «حزب الله» أربعة من مقاتليه واثنين من مسعفي «الهيئة الصحية الإسلامية» التابعة له، فيما نعت «حركة أمل» اثنين من عناصرها بينهم مسعف في «جمعية كشافة الرسالة الإسلامية» المرتبطة بها، قضوا في ضربات على بلدتَي الناقورة وطير حرفا، وذلك بعد نعي 7 مسعفين من بلدة الهبارية في ضربة استهدفت المركز.

شكوى مجلس الأمن

وأفادت وزارة الخارجية اللبنانية، الخميس، بأن بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة ستقدم شكوى إلى مجلس الأمن ضد «المجازر» الإسرائيلية في قرى الجنوب لا سيما الهبارية والناقورة وبعلبك. وذكرت الوزارة على منصة «إكس» أن الشكوى تتناول الهجمات الإسرائيلية على قرى بالجنوب اللبناني راح ضحيتها أكثر من 18 شخصاً بين مدنيين ومسعفين خلال أيام. وردّ «حزب الله»، الخميس، بالقصف الصاروخي تجاه إسرائيل، حيث أعلن عن قصف مدينتَي غورن وشلومي الإسرائيليتين بـ«الأسلحة الصاروخية والمدفعية»، رداً على «اعتداءات العدو الإسرائيلي المدنية خصوصاً مجزرة الناقورة والاعتداء على بلدة طير حرفا والطواقم الطبية فيها»، كما جاء في بيانه.

وزير الخارجية الإيطالي في زيارة لمقر الكتيبة الإيطالية العاملة ضمن «يونيفيل» ببلدة شمع جنوب لبنان (إ.ب.أ)

وحمل تبادل القصف في هذا الأسبوع، مؤشرات على تصعيد كبير، جاء بعد تهدئة استمرت لنحو 12 يوماً. وقالت قوات حفظ السلام الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل): «نشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد أعمال العنف التي تحدث عبر الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل».

ويتوعد «حزب الله» بالرد على الهجمات الإسرائيلية. وقال نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب علي دعموش، إن «المقاومة لن تتاخر في الرد السريع والقاطع على كل اعتداء إسرائيلي. وقرار المقاومة مقابلة التصعيد بالتصعيد، والتوسعة بالتوسعة، ومعاقبة العدو على كل اعتداء يستهدف بلدنا وأهلنا». ورأى أن «المقاومة تؤكد من خلال ردودها المباشرة والسريعة أن معادلة التصعيد بالتصعيد لا رجوع عنها، وأن أي توسعة في العدوان على لبنان ستقابَل بتوسعة في الرد».


متظاهرون موالون لفلسطين يحتلون مكتباً حكومياً في لندن بسبب «تسليح إسرائيل»

مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في لندن (أ.ب)
مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في لندن (أ.ب)
TT

متظاهرون موالون لفلسطين يحتلون مكتباً حكومياً في لندن بسبب «تسليح إسرائيل»

مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في لندن (أ.ب)
مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في لندن (أ.ب)

احتل متظاهرون موالون لفلسطين مدخل إحدى الإدارات الحكومية في وايتهول بناء على صلاتها المزعومة بتوريد الأسلحة لإسرائيل.

واستهدفت منظمة «لندن من أجل فلسطين حرة» إدارة الأعمال والتجارة في وقت مبكر من اليوم الخميس، بحسب وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا).

وشتت المتظاهرون الانتباه عن طريق اصطدام دراج بأحد المشاة قبل أن يشقوا طريقهم مروراً بأحد حراس الأمن والجلوس على الأرض في مدخل المبنى الحكومي، مرددين الشعار المثير للجدل «من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة».

وقالت زاك صوفي، ناشطة بمنظمة خيرية، إن الإدارة هي «المكان الذي يشهد الموافقة على عقود الأسلحة لإسرائيل».

ودعت الحكومة إلى وقف صفقات الأسلحة مع إسرائيل، قائلة إن «وقف المبيعات لإسرائيل والدعوة لوقف إطلاق النار هما خطوة كبيرة يمكن أن تكون مفيدة حقاً وعدم فعل هذا يعني أنها تعمل بالفعل على تمكين الإبادة الجماعية».


فرنسا ستقدم 30 مليون يورو لـ«الأونروا» هذا العام

مدرسة لوكالة «الأونروا» في مدينة غزة (أ.ف.ب)
مدرسة لوكالة «الأونروا» في مدينة غزة (أ.ف.ب)
TT

فرنسا ستقدم 30 مليون يورو لـ«الأونروا» هذا العام

مدرسة لوكالة «الأونروا» في مدينة غزة (أ.ف.ب)
مدرسة لوكالة «الأونروا» في مدينة غزة (أ.ف.ب)

قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن باريس ستقدم أكثر من 30 مليون يورو (32.41 مليون دولار)، لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، التابعة للأمم المتحدة «الأونروا»، هذا العام؛ لدعم عملياتها وسط الحرب المدمرة في غزة، بشرط أن تؤدي مهمتها بحياد.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، كريستوف لوموان، للصحافيين: «سنقدم مساهماتنا مع ضمان استيفاء (الأونروا) الشروط اللازمة للقيام بمهامّها بروح خالية من التحريض على الكراهية والعنف».

ولم يذكر متى سيجري سداد الدفعة التالية للوكالة. ووفقاً للجدول الفصلي المعتاد، من المقرر صرف الشريحة التالية، في أبريل (نيسان). وفي العام الماضي، منحت باريس الوكالة 60 مليون يورو، إلا أن نائب المتحدث لم يقدم جدولاً زمنياً للمدفوعات التالية التي عادةً ما يجري تسديدها كل فصل، أثناء إجراء تدقيق للوكالة.

وأضاف لوموان: «لطالما قلنا إن الأونروا لعبت دوراً حاسماً في غزة وفي المنطقة، وأنه من الضروري أن تتمكن من مواصلة عملها هناك». وأشار إلى أن فرنسا رحّبت «بتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، الذي قال إنه عازم على تنفيذ الإصلاحات الضرورية، حتى تحترم الأونروا فعلاً مبادئ الأمم المتحدة والمبادئ الإنسانية بالاستقلال والحيادية والنزاهة الضرورية لعملها».

في سياق متصل، قالت وكالة الأنباء الكويتية «كونا» إن الكويت سلّمت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) مساهمتها السنوية بقيمة مليونيْ دولار. وذكرت «الأونروا»، يوم الثلاثاء، أنها تملك ما يكفي من المال لإدارة عملياتها حتى نهاية مايو (أيار)، بعدما علّق كثير من المانحين تمويلهم للوكالة بسبب اتهامات إسرائيل بمشاركة بعض موظفي «الأونروا» في هجوم حركة «حماس»، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الذي تسبب في اندلاع الحرب بغزة، وفق وكالة «رويترز» للأنباء. وتقدم «الأونروا» الدعم والخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة وفي الضفة الغربية، وفي المنطقة على النطاق الأوسع.

وعلّقت دول عدة تمويلها لوكالة «الأونروا» على أثر اتهامات إسرائيلية بضلوع 12 من موظفيها، البالغ عددهم 30 ألفاً، في هجوم «حماس» على الدولة العبرية، في السابع من أكتوبر الماضي. وفي 20 مارس (آذار)، أكد متحدث باسم الأمم المتحدة أن اللجنة المستقلة المكلفة بتقييم «حيادية» الوكالة حددت، في تقريرها الأولي، «المجالات الحرجة» التي يجب معالجتها. ومن المتوقع صدور التقرير النهائي بحلول 20 أبريل (نيسان).


«العدل الدولية» تأمر إسرائيل بإجراءات لإيصال المساعدات إلى غزة

دخان يتصاعد خلال غارة إسرائيلية بمدينة غزة في 28 مارس 2024 (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد خلال غارة إسرائيلية بمدينة غزة في 28 مارس 2024 (أ.ف.ب)
TT

«العدل الدولية» تأمر إسرائيل بإجراءات لإيصال المساعدات إلى غزة

دخان يتصاعد خلال غارة إسرائيلية بمدينة غزة في 28 مارس 2024 (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد خلال غارة إسرائيلية بمدينة غزة في 28 مارس 2024 (أ.ف.ب)

أمر قضاة محكمة العدل الدولية، (الخميس)، إسرائيل باتخاذ الإجراءات اللازمة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وقالت المحكمة في قرار جديد: «بناء على طلب من جنوب أفريقيا، فإن على إسرائيل ضمان عدم ارتكاب قواتها أي أعمال تشكّل انتهاكاً لحقوق الفلسطينيين في غزة، وضمان دخول إمدادات الغذاء الأساسية لسكان القطاع دون تأخير».

كما طالبت المحكمة إسرائيل بتقديم تقرير إليها بشأن جميع التدابير المتخذة لتنفيذ قراراتها خلال شهر واحد. وقالت المحكمة إن الفلسطينيين في غزة يواجهون ظروف حياة صعبة في ظل انتشار المجاعة.

وقال المحكمة: «نلاحظ أن الفلسطينيين في غزة لا يواجهون فقط خطر المجاعة، بل إن هذه المجاعة قد ظهرت بالفعل».

في سياق متصل، قالت رئاسة جنوب أفريقيا «إن الطريقة الأكثر فعالية لدعم حق الفلسطينيين في الوجود هي من خلال إجراءات منع الإبادة التي حددتها المحكمة».

وأضافت الرئاسة في أول تعليق على أمر المحكمة الجديد أنه «إذا لم تلتزم إسرائيل بقرارات محكمة العدل اليوم يجب على المجتمع الدولي أن يضمن تحقيق هذا الالتزام».

وطلبت جنوب أفريقيا هذه الإجراءات الجديدة بوصفها جزءاً من قضيتها المستمرة التي تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة.

أمر مروع

وفي «رأي» مستقل ضمّه رئيس محكمة العدل الدولية، القاضي نواف سلام، إلى قرارها الصادر (الخميس)، ذكّر بقول الأمين العام للأمم المتحدة في رفح قبل أيام، خلال في توصيفه للكارثة الإنسانية المتواصلة التي يشهدها قطاع غزة «بأنه لأمر مروّع، بعد كل هذه المعاناة على مدى أشهر عديدة، أن يحتفل الفلسطينيون في غزة بشهر رمضان، بينما القنابل الإسرائيلية لا تزال تتساقط، والرصاص لا يزال يتطاير، والمدفعية لا تزال تقصف، والمساعدات الإنسانية لا تزال تواجه العقبة تلو الأخرى».

وللدلالة على مدى خطورة الوضع الإنساني في غزة، أشار سلام إلى دراسة مشتركة لكلية لندن للصحة والطب الاستوائي، و«مركز جونز هوبكنز» للصحة الإنسانية قدّرت أنه «خلال الأشهر الستة المقبلة، وإذا لم تنتشر الأوبئة في غزة، ستحصل 6550 حالة وفاة لو تمّ وقف لإطلاق النار، لكن العدد سيرتفع إلى 58260 في حال استمرار الوضع الراهن، وإلى 74290 في حال التصعيد. أما إذا انتشرت الأوبئة، فإن توقعات الدراسة ترفع الأرقام إلى 11580، و66720، و85750 على التوالي».

وقف إطلاق النار

وأكد سلام أهميّة «الإجراءات الجديدة التي اعتمدتها المحكمة (الخميس) بإلزام إسرائيل، وفقاً لـ(معاهدة منع الإبادة الجماعية)، برفع كل العوائق التي تحُول دون وصول المساعدات الإنسانية، (الغذائية والطبية)، بالقدر والسرعة المطلوبَين، وبالحؤول دون قيام جيشها بأي من الأعمال التي تهدد أياً من حقوق فلسطينيي غزة، بوصفها جماعة تتمتع بحماية المعاهدة».

غير أن سلام شدد على أن «هذه الإجراءات لا يمكن أن تحقق مفاعيلها بالكامل ما لم يتم الالتزام الفعلي بقرار وقف إطلاق النار لشهر رمضان، الصادر عن مجلس الأمن قبل أيام من اعتماد محكمة العدل الدولية إجراءاتها الجديدة، وأن يتم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار».


إصابة شخصين في ضربات إسرائيلية تستهدف ريف دمشق

منظر عام يُظهر أضراراً ناجمة عن قصف إسرائيلي في دمشق سوريا 7 مارس 2022 (د.ب.أ)
منظر عام يُظهر أضراراً ناجمة عن قصف إسرائيلي في دمشق سوريا 7 مارس 2022 (د.ب.أ)
TT

إصابة شخصين في ضربات إسرائيلية تستهدف ريف دمشق

منظر عام يُظهر أضراراً ناجمة عن قصف إسرائيلي في دمشق سوريا 7 مارس 2022 (د.ب.أ)
منظر عام يُظهر أضراراً ناجمة عن قصف إسرائيلي في دمشق سوريا 7 مارس 2022 (د.ب.أ)

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بحدوث دوي انفجارات في محافظة ريف دمشق، نتيجة ضربات إسرائيلية على مزارع للميليشيات الإيرانية و«حزب الله» اللبناني في منطقة البحدلية القريبة من السيدة زينب مركز ثقل الميليشيات.

وأفادت «وكالة الأنباء السورية» بإصابة شخصين في ضربة جوية إسرائيلية استهدفت ريف دمشق.

وأوضحت، نقلاً عن مصدر عسكري: «شن العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً أحد المباني السكنية في ريف دمشق، وأسفر العدوان عن إصابة مدنيين اثنين بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية».

ونفذت إسرائيل المزيد من الضربات والاغتيالات بعد حادثة اغتيال قائد «الحرس الثوري» الإيراني في سوريا رضي الموسوي في 25 ديسمبر (كانون الأول) من العام الفائت، حيث قتل مع 2 آخرين من جنسية غير سورية، باستهداف لمبنى بالسيدة زينب بريف دمشق.

وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ اغتيال رضى الموسوي في 25 ديسمبر (كانون الأول) 2023، 30 مرة قامت خلالها إسرائيل باستهداف الأراضي السورية، 22 منها جوية و8 برية، أسفرت تلك الضربات عن إصابة وتدمير نحو 61 هدفاً ما بين مستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات.