اتهامات يمنية لمنظمات إغاثية شريكة بعدم الحياد وغياب الشفافية

TT

اتهامات يمنية لمنظمات إغاثية شريكة بعدم الحياد وغياب الشفافية

اتهم مسؤول يمني منظمات إغاثية عاملة في محافظة مأرب التي تضم أكبر تجمع للنازحين بعدم الحيادية وغياب الشفافية عن أعمالها في مجال العمل الإنساني داعياً برنامج الغذاء العالمي إلى تغيير شركائه في المحافظة بسبب ما وصفه بـ«المخالفات الكبيرة والمستمرة في الأداء».
وحمل المسؤول المحلي هذه المنظمات مسؤولية زيادة معاناة المستفيدين من المساعدات الغذائية من خلال عدم الالتزام بتنفيذ الاتفاقات بين السلطة المحلية وبرنامج الغذاء العالمي، وذلك بعد وقت قصير على إبرام السلطات اتفاقاً لإعادة إحصاء النازحين بعد أن اتهمت السلطات مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بإسقاط أسماء نحو مليون ونصف المليون نازح من قوائم المستفيدين.
ونقل المكتب الإعلامي لمحافظة مأرب عن وكيل المحافظة عبد ربه مفتاح خلال لقائه مدير برنامج الغذاء العالمي بالعاصمة المؤقتة عدن موتنيتا شيموكا قوله: «إن السلطة المحلية بالمحافظة طلبت تغيير برنامج الغذاء العالمي لشركائه في المحافظة، «نظراً للمخالفات الكبيرة والمستمرة التي يرتكبونها في أداء عملهم والتي تتنافى مع مبدأ الحيادية في العمل الإنساني والشفافية، وتكرس زيادة معاناة المستفيدين من البرنامج وعدم حصولهم على حصصهم الغذائية من المساعدات، وعدم الالتزام بتنفيذ الاتفاقات والتفاهمات بين السلطة المحلية والبرنامج لحل مشكلات كثير من النازحين والمستفيدين والفئات الأشد فقراً».
المسؤول اليمني قال إن الشركاء «يسيئون لبرنامج الغذاء العالمي وعلاقته بالسلطة المحلية، إلى جانب عدم الشفافية في الإفصاح عن كميات السلال الغذائية التي يتخلف أصحابها من المستفيدين عن تسلمها لعدم علمهم بموعد الصرف المحدد بوقت ضيق جداً».
وشدد الوكيل مفتاح على ضرورة زيادة عدد الأيام الخاصة بتوزيع المساعدات الغذائية حتى يتمكن الجميع من تسلم حصصهم، وتحديد مواعيد التسليم في فترة زمنية ثابتة من كل شهر. وتناول المسؤول اليمني الوضع الإنساني في المحافظة وتأثره السلبي بالأوضاع الاقتصادية للبلاد والانهيار المستمر للعملة، والمتغيرات العالمية التي انعكست على الوضع الغذائي العالمي عموماً والنازحين في اليمن وفي مأرب خصوصاً. وبحسب المصادر تم خلال اللقاء مناقشة تأخر استجابة برنامج الغذاء لاحتياجات النازحين المستفيدين سابقاً قبل نزوحهم الأخير من مخيماتهم ومنازلهم إلى مخيمات أخرى آمنة في مديريتي المدينة والوادي، إلى جانب عدم استجابة البرنامج لتغطية احتياجات النازحين الذين تم التحقق من استحقاقهم ونزوحهم وإسقاط عدد من الأسر شهرياً من قوائم المستفيدين في المحافظة حيث بلغ عدد هذه الأسر 2600 أسرة.
ونقلت المصادر اليمنية عن مديرة برنامج الغذاء العالمي تأكيد حرصها على تعزيز الشراكة مع السلطة المحلية، والعمل معاً من أجل حل المشكلات المتراكمة وتنفيذ الاتفاقات والتفاهمات السابقة.
وقالت المسؤولة الأممية إن البرنامج اعتمد حلاً لـ826 أسرة نازحة من مديرية الجوبة وسيتم تسليمها حصصها الغذائية في دورة التسليم قبل عيد الأضحى المبارك. وأشارت إلى أن نقص تمويلات المانحين مقابل تزايد الاحتياجات الإنسانية وزيادة أعداد النازحين، أثر كثيراً على مستوى تدخلات البرنامج واستجابته لتغطية احتياجات انعدام الغذاء للكثير من الأسر.
وفي لقاء آخر ناقش المسؤول اليمني نفسه مع كبيرة مسؤولي الحماية في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في اليمن ماري هاسلهولت، آلية تعزيز فاعلية كتلة الحماية في المحافظة التي تترأسها المفوضية، وزيادة برامج وتدخلات شركاء العمل الإنساني العاملين في مجال الحماية في إطار الاستجابة الإنسانية لاحتياجات النازحين والمجتمع المضيف بالمحافظة وتقليص الفجوة الكبيرة في الاحتياجات الفعلية، مؤكداً أن نقص المشاريع والاستجابة لها يزيد من معاناة النازحين والمهجرين قسراً.
وانتقد المسؤول اليمني التدخلات في مجال الحماية بالمحافظة التي تضم أكبر تجمع سكاني للنازحين على مستوى اليمن، والتي ما زالت تستقبل النازحين، ووصفها بأنها ضعيفة جداً، حيث إن المشاريع قليلة مقارنة بحجم الاحتياجات وأعداد النزوح من ناحية.
ونقلت المصادر الرسمية عن مفتاح قوله: «إن ما يجري تنفيذه من مشاريع وتدخلات في محافظات أخرى تحت سيطرة ميليشيات الحوثي لا يوجد فيها نازحون أو فيها أعداد محدودة جداً ما يؤثر على مصداقية المنظمات في حيادية عملها الإنساني وقرارات تدخلاتها وتمويل المشاريع المفترضة بناءً على الاحتياجات وأعداد النازحين».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.