السودان: الانشقاقات تهدد حزب الترابي

TT

السودان: الانشقاقات تهدد حزب الترابي

ضربت الانقسامات صفوف جماعة «الإخوان المسلمين» حزب المؤتمر الشعبي، الذي أسسه، حسن الترابي، حيث يتهم أعضاء من الحزب بعض الأعضاء بمساندتهم لبعض قيادات الجيش المتهمة بالانقلاب ضد الحكم المدني، بإيعاز من قيادات بارزة في حزب المؤتمر الوطني «المنحل»، وتشير الخلافات العاصفة إلى انشطار مرجح في الحزب إلى مجموعتين وفقاً لقرارات من المزمع صدورها من قيادة الحزب المحتجزة بسجن كوبر المركزي بالخرطوم بحري بتهمة المشاركة في انقلاب الإنقاذ في 1989.
ودبت خلافات عميقة في الحزب أثر دعوة مجموعة لانعقاد مؤتمر الشورى، أعلى هيئة تنظيمية بالحزب، عارضته الأمانة العامة، وخرج المؤتمر برفض التمديد لنواب الأمين العام الثلاثة، وإلغاء تكليف الأمين السياسي كمال عمر، ومسؤولين آخرين في أجهزة الحزب.
وأعادت هيئة شورى المؤتمر الشعبي تمديد ولاية الأمين العام، على الحاج محمد، إلى انعقاد المؤتمر العام للحزب دون تحديد سقف زمني لانعقاده.
وقال الأمين السياسي للحزب، كمال عمر لـ«الشرق الأوسط» إن ما جرى يصح تسميته «شورى الانقلاب»، وإن هذه المجموعة ستخضع لإجراءات المحاسبة والفصل، وقد تلاحق جنائياً.
وأضاف قائلاً: «هذه المجموعة تعبر عن عواطفها مع الانقلاب وحزب المؤتمر الوطني (المنحل) ولا تمثل هيئة لشورى الحزب».
وأوضح أنه من بين 360 عضواً، شارك في المؤتمر 10 في المائة، بعضهم ليسوا أعضاء في هيئة الشورى، وسلوك بعضهم أقرب للحزب المعزول من السلطة.
ورفض عمر وصف ما تم بانقسام داخل الحزب، وقال إن هذه المجموعة خرجت عن مبادئ المؤتمر الشعبي، ولا تمثل نسبة 1 في المائة، وسنتخذ من الإجراءات والقرارات التي تصحح المسار التنظيمي في الحزب.
وقال الأمين السياسي، هذا العمل مصيره إلى «مزبلة التاريخ»، وهو نتاج للسلوك والممارسات المشوهة للحكم الشمولي الذي حاول من قبل استنساخ أحزاب من خلال ضرب الأحزاب الكبيرة وإحداث انشقاقات داخلها.
وأضاف أن مجموعة حزب المؤتمر الشعبي «الأصيل» مع الثورة وحراك الشارع والتغيير، أما هذه «الشورى المزورة» فهي مع الانقلاب وحزب المؤتمر الوطني المعزول من السلطة، مؤكداً أن هذه المجموعة لن تتراجع لأن وراءها جهات تسعى لتحقيق أهداف أخرى.
وأشار عمر إلى أن الأمين العام للحزب، علي الحاج أصدر قرارات بعدم الانصياع لمخرجات مؤتمر الشورى، ومن المقرر أن يتم تشكيل لجان لمعالجة الأمر.
ومن جانبه قال مسؤول الإعلام بالحزب، عوض فلسطيني، إن ما تم غير شرعي ولا يمثل هيئة الشورى بالحزب، وهذه إجراءات باطلة لم يكتمل فيها النصاب القانوني حسب لوائح وأنظمة الحزب.
وأضاف أن المجموعة التي عقدت المؤتمر كونت لجنة لمقابلة، الأمين العام، لتسليمه مخرجات المؤتمر، والأمانة العامة في انتظار رد قائد الحزب لترتيب واتخاذ إجراءاتها.
وشكك فلسطيني في التمويل الضخم للمؤتمر بمليارات الجنيهات، وقال هذه أموال مشبوهة لا يعرف مصدرها، وإن الأعراف جرت على تمويل أنشطة الحزب بحسب لوائح محددة تقوم بها الأمانة العامة.
وأكد فلسطيني أن الأمانة العامة تباشر مهامها، ولا تعترف بأي إجراءات خارج النظام الأساسي للحزب.
وقالت الأمانة العامة في بيان أول من أمس، إن انعقاد مؤتمر هيئة الشورى يخالف النظام الأساسي للحزب، وإن رئيس الشورى ونائبه لا يملكان حق الدعوة لهذا الاجتماع لانتهاء شرعية تكليفهما.
وتتهم المجموعة التي عقدت المؤتمر بسعيها لدمج حزب المؤتمر الشعبي مع حزب المؤتمر الوطني «المنحل» لدعم الإجراءات التي اتخذها الجيش بالاستيلاء على السلطة في 25 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وفي وقت سابق اتهم حزب المؤتمر الشعبي، قيادات بحزب المؤتمر الوطني «المنحل» بالتآمر للإطاحة، بقائد الشعبي علي الحاج، وأنها وراء دخوله السجن.
وأسس حسن الترابي عراب الجبهة الإسلامية حزب «المؤتمر الشعبي» في 1999 بعد المفاضلة الشهيرة بين الإسلاميين، التي أطاح فيها الرئيس المعزول، عمر البشير، الترابي من مراكز اتخاذ القرار في حكومة الإنقاذ الوطني 1989.


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

ترحيب أممي بإنشاء مراكز إنسانية في 3 مطارات سودانية

عقار وفليتشر خلال لقائهما في الخرطوم أمس (إكس)
عقار وفليتشر خلال لقائهما في الخرطوم أمس (إكس)
TT

ترحيب أممي بإنشاء مراكز إنسانية في 3 مطارات سودانية

عقار وفليتشر خلال لقائهما في الخرطوم أمس (إكس)
عقار وفليتشر خلال لقائهما في الخرطوم أمس (إكس)

رحب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، توم فليتشر، اليوم (الثلاثاء)، بإعلان رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، أمس، السماح لمنظمات الأمم المتحدة بإنشاء مراكز إنسانية في 3 مطارات بالبلاد.

وقال فليتشر عبر حسابه على منصة «إكس»، إن زيادة الرحلات الجوية الإنسانية ومراكز الإغاثة «سيسمح لنا بالوصول إلى مزيد من السودانيين لتقديم الدعم لهم».

من جانبه، قال نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار، اليوم، إنه التقى مع فليتشر وأبلغه بأن المجلس لديه «معلومات مؤكدة» عن استخدام قوات «الدعم السريع» لمعبر أدري الحدودي مع تشاد لأغراض عسكرية.

وأضاف عقار عبر حسابه على منصة «إكس»، أنه طالب فليتشر خلال اللقاء «بتعزيز إيصال المساعدات إلى دارفور، لا سيما أننا بحاجة لمزيد من الدعم في غرب السودان».

وأشار إلى أنه طلب من المسؤول الأممي أيضاً بأن يبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، «بعدم وجود مجاعة في السودان كما يزعم البعض»، واصفاً إياها بأنها «دعاية سياسية».

كما بعث المسؤول السوداني برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، مفادها «أنهم إذا أرادوا التعاون وبناء الثقة والعمل المشترك مع حكومة السودان، فعليهم أن يكونوا أكثر دقة في تناول القضايا التي ترتبط بالأوضاع الإنسانية» في البلاد.

وأعلن مجلس السيادة السوداني، أمس، أن البرهان وجه بالسماح لمنظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة باستخدام مطار مدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان، ومطار مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، ومطار مدينة الدمازين في إقليم النيل الأزرق «مراكز إنسانية لتشوين مواد الإغاثة».

كما سمح رئيس المجلس بتحرك موظفي وكالات الأمم المتحدة مع القوافل التي تنطلق من تلك المناطق، والإشراف على توزيع المساعدات والعودة إلى نقطة الانطلاق فور الانتهاء.