مهرجان كناوة يختم جولاته في الرباط على إيقاع البهجة

فرقة حميد القصري لفن كناوة (الشرق الأوسط)
فرقة حميد القصري لفن كناوة (الشرق الأوسط)
TT

مهرجان كناوة يختم جولاته في الرباط على إيقاع البهجة

فرقة حميد القصري لفن كناوة (الشرق الأوسط)
فرقة حميد القصري لفن كناوة (الشرق الأوسط)

على إيقاع موسيقى الجاز وكناوة، احتفت العاصمة الرباط أخيراً بليلة استثنائية على خشبة مسرح محمد الخامس، الذي جمع توليفة من أرقي الموسيقيين في العالم، وفرقة حميد القصري لفن كناوة.
كانت ليلة الموسيقى التراثية المغربية المنفتحة على ألوان العالم، حضرت الإيقاعات الكناوية التي تزعَّمها بمهارة فائقة أيقونة فن كناوة حميد القصري، والذي أتحف الجمهور بأغانٍ من تراث كناوة الأصيل، وهو يبدع بآلة «الكمبري» التقليدية نغمات ساحرة بكل احترافية بمرافقة فرقته التي تكمل الإيقاع بآلات «القراقب» اليدوية المعروفة. بعد ذلك التحق به عازف «الباص» العالمي أفيشاي كوهين، وبدأت بين الآلات محاورة فنية فريدة، امتزج فيها الإيقاع العصري مع القديم، لينضاف عازف «الساكسفون» إميل بيراني وعازف «الأكورديون» فينيست باريزيان، وعازف «الباتري»، فتحول المشهد إلى عرض للموسيقى الكونية التي تهز المشاعر والأرواح، قبل أن تلتحق مطربة الملحون والأندلسي نبيلة معن، التي لم يمهلها الجمهور وقتاً كافياً لإسماع صوتها الرفيع كما ينبغي؛ بل ردد لحاله كل الأغاني، ودخل هو أيضاً في محاورة شاملة مع الكلمات والموسيقى، تزعمها الفنان حميد القصري، لتتشكل ملحمة غنائية انصهر فيها المحلي والكلام المغربي الموزون الغني بحمولة ثقافية عربية إسلامية متميزة تشدو بالأذكار.
كان المشهد مبهراً مهنياً في كل التفاصيل، وفنياً في كل تجلياته، خلق البهجة والفرجة تحت شعار الأصالة والمعاصرة والانفتاح على الآخر. إنها ملحمة مغربية لا يتقنها سوى الولعين بتراث كناوة الأصيل.
لقد انفتحت موسيقى كناوة في الرباط على إيقاعات الجاز التي أخرجها ببراعة عازف «الماكروباص» والمغني والملحن أفيشاي كوهين، وهو يعد أحد أعمدة موسيقى الجاز العالمية، مع نغمات «الساكسفون» و«أكورديون» الجاز إميل بيراني، في خلطة متجانسة من الموسيقى التي تحملك إلى عالم بهي.
حضر الحفل جمهور غفير من المولعين بهذا الفن، ليتحول مسرح محمد الخامس إلى البهجة والفرح، أبطالها متذوقو هذا الفن من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية؛ خصوصاً الشباب الذين حجوا بكثرة إلى هذا العرس الكناوي وهم يرددون كل الأغاني.
وكان المهرجان قد انطلق من موطنه مدينة الصويرة (وسط مغرب) التي دأبت على الاحتفاء بهذا الفن منذ ما يقرب من ربع قرن؛ حيث تسهر على تنظيمه جمعية «يرمى كناوة» وشركة التواصل «أ3». وتوقف لمدة عامين بسبب جائحة «كورونا»؛ لكنه عاد هذه المرة بقوة، وبجولة زارت مدناً مغربية أخرى، احتفالاً بهذا الفن الذي أصبح تراثاً عالمياً لا مادياً، باعتراف من منظمة «اليونيسكو».
وكانت فرصة أيضاً للاحتفال بالرباط عاصمة للثقافة الأفريقية؛ حيث اختتم فعالياته بسينما النهضة بالعاصمة الرباط، على إيقاعات فن كناوة، مع المعلم عبد القادر أمليلو، والمعلم عزيز باقبو، وكذا فرقة مجيد بقاس «أفرو كناوة بلوز»، وضرب المنظمون موعداً للمهرجان في الموعد نفسه على الأرض التي ولد فيها المهرجان، وهي مدينة الصويرة التي لفتت أنظار العالم إليها بتنظيم هذا المهرجان، وإلقاء الضوء على فن كناوة العريق، ومكنته من الانفتاح على كل إيقاعات العالم في تسامح ووئام.


مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

انطلاق «معرض جازان للكتاب» فبراير المقبل

المعرض يتضمّن برنامجاً ثقافياً متنوعاً يهدف إلى تشجيع القراءة والإبداع (واس)
المعرض يتضمّن برنامجاً ثقافياً متنوعاً يهدف إلى تشجيع القراءة والإبداع (واس)
TT

انطلاق «معرض جازان للكتاب» فبراير المقبل

المعرض يتضمّن برنامجاً ثقافياً متنوعاً يهدف إلى تشجيع القراءة والإبداع (واس)
المعرض يتضمّن برنامجاً ثقافياً متنوعاً يهدف إلى تشجيع القراءة والإبداع (واس)

تنظّم «هيئة الأدب والنشر والترجمة» السعودية، أول نسخة من «معرض جازان للكتاب» خلال الفترة بين 11 و17 فبراير (شباط) 2025؛ سعياً لإبراز الإرث الثقافي الغني للمنطقة، وتعزيز الحركة الأدبية والفكرية والعلمية في البلاد.

ويشمل المعرض الذي يأتي ضمن فعاليات موسم «شتاء جازان 25»، برنامجاً ثقافياً متنوعاً يهدف إلى تشجيع القراءة والإبداع؛ حيث يضم مشاركات مميّزة من دور نشر محلية ودولية، وندوات أدبية، وورشات عمل متخصصة. كما يُقدّم أنشطة تفاعلية تناسب جميع الفئات العمرية، مع التركيز على الأطفال والشباب، وعروض فنية وتراثية تعكس التنوع الثقافي وأصالة منطقة جازان. كما يتيح فرصة التعرّف على أحدث الإصدارات الأدبية والفكرية، مما يعزّز التبادل الثقافي بين المشاركين.

جاء هذا الحدث ضمن جهود «الهيئة» لتعزيز الحراك الثقافي في السعودية، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030»، من خلال نشر قيم المعرفة والإبداع، وتحفيز صناعة النشر المحلية.

ويُعد «معرض جازان للكتاب 2025» دعوة مفتوحة لكل عشاق الثقافة للاحتفاء بالفكر والأدب، واستكشاف عوالم الإبداع والابتكار التي تُثري الهوية الوطنية.