الصحة العالمية تحض على «اليقظة» مع تلقيها تسجيل 3200 إصابة بجدري القردة

العامل المسبب للمرض تحور بشدة على نحو مفاجئ

الصحة العالمية تحض على «اليقظة» مع تلقيها تسجيل 3200 إصابة بجدري القردة
TT

الصحة العالمية تحض على «اليقظة» مع تلقيها تسجيل 3200 إصابة بجدري القردة

الصحة العالمية تحض على «اليقظة» مع تلقيها تسجيل 3200 إصابة بجدري القردة

دعت منظمة الصحة العالمية الدول إلى اليقظة والشفافية في مواجهة التفشي النادر لأكثر من 3200 حالة إصابة بجدري القردة في جميع أنحاء العالم، بانتظار قرار عما إذا كان يجب إعلان أعلى مستوى تأهب.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الخميس خلال اجتماع شمل خبراء دوليين إن «منظمة الصحة العالمية تطلب من جميع الدول الأعضاء تقاسم المعلومات معنا». وأضاف «مع أوبئة أخرى رأينا في بعض الأحيان عواقب قلة شفافية الدول وعدم تقاسم المعلومات». وشدد على حاجة إلى تكثيف المراقبة لرصد الحالات في المجتمع. وأضاف أن الحالات في البلدان التي لا يتوطن فيها المرض لا تزال في الغالب بين الرجال المثليين.
وقال تيدروس في اجتماع للجنة الطوارئ بالمنظمة «انتقال العدوى من شخص لآخر مستمر».
وكان الاجتماع يهدف إلى تحديد ما إذا كان الوضع يشكل «حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً» كما هي الحال بالنسبة لوباء كوفيد - 19.
في غضون ذلك، أفادت دراسة حديثة بأن العامل الممرض الذي يسبب تفشي جدري القردة قد تحور بشدة على نحو مفاجئ.
وكتب فريق من البرتغال في دورية «نيتشر ميديسن» العلمية أنه مقارنة بالفيروسات المرتبطة بجدري القردة في 2018 و2019، هناك نحو 50 اختلافا في الخصائص الوراثية، بناء على التحليل الأولي لحالات تم تسجيلها في البرتغال.
ويمثل هذا ما يتراوح بين ستة أمثال إلى 12 مثلا لما كان متوقعا بالنسبة لهذا النوع من العوامل الممرضة، بحسب التقديرات السابقة. وقد تشير السلالة الجديدة إلى تطور متسارع.
وبحسب الدراسة، التي تمت تحت إشراف جواو باولو غوميز، الباحث في المعهد الوطني للصحة بلشبونة، «تقدم البيانات الخاصة بنا أدلة إضافية فيما يتعلق بالتحور الفيروسي المستمر والتكيف البشري المحتمل».
ويتحدث الخبراء حتى الآن عن تطور بطيء، جوهري إلى حد ما فيما يتعلق بهذا النوع من الفيروسات، وخصوصاً مقارنة بالعدد الكبير للغاية من التحورات لفيروس كوفيد - 19. ويشك مؤلفو الدراسة في أن انتقال الفيروس مرة أو أكثر من إحدى الدول يعد مستداما فيها يعد السبب وراء التفشي الحالي. وظهر لاحقا أن الفعاليات التي تتسبب في انتشار العدوى على نحو واسع والسفر الدولي عززا من التفشي. ويشك الخبراء أيضاً في أن إنزيمات نظام المناعة البشري مسؤولة عن هذه التغيرات في التكوين الوراثي.
تم الكشف عن زيادة غير عادية في حالات الإصابة بجدري القردة منذ مايو (أيار) خارج بلدان غرب ووسط أفريقيا حيث ينتشر الفيروس عادة. وباتت المنطقة الأوروبية مركز انتشار الفيروس.
وقال تيدروس إنه منذ ما يزيد قليلاً على ستة أسابيع تم إخطار منظمة الصحة العالمية بوجود ثلاث حالات من جدري القردة في المملكة المتحدة. ولم يسافر هؤلاء الأشخاص خارج البلاد مؤخراً.
وقال «منذ ذلك الحين تم إبلاغ منظمة الصحة عن أكثر من 3200 حالة إصابة مؤكدة بجدري القردة ووفاة واحدة من 48 دولة منها نيجيريا وخمس مناطق تابعة لمنظمة الصحة».
وأوضح «إضافة إلى ذلك، تم الإبلاغ منذ بداية العام عما يقارب 1500 حالة مشبوهة (...) وحوالي 70 حالة وفاة في وسط أفريقيا ولا سيما في جمهورية الكونغو الديمقراطية وكذلك في جمهورية أفريقيا الوسطى والكاميرون».


مقالات ذات صلة

جهاز لتحفيز الأعصاب يفتح آفاقاً لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم

صحتك لا يستطيع بعضنا النوم أحياناً رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

جهاز لتحفيز الأعصاب يفتح آفاقاً لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم

صُمم جهاز طبي مبتكر يُعرف باسم « Genio» يهدف إلى تحفيز الأعصاب في اللسان لتحسين التنفس أثناء النوم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي سوريون ينتظرون في طابور للعبور إلى سوريا من تركيا في منطقة ريحانلي في هاتاي بتركيا في 10 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

الصحة العالمية: نزوح مليون شخص منذ بدء هجوم المعارضة في سوريا

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الثلاثاء، إن نحو مليون شخص نزحوا منذ بدء هجوم المعارضة في سوريا.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أن قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا مصر تستعرض تجربتها في علاج الوافدين من «فيروس سي» خلال ورشة عمل بالتعاون مع المركز الأوروبي لعلاج الأمراض والأوبئة (وزارة الصحة المصرية)

مصر تعالج الوافدين ضمن مبادرات قومية رغم «ضغوط» إقامتهم

لم تمنع الضغوط والأعباء المادية الكبيرة التي تتكلفها مصر جراء استضافة ملايين الوافدين، من علاج الآلاف منهم من «فيروس سي»، ضمن مبادرة رئاسية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».