الخطوط اليمنية تتعهد بتنظيم رحلات جديدة خلال الأسبوع الحالي

398 يمنيًا من العالقين في مصر يصلون إلى صنعاء.. ورحلة جديدة من بومباي تقل 150 آخرين

يمني يسجد شاكرا لدى وصوله  إلى بلاده مع أكثر من 500 يمني كانوا عالقين في القاهرة في مطار صنعاء أمس (رويترز)
يمني يسجد شاكرا لدى وصوله إلى بلاده مع أكثر من 500 يمني كانوا عالقين في القاهرة في مطار صنعاء أمس (رويترز)
TT

الخطوط اليمنية تتعهد بتنظيم رحلات جديدة خلال الأسبوع الحالي

يمني يسجد شاكرا لدى وصوله  إلى بلاده مع أكثر من 500 يمني كانوا عالقين في القاهرة في مطار صنعاء أمس (رويترز)
يمني يسجد شاكرا لدى وصوله إلى بلاده مع أكثر من 500 يمني كانوا عالقين في القاهرة في مطار صنعاء أمس (رويترز)

أمنت السلطات اليمنية رحلات جديدة لإعادة المواطنين اليمنيين العالقين في الخارج. ووصل إلى مطار صنعاء، أمس الجمعة، 557 من اليمنيين العالقين في مصر والهند، على طائرات شركة الخطوط الجوية اليمنية، التي تعهدت بتنظيم مزيد من الرحلات لإنهاء أزمة مواطنيها العالقين منذ أواخر مارس (آذار) الماضي.
وأوضح مصدر مسؤول بمطار صنعاء بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية أن رحلتين أعادتا من القاهرة 398 يمنيا، ومن بومباي 159 يمنيا في ثاني الرحلات التي تقل يمنيين من بومباي مباشرة.
وكانت ثلاث طائرات تابعة لشركة الخطوط الجوية اليمنية قد أقلت أول من أمس 585 يمنيا من العالقين في مصر. وصرح ياسين القباطي مدير الخدمات الأرضية لشركة الخطوط الجوية اليمنية بأن الشركة تعمل جاهدة على إعادة كافة العالقين اليمنيين في الخارج منذ أواخر مارس الماضي. ومن ناحية أخرى، وصلت إلى مطار سيئون بمحافظة حضرموت شرق اليمن طائرة تابعة للخطوط اليمنية تقل 150 يمنيا من العالقين في الهند وهي أول رحلة تقل يمنيين من بومباي مباشرة إلى مطار سيئون.
وبرزت أزمة اليمنيين العالقين في عدة بلدان في أعقاب بدء عملية «عاصفة الحزم»، والتي جاءت بطلب من الرئيس اليمني لصد تقدم المتمردين الحوثيين باتجاه مدينة عدن (جنوب اليمن) والتي اتخذها الرئيس هادي عاصمة جديدة بعد سقوط صنعاء في يد المتمردين.
وفرضت عملية «عاصفة الحزم» حظرا جويا على اليمن، وظل الحظر مفروضا بعد إعلان نهاية العملية بتحقيق أهدافها وبدء عملية «إعادة الأمل»، في أواخر أبريل (نيسان) الماضي.
وكان مدير محطة الخطوط اليمنية بمطار القاهرة الدولي، صادق عبد العزيز، قد أكد في 24 مايو (أيار) الجاري أن الشركة نظمت رحلتين من مصر إلى السعودية نقلت على متنهما 576 يمنيا ليكون إجمالي ما نقلتهم الشركة حينها 2986 يمنيا على متن 10 رحلات.
وتتجه رحالات طائرات الخطوط اليمنية من مطار القاهرة الدولي إلى مطار «بيشة» بالمملكة العربية السعودية، ثم إلى مطار المكلا عاصمة محافظة حضرموت باليمن، وذلك بالتنسيق بين السلطات المختصة لعودة الرعايا اليمنيين إلى بلادهم.
وتظاهر العشرات من المواطنين اليمنيين العالقين أمام السفارة اليمنية بالقاهرة في أبريل الماضي احتجاجا على ما عدوه دورا سلبيا للسفارة في التعامل مع أزمتهم. وقام المتظاهرون حينها بترديد هتافات تطالب بعودتهم إلى اليمن في أقرب وقت منددين بـ«التعامل اللامسؤول من السفارة اليمنية التي أغلقت أبوابها أمامهم واكتفت بفتح شباك صغير لتلقي الطلبات الورقية».
وقدرت مصادر يمنية في القاهرة أعداد اليمنيين العالقين في مصر بما يزيد على 5000 يمني. وتبنى طلاب يمنيون بالقاهرة مبادرة «يد تمتد لليمن» لإنقاذ اليمنيين العالقين.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».