بعد مفاوضات وشائعات حول استقدام نجم كرة القدم زين الدين زيدان ليكون مدرباً لفريق «باريس سان جيرمان»، خابت آمال محبيه في التوصل إلى اتفاق. وبقدر ما كان مشجعو الفريق متحمسين لعودة زيدان إلى موطنه بعد عقود من العمل في إسبانيا، فإن جماهير مرسيليا اعتبروا مفاوضاته مع فريق العاصمة بمثابة الخيانة للمدينة التي ولد فيها واحتضنت بزوغ موهبته.
منذ استقالة اللاعب الجزائري الأصل من تدريب فريق «ريال مدريد» لم تتوقف التكهنات حول المحطة التي سينتقل إليها. هل سيعتزل ويتقاعد أم لا يزال يصبو لمستقبل أشد إثارة؟ أمس بلغ زيدان الخمسين من العمر. وبهذه المناسبة فتحت مجلة «باريس ماتش» ألبوم صوره العائلية، واختارت أجمل اللقطات منه، منذ تعرفه على زوجته الإسبانية وهو في السابعة عشرة، ومن ثم زواجهما وإنجابهما لأربعة أبناء ذكور ورثوا عشق كرة القدم عن «زيزو».
خلال مسيرته، حمل اللاعب ألقاباً عديدة. أشهرها «بطل الكرة المستديرة». وكان من المعتاد أن يتصدر في سنوات تألقه قائمة الشخصيات الأكثر شعبية في فرنسا. ومنذ ولادته في مرسيليا، جنوب البلاد، لوالدين مهاجرين من الجزائر، فإن الكرة كانت شغله الشاغل. إنها التسلية الأولى في الشارع، حال معظم أولاد الأحياء الشعبية. وعند بلوغه الـ15 لفت نظر جان فارو، المسؤول عن اصطياد المواهب للعب في فريق مدينة «كان». فغادر الصبي اليافع بيت العائلة وانتقل للسكن لدى أسرة مضيفة قريبة من معسكر تدريبه.
بعد سنتين فحسب، وفي مسكن للعمال الشباب في «كان»، التقى زيدان فيرونيك فيرنانديز. أحبها من النظرة الأولى. وقال فيما بعد لكاتب سيرته: «حين رأيتها كنت مستعداً للقفز من أعلى عمارة لأجعلها تحبني». وفي 28 مايو (أيار) 1994 احتفل الشابان بزواجهما في بوردو، وتركت العروس تدريبات الرقص، وتبعت زوجها من مدينة لأخرى حسب تعاقداته مع الفرق.
كان زيدان يلعب مع فريق «بوردو» حين رزقا، بعد سنة من الزواج، بطفلهما الأول إنزو. واختار اسم ابنه تيمناً بقدوته في سنوات مراهقته اللاعب إنزو فرانشيسكولي.
كان عمر إنزو سنتين حين عرفت مسيرة أبيه انعطافة كبرى بفوز المنتخب الفرنسي ببطولة العالم في كرة القدم عام 1998. وكان زيدان يومها نجم الفريق بعد تحقيقه هدفين في شباك منتخب البرازيل. وهي السنة نفسها التي حصل فيها على الكرة الذهبية. كان رابع لاعب فرنسي يفوز بهذا التكريم الأخير منذ ذلك التاريخ.
بعد إنزو ولد لوكا وتيو وإلياس. والتحق الأربعة بهذه اللعبة واحترفها ثلاثة منهم، في ظاهرة فريدة من نوعها في عالم العائلات الرياضية. وفي الربيع الماضي أصبح زيدان جداً بعد ولادة الطفلة سيا، ابنة إنزو.