«صانع البهجة» يستعيد طرائف نجيب الريحاني

عرض مسرحي مصري يحتفي بـ«رائد الكوميديا»

بوستر العرض
بوستر العرض
TT

«صانع البهجة» يستعيد طرائف نجيب الريحاني

بوستر العرض
بوستر العرض

«نريد مسرحاً له رائحة الطعمية والملوخية، وليس البفتيك والكرواسون، يتحدث بلغة يفهمها الفلاح والعامل ويقدم موضوعات تسعد رجل الشارع»، هكذا كان يردد دائماً نجيب الريحاني (1889 - 1949) الذي استطاع تحقيق حلمه بتمصير وتعريب فن المسرح ليصبح نابعاً من البيئة المحلية وليس مجرد صدى باهت لأعمال فنية أوروبية، كما نجح في إعادة رسم خريطة الفن عبر ما يقرب من خمسين مسرحية وعشرة أفلام جعلته يستحق عن جدارة عدداً من الألقاب، أبرزها «مؤسس فن الكوميديا الحديث» و«الضاحك الباكي» و«صانع البهجة».
ومن اللقب الأخير، تنطلق المسرحية التي تحمل الاسم نفسه يومياً على مسرح الغد، بحي العجوزة بالجيزة، حتى نهاية يونيو (حزيران) الحالي لتقدم أبرز المحطات الفنية والإنسانية في حياة الرائد المسرحي الكبير، إعداد وإخراج ناصر عبد المنعم، بطولة سيد الرومي وسامية عاطف وريم أحمد.
وتأتي المسرحية في سياق احتفاء وزارة الثقافة المصرية برموز الأدب والفن والإبداع المصري في عشرينات القرن الماضي، وهي الفترة التي شهدت بدايات تشكيل الهوية المصرية في الموسيقى والغناء والتمثيل والفن التشكيلي مدفوعة بالزخم الوطني لثورة 1919 التي اندلعت ضد الاحتلال الإنجليزي آنذاك.
ويمزج العرض المسرحي بين الحكي المباشر على لسان الممثلين حين يتحولون إلى رواة يسردون بعض الأحداث والحقائق حول إبداع الريحاني وبين الأداء التمثيلي الذي يمزج بدوره بين الدراما والطابع الغنائي الاستعراضي مع تركيز خاص على شخصية «كشكش بيه» وأبرز الأغنيات التي ارتبطت في ذهن الجمهور على مر الأجيال بالريحاني، مثل «أستاذ حمام نحن الزغاليل»، و«أبجد هوز» والتي غنتها الفنانة ليلى مراد (1918 – 1995). وتكامل ديكور محمد هاشم، وملابس سماح نبيل، وإضاءة عز حلمي، ليعطي إحساساً قوياً بزمن «الأبيض والأسود» ويضع المتفرج في أجواء الأربعينات على نحو يحقق المصداقية التاريخية المطلوبة.
وتعد شخصية «كشكش بيه» إحدى أشهر الشخصيات التي قدمها «الريحاني» في عدد من مسرحياته وأفلامه وتجسد شخصية أحد وجهاء الريف الذين يأتون إلى العاصمة بحثاً عن اللهو فينخرط في سهرات الملاهي الليلية وتحيط به الحسان من كل حدب وصوب حتى يفلس تماماً فيتخلين عنه فيعض على أصابع الندم ويعزم على ألا يعود إلى تلك النزوة التي دفع ثمنها غالياً.
وكان الريحاني قد استلهمها من شخصية واقعية صادفها في مقتبل حياته العملية حين عمل بأحد البنوك الزراعية وجاءه أحد الوجهاء يطلب قرضاً بعد أن أفلس تماماً نتيجة التجربة سالفة الذكر.
وولد الريحاني في حي باب الشعرية الشعبي بالقاهرة لأب عراقي وأم مصرية ومن أشهر أعماله في المسرح «الستات ميعرفوش يكدبوا»، و«حماتك بتحبك»، و«آه من النسوان»، وفي السينما «غزل البنات»، و«لعبة الست»، و«سلامة في خير».
ويؤكد المخرج ناصر عبد المنعم، أن «التراث المتبقي من نجيب الريحاني هو أفلامه السينمائية فقط، حيث لم يتم تصوير أعماله المسرحية وبالتالي اندثرت؛ ما دفعه إلى اختيار عدد من نصوص مسرحياته التي كتبها رفيق دربه الكاتب بديع خيري، وتقديم بعض مشاهدها في (صانع البهجة)». مشيراً إلى «محاولته استعادة هذا التراث المجهول وتقديمه للأجيال الجديدة في عمل يحمل رسالة ولا يخلو من المتعة».
ويكشف عبد المنعم في تصريح إلى «الشرق الأوسط» عن أنه أجرى عبر بعض الممثلين استطلاعاً في الشارع لطرح بعض الأسئلة على عينة عشوائية من الناس لمعرفة ماذا يحبون في الريحاني وماذا يفتقدون في تراثه الفني بهدف الاستفادة من تلك الآراء عن تقديم العمل.
ويوضح عبد المنعم، أن الريحاني كان رائداً في تقديم شخصية مصرية تنتمي إلى الطبقة الوسطى عبر كوميديا الموقف ومواجهة حظ عاثر وظلم اجتماعي قبل أن تنفرج الأمور.
وفسر الكاتب الراحل بديع خيري (1893 - 1966) في لقاءات سابقة سر اقتران التراجيدي بالكوميدي أو المأساة بالفكاهة، في أعمال الريحاني قائلاً «كنت أتعمد خلق بعض المواقف الحزينة وسط الكوميديا حتى أرضي الريحاني ببعض الدموع، فقد كانت هناك سحابة من الكآبة لا تفارق أعماله وقسماته في أسعد أوقات حياته».
ونعى الملك فاروق الأول، آخر ملوك مصر، الريحاني قائلاً «أحزن عندما تفقد بلادي رجلاً ممتازاً، وحزنت عندما فقدنا نجيب الريحاني الذي خدم مصر وأحبها فأحبته، وإني على ثقة أن جنازته سوف تكون شعبية».
والغريب أن الريحاني نفسه بادر إلى نعي نفسه قبل وفاته بـ15 عاماً قائلاً «مات نجيب، مات الرجل الذي اشتكى منهُ طوب الأرض، مات نجيب الذي لا يُعجبه العجب ولا الصيام في رجب. مات الرجل الذي لا يعرف إلا الصراحة في زمن النفاق، ولم يعرف إلا البحبوحة في زمن البخل والشح... مات الريحاني في 60 ألف سلامة».


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

احتفال خاص للبريد الملكي البريطاني بمسلسل «قسيسة ديبلي»

دفء الشخصيات (رويال ميل)
دفء الشخصيات (رويال ميل)
TT

احتفال خاص للبريد الملكي البريطاني بمسلسل «قسيسة ديبلي»

دفء الشخصيات (رويال ميل)
دفء الشخصيات (رويال ميل)

أصدر البريد الملكي البريطاني (رويال ميل) 12 طابعاً خاصاً للاحتفال بمسلسل «The Vicar of Dibley» (قسيسة ديبلي) الكوميدي الذي عُرض في تسعينات القرن الماضي عبر قنوات «بي بي سي».

وذكرت «الغارديان» أنّ 8 طوابع تُظهر مَشاهد لا تُنسى من المسلسل الكوميدي، بما فيها ظهور خاص من راقصة الباليه السابقة الليدي دارسي بوسيل، بينما تُظهر 4 أخرى اجتماعاً لمجلس أبرشية في ديبلي.

وكان مسلسل «قسيسة ديبلي»، من بطولة ممثلة الكوميديا دون فرينش التي لعبت دور القسيسة جيرالدين غرانغر عاشقة الشوكولاته، قد استمرّ لـ3 مواسم، من الأعوام 1994 إلى 2000، تلتها 4 حلقات خاصة أُذيعت بين 2004 و2007.

في هذا السياق، قال مدير الشؤون الخارجية والسياسات في هيئة البريد الملكي البريطاني، ديفيد غولد، إن «الكتابة الرائعة ودفء الشخصيات وطبيعتها، جعلت المسلسل واحداً من أكثر الأعمال الكوميدية التلفزيونية المحبوبة على مَر العصور. واليوم، نحتفل به بإصدار طوابع جديدة لنستعيد بعض لحظاته الكلاسيكية».

أخرج المسلسل ريتشارد كيرتس، وكُتبت حلقاته بعد قرار الكنيسة الإنجليزية عام 1993 السماح بسيامة النساء؛ وهو يروي قصة شخصية جيرالدين غرانغر (دون فرينش) التي عُيِّنت قسيسة في قرية ديبلي الخيالية بأكسفوردشاير، لتتعلّم كيفية التعايش والعمل مع سكانها المحلّيين المميّزين، بمَن فيهم عضو مجلس الأبرشية جيم تروت (تريفور بيكوك)، وخادمة الكنيسة أليس تنكر (إيما تشامبرز).

ما يعلَقُ في الذاكرة (رويال ميل)

وتتضمَّن مجموعة «رويال ميل» طابعَيْن من الفئة الثانية، أحدهما يُظهر جيرالدين في حفل زفاف فوضوي لهوغو هورتون (جيمس فليت) وأليس، والآخر يُظهر جيرالدين وهي تُجبِر ديفيد هورتون (غاري والدورن) على الابتسام بعد علمها بأنّ أليس وهوغو ينتظران مولوداً.

كما تُظهر طوابع الفئة الأولى لحظة قفز جيرالدين في بركة عميقة، وكذلك مشهد متكرّر لها وهي تحاول إلقاء نكتة أمام أليس في غرفة الملابس خلال احتساء كوب من الشاي.

وتتضمَّن المجموعة أيضاً طوابع بقيمة 1 جنيه إسترليني تُظهر فرانك بيكل (جون بلوثال) وأوين نيويت (روجر لويد باك) خلال أدائهما ضمن عرض عيد الميلاد في ديبلي، بينما يُظهر طابعٌ آخر جيم وهو يكتب ردَّه المميّز: «لا، لا، لا، لا، لا» على ورقة لتجنُّب إيقاظ طفل أليس وهوغو.

وأحد الطوابع بقيمة 2.80 جنيه إسترليني يُظهر أشهر مشهد في المسلسل، حين ترقص جيرالدين والليدي دارسي، بينما يُظهر طابع آخر جيرالدين وهي تتذوّق شطيرة أعدّتها ليتيتيا كرابلي (ليز سميث).

نال «قسيسة ديبلي» جوائز بريطانية للكوميديا، وجائزة «إيمي أوورد»، وعدداً من الترشيحات لجوائز الأكاديمية البريطانية للتلفزيون. وعام 2020، اختير ثالثَ أفضل مسلسل كوميدي بريطاني على الإطلاق في استطلاع أجرته «بي بي سي». وقد ظهرت اسكتشات قصيرة عدّة وحلقات خاصة منذ انتهاء عرضه رسمياً، بما فيها 3 حلقات قصيرة بُثَّت خلال جائحة «كوفيد-19».