الاتحاد الأفريقي يتراجع عن تعليق مشاركته في آلية الحوار السوداني

الموفد الأممي فولكر بيرتس (يمين) وممثل الاتحاد الأفريقي محمد الحسن ولد لبات خلال جلسة سابقة للحوار السوداني (أ.ف.ب)
الموفد الأممي فولكر بيرتس (يمين) وممثل الاتحاد الأفريقي محمد الحسن ولد لبات خلال جلسة سابقة للحوار السوداني (أ.ف.ب)
TT

الاتحاد الأفريقي يتراجع عن تعليق مشاركته في آلية الحوار السوداني

الموفد الأممي فولكر بيرتس (يمين) وممثل الاتحاد الأفريقي محمد الحسن ولد لبات خلال جلسة سابقة للحوار السوداني (أ.ف.ب)
الموفد الأممي فولكر بيرتس (يمين) وممثل الاتحاد الأفريقي محمد الحسن ولد لبات خلال جلسة سابقة للحوار السوداني (أ.ف.ب)

تراجع الاتحاد الأفريقي عن خطوة سابقة اتخذها بتجميد نشاطه في الآلية الثلاثية المشتركة التي تقوم بتيسير الحوار بين الأطراف السودانية لحل الأزمة الممتدة منذ شهور، وهي الآلية التي شارك في تأسيسها وأعمالها بصورة جادة، فيما تقدم نائب رئيس حزب الأمة القومي، إبراهيم الأمين، باستقالته من منصبه، كاشفاً عن وجود خلافات عميقة وتصدعات في الحزب كانت وراء الخطوة التي اتخذها.
ويأتي الموقف الأفريقي عقب تحركات ثنائية أميركية وسعودية للوساطة بين تحالف قوى المعارضة الرئيسي «الحرية والتغيير» المعارض، والمكون العسكري، بعد مقاطعة قوى «التغيير» المشاركة في اجتماع التفاوض المباشر، الذي ترعاه الآلية الثلاثية. وتضم الآلية، إلى جانب الاتحاد الأفريقي، بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الانتقال في السودان (يونتاميس) ومنظمة التنمية الأفريقية الحكومية (إيقاد).
وجاء ذلك التوضيح عقب حديث أدلى به رئيس بعثة الاتحاد الأفريقي في الخرطوم، محمود بلعيش، في مؤتمر صحافي مشترك مع قوى التغيير - التوافق الوطني، (فصيل منشق عن المعارضة) الموالية لإجراءات الجيش التي استولى بموجبها على السلطة في البلاد في 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وقال مكتب الاتصال في الاتحاد الأفريقي بالخرطوم، في بيان، أمس، إن حديث رئيس البعثة تعرض لتأويل بصورة غير دقيقة.
وأكد البيان أن البعثة لن تشارك في بعض الأنشطة بسبب انعدام الشفافية وعدم احترام بعض الأطراف أو الالتزام الدقيق بعدم الإقصاء في العملية السياسية بما يضمن نجاحها.
وقال بلعيش، في المؤتمر الصحافي (الثلاثاء) في الخرطوم، إن البعثة الأفريقية توقفت عن حضور اجتماعات الآلية الثلاثية، مشيراً إلى أن القرار جاء بناءً على توجيهات القيادة الأفريقية بأنه لا داعي مستقبلاً لحضور أي اجتماعات يطبعها التمويه والمراوغة وعدم الشفافية، ويشوبها جو إقصائي.
وأضاف أن الاتحاد الأفريقي لن يشارك في مسارٍ ليس فيه احترام لكل الفاعلين ومعاملتهم على قدم المساواة.
وأشار إلى أن الاتحاد الأفريقي لا يطالب بأي دور في الأزمة السودانية، ولا يعترض على أي طريقة يختارها السودانيون لحلها. وكانت الآلية الثلاثية علّقت جلسات التفاوض المباشر بين الأطراف السودانية التي باشرتها، لإتاحة الفرصة للوساطة الأميركية السعودية لتقريب وجهات النظر بين تحالف المعارضة والمكون العسكري، بهدف دراسة وتقييم الوضع الراهن. وفي 8 يونيو (حزيران) الحالي، انطلقت في الخرطوم أولى جولات الحوار المباشر برعاية أممية أفريقية، لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد، وشارك فيها ممثلون عن العسكريين وعدد من الفصائل المسلحة الموقعة على اتفاقية جوبا للسلام. وبرر تحالف المعارضة رفضه المشاركة في التفاوض المباشر الذي تيسره الآلية الثلاثية، بمحاولة البعض إغراق العملية السياسية بضم قوى سياسية موالية للنظام المعزول والحكام العسكريين.
ويواجه الاتحاد الأفريقي انتقادات تتهمه بعدم الحياد في التعاطي مع أطراف الأزمة في السودان.
وعقب المبادرة التي أطلقتها بعثة الأمم المتحدة في السودان لتبني حوار بين الأطراف السودانية لمعالجة الأزمة السياسية والعودة إلى مسار الانتقال المدني، اشترط «المكون العسكري» إشراك الاتحاد الأفريقي ومنظمة «إيقاد».
وفي غضون ذلك، برر نائب رئيس حزب الأمة القومي استقالته، في تصريحات لوسائل إعلام أجنبية ومحلية، بوجود تأثيرات داخلية وخارجية في القرارات المتخذة، وهو ما دعاه للحديث عن تفكك الحزب. وقال إن حزب الأمة مختطف من مجموعة محددة، كما أنه مخترق ومؤسساته الحالية غير شرعية، لعدم عقد المؤتمر العام.


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

وفاة أكثر من 73 شخصاً في ولاية الجزيرة بالسودان بسبب تفاقم الوضع الصحي

سودانيون فارون من ولاية الجزيرة يصلون إلى منطقة قريبة من مدينة القضارف شرق البلاد في 2 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
سودانيون فارون من ولاية الجزيرة يصلون إلى منطقة قريبة من مدينة القضارف شرق البلاد في 2 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

وفاة أكثر من 73 شخصاً في ولاية الجزيرة بالسودان بسبب تفاقم الوضع الصحي

سودانيون فارون من ولاية الجزيرة يصلون إلى منطقة قريبة من مدينة القضارف شرق البلاد في 2 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
سودانيون فارون من ولاية الجزيرة يصلون إلى منطقة قريبة من مدينة القضارف شرق البلاد في 2 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

قالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان إن أكثر من 73 شخصاً لاقوا حتفهم في مدينة الهلالية ومناطق مجاورة بولاية الجزيرة بسبب تفاقم الوضع الصحي.

وجاء في بيان للجنة، اليوم (الأربعاء): «تواجه مناطق شرق الجزيرة في السودان كارثة إنسانية متفاقمة، نتيجة لهجمات عنيفة ومستمرة تشنها ميليشيا (الدعم السريع)».

وتابعت: «يعاني مستشفى الصباغ الريفي، الذي يعد المحطة الرئيسية لتقديم الرعاية الطبية للنازحين، من تدفق هائل للمرضى يفوق طاقته الاستيعابية، ويعاني من نقص حاد في الكوادر الطبية والأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية».

وأضافت: «يعيش النازحون في مدينة حلفا الجديدة وقراها في أوضاع مأساوية، حيث ينامون في العراء دون مأوى أو أغطية، ويفتقرون إلى مصادر مياه شرب نظيفة».

وطالبت اللجنة المجتمع الإقليمي والدولي «بالتدخل الفوري لوقف هذه المأساة الإنسانية».

وتصاعد العنف في ولاية الجزيرة بشرق السودان في الأسابيع الأخيرة، وقالت الأمم المتحدة إن نحو 135 ألف شخص نزحوا منها إلى ولايات أخرى.

وأدت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» التي اندلعت في أبريل (نيسان) 2023 إلى انتشار الجوع في أنحاء البلاد، بالإضافة إلى نزوح الملايين.