تتعرض المدن والبلدات الحدودية الباكستانية لضغوط متزايدة جراء تدفق اللاجئين، مع مواصلة الأفغان عبور الحدود إلى الأراضي الباكستانية بحثاً عن ملاذ ومأوى. وقال مسؤولون باكستانيون إن أكثر من مائتي ألف أفغاني عبروا الحدود الأفغانية إلى الأراضي الباكستانية بحثاً عن ملاذ في البلاد. ودخل معظم هؤلاء الأفغان إلى باكستان بتأشيرات باكستانية صالحة؛ لكن السلطات الباكستانية تطلب منهم العودة إلى بلدهم، ذلك أنه لا توجد أزمة في أفغانستان والوضع طبيعي هناك.
وقال مسؤول باكستاني رفيع المستوى: «استيلاء (طالبان) على أفغانستان المجاورة في أغسطس (آب) أجبر أكثر من 200 ألف أفغاني على اللجوء إلى باكستان؛ لكن الآن تجري مطالبة معظمهم بالعودة إلى بلادهم».
جدير بالذكر أن أعداداً كبيرة من الأفغان فرت من أفغانستان بعد انتصار «طالبان» في كابل، بسبب ما تمارسه الجماعة من طغيان؛ لكن لا يتوجه الجميع إلى باكستان، وإنما تنتقل أعداد كبيرة إلى الولايات المتحدة وأوروبا، ويستخدمون الأراضي الباكستانية كمجرد منطقة عبور.
وصرح مسؤول باكستاني بارز بأن: «اللاجئين الأفغان قد تم منحهم 90 يوماً لمغادرة باكستان، ونخبرهم أن كل شيء طبيعي في أفغانستان، وبالتالي يجب عليهم العودة إلى بلادهم». من ناحيتها، تخشى الحكومة الباكستانية من أن الإرهابيين والمسلحين قد يحاولون التسلل إلى الأراضي الباكستانية مع اللاجئين الحقيقيين، وقد يتسببون في خلق مشكلات على مستوى القانون والنظام أمام الحكومة الباكستانية. وأضاف المسؤول: «إننا نفحص الوافدين الجدد، ولكن من الصعب للغاية التحقق من آلاف اللاجئين كل يوم».
وتقدر وكالات الإغاثة الدولية أن أكثر من 300 ألف أفغاني عبروا بالفعل إلى إيران منذ أغسطس 2021، عندما استولت «طالبان» على العاصمة كابل.
من ناحية أخرى، كانت فصول الشتاء الأخيرة شديدة القسوة على الأفغان؛ خصوصاً في ظل وجود موجة جفاف شديدة كان عليهم مواجهتها.
من جانبها، حاولت الأمم المتحدة والوكالات المانحة الأخرى توفير الغذاء للأفغان؛ لكن لا تزال هناك أزمة نقص في الغذاء في عديد من المناطق. وعلق أحد الخبراء بقوله: «في الواقع، كان نقص الغذاء سبباً آخر لفرار عدد كبير من الأفغان إلى البلدان المجاورة». وتبدو عائلات عديدة في أفغانستان حريصة للغاية على مغادرة البلاد، وذلك بعدما أدت أسوأ موجة جفاف على مستوى البلاد منذ عقود، ومستويات عالية من الفقر والبطالة المتفاقمة وسنوات من الحرب، إلى زيادة الاحتياجات الإنسانية إلى مستويات غير مسبوقة هذا الشتاء.
بالإضافة إلى ذلك، دفعت المخاوف من انتقام «طالبان» من الأفغان التابعين للحكومة المخلوعة المدعومة من الغرب، إلى محاولة كثيرين منهم مغادرة البلاد. وازدادت الأزمة الإنسانية سوءاً في أعقاب العقوبات المالية التي فرضتها الولايات المتحدة والدول الغربية على حكومة «طالبان»، ما أصاب حركة الأفغان بالشلل.
إسلام آباد: تدفق اللاجئين الأفغان يضع المدن الباكستانية تحت ضغوط
إسلام آباد: تدفق اللاجئين الأفغان يضع المدن الباكستانية تحت ضغوط
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة