طهران تلوم واشنطن على «إطالة» مسار فيينا

خطيب زاده يتحدث خلال مؤتمر صحافي أسبوعي في طهران أمس (أرنا)
خطيب زاده يتحدث خلال مؤتمر صحافي أسبوعي في طهران أمس (أرنا)
TT

طهران تلوم واشنطن على «إطالة» مسار فيينا

خطيب زاده يتحدث خلال مؤتمر صحافي أسبوعي في طهران أمس (أرنا)
خطيب زاده يتحدث خلال مؤتمر صحافي أسبوعي في طهران أمس (أرنا)

ألقت طهران باللوم على واشنطن في رفض «مقترحات إيرانية» من أجل مواصلة المحادثات النووية؛ قبل تبني مجلس محافظي «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» قراراً انتقد تقاعس إيران في تحقيق الوكالة التابعة للأمم المتحدة بشأن أنشطة نووية في مواقع سرية.
وكرر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، في مؤتمر صحافي، أقوالاً سابقة بشأن استعداد طهران للتوصل إلى ما يسميه المسؤولون الإيرانيون «اتفاقاً جيداً» مع القوى الكبرى، لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، وقال: «المذنب في الظروف الحالية التي تمر بها مفاوضات فيينا هو أميركا»، ورأى أن العودة إلى فيينا «ممكنة اليوم إذا توقفت أميركا عن الأوهام بأنه لا توجد طريق للعودة إلى مفاوضات فيينا سوى المحادثات النووية. البعض منهم يدلى بتصريحات أن خلافاتنا مع إيران ليست نووية؛ وإنما حول الصواريخ والقضايا الإقليمية... هذا يظهر أنهم كانوا يسعون منذ البداية وراء شيء آخر».
لكن أقوال خطيب زاده كشف عن محاولات إيرانية لتفادي قرار صاغته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا في «مجلس محافظي الوكالة الدولية» خلال اجتماعها الفصلي في وقت سابق من هذا الشهر. وانتقد القرار عدم تعاون إيران في تفسير وجود آثار يورانيوم في مواقع سرية. وجاءت الموافقة على القرار بأغلبية ساحقة من أعضاء مجلس محافظي الوكالة الذي يضم 35 دولة.
وقال خطيب زاده: «قبل إصدار القرار كان كل جهدنا من أجل تمهيد الطريق للاتفاق». وأضاف: «حاولنا التقدم بمسار المفاوضات عبر مقترحاتنا رغم التخريب والإطالة وإهدار طاقتنا وطاقة الآخرين من قبل الولايات المتحدة». وإذ أشار إلى نقل المبادرات عبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، قال: «لكي نتأكد من أن رسائلنا وملاحظاتنا ومقترحاتنا جرى نقلها عبر الطريق غير المباشرة؛ حاولنا لأول مرة أن ننقل المبادرات عبر وزيري خارجية دولتين».
ودون أن يخوض في تفاصيل المقترحات، أوضح خطيب زاده أن بلاده قدمت «خريطة طريق وفق جدول زمني، لكن أميركا قررت مجدداً الإطالة والتأخير في الاتفاق، وبهذا الانطباع الخاطئ والتوهم بأنها يمكن أن تمارس ضغطاً توجهت إلى (مجلس الحكام)، وكان الرد الإيراني حازماً وقاطعاً».
ونقلت وكالات رسمية إيرانية عن خطيب زاده قوله إن «قطار المفاوضات لم يخرج عن السكة، وهذا القطار يواصل حركته رغم نكث الوعود من الأميركيين». وأضاف: «نحن مستعدون للعودة إلى فيينا للتوصل إلى اتفاق جيد إذا أوفت واشنطن بالتزاماتها». وتابع: «بعض النظر عن نتائج مفاوضات فيينا؛ فسنواصل مسار إجهاض العقوبات» في إشارة إلى سياسة إيران الالتفاف على العقوبات.
وبدا إحياء الاتفاق النووي قريباً في مارس (آذار) الماضي، لكن المحادثات تعثرت، ويعود ذلك إلى الخلاف حول رفع «الحرس الثوري» الإيراني المصنف أميركياً ضمن المنظمات الإرهابية الأجنبية، من القائمة. وجهاز «الحرس الثوري» قوة موازية للجيش النظامي، وتتهمه الولايات المتحدة بارتكاب حملة إرهابية عالمية.
وقال خطيب زاده: «لا يمكنهم في الوقت نفسه الحفاظ على إرث ترمب والعودة إلى الاتفاق النووي... هذا غير ممكن». كما قلل من وصف نظيره الأميركي لمطالب إيران بأنها «غير جوهرية؛ لا صلة لها بالاتفاق النووي». وقال: «هذا اصطلاح قضايا لا صلة لها بالاتفاق النووي استخدمتها إيران مقابل المطالب المبالغ فيها من الجانب الأميركي على طاولة المفاوضات... لقد قلنا لهم منذ اليوم الأول إننا لن نقبل بأي موضوع ثنائي أو يتخطى الاتفاق النووي» وزاد: «لقد أعجبهم المصطلح ويستخدمونه. من جانب آخر؛ يعتقدون أن إرث ترمب يتخطى الاتفاق النووي».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، الأسبوع الماضي، إنها تنتظر رداً من إيران بشأن إعادة العمل بالاتفاق دون قضايا «خارجية لا صلة لها بـ(خطة العمل الشاملة المشتركة - الاتفاق النووي)»، في إشارة محتملة إلى مطالبة إيران برفع «الحرس الثوري» من قائمة الإرهاب.
وكان برايس يرد خلال إفادة صحافية على أسئلة حول تصريح وزير الخارجية الإيراني بأن طهران قدمت اقتراحاً جديداً بشأن إحياء الاتفاق. وقال برايس: «لم نشهد أي اتصال موضوعي من جانب إيران، لكننا منفتحون على أي مبادرة من شأنها أن تسمح لنا بإنجاز وتنفيذ الاتفاق الذي تفاوضنا عليه في فيينا على الفور من أجل العودة المتبادلة إلى التنفيذ الكامل للاتفاق النووي، والتخلي عن القضايا التي تتجاوز الاتفاق».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

إسرائيل تأمر جيشها بالتأهب للبقاء على جبل الشيخ المطل على دمشق خلال الشتاء

قوات إسرائيلية تنشط في منطقة جبل الشيخ بسوريا في هذه الصورة المنشورة بتاريخ 9 ديسمبر 2024 (رويترز)
قوات إسرائيلية تنشط في منطقة جبل الشيخ بسوريا في هذه الصورة المنشورة بتاريخ 9 ديسمبر 2024 (رويترز)
TT

إسرائيل تأمر جيشها بالتأهب للبقاء على جبل الشيخ المطل على دمشق خلال الشتاء

قوات إسرائيلية تنشط في منطقة جبل الشيخ بسوريا في هذه الصورة المنشورة بتاريخ 9 ديسمبر 2024 (رويترز)
قوات إسرائيلية تنشط في منطقة جبل الشيخ بسوريا في هذه الصورة المنشورة بتاريخ 9 ديسمبر 2024 (رويترز)

أفاد بيان صادر عن مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي بأن الوزير يسرائيل كاتس أصدر، اليوم (الجمعة)، أمراً للقوات الإسرائيلية بالاستعداد للبقاء على جبل الشيخ، وهو موقع استراتيجي يطلّ على دمشق، خلال فصل الشتاء.

وأصدر كاتس الأوامر للجيش الإسرائيلي للبقاء في المنطقة العازلة بين سوريا وإسرائيل في هضبة الجولان المحتلة.

قوات إسرائيلية تنشط في منطقة جبل الشيخ بسوريا في هذه الصورة المنشورة بتاريخ 9 ديسمبر 2024 (رويترز)

وأضاف البيان: «نظراً لما يحدث في سوريا، فإن هناك أهمية أمنية بالغة لبقائنا على قمة جبل الشيخ»، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال كاتس: «يجب بذل كل الجهود لضمان جهوزية (الجيش) في المكان للسماح للجنود بالبقاء في جبل الشيخ رغم ظروف الطقس الصعبة».