بعد رفض دام نحو 40 عاماً، رضخت لجنة رؤساء الجامعات الإسرائيلية لضغوط حكومة نفتالي بنيت، وما سبقتها من حكومات، ووافقت بشكل رسمي، على ضم الأكاديمية القائمة في مستوطنة «أريئيل»، المقامة على أراضي مدينة نابلس وقراها في الضفة الغربية المحتلة. واعترف رؤساء الجامعات بأنهم تعرضوا لضغوط سياسية كبيرة لم يعودوا يستطيعون الصمود فيها.
وقال مدير معهد وايزمان للأبحاث العلمية، البروفسور نير غوف، إن هذا القرار يعكس حقيقة تسييس الجامعات والتعليم العالي في إسرائيل. وحذر من ثمن باهظ قد تدفعه الجامعات الإسرائيلية، جراء هذا القرار في علاقاتها الدولية. وقال إنه يخشى من تأثير سلبي على التعاون العلمي مع جامعات العالم.
وكانت كلية أريئيل قد تأسست عام 1983، في إطار تخليد الاستيطان والاحتلال. وأقيمت في البداية بمستوطنة «نوكديم»، التي يقطن فيها وزير المالية، أفيغدور ليبرمان، أحد داعميها الأساسيين. وتم نقلها إلى أريئيل التي حصلت على مكانة مدينة.
وحرصت الحكومات الإسرائيلية على دعمها وتطويرها وإقامة مختبرات علمية ذات مستوى عالٍ وأقسام بحوث.
وأصبح عدد طلابها 14 ألفاً، ربعهم من عرب 48. لكن وضعها السياسي كجامعة استيطانية تغلب على نجاحها العلمي في كثير من المحافل الدولية، وقد قاطعتها مؤسسات أكاديمية عديدة في العالم. وفي عام 2018، قاطعتها حتى الجامعات الإسرائيلية، عندها أطلق رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، حملة ضغوط على رؤساء الجامعات، تضمنت تهديداً بقطع التمويل الحكومي، وفعل مثله خلفه نفتالي بنيت وكثير من وزرائه.
وقد رحبت وزيرة التربية والتعليم، يفعات شاشا بيطون، التي تشغل منصب رئيسة مجلس التعليم العالي، بهذه الخطوة، واعتبرتها «عادلة ومستحقة ومهمة للغاية»، وادعت أن «جامعة أريئيل هي جامعة تضم باحثين ممتازين وإنجازات أكاديمية رائعة».
وقالت إن «عضوية جامعة أريئيل في لجنة رؤساء الجامعات الإسرائيلية تطور عظيم، يجعلها مثل جميع الجامعات الأخرى، وبذلك نعطي رداً قاطعاً على جميع الذين دعوا قبل بضعة أسابيع لمقاطعة المؤسسات الأكاديمية والتجارة والعيش في أريئيل».
وقالت رئيسة لجنة التعليم البرلمانية، عضوة الكنيست شارون هسكيل، التي كانت تعتزم عقد جلسة برلمانية لدفع هذه الخطوة، إن «مقاطعة جامعة أريئيل أمر لا يمكن تصوره، وقد قررت أن أبذل كل ما في وسعي لوقف المقاطعة بالتعاون مع اتحاد الطلاب وجامعة أريئيل»، مضيفة: «ليس من المنطق محاربة حركة المقاطعة على الساحة الدولية، ونكتشف في النهاية أن هناك مقاطعة معلنة داخل دولة إسرائيل ضد المؤسسات الصهيونية».
من جانبه، اعتبر رئيس جامعة مستوطنة «أريئيل»، يهودا شينفلد أن «هذا إنجاز كبير للأكاديمية الإسرائيلية وخطوة أخرى نحو وحدة الشعب في إسرائيل، وخطوة أخرى في الاعتراف بمساهمة جامعة آريئيل الكبيرة في الأوساط الأكاديمية والعلوم».
يذكر أن رؤساء الجامعات في إسرائيل كانوا قد عارضوا الاعتراف بالكلية كجامعة، لأنها مقامة خارج «حدود إسرائيل»، وأيضاً لأنه لا توجد حاجة لإقامة جامعة جديدة، بالإضافة إلى الجامعات الست الحالية. وأدمجت الحكومة الإسرائيلية السابقة «أريئيل» في مجلس التعليم العالي الإسرائيلي، على الرغم من اعتراض مجلس رؤساء الجامعات على هذه الخطوة.
ضغوط سياسية تدفع الجامعات الإسرائيلية لضم أكاديمية استيطانية
ضغوط سياسية تدفع الجامعات الإسرائيلية لضم أكاديمية استيطانية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة