استعجال أممي للاتفاق على الانتخابات في جنوب السودان

غوتيريش طالب بعمل فوري بغية التوصل إلى خريطة طريق

TT

استعجال أممي للاتفاق على الانتخابات في جنوب السودان

حض الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأطراف في جنوب السودان على تنفيذ الاتفاق المنشط لتسوية النزاع قبل نهاية الفترة الانتقالية في فبراير (شباط) 2023، داعياً إلى استكمال الترتيبات الأمنية الانتقالية، وتحديد جدول زمني لإجراء الانتخابات، و«الانخراط فوراً» في مناقشة واسعة لوضع خريطة طريق قصد إنهاء الفترة الانتقالية.
وناقش أعضاء مجلس الأمن في نيويورك، أمس، آخر التطورات في جنوب السودان، بناء على أحدث تقرير قدمه الأمين العام للمنظمة الدولية حيال الوضع هناك، عملاً بقرار مجلس الأمن رقم «2625» الذي مدد بموجبه لبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، والذي عبر فيه غوتيريش عن القلق من «عدم الوفاء بنقاط مرجعية بالغة الأهمية» في الاتفاق المنشط لتسوية النزاع في جنوب السودان، وذلك بالنظر إلى الوقت المحدود المتبقي قبل نهاية الفترة الانتقالية في فبراير 2023، موضحاً أنه «في غياب تقدم ملموس، فإن اتفاق السلام معرض لمخاطر التضرر من سلسلة التمديدات».
كما عبر عن «اعتقاد راسخ» بأن مسار العمل الوحيد القابل للتطبيق هو «التنفيذ الكامل للاتفاق المنشط نصاً وروحاً»، مثنياً على جهود الأطراف في تغلبها على المأزق الذي وصل إليه هيكل القيادة في القوات الموحدة، إثر توقيع اتفاق 3 أبريل (نيسان) الماضي. ورأى أن من شأن التنفيذ الكامل لهذا الاتفاق في الوقت المناسب أن يوفر ضمانات لشعب جنوب السودان بأن قادته لا يزالون ملتزمين بالاتفاق المنشط، مؤكداً أن إحراز التقدم في كل المجالات الأخرى؛ بما في ذلك إجراء الانتخابات، «يتوقف على استكمال الترتيبات الأمنية الانتقالية». ولذلك حض الحكومة على إعطاء الأولوية لهذا الجانب، وتوفير الأموال اللازمة للآليات الأمنية من أجل التمكين في أقرب وقت ممكن من تخرج القوات الموحدة اللازمة، ونشرها وتشغيلها.
في سياق ذلك، رحب كبير الموظفين الدوليين بتركيز الرئيس سيلفا كير ميارديت على المصالحة، عادّاً أن انطلاق عملية التشاور على الصعيد الوطني بشأن إنشاء لجنة الحقيقة والمصالحة «نقطة مرجعية مهمة في مسار التنفيذ، وينطوي على إمكانية لأم جراح شعب جنوب السودان». وطالب الرئاسة بـ«التوصل إلى توافق في الآراء بشأن طرق تنفيذ آليات العدالة الانتقالية الثلاث؛ أي: (لجنة الحقيقة والمصالحة ولأم الجراح)، و(المحكمة المختلطة)، و(هيئة التعويض وجبر الضرر)، على النحو المنصوص عليه في الاتفاق المنشط»، آخذاً علماً بالجهود التي يبذلها المجلس التشريعي الوطني الانتقالي.
كما دعا رئيس البرلمان وأعضاءه إلى «تسريع وتيرة المداولات بشأن مشروعات القوانين الحاسمة المعلقة؛ بما فيها قانون الأحزاب السياسية، لكي تتسم الفترة الانتقالية بطابع الإلحاح الذي تستحقه».
في سياق ذلك، عبر غوتيريش عن إدراكه التحديات المقبلة، وقال إنه «من المثير للقلق أن الأطراف لم تتفق على موعد لإجراء الانتخابات... ولذلك يجب عليها أن تحدد جدولاً زمنياً للانتخابات، وأن تتجنب اتخاذ إجراءات انفرادية؛ من شأنها أن تمس بالبيئة المواتية للانتخابات»، داعياً الأطراف إلى «الانخراط فوراً في مناقشة واسعة النطاق، والتوصل في أقرب وقت ممكن إلى اتفاق حول خريطة طريق واضحة لنهاية الفترة الانتقالية».
وأضاف غوتيريش موضحاً أن توصل قادة جنوب السودان إلى اتفاق 3 أبريل «أثبت قدرتهم على إحراز تقدم حقيقي... لكن ينبغي عليهم أن يظهروا روح القيادة الوطنية مرة أخرى باستكمال الدستور، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة وذات صدقية وشاملة للجميع في الوقت القليل المتبقي»، مشدداً على أن «إجراء الانتخابات يجب أن يقوده شعب جنوب السودان، وأن يمسك بزمامه، والأمم المتحدة على استعداد لتقديم الدعم اللازم في هذه العملية؛ إذا طلبت الحكومة المساعدة».


مقالات ذات صلة

مقتل 7 مندوبين للسلام من جنوب السودان في هجوم استهدف منظمة نرويجية

العالم مقتل 7 مندوبين للسلام من جنوب السودان في هجوم استهدف منظمة نرويجية

مقتل 7 مندوبين للسلام من جنوب السودان في هجوم استهدف منظمة نرويجية

أعلنت منظمة إنسانية نرويجية، اليوم الخميس، أن سبعة مندوبين من جنوب السودان كانوا يشاركون في مؤتمر للسلام في هذه الدولة، قتلوا خلال عطلة نهاية الأسبوع في هجوم استهدف اثنين من سيارات الجمعية، بينما نجا ثلاثة من موظفيها. وقال رئيس جمعية المعونة الكنسية النروجية داغفين هويبراتن في بيان «ندين بشدة الهجوم على مدنيين وعلى عمال الإغاثة الإنسانية».

«الشرق الأوسط» (أوسلو)
شمال افريقيا مأساة مزدوجة يعيشها لاجئو جنوب السودان في الخرطوم

مأساة مزدوجة يعيشها لاجئو جنوب السودان في الخرطوم

من بين آلاف السودانيين الذين غادروا العاصمة الخرطوم على عجل، هرباً من الحرب بين الجيش و«الدعم السريع»، شريحة كبيرة من اللاجئين من أبناء جنوب السودان، ممن فضلوا البقاء في السودان منذ انفصال البلدين في 2011، أو من الذين اضطروا للعودة هرباً من الحروب التي اندلعت في بلادهم، أو فشلت برامج العودة الطوعية في نقلهم وترحيلهم. هذه الشريحة، جعلها انفجار الحرب في الخرطوم تواجه أزمة «مزدوجة»، فهم في الأصل لاجئون، واضطرهم قتال الشوارع لـ«النزوح» مجدداً.

أحمد يونس (الخرطوم)
شمال افريقيا الخرطوم وجوبا تبحثان خلافاتهما على منطقة حدودية غنية بالنفط

الخرطوم وجوبا تبحثان خلافاتهما على منطقة حدودية غنية بالنفط

أكد نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، محمد حمدان دقلو «حميدتي»، أن قضية منطقة أبيي، الحدودية بين السودان وجمهورية جنوب السودان، تمثل أولوية لا تحتمل التأخير، قائلاً: «نأمل أن نتوصل إلى نتائج إيجابية لوضعها على مسار السلام العادل والمستدام». ويتنازع البلدان على المنطقة الغنية بالنفط، التي تقع بين ولايتي كردفان السودانية وبحر الغزال بجنوب السودان، ولم يتم حسم النزاع حول المنطقة منذ انفصال الجنوب عن الشمال في عام 2011. وجرى الاتفاق بين البلدين بمنح هذه المنطقة وضعاً مؤقتاً يمنحها شبه استقلالية مع حق سيادة البلدين عليها، إلى حين حسم الخلاف حول تبعيتها إلى أي من الدولتين.

محمد أمين ياسين (الخرطوم)
العالم إثيوبيا تجدد التزامها بدعم الاستقرار في جنوب السودان

إثيوبيا تجدد التزامها بدعم الاستقرار في جنوب السودان

جددت إثيوبيا التزامها بدعم الاستقرار والسلام في جنوب السودان، وذلك خلال زيارة خاطفة أجراها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، اليوم الثلاثاء، إلى جوبا. ووفق بيان حكومي إثيوبي، فإن رئيس الوزراء أجرى محادثات مع رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، والنائب الأول للرئيس رياك مشار خلال زيارة العمل التي قام بها ليوم واحد إلى جنوب السودان. وعبّر رئيس الوزراء عن «تقديره للرئيس سلفا كير على كرم الضيافة الذي لقيه والوفد المرافق له خلال زيارتهم لجوبا».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم كباشي وعقار يرأسان اجتماع لجنة  تنفيذ بنود إتفاق جوبا

ورشة في «جوبا» لتقييم تنفيذ اتفاقية السلام في السودان

بدأت أمس في عاصمة جنوب السودان جوبا ورشة لتقييم اتفاقية السلام الموقعة بين الحكومة السودانية المقالة والفصائل المسلحة في 2020، بمشاركة عضوي مجلس السيادة الانتقالي، شمس الدين كباشي ومالك عقار آير، وفي غضون ذلك رحبت الآلية الثلاثية بانطلاقة الورشة، واعتبرتها مكملة للمشاورات، التي جرت بين الأطراف الموقعة على الاتفاق السياسي الإطاري في الخرطوم مطلع فبراير (شباط) الحالي. وأكد رئيس فريق الوساطة الجنوبية، توت قلواك، في تصريحات صحافية أمس بجوبا، أن الهدف من الورشة وضع جداول زمنية تعين على رفع مستوى التنفيذ، وليس مراجعة أو تعديل الاتفاق.

محمد أمين ياسين (الخرطوم)

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
TT

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)

أعربت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل عن «حزنها» لعودة دونالد ترمب إلى السلطة وتذكرت أن كل اجتماع معه كان بمثابة «منافسة: أنت أو أنا».

وفي مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية الأسبوعية، نشرتها اليوم الجمعة، قالت ميركل إن ترمب «تحد للعالم، خاصة للتعددية».

وقالت: «في الحقيقة، الذي ينتظرنا الآن ليس سهلا»، لأن «أقوى اقتصاد في العالم يقف خلف هذا الرئيس»، حيث إن الدولار عملة مهيمنة، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وعملت ميركل مع أربعة رؤساء أميركيين عندما كانت تشغل منصب مستشار ألمانيا. وكانت في السلطة طوال ولاية ترمب الأولى، والتي كانت بسهولة أكثر فترة متوترة للعلاقات الألمانية الأمريكية خلال 16 عاما، قضتها في المنصب، والتي انتهت أواخر 2021.

وتذكرت ميركل لحظة «غريبة» عندما التقت ترمب للمرة الأولى، في البيت الأبيض خلال شهر مارس (آذار) 2017، وردد المصورون: «مصافحة»، وسألت ميركل ترمب بهدوء: «هل تريد أن نتصافح؟» ولكنه لم يرد وكان ينظر إلى الأمام وهو مشبك اليدين.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل يحضران حلقة نقاشية في اليوم الثاني من قمة مجموعة العشرين في هامبورغ بألمانيا... 8 يوليو 2017 (أ.ف.ب)

ونقلت المجلة عن ميركل القول: «حاولت إقناعه بالمصافحة بناء على طلب من المصورين لأنني اعتقدت أنه ربما لم يلحظ أنهم يريدون التقاط مثل تلك الصورة... بالطبع، رفضه كان محسوبا».

ولكن الاثنان تصافحا في لقاءات أخرى خلال الزيارة.

ولدى سؤالها ما الذي يجب أن يعرفه أي مستشار ألماني بشأن التعامل مع ترمب، قالت ميركل إنه كان فضوليا للغاية وأراد معرفة التفاصيل، «ولكن فقط لقراءتها وإيجاد الحجج التي تقويه وتضعف الآخرين».

وأضافت: «كلما كان هناك أشخاص في الغرفة، زاد دافعه في أن يكون الفائز... لا يمكنك الدردشة معه. كان كل اجتماع بمثابة منافسة: أنت أو أنا».

وقالت ميركل إنها «حزينة» لفوز ترمب على كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني). وقالت: «لقد كانت خيبة أمل لي بالفعل لعدم فوز هيلاري كلينتون في 2016. كنت سأفضل نتيجة مختلفة».