أحزاب يمنية تجتمع مع هادي وتؤكد أن الحوار من أجل الحوار «مرفوض»

الرئيس اليمني: نحن دعاة سلام ونتألم كثيرًا لحجم المعاناة التي يعيشها الشعب

عبد ربه منصور هادي أثناء كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في شرم الشيخ (رويترز)
عبد ربه منصور هادي أثناء كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في شرم الشيخ (رويترز)
TT

أحزاب يمنية تجتمع مع هادي وتؤكد أن الحوار من أجل الحوار «مرفوض»

عبد ربه منصور هادي أثناء كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في شرم الشيخ (رويترز)
عبد ربه منصور هادي أثناء كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في شرم الشيخ (رويترز)

كشف عبد العزيز جباري، رئيس الهيئة الاستشارية لمؤتمر الرياض «إنقاذ الوطن وبناء الدولة الاتحادية» أن الاجتماع الذي ترأسه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس، وجمع بين أعضاء بالحكومة اليمنية، ومستشاري الرئيس اليمني، وممثلي الأحزاب السياسية المشاركة في مؤتمر الرياض، أكد أن القوى السياسية ستعمل على التنسيق التام بينها في أي خطوة مستقبلية ومن بينها الذهاب إلى مؤتمر جنيف.
وأضاف خلال تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» أمس «نحن لسنا ضد الحوار.. لكن نحن أيضًا مع الحوار المثمر، مع تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بخصوص مؤتمر الرياض، وما نتج من قرارات أممية على رأسها قرار 2216. وإذا تم الالتزام بتلك القرارات ذات الصلة فإننا سنذهب لجنيف».
وذكر جباري: «مع بدء ميليشيا الحوثي الانسحاب من صنعاء، وباقي المحافظات، فإن الأطراف اليمنية ليس لديها أي مشكلة بالحوار مع المتمردين الحوثيين، ووضع الآليات لتنفيذ قرارات حوار الرياض».
وتابع: «إن الأطراف اليمنية اتفقت خلال الاجتماع الذي جرى (أمس) الخميس على أن الحوار من أجل الحوار أمر مرفوض كون الحوار تم في العاصمة صنعاء لمدة عام وخرجت عنه قرارات تم الاتفاق عليها.. نحن بحاجة لتنفيذ ذلك».
وأشار إلى أن الحكومة اليمنية لا تزال لم تلمس حتى الآن أي دور إيجابي من قبل المتمردين الحوثيين، وجيش المخلوع علي عبد الله صالح، في الالتزام بالقرارات الأممية، مفيدًا أنها لا تزال تسطو على المساعدات الإنسانية والطبية، وتبيعها في السوق السوداء، وتصرفها على أتباعهم.
وذكر عبد العزيز جباري أن لدى الحكومة اليمنية اتصالات مع المواطنين بالميدان، الذي أكدوا أن المتمردين الحوثيين لا يزالون يستخدمون العنف معهم.
وجدد جباري تأكيده بأن إيران لا تزال تبحث عن مكاسب من أجل ضمان موطئ قدم لها باليمن، عبر ذراعهم المتمردين الحوثيين.
وأشار إلى أن إيران تريد أن يكون لديها يد في اليمن، كما أن الحكومة والشعب اليمني لا يقبلان بأن تصادر حريتهم وكرامتهم من ميليشيات مسلحة، لا سيما أنهم يشكلون نحو 90 في المائة.
وتطرق رئيس الهيئة الاستشارية لمؤتمر الرياض، إلى الوضع الإنساني واصفًا إياه بأنه لا يزال صعبا، كما أن الحكومة تعمل في الوقت الراهن على تأمين الغذاء ومشتقات النفط، إلا أن الميليشيات المسلحة لا تزال تقوم بدور سلبي حتى في توزيع المساعدات.
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ترأس بالرياض أمس اجتماعًا ضم الحكومة ومستشاري رئيس اليمن وممثلي الأحزاب السياسية المشاركة في مؤتمر الرياض.
وأطلع الرئيس هادي المجتمعين على طبيعة اتصالاته ولقاءاته الأخيرة بالأطراف الدولية التي جرى خلالها التأكيد الدائم على الموقف المبدئي للقيادة الشرعية الذي لا تحيد عنه وهو دعمها الكامل لكل المساعي والجهود الدولية التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص لليمن المستندة للمرجعيات الأساسية التي اتفق عليها اليمنيون وحظيت بدعم ورعاية العالم ووجب احترامها والعمل على تنفيذها وبالأخص القرار الدولي 2216.
وقال الرئيس اليمني خلال استقباله الأطراف اليمنية «إننا دعاة سلام ونتألم كثيرًا لحجم المعاناة التي يعيشها أبناء شعبنا نتيجة انقلاب ميليشيات الحوثي وصالح وحروبهم العبثية وما نتج عنه من تدمير وعنف وقتل في أرجاء الوطن كافة».
بدوره أكد خالد محفوظ، نائب الرئيس اليمني، رئيس مجلس الوزراء، أن الحكومة ستظل تبذل كل ما بوسعها من أجل استتباب الأمن والاستقرار في عموم المحافظات، والعمل لتوفير المواد الغذائية والمستلزمات الطبية والمشتقات النفطية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.