تظاهرة معارضة للرئيس التونسي ولمشروع تعديل الدستور

متظاهرون تونسيون يرفعون الأعلام الوطنية خلال مظاهرة في العاصمة تونس (أ.ف.ب)
متظاهرون تونسيون يرفعون الأعلام الوطنية خلال مظاهرة في العاصمة تونس (أ.ف.ب)
TT

تظاهرة معارضة للرئيس التونسي ولمشروع تعديل الدستور

متظاهرون تونسيون يرفعون الأعلام الوطنية خلال مظاهرة في العاصمة تونس (أ.ف.ب)
متظاهرون تونسيون يرفعون الأعلام الوطنية خلال مظاهرة في العاصمة تونس (أ.ف.ب)

خرج أنصار المعارضة في تونس اليوم (الأحد)، في مسيرة دعت إليها جبهة الخلاص الوطني احتجاجاً على سياسات الرئيس قيس سعيد وقراراته قبل أسابيع من الاستفتاء المقرر على دستور جديد للبلاد.
وسارت المسيرة، التي ضمّت نحو ألف مشارك معظمهم من أنصار حركة «النهضة»، وسط العاصمة باتجاه شارع الحبيب بورقيبة أمام مبنى المسرح البلدي.

كما يشارك في المسيرة أنصار ائتلاف الكرامة المحافظ وسياسيون وممثلون لأحزاب أخرى تنضوي تحت لواء جبهة الخلاص الوطني التي أُعلن عن تكوينها رسمياً مطلع الشهر الجاري.
وكانت الجبهة، التي يقودها السياسي المخضرم أحمد نجيب الشابي، هي من دعت إلى المسيرة في أحدث تحرك لها في الشارع للضغط على الرئيس قيس سعيد.

وردد المحتجون شعارات بينها «دستور حرية كرامة وطنية»، و«الشعب يريد استقلال القضاء»، و«ارفع يدك على القضاء»، و«دستورك لا يلزمنا»، ورفعوا نسخا من دستور 2014 الذي وضع بعد «الثورة» التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في 2011.
وتعترض جبهة الخلاص على قرارات الرئيس في 25 يوليو (تموز) وحل البرلمان وتعليق العمل بالدستور، وكانت قد أعلنت مقاطعتها للاستفتاء على دستور جديد يجري الإعداد له من لجنة مكلفة بمرسوم من الرئيس.
وحدد زعيم الجبهة أحمد نجيب الشابي، لوكالة الأنباء الألمانية في وقت سابق، مطالب الحركة السياسية ومن بينها تنظيم حوار وطني بلا إقصاء للتوافق على إصلاحات سياسية وحكومة إنقاذ يصادق عليها البرلمان المنحل ومن ثم انتخابات مبكرة تشريعية ورئاسية.

ويأتي تحرك الجبهة بعد يوم من مسيرة مماثلة ضد الاستفتاء شارك فيها أنصار الحزب الدستوري الحر، الخصم اللدود للإسلام السياسي وحركة النهضة.
ومنذ صعوده إلى الرئاسة عام 2019 وجّه الرئيس قيس سعيد، مدرس القانون الدستوري، انتقادات متكررة إلى النظام السياسي وإلى دستور 2014، وبرر خطوته بإعلان التدابير الاستثنائية قبل عام بتصحيح «مسار الثورة» وإنقاذ الدولة من الخطر الداهم والفساد والفوضى.
وترفض المعارضة هذا المشروع وخريطة الطريق التي عرضها سعيد للإصلاحات السياسية، وتتهمه بالانقلاب على الدستور والهيمنة على الحكم.


مقالات ذات صلة

الرئيس التونسي يقيل وزيرة الطاقة

شمال افريقيا الرئيس التونسي يقيل وزيرة الطاقة

الرئيس التونسي يقيل وزيرة الطاقة

أعلنت الرئاسة التونسية في بيان، مساء الخميس، أن الرئيس قيس سعيد أقال وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة نائلة نويرة القنجي، وفق وكالة «رويترز» للأنباء. وورد في بيان للرئاسة التونسية على «فيسبوك» أن سعيد أصدر أمرًا يقضي بإنهاء مهمات «السيدة نائلة نويرة القنجي، وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة»، دون الإفصاح عن التفاصيل والأسباب أو تكليف من سيخلفها في المنصب.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا الغنوشي يقرر رفض الاستجابة لأي دعوة أمنية أو قضائية... حتى إشعار آخر

الغنوشي يقرر رفض الاستجابة لأي دعوة أمنية أو قضائية... حتى إشعار آخر

خلفت تقارير إعلامية تونسية عن تقدّم راشد الغنوشي باستقالته من رئاسة «حركة النهضة» بعد إصدار مذكرة توقيف بالسجن ضده منذ يوم 20 أبريل (نيسان) الحالي، تساؤلات حول حقيقة هذه الاستقالة، وهل تمت بالفعل، أم أن تعيين منذر الونيسي رئيسا مؤقتا للحركة هو الذي غذاها. التقارير نسبت قرار استقالة الغنوشي إلى مصادر في «حركة النهضة»، وأرجعت الأسباب إلى «عجزه عن قيامه بمهامه بسبب وضعه القانوني الحالي، بالإضافة إلى كبر سنه ومعاناته من عدة أمراض مزمنة»، غير أن هذه «الاستقالة المزعومة» بقيت في حاجة إلى توضيحات رسمية تؤكدها، أو تنفيها. وفي هذا الشأن، نفى بلقاسم حسن عضو المكتب التنفيذي لـ«النهضة» في تصريح لـ«الشرق ا

المنجي السعيداني (تونس)
المشرق العربي عودة العلاقات التونسية - السورية... واستئناف التعاون الأمني والاقتصادي

عودة العلاقات التونسية - السورية... واستئناف التعاون الأمني والاقتصادي

تمخضت زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد لتونس بعد انقطاع دام 11 سنة، عن اتفاق على عودة العلاقات بين البلدين «إلى مسارها الطبيعي». كما أفرزت الزيارة، التي وصفها المقداد بـ«التاريخية»، اتفاقا على تعزيز التعاون في المجال الأمني، خاصة «في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وشبكات الاتجار بالبشر». واتفق الجانبان، إثر الزيارة التي دامت ثلاثة أيام وانتهت الأربعاء، على «تكثيف التواصل بين البلدين في المرحلة المقبلة بهدف تعزيز التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا والمسائل الثنائية ذات الاهتمام المشترك، والعمل على التئام اللّجنة المشتركة بينهما». ونص بيان مشترك صدر عن الزيارة أيضا، على استئناف التع

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا نقل راشد الغنوشي إلى المستشفى بعدما أوقفه الأمن التونسي

نقل راشد الغنوشي إلى المستشفى بعدما أوقفه الأمن التونسي

نُقل راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة» الإسلامية والبرلمان المنحل إلى المستشفى، اليوم (الثلاثاء)، بسبب تدهور حالته الصحية إثر إيقافه من الأمن، حسبما أفاد به مستشاره الإعلامي ماهر المذيوب. ووفق وكالة الأنباء الألمانية، أُوقف الغنوشي منذ ليل الاثنين-الثلاثاء بعد تصريحات له من مقر «جبهة الخلاص الوطني» المعارضة للرئيس قيس سعيد، حذّر خلالها من أن إقصاء «الإسلام السياسي» أو اليسار أو أي طرف سياسي آخر، يهدد بحرب أهلية في البلاد. وقال المذيوب: «نحمّل قيس سعيد، المسؤولية كاملة على الخطر الداهم المهدِّد لحياته». من جانبه، قال مسؤول بوزارة الداخلية إن الغنوشي سيبقى على ذمة التحقيقات في قضية تتعلق بتصريحات

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا الشرطة التونسية تداهم مقر «النهضة» وتبدأ إخلاءه وتفتيشه

الشرطة التونسية تداهم مقر «النهضة» وتبدأ إخلاءه وتفتيشه

قال مسؤولون من «حركة النهضة» التونسية لوكالة «رويترز» للأنباء إن قوات الشرطة داهمت المقر الرئيسي للحركة بالعاصمة تونس وبدأت إخلاءه وتفتيشه، اليوم الثلاثاء، بعد ساعات من إلقاء القبض على زعيم الحركة راشد الغنوشي. وقال رياض الشعيبي القيادي بالحركة لوكالة «رويترز» إن الشرطة أظهرت إذناً قضائياً وبدأت إخلاء المقر من كل من فيه. وأعلنت «حركة النهضة» التونسية، أمس الاثنين، أن قوات الأمن أوقفت زعيمها رئيس البرلمان السابق راشد الغنوشي، في بيان نشرته على «فيسبوك»، مشيرة إلى أنه اقتيد إلى «جهة غير معلومة من دون احترام أبسط الإجراءات القانونية». ونددت الحركة «بهذا التطور الخطير جداً»، وطالبت بـ«إطلاق سراح ا

«الشرق الأوسط» (تونس)

«قوات الدعم السريع» تستهدف محطة كهرباء في شمال السودان

سد مروي في شمال السودان الذي استهدفته مسيّرات تابعة لـ«قوات الدعم السريع» يناير 2025 (سونا)
سد مروي في شمال السودان الذي استهدفته مسيّرات تابعة لـ«قوات الدعم السريع» يناير 2025 (سونا)
TT

«قوات الدعم السريع» تستهدف محطة كهرباء في شمال السودان

سد مروي في شمال السودان الذي استهدفته مسيّرات تابعة لـ«قوات الدعم السريع» يناير 2025 (سونا)
سد مروي في شمال السودان الذي استهدفته مسيّرات تابعة لـ«قوات الدعم السريع» يناير 2025 (سونا)

استهدفت مسيرات انتحارية تابعة لـ«قوات الدعم السريع» محطة كهرباء مدينة دنقلا في شمال السودان، ما أدى إلى إشعال حريق في المحطة وقطع التيار الكهربائي وخدمات المياه في المدينة والبلدات والقرى المحيطة بها.

وقال إعلام «الفرقة 19 مشاة» التابعة للجيش ومقرها مدينة دنقلا، في بيان صحافي، إن «قوات الدعم السريع» استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت مدنية، للتغطية على ما أسمته «هزائمها المتتالية في كل المحاور»، وذلك في إشارة لتقدم الجيش في مدينة بحري، إحدى المدن الثلاث للعاصمة الكبرى الخرطوم. وأوضح بيان الجيش المقتضب أن المضادات الأرضية تصدت لعدد من مسيرات «قوات الدعم السريع» الانتحارية.

وقال شاهد من دنقلا لـ«الشرق الأوسط» إن بعض المسيرات نجحت في إصابة محطة الكهرباء، فيما تناقلت منصات التواصل الاجتماعي صوراً للمحطة والحرائق تشتعل فيها حتى صباح يوم الاثنين. وقال عابدين عوض الله، والي الولاية الشمالية حيث تقع مدينة دنقلا لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات الدعم السريع» أصبحت تستهدف المنشآت الحيوية خاصة في ولايته، وإن 10 مسيرات انتحارية استهدفت محطة الكهرباء، وأوضح أن «خطة بديلة لتوفير خدمات المياه وانسياب العمل في المخابز والمشاريع الزراعية قد تم بحثها».

ونفذت «قوات الدعم السريع» سلسلة هجمات بالطيران المسيّر خلال الأيام الماضية، استهدفت محطات الكهرباء في بعض المدن، من بينها محطة كهرباء سد مروي، ومحطة كهرباء مدينة مروي بالولاية الشمالية، ومحطة كهرباء الشوك التحويلية في ولاية القضارف شرق البلاد.

وأدى استهداف محطات الكهرباء إلى قطع الخدمة لفترات طويلة عن عدد من مدن وولايات البلاد، بما في ذلك ولاية البحر الأحمر حيث تقع مدينة بورتسودان التي تتخذ منها الحكومة عاصمة مؤقتة، إضافة إلى ولايات نهر النيل والشمالية والقضارف وكسلا، في شرق البلاد وشمالها.

معركة مدينة بحري

دخان حريق في مدينة بحري إثر معارك متواصلة بين الجيش و«قوات الدعم السريع» (أ.ف.ب)

من جهة أخرى، قال شهود لـ«الشرق الأوسط» إن الجيش أحرز تقدماً في مدينة بحري، إذ تتقدم قواته نحو وسط المدينة الذي تسيطر عليه «قوات الدعم السريع» منذ الأيام الأولى للحرب. وأضاف الشهود أن «قوات الدعم السريع» بدأت تنسحب من عدة مواقع كانت تسيطر عليها في المدينة، وأن الجيش المتقدم من جهة الشمال استطاع إكمال سيطرته على ضاحية شمبات، ووصل إلى أطراف حي الصافية.

وتستهدف عمليات الجيش الوصول إلى مقر «سلاح الإشارة» التابع للجيش والمحاصر من قبل «قوات الدعم السريع» منذ الأيام الأولى للحرب التي اشتعلت في منتصف أبريل (نيسان) 2023.

وتقع قيادة «سلاح الإشارة» على الضفة الشرقية للنيل الأزرق في مدينة بحري، وهي تقابل على الضفة الأخرى للنهر مقر القيادة العامة للجيش، المحاصر هو الآخر منذ بداية الحرب. ونفت «قوات الدعم السريع» في بيان صحافي انسحابها من مناطق سيطرتها في مدينة بحري، وقالت إنها تتقدم بقوة نحو أهداف جديدة.

ولا توجد معارك كبيرة في بقية أنحاء العاصمة الكبرى غير تبادل القصف المدفعي بين الطرفين. إذ قصفت «قوات الدعم السريع» مناطق سيطرة الجيش في منطقة كرري بشمال مدينة أم درمان، إحدى المدن الثلاث للعاصمة، بينما قصفت مدفعية الجيش مناطق تجمع «قوات الدعم السريع».

معارك دارفور

آلاف اللاجئين من دارفور يعيشون حالياً في مخيم أدري الحدودي في تشاد هرباً من الحرب (رويترز)

وفي إقليم دارفور بغرب البلاد، نشرت «قوات الدعم السريع» مقاطع فيديو لأعداد كبيرة من الآليات العسكرية والأسرى، قالت إنها استولت عليها من الحركات المسلحة المتعاونة مع الجيش في صحراء دارفور، موضحة أنها ألحقت بها هزائم كبيرة. ومن جانبه، قال الجيش إن قواته، مسنودة بالطيران الحربي، نفذت عمليات ناجحة في بعض المحاور بولاية شمال دارفور، دمرت خلالها 20 مركبة قتالية بكامل عتادها وطاقمها، وقتلت العشرات من أفراد «قوات الدعم السريع».

وكانت «قوات الدعم السريع» قد ذكرت في بيان سابق أنها ألحقت «هزيمة ساحقة» بالفصائل المسلحة المتعاونة مع الجيش، في محور الصحراء، وتحديداً في مناطق الحلف، ودريشقي، وماو، في شمال دارفور وكبدتها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. وأضافت أنها استولت على 205 عربات قتالية بكامل عتادها وكميات من الأسلحة والذخائر، ودمرت 67 مركبة أخرى، وقتلت المئات من أفراد تلك القوات، وأن قوات الحركات المسلحة الموالية للجيش «قد انهارت تماماً».

من جانبه، قال حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، وهو أيضاً قائد «حركة تحرير السودان» المتحالفة مع الجيش، إن قواته كسرت شوكة قوة عسكرية ضاربة تتكون من 546 تابعة لـ«قوات الدعم السريع»، بقيادة عبد الرحيم حمدان دقلو، شقيق قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي». وأضاف مناوي أن «قوات الدعم السريع» كانت تنوي السيطرة على منطقة الصحراء لفتح طريق الإمداد الذي يربطهم بدول مجاورة.