الهدنة وتداعياتها تخيمان على منتدى دولي حول اليمن في السويد

المنيخر: الدمج الاقتصادي لا ينتظر إلا السلام

جانب من جلسة تحدث خلالها سرحان المنيخر وحميد المعني وتيم ليندركينغ ضمن فعاليات منتدى استوكهولم (الشرق الأوسط)
جانب من جلسة تحدث خلالها سرحان المنيخر وحميد المعني وتيم ليندركينغ ضمن فعاليات منتدى استوكهولم (الشرق الأوسط)
TT

الهدنة وتداعياتها تخيمان على منتدى دولي حول اليمن في السويد

جانب من جلسة تحدث خلالها سرحان المنيخر وحميد المعني وتيم ليندركينغ ضمن فعاليات منتدى استوكهولم (الشرق الأوسط)
جانب من جلسة تحدث خلالها سرحان المنيخر وحميد المعني وتيم ليندركينغ ضمن فعاليات منتدى استوكهولم (الشرق الأوسط)

يعتقد سفير مجلس التعاون الخليجي لدى اليمن، سرحان بن كروز المنيخر، أن دمج اليمن مع اقتصادات دول الخليج العربي أمر لا ينتظر إلا انتهاء الحرب وبدء السلام.
وقال المنيخر، خلال مشاركته في جلسة بمنتدى اليمن الدولي في العاصمة السويدية ستوكهولم، أمس (السبت)، إن مساعي تمديد الهدنة اليمنية القائمة مستمرة، مشدداً على دعم خليجي لإنهاء الأزمة التي بدأت في 21 سبتمبر (أيلول) 2014.
حديث السفير الخليجي جاء ضمن جلسة نقاش شارك خلالها متحدثاً مع تيم ليندركينغ المبعوث الأميركي الخاص لليمن، والسفير حميد المعني، رئيس دائرة الشؤون العالمية بوزارة الخارجية العمانية، ضمن منتدى اليمن الدولي الذي نظمه مركز صنعاء للدراسات بالتعاون مع أكاديمية «فولك برنادوت» السويدية.
لم يكن طقس السويد أوروبياً معتاداً هذا الأسبوع، وكأنه تعاضد مع مستضيفي المنتدى الذي بدأ الجمعة وينتهي اليوم، وسط مشاركة متعددة كان الحوثيون والمجلس الانتقالي الجنوبي أبرز الغائبين فيها.
وقد تكون مشاورات الرياض التي اجتمع فيها ما يربو على 800 يمني بين سياسيين واقتصاديين وأعيان وإعلاميين ألهمت هذا النوع من الملتقيات بين أبناء البلد الواحد.

الهدنة سيدة «المائدة»
كثير من النقاشات التي دارت سواء داخل الجلسات أو خلال الكلمات الافتتاحية أو حتى في الأحاديث الجانبية في ردهات المقر، كانت تناقش الهدنة اليمنية التي رعتها الأمم المتحدة، وما زالت تسعى إلى حلحلة بعض بنودها.
هناك قلق يمني عام من انهيار الهدنة التي قال المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ، في كلمة له، إن هناك من فاجأه صمودها، لكنه يقر بأنها ليست قريبة من المثالية، ومع ذلك أكد أنه وأعضاء فريقه يعملون على تثبيتها واستمرارها.
في المقابل، تحدث يمنيون عن خشيتهم من استثمار الهدنة عوضاً عن البناء عليها، وهي إشارة إلى عدم التجاوب الحوثي لفتح معابر تعز، فضلاً عن التحشيد الذي قالوا إنه لم يتوقف في مأرب. ويقارن ليندركينغ بين الوضع اليمني قبل عام وفي الوقت الحالي. وأعرب عن تفاؤله بعد الهدنة وما تبعها من خطوات يرى أنها كانت إيجابية في صالح الملف اليمني.
وبدأت الهدنة في أبريل (نيسان) الماضي، واستمرت شهرين، وجرى تمديدها شهرين آخرين، مع آمال يمنية لبقاء الأطراف ملتزمة. لكن الحكومة اليمنية ترى أن الجماعة الحوثية تعرقل مسألة فتح معابر تعز، وتراوغ خلال جولتي مفاوضات عقدتهما الأطراف في العاصمة الأردنية عمان.

الاقتصاد والتنمية
لا يمكن الحديث عن السياسة اليمنية من دون التطرق إلى مسائل التنمية والاقتصاد، وهما تحديان كبيران تؤثر ديناميكيتهما في المواطن اليمني بمختلف أرجاء البلاد.
وهناك معادلة يمنية يرددها كثير من المنخرطين في الشأن التنموي، تتمثل بضرورة تحويل الإغاثة الطارئة إلى مشروعات مستدامة، لكن في المقابل تعمل المنظمات الدولية على الوفاء بالالتزامات للفئات الأشد حاجة ودعمها.
المعوقات التي يعتقد كثيرون أن الحرب ليست إلا واحدة منها، تنغص حياة اليمنيين سواء في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية أو مناطق سيطرة الحوثيين، وتساءل بعض المشاركين عن عدم انعكاس الأموال التي يدفعها المانحون على خدمات بسيطة كالكهرباء مثلاً. لكن الدكتورة أفراح الزوبة، المديرة التنفيذية للجهاز التنفيذي لتسريع استيعاب تعهدات المانحين ودعم تنفيذ سياسات الإصلاحات، استشهدت بكمية الكهرباء التي يطلق عليها محلياً «الفاقد»، وهو مقدار الكهرباء المهدرة نتيجة تهالك الأجهزة وقدم المولدات، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل ارتفاع تكلفة الإنتاج.
ويرى الدكتور عادل القصادي، من البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، في جلسة، ضرورة عدم تكرار واستنساخ التجارب السابقة عند تطبيق مشروعات تنموية في اليمن، وشدد على ضرورة وجود شفافية ومراجعات ذاتية للجهات والمنظمات التي تعمل مع اليمن واليمنيين للوصول إلى نموذج عمل أكثر فاعلية تنموية مبتكرة.
وترى شذى الحرازي، خبيرة في السلام وفض النزاعات، أن الزخم والعدد الكبير من اليمنيين من أحزاب وخلفيات مختلفة وجمعهم مع الفاعلين الدوليين، أمر غاية في الأهمية. وهي فرصة في طور التغييرات السياسية الأخيرة. قد يأتي البعض بتطلعات مختلفة ويعتقد أن المخرجات ستكون خارطة طريق أو ما شابه ذلك، لكن المهم في الأمر أن تبدأ هذه النقاشات وأن يفكر الناس بشكل جمعي.
وتوضح الحرازي أن اليمن يحتاج إلى تكثيف النقاشات القائمة، خصوصاً الشقين الاقتصادي والتنموي، وعلّلت ذلك بالقول: «لأنها هي حاجات المواطنين الأساسية، الأمور المتعلقة باحتياجات المواطنين وكيفية تسريعها... أعتقد أنها هي الأولوية حالياً».

مقاطعة المنتدى
قرأ مراقبون كلمة رئيس مركز صنعاء للدراسات فارع المسلمي بأنها تحمل رسائل مبطنة لبعض الشخصيات التي انتقدت اللقاء أو مركز صنعاء نفسه.
وقال المسلمي، خلال كلمته: «نحن لسنا كل اليمنيين، ولكننا يمنيون. وملتزمون تجاه اليمنيين، وملتزمون تجاه حتى أولئك الذين لم يحضروا».
وبسؤال علي الكثيري، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو أيضاً المتحدث الرسمي باسم المجلس، حول ما جرى تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي حول مقاطعة المجلس للمنتدى، قال الكثيري لـ«الشرق الأوسط»: «نعم، اعتذرنا كمجلس انتقالي جنوبي عن عدم المشاركة في منتدى اليمن، حيث وجهنا رسالة عبر الإدارة العامة للشؤون الخارجية بالمجلس إلى بير أولسون فريده، المدير العام للأكاديمية السويدية (فولك برنادوت)، ثمّنا فيها دور مملكة السويد ووزارة خارجيتها لإحلال السلام في اليمن والجنوب والمنطقة، وأبدينا فيها اعتذارنا عن عدم المشاركة في المنتدى، وذلك بسبب اضطلاع مركز صنعاء للدراسات في التحضير له وإدارة فعالياته، حيث إن المركز المذكور قد أسهم في إذكاء الصراع وتمزيق النسيج المجتمعي، فضلاً عن عدم حياديته وتبنيه مواقف مناوئة لقضية شعب الجنوب... وقد سبق للإدارة العامة للشؤون الخارجية بالمجلس أن عبرت عن الموقف ذاته خلال لقاء تم مع مبعوث مملكة السويد بيتر سيمبني، أواخر شهر مارس (آذار) الماضي، وموقفنا هذا يشمل أي فعاليات يكون المركز المذكور مشاركاً في التحضير لها وإدارتها».


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.