تأكيد في «اليونيسكو» على الأهمية العالمية لتراث المغرب

الوزير بنسعيد ومستشار العاهل المغربي أندريه أزولاي خلال افتتاح المعرض
الوزير بنسعيد ومستشار العاهل المغربي أندريه أزولاي خلال افتتاح المعرض
TT

تأكيد في «اليونيسكو» على الأهمية العالمية لتراث المغرب

الوزير بنسعيد ومستشار العاهل المغربي أندريه أزولاي خلال افتتاح المعرض
الوزير بنسعيد ومستشار العاهل المغربي أندريه أزولاي خلال افتتاح المعرض

أجرى محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي، أول من أمس، بباريس، مباحثات ثنائية مع أودري أزولاي، المديرة العامة لمنظمة «اليونيسكو»، تم خلالها التأكيد على أهمية تعزيز العمل المشترك بين الجانبين، انطلاقاً من التزام مغربي بتطوير العمل متعدد الأطراف.
وناقش الطرفان عدداً من القضايا التي تهم التراث الثقافي، والدور المحوري الذي يلعبه المغرب في تطوير التراث الثقافي وصونه والحفاظ عليه، من منطلق أن المملكة المغربية ستترأس، نهاية السنة الجارية، الدورة 17 للجنة التراث غير المادي التابعة لـ«اليونيسكو» برسم سنة 2022.
كما جرى التأكيد على التزام المغرب الدائم بتنفيذ مقتضيات اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي؛ مع مناقشة مواضيع مرتبطة بالمهام التي قام بها خبراء «اليونيسكو» أخيراً، فضلاً عن مشاريع مستقبلية تهم مخطط العمل بين المغرب و«اليونيسكو».
وجرت المباحثات التي جمعت بين الوزير المغربي والمديرة العامة لـ«اليونيسكو»، في اليوم نفسه لافتتاحهما، بمقر اليونيسكو، معرضاً وملتقى دولياً حول البعد العالمي لتراث ما قبل التاريخ بالمغرب، تحت شعار «الأهمية العالمية لتراث المغرب في عصور ما قبل التاريخ»، تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، وذلك بحضور المستشار الملكي أندريه أزولاي، وسمير الظهر، السفير المندوب الدائم للمملكة لدى «اليونيسكو»، ومحمد بنشعبون سفير المغرب لدى باريس، ومهدي قطبي رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف بالمغرب، فضلاً عن سفراء من عدة دول لدى «اليونيسكو»، وشخصيات من عوالم الفنون والثقافة، وباحثين ومتخصصين في علوم ما قبل التاريخ، من مؤسسات جامعية مغربية ودولية.
ويهدف المعرض والندوة الدولية، حسب المسؤولين المغاربة، إلى «إبراز ثراء وتنوع تراث المملكة في عصور ما قبل التاريخ، وإبراز الاكتشافات الأثرية الحديثة».
وقالت أزولاي، في معرض إشادتها بهذه المبادرة التي يقيمها المغرب، إنها «سعيدة للغاية بهذا الحوار العلمي رفيع المستوى الذي تحتضنه (اليونيسكو) في مجال الدراسة والبحث، والذي يشهد سياقاً سريع التغير، ويحتاج إلى وجهات نظر دولية».
وأكدت أزولاي أهمية هذا الحدث الدولي، بالنظر إلى أن عصور ما قبل التاريخ «لا تزال تسائلنا حول ما نحن عليه، وحول المشترك بيننا، وموقعنا في مقياس تطور عجلة الزمن والمعيشة»، مع تشديدها على أن «هذا المجال يحتاج إلى تقاطع التخصصات لتعزيز المعارف؛ لأن عصور ما قبل التاريخ، بوصفها تراثاً إنسانياً، بعيدة كل البعد عن كونها لحظة جامدة وأسطورية».
وأعلنت أزولاي، بهذه المناسبة، عن قرب انعقاد المؤتمر السنوي المقبل في المغرب حول التراث غير المادي لـ«اليونيسكو»، وذلك بدعوة من المملكة.
من جهته، أشار الوزير المغربي، في معرض كلمته، إلى أن النقاش الذي يميز الحدث من قبل الباحثين والخبراء والعلماء، سيركز على هذا «الكنز التراثي الذي يجعل من المغرب مهد الإنسانية». وأضاف: «في المغرب، إذا كنا فخورين بالاكتشافات الأثرية التي نقدمها لكم اليوم، فإننا ندرك أيضاً التحديات العلمية التي تمثلها، والمشكلات التي يطرحها الحفاظ عليها، والرهانات التي ترمز إليها، من خلال السماح لنا بقراءة فصول كاملة من تاريخ الإنسانية والعالم».
وحسب بنسعيد، فالأمر يتعلق باكتشافات «لا تقدر بثمن»، تقدم رسائل فريدة للأجيال المقبلة، خلفتها قبل مئات الآلاف من السنين أقدم مجتمعات الإنسان العاقل المعروفة حتى الآن. وأضاف أن الماضي يتفكك، وغالباً ما تتلاشى أهميته المادية، بفعل النسيان أو التدمير، ولا يترك سوى بصمات متباينة.
وشدد بنسعيد على أنه «يبقى من الضروري أن نفهم كيف تمكن الإنسان العاقل من النهوض وبناء حضارة، من خلال كتابة تاريخه الخاص، تاريخنا»؛ قبل أن يتحدث عن أوليات بلده التي تتمثل في «الحرص على ترك هذه الشعلة تنير المسارات التي تقود إلى ذاكرتنا الجماعية، دون إغفال ديمومة الأشياء»، بشكل يتطلب من الأجيال الحالية الحفاظ على تراث ما قبل التاريخ الذي صمد أمام اختبار الزمن وتوريثه للأجيال المقبلة؛ مشيراً إلى أن وزارته «تبذل كل ما في وسعها للنهوض بالبحوث، والعمل لدعم الباحثين، وحماية مكتسباتنا التراثية».
ولاحظ بنسعيد أنه «في الوقت الذي تهاجم فيه قوى معينة التاريخ، وتدمر التراث الإنساني المشترك، وتقصي المدافعين عنه، وتأخذ التراث العالمي كرهينة، يتأكد أن عملنا ضروري وأساسي؛ يتعلق الأمر بالإنسانية التي تقاوم البربرية، والنور الذي يقاوم الظلامية». وأضاف: «إنه التزام راسخ نقطعه على أنفسنا من أجل السلام، التسامح، التنوع، ومن خلال كل هذا خدمة قيم التقدم من أجل المستقبل والازدهار».
وتبرع المغرب لـ«اليونيسكو»، بهذه المناسبة، بنسخ طبق الأصل من جمجمة أقدم إنسان عاقل في العالم، تعود إلى ما قبل 350 ألف سنة مضت، اكتُشفت بجبل إيغود باليوسفية (جنوب شرقي الدار البيضاء) وأقدم قطع زينة في العالم تعود إلى ما بين 142 و150 ألف سنة مضت، اكتشفت بمغارة بزمون بالصويرة.


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شمال افريقيا ترحيب مغربي بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية

ترحيب مغربي بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية

أعلن بيان للديوان الملكي المغربي، مساء أول من أمس، أن الملك محمد السادس تفضل بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها، على غرار فاتح (أول) محرم من السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية. وجاء في البيان أن العاهل المغربي أصدر توجيهاته إلى رئيس الحكومة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل هذا القرار الملكي. ويأتي هذا القرار تجسيداً للعناية الكريمة التي يوليها العاهل المغربي للأمازيغية «باعتبارها مكوناً رئيسياً للهوية المغربية الأصيلة الغنية بتعدد روافدها، ورصيداً مشتركاً لجميع المغاربة دون استثناء».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شمال افريقيا أعضاء «الكونغرس» الأميركي يشيدون بالتزام العاهل المغربي بـ«تعزيز السلام»

أعضاء «الكونغرس» الأميركي يشيدون بالتزام العاهل المغربي بـ«تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، مايك روجرز، مساء أمس، في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز، خلال مؤتمر صحافي، عقب محادثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم»، مبرزاً أن هذه المحادثات شكلت مناسبة للتأكيد على الدور الجوهري للمملكة، باعتبارها شريكاً للول

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شمال افريقيا حزبان معارضان يبحثان تدهور القدرة الشرائية للمغاربة

حزبان معارضان يبحثان تدهور القدرة الشرائية للمغاربة

عقد حزبا التقدم والاشتراكية اليساري، والحركة الشعبية اليميني (معارضة برلمانية) المغربيين، مساء أول من أمس، لقاء بالمقر الوطني لحزب التقدم والاشتراكية في الرباط، قصد مناقشة أزمة تدهور القدرة الشرائية للمواطنين بسبب موجة الغلاء. وقال الحزبان في بيان مشترك إنهما عازمان على تقوية أشكال التنسيق والتعاون بينهما على مختلف الواجهات السياسية والمؤسساتية، من أجل بلورة مزيد من المبادرات المشتركة في جميع القضايا، التي تستأثر باهتمام الرأي العام الوطني، وذلك «من منطلق الدفاع عن المصالح الوطنية العليا للبلاد، وعن القضايا الأساسية لجميع المواطنات والمواطنين».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
شمال افريقيا عائلات مغربية تحتج لمعرفة مصير أبنائها المفقودين والمحتجزين

عائلات مغربية تحتج لمعرفة مصير أبنائها المفقودين والمحتجزين

دعت «تنسيقية أسر وعائلات الشبان المغاربة المرشحين للهجرة المفقودين» إلى تنظيم وقفة مطلبية اليوم (الخميس) أمام وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي بالرباط، تحت شعار «نضال مستمر من أجل الحقيقة كاملة وتحقيق العدالة والإنصاف»، وذلك «لتسليط الضوء» على ملف أبنائها المفقودين والمحتجزين ببعض الدول. وتحدث بيان من «التنسيقية» عن سنوات من المعاناة وانتظار إحقاق الحقيقة والعدالة، ومعرفة مصير أبناء الأسر المفقودين في ليبيا والجزائر وتونس وفي الشواطئ المغربية، ومطالباتها بالكشف عن مصير أبنائها، مع طرح ملفات عدة على القضاء. وجدد بيان الأسر دعوة ومطالبة الدولة المغربية ممثلة في وزارة الشؤون الخارجية والتع

«الشرق الأوسط» (الرباط)

خلاسية عمرها 34 عاماً تفوز بلقب ملكة جمال فرنسا

ملكة جمال فرنسا 2025 تحتفل بفوزها (أ.ف.ب)
ملكة جمال فرنسا 2025 تحتفل بفوزها (أ.ف.ب)
TT

خلاسية عمرها 34 عاماً تفوز بلقب ملكة جمال فرنسا

ملكة جمال فرنسا 2025 تحتفل بفوزها (أ.ف.ب)
ملكة جمال فرنسا 2025 تحتفل بفوزها (أ.ف.ب)

في الساعة الأولى من صباح الأحد، ومن بين 30 متسابقة، فازت المارتينيكية أنجليك أنغارني فيلوبون، بتاج الجمال الفرنسي في حفل جرى في مدينة بواتييه، جنوب البلاد. وهي المرة الأولى منذ انطلاق هذه المسابقة قبل نحو مائة عام التي تحصل فيها ممثلة جزر المارتينيك الفرنسية على اللقب. لكن اللافت هو أن الملكة تبلغ من العمر 34 عاماً. وقالت وهي تقدم نفسها للجنة التحكيم ولقاعة احتشدت بأكثرِ من 4 آلاف متفرجٍ، إنها تعبّر عن فئة واسعة من النساء اللواتي يعتقدن أن أوانهن قد فات.

المتسابقات في الدور نصف النهائي على خشبة المسرح (أ.ف.ب)

تنافست الحسناء الثلاثينية الخلاسية مع مرشحات يصغرنها بـ10 سنوات على الأقل. وانتهت التصفيات النهائية إلى 5 حسناوات يُمثّلن مناطق مختلفة من فرنسا. ودارت الترجيحات بين اثنتين منهن، هما ملكة جمال كورسيكا وملكة جمال كوت دازور، أي الساحل الجنوبي لفرنسا. لكن التصويت النهائي جاء لصالح المتسابقة الأكبر سناً في إشارة إلى أن معايير الجمال باتت مختلفة عن السابق، وهي تأخذ في الحسبان الخبرة والثقة بالنفس. وقالت الفائزة إنها لم تكن متفوقة في المدرسة وقد مارست أعمالاً كثيرة آخرها مضيفة طيران. وجدير بالذكر أن من بين اللواتي بلغن التصفية النهائية شابة من أصل مغربي هي صباح عايب، سبق أن كانت ضحية لتعليقات عنصرية منذ انتخابها ملكة جمال «نور با دو كاليه»، في الساحل الشمالي للبلد. وقالت في تصريحات سابقة إنها تلقت رسائل تستهجن مشاركتها في المسابقة، هذا رغم أنها ووالديها وجديها مولودون في فرنسا.

ملكة جمال المارتينيك أنجيليك أنجارني فيلوبون ومقدم البرامج جان بيير فوكو (أ.ف.ب)

كالعادة، وللسنة الثلاثين على التوالي، تولّى تقديم الحفل النجم التلفزيوني جان ميشيل فوكو (77 عاماً). وعلى مدى 3 ساعات تهادت الجميلات على المسرح في أزياء مختلفة، كما شاركن في استعراضات راقصة أثبتن فيها قدراتهن على الجري والقفز والدوران بالكعب العالي، من دون أي سقطة. وشارك الجمهور في التّصويت الإلكتروني، إلى جانب لجنة تحكيم تألفت من نخبة من الشهيرات أبرزهن المغنية سيلفي فارتان التي أعلنت النتيجة النهائية، وخبيرة الموضة كريستينا كوردولا، ونجمة الفكاهة نوال مدني، والبطلة الأولمبية ماري جوزيه بيريك.