«أمنا.. رويحة الجنة» يلامس القضايا الإنسانية والاجتماعية والأخلاقية

القفاص: عرض المسلسل على «إم بي سي» في رمضان يحملنا مسؤولية كبيرة

«أمنا.. رويحة الجنة» يلامس القضايا الإنسانية والاجتماعية والأخلاقية
TT
20

«أمنا.. رويحة الجنة» يلامس القضايا الإنسانية والاجتماعية والأخلاقية

«أمنا.. رويحة الجنة» يلامس القضايا الإنسانية والاجتماعية والأخلاقية

من تأليف هبة مشاري حمادة، وبطولة سعاد العبد الله، وإخراج محمد القفاص تتطرّق الدراما الخليجية «أمنا.. رويحة الجنة»، التي تُعرض على MBC في رمضان، إلى جملة من القضايا الاجتماعية والإنسانية المتداخلة، ضمن توليفة من الكوميديا السوداء، وأحداث درامية مؤثّرة محورها الأمومة وعلاقة الأبناء بوالديهم وببعضهم البعض في عصرٍ باتت فيه المشاعر الإنسانية والمنظومة الأخلاقية خاضعتَيْن لسطوة الحياة المادية.
وفي هذا السياق، تُبدي الفنانة الكويتية سعاد العبد الله حماستها لوجود مجموعة من نجوم الكويت والخليج معها في العمل، وتضيف: «يتكلّم مسلسل (أمنا... رويحة الجنة) عن الأمومة بشكل مطلق، فيسلط الضوء على الأم التي تهتم بأبنائها وترعاهم بشكل صحيح، وكذلك تلك التي تهملهم وتغيب عنهم لفترة طويلة بسبب زواجها، فتجد بعد نحو 30 عامًا أن الحياة هي التي ربّتهم نيابة عنها، لتُحاول أن تُصلح ما أفسده الزمن، وسط رفضٍ تتعرض له من قبل أولادها الذين يلومونها ويرفضونها بعد هجرها إياهم عندما كانوا في أمسّ الحاجة إليها»، وعن سبب قبولها لهذا الدور الجدلي والمليء بالقسوة والحنان في آنٍ واحد، تقول سعاد العبد الله: «الجنة تحت أقدام الأمهات، وبالتالي فإن مثل هذا الموضوع هو حتمًا مُحبّب للجمهور، فضلاً عن كون العمل يسلّط الضوء على قضية شائكة ومهمة وذات مضمون أخلاقي، ويطرح في الوقت نفسه نموذجَيْن مختلفين، بل متناقضين من الأمهات»، وتختم سعاد العبد الله: «أعتزّ بعلاقتي القديمة مع (MBC)، وأدرك أن عرض أعمالي على شاشتها من شأنه أن يسهم في إيصالها إلى أوسع شريحة من الجمهور في مختلف أنحاء الوطن العربي، وهذا مدعاة سعادة بالنسبة لي».
من جانبها، تُعرب الكاتبة هبة مشاري حمادة عن سعادتها للعمل مع سعاد العبد الله والمخرج محمد القفاص بعد نحو خمس سنوات على آخر تعاون بينهم في مسلسل «زوارة الخميس»، واصفةً سعاد العبد الله بـ«الإضافة المهمّة لأي مسلسل تشترك فيه»، لافتةً إلى أن «من أفضل مواصفات هذه النجمة الكبيرة هو سعيها الدائم لنقل السيناريو والحوار بأمانة، فلديها من المسؤولية الذاتية، مما يجعلها حريصةً على ألا تغيّر أي كلمة من الحوار، وهذا الأمر يُشعر الكاتب بأن نصّه في أمان.. هذا بالإضافة إلى كونها ديمقراطية في التعامل ولديها ثقة بالآخر».
وتضيف حمادة: «الأمر الآخر الذي لا أقوله من باب المجاملة هو تبنّي سعاد العبد لله للطاقات والمواهب الشابة في أعمالها، واحتضانها لهم وإعطائهم الكثير من خبرتها الواسعة، وهو ما ينعكس على حالة أي مسلسل تقوم ببطولته، إذ تغلب عليه سمة البطولة المشتركة الجماعية، وذلك إدراكًا منها بأن الدراما هي لعبة جماعية، وخصوصًا الدراما الخليجية أخيرا».
وعن أحداث العمل وحبكته الدرامية، تقول حمادة: «ثمّة لعبة زمنية في المسلسل، تتمثل من خلال قفزة تمتدّ نحو ثلاثين عامًا قمنا بتسخيرها في تقديم كوميديا سوداء»، وتضيف: «تبدأ الأحداث سنة 1983، بكل ما في تلك الفترة من أدوات بصرية تلامس فينا جوانب مُحبّبة من الماضي.. إلا أن تلك المرحلة لا تتجاوز الـ16 مشهدًا في النص، إذ تنام بطلة القصة (فطوم) وحولها أطفالها السبعة الذين تقوم على تربيتهم ورعايتهم في شقة قديمة ومهترئة الجدران. وعندما تستيقظ تجد نفسها في عام 2014 وقد كبرت مع أولادها الذين أصبحوا أغرابًا عنها، مما يُطلِق تساؤلات كثيرة ضمن سياق درامي مليء بالإسقاطات على الواقع»، وتختم حمادة: «تحمل شخصية الأم في المسلسل إسقاطًا وطنيًا وإقليميًا واجتماعيًا، إلى جانب 7 شخصيات تمثّل شرائح وحالات مجتمعية مختلفة، إذ يمرّ كل من الأبناء بحالة درامية خاصة، وتكون الأم هي المخلّص، وذلك على الرغم من النقمة الموجودة عند الأبناء إثر غياب والدتهم عنهم بإرادتها لمدة تناهز الـ30 عامًا.. بينما لا تذكر فطّوم كل تلك الأعوام الثلاثين بسبب تعرّضها لعارضٍ صحي مفاجئ يتسبب بمسح جزء من ذاكرتها، وهو الجزء المتعلّق بفترة غيابها عن أولادها منذ اتخاذها قرار الزواج».
من جهته، يشير المخرج محمد القفاص إلى أن «أمنا.. رويحة الجنة»، هو «أحد أقوى الأعمال وأصعبها» بالنسبة له كمخرج. ويضيف: «تكمن الصعوبة في أن ما نسبته 70% من المشاهد هي لمجاميع، إذ يصل أحيانا عدد الممثلين في المشهد الواحد إلى 14 أو حتى 20 شخصية». ويعتبر القفاص أن «هذه المشاهد صعبة، وتفرض على المخرج أن يبذل فيها مجهودًا استثنائيًا لتجميع اللقطات والكادرات». كما يضم المسلسل مجموعة كبيرة من الأطفال، وهو ما يقول عنه القفاص: «حين يكون الطفل جزءًا أساسيًا من المشهد أو الحدث، فإن ذلك يختلف عن كون المطلوب من الطفل هو قول جملة أو اثنتين لا غير.. وبالتالي فإن دور الطفل في مسلسلنا هو أشبه ببطولة وليس مجرد تحصيل حاصل».
وبالنسبة لتعاونه الثاني مع الكاتبة هبة مشاري حمادة والنجمة سعاد العبد الله بعد مسلسل «زوارة الخميس»، يعتبر القفاص أن «الخطورة تكمن في أنه وبعد النجاح الذي حققناه في ذلك العمل، لن يتقبّل الجمهور منّا عملاً أقل مستوى، لذا يجب أن تكون جهودنا مضاعفة وكذلك نجاحنا، وهو ما نسعى إلى تحقيقه». من جانبٍ آخر، يشير القفاص إلى أن الجمهور المعتاد على سعاد العبد لله ببطولة مطلقة، سيجدها في العمل تخوض بطولة جماعية، إذ ما من ممثل في العمل، مهما كان دوره ثانويًا، إلا ويشكل منعطفًا دراميًا، ويأخذ الأحداث إلى مجرى آخر».
وحول النصّ الذي كتبته هبة مشاري حمادة، يقول القفاص: «لم يسبق لي أن قرأت مسلسلاً قويًا وثريًا بالأحداث على غرار (أمنا.. رويحة الجنة) منذ أكثر من 10 سنوات، فعادةً ما نصوّر أثناء العمل عشرات المشاهد التي قد يتخلّلها مشهد أو مشهدان رئيسيان أو مِفصَلياْن في سير الأحداث، أو ما يُعرف بـ(ماستر سين)، وذلك ضمن عشرات أو مئات المشاهد الأخرى التكميلية، أما في هذا العمل فلدينا يوميًا ما لا يقل عن 7 أو 8 مشاهد (ماستر سين!)، وهذا مؤشر على مدى قوة الحبكة الدرامية».
وحول شاشة العرض، يقول القفاص: «بلا شك، ما من نجم أو مخرج عربي إلا ويتمنى أن يعرض عمله على (MBC)، فهي شاشة كل العرب، وعرض العمل على هذه القناة، يحمّلنا مسؤولية كبيرة، بموازاة ضمان الوصول إلى شريحة كبيرة من الجمهور.. باختصار فإن القناة القوية قد تكفل 50 في المائة من نجاح العمل، لذا نأمل أن نكون عند حسن ظنّ إدارة القناة».
الجدير ذكره أن شارة المسلسل تغنّيها المطربة نوال الكويتية، وهي من ألحان بشار الشطي، وكلمات فتحية عجلان. يشارك في بطولة مسلسل «أمنا.. رويحة الجنة» عدد من نجوم الدراما الخليجية، منهم إلى جانب سعاد العبد لله، لمياء طارق، وفاطمة الصفي، وحسين المهدي، وبشار الشطي، وصمود، وعلي كاكولي، وحمد اشكناني، وهنادي الكندري، وريم ارحمة، وغيرهم، والمسلسل من إنتاج «صباح بكتشرز».



هاني فرحات: الأوركسترا السعودية تنقل موسيقى المملكة للعالم

هاني فرحات على خشبة المسرح ({الشرق الأوسط})
هاني فرحات على خشبة المسرح ({الشرق الأوسط})
TT
20

هاني فرحات: الأوركسترا السعودية تنقل موسيقى المملكة للعالم

هاني فرحات على خشبة المسرح ({الشرق الأوسط})
هاني فرحات على خشبة المسرح ({الشرق الأوسط})

قال قائد الأوركسترا السعودية، الموسيقار هاني فرحات، إن «مشروع الأوركسترا السعودية يُعدّ من أهم المشاريع الثقافية في المملكة؛ لكونه يمثل نقلة نوعية غير مسبوقة في نشر الموسيقى السعودية عالمياً»، وأوضح أن «الفكرة تعتمد على تقديم الموسيقى السعودية بأسلوب أوركسترالي، والمشاركة مع أكبر الفرق السيمفونية العالمية».

وأضاف فرحات لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا المشروع يُعدّ أقوى وسيلة لنشر الثقافة والموسيقى السعودية عالمياً، مع إعداد جولات حول العالم لتقديم التراث الموسيقي بأسلوب احترافي»، مشيراً إلى أن هذه الجولات تشمل زيارة قارات مختلفة، ويتم اختيار البلدان بناءً على استراتيجيات مدروسة لنشر الموسيقى السعودية على أوسع نطاق عالمياً.

تشارك الأوركسترا والكورال الوطني بأعمال تعكس جمال التراث الثقافي السعودي (هيئة الموسيقى)
تشارك الأوركسترا والكورال الوطني بأعمال تعكس جمال التراث الثقافي السعودي (هيئة الموسيقى)

وأشار إلى أن «البرنامج الموسيقي في كل جولة يتم تصميمه بعناية، مع اختيار الأعمال التي يمكن تقديمها بأسلوب أوركسترالي، مع التركيز على إبراز عناصر الموسيقى السعودية، وفقاً لطبيعة العروض السيمفونية»، وأكد أن الوجهة المقبلة ستكون في أستراليا خلال مايو (أيار) المقبل مع أوركسترا سيدني، التي تحتل تصنيفاً عالمياً متقدماً، ما يمثل تحدياً وفرصة في الوقت نفسه، وفق قوله.

ولفت إلى أن التحضير لكل جولة موسيقية يتطلب مجهوداً كبيراً، حيث يبدأ العمل قبل أشهر من موعد الحفل، مشيراً إلى أنه يعمل على الموسيقى التي سيتم تقديمها في سيدني منذ انتهاء حفل اليابان في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إذ يتم تجهيز النوتات الموسيقية التوزيع بدقة عالية قبل البروفات.

وبدأ المشروع، بحسب فرحات، بـ«تقديم الموسيقى السعودية التقليدية بطريقة أوركسترالية، ثم تطورت الفكرة لتشمل إدخال المقامات الشرقية التي يصعب على الفرق الغربية عزفها»، مؤكداً أن «الأوركسترا السعودية نجحت في تقديم هذه المقامات، فيما قام الموزعون الأجانب بتقديمها بأسلوب أوركسترالي؛ مما يسهم في نشر المقامات الموسيقية العربية عالمياً».

ووفق فرحات فإن «الحفلات تعتمد على أن تقدم الأوركسترا السعودية مقطوعات في بداية الحفل، تعقبها مقطوعات تقدمها أوركسترا البلد المضيف، قبل أن يُختتم الحفل بتعاون مشترك بين الأوركسترا السعودية والبلد المضيف، يتضمن مقطوعات بتوزيعات مختلفة وجديدة».

المايسترو هاني فرحات ({الشرق الأوسط})
المايسترو هاني فرحات ({الشرق الأوسط})

وقال فرحات إن «الموسيقى السعودية تتميز بتنوع كبير، حيث تمتلك كل منطقة طابعاً موسيقياً خاصاً، من ناحية الإيقاعات والألحان والأسلوب الغنائي»، مشيراً إلى أن هذا التنوع يجعل الموسيقى السعودية غنية للغاية، ويمنحها القدرة على الانتشار عالمياً بأسلوب فريد. ووصف حالة الانبهار التي لاحظها عند سماع الجمهور الأجنبي للآلات العربية مثل الربابة والناي والقانون ضمن التوزيع الأوركسترالي، لافتاً إلى أن «الإعجاب لم يكن فقط بالألحان، بل أيضاً بالحرفية العالية للعازفين العرب على هذه الآلات».

وأكد فرحات حرصه على نقل كل ما تعلمه من خبرات إلى الشباب السعودي الموهوب، الذين أذهلوه بشغفهم الكبير وسرعة تطورهم، موضحاً أن «العازفين الشباب لديهم طموح ورغبة قوية في تقديم الأفضل، رغم التحديات التي يواجهونها»، معتبراً أن مقارنة الأوركسترا السعودية بالأوركسترات العالمية الأقدم غير منصفة، موضحاً أن «الأوركسترا السعودية تحتاج إلى الوقت والتجربة، وبعد ذلك يمكن الحكم عليها بإنصاف».

وعَدّ أهم مميزات هذا المشروع هو اعتماده بالكامل على المواهب السعودية؛ مما يعزز فكرة دعم الكوادر المحلية وتقديم صورة مشرفة للموسيقى السعودية عالمياً، مشيراً إلى أن دوره في الأوركسترا لا يقتصر على العروض الموسيقية فقط، بل يشمل أيضاً جانباً تعليمياً، حيث يتم تدريب العازفين على أساليب العزف الجماعي والانسجام الموسيقي وتطوير مهاراتهم بشكل مستمر.

واعتبر فرحات الجانب التعليمي في الأوركسترا جزءاً أساسياً من عمله معهم، حيث يقوم خلال البروفات التحضيرية بنقل خبراته إلى العازفين، ويتأكد من استيعابهم لكل التفاصيل قبل بدء العروض، وفق قوله. معتبراً أن هذا المشروع من أهم المشاريع التي عمل عليها في مسيرته، حيث تظهر نتائج العمل عليه بسرعة من خلال ما يلمسه من تطور في أداء العازفين خلال وقت قصير، مع التأكيد على أن شغف الموسيقيين السعوديين يجعل العمل معهم تجربة مميزة، حسب تعبيره.

وعن قيادته لعدد من الحفلات الغنائية لنجوم الغناء العرب في «موسم الرياض»، قال هاني فرحات إن «التحدي الذي أعمل على تجاوزه باستمرار مرتبط بالجديد الذي يتم تقديمه في كل حفل، للحفاظ على شغف الجمهور المستمر لحضور الحفلات»، مشيراً إلى أنه يطرح باستمرار فكرة إعادة توزيع بعض الأغنيات وتقديمها بشكل مختلف لإضفاء طابع جديد عليها، وهو ما يلقى رد فعل جيداً في كل مرة.

وأكد أن «التحضير لأي حفل يتطلب مجهوداً كبيراً، حيث يتم التجهيز له قبل الحفل بفترة طويلة لضمان تقديم أفضل أداء»، وأضاف أن «الموسيقيين العرب يمتلكون موهبة كبيرة وقدرة على التنوع في الأداء؛ مما يجعلهم قادرين على تقديم مختلف الألوان الموسيقية بكفاءة عالية».

تعلمت من الفنان محمد عبده الكثير على المستويين الفني والإنساني

هاني فرحات

وحول علاقته بفنان العرب محمد عبده، الذي قاد حفل عودته بعد أزمته الصحية الأخيرة، أكد هاني فرحات أنه يعتبره بمثابة والده الروحي، وفي كل مرة يتعاون معه يتعلم منه الكثير على المستويين الفني والإنساني، خصوصاً أنه يُعدّ من أكثر الفنانين احتراماً لجمهوره، مع اهتمامه بأدق التفاصيل خلال البروفات التحضيرية، بالإضافة إلى المفاجآت التي يقدّمها في كل حفل من خلال إضافة لمسات موسيقية جديدة في أعماله، حتى تلك التي قدّمها عشرات المرات من قبل.وأرجع فرحات حالة التفاهم بينه وبين الفنانة أنغام، التي برزت في أكثر من موقف على خشبة المسرح، إلى تشابه أذواقهما الموسيقية وتشاركهما في الرؤى بالعديد من الجوانب الفنية، وأوضح أن «أي فنان لديه خلفية موسيقية يكون أكثر سلاسة في التعاون على خشبة المسرح، لوجود لغة مشتركة تجمعه مع قائد الفرقة». فرحات، الذي يقود الفرق الموسيقية لعدد كبير من الفنانين العرب، أكد عدم تفضيله الدخول في أي صراعات فنية، مع تركيزه على الأعمال الموسيقية التي يقدّمها، مشيراً إلى أن من يعمل معهم يفهمون شخصيته ورغبته في العمل في أجواء قائمة على التفاهم والاحترام المتبادل.