«بصفتك مين؟» مع ورد الخال: الارتقاء بالجرأة

النجمة تقمّصت أدواراً وسيطرت على الحلقة

ورد الخال خلال الحلقة (الشرق الأوسط)
ورد الخال خلال الحلقة (الشرق الأوسط)
TT

«بصفتك مين؟» مع ورد الخال: الارتقاء بالجرأة

ورد الخال خلال الحلقة (الشرق الأوسط)
ورد الخال خلال الحلقة (الشرق الأوسط)

يبدّل برنامج «بصفتك مين؟» (إم تي في) مع جويس عقيقي، جلده. ومن جوّ السياسة والانتخابات، يحطّ في شؤون الفن وملفات الفنانين. ضيفة الحلقة ورد الخال. تعدّد المُحاورة بعض شخصياتها التمثيلية، وتمهّد لها الطريق لتقمّصها، ضمن الفقرات، أدواراً وكاركترات. النجمة بارعة في حبك الخيوط، تنتقل من ذاتها إلى الدور بمهارة محترف. كانت أكثر من شخصية، بطرافة. وجريئة كما تُعرف أينما تحل.
تُطلع مُحاورتها الآتية من العمل الميداني كمراسلة إخبارية إلى تجربة التقديم الأولى، أنّ والدها الراحل الشاعر يوسف الخال أراد إطلاق اسم «أسد» على مولود ذكر، فيما لو لم تكن هي التي في أحشاء الأم الفنانة مهى بيرقدار. أتته الابنة، فانتقى من أسماء الأسد أحدها، ورد. توضح النجمة القصد من التسمية، من دون التنكّر إلى أنها تجمع الاثنتين من مميزات الاسم: الرقّة والشوك. ففي اللين تكون الورود وعطرها وفي الردّ على التحامل والمسّ بالكرامة تقرص.
يعلم مَن يستضيف ورد الخال أن الحلقة لا تعبُر كنسيم وينبغي الاستعداد. الداخل العاصف سرعان ما يهدر. ولا تستكين قبل تحريك الراكد في الفن وأحوال الإنسان والبلاد. تسألها جويس عقيقي عن الغياب، فتردّ السؤال بآخر: «أين الدراما اللبنانية؟». تتألم في كل مرة يأتي ذكرها وهي تتخبّط في المعاناة، بالكاد مسلسل أو مسلسلان، لا زخم ولا منافسة.
يطرح البرنامج أسئلة يُفترض أن إجابتها قصيرة لا تتطلب وقتاً هو غير متاح. فالفقرات زائدة، بعضها مدّته أقل من ثلاث دقائق من أصل ساعة تلفزيونية كاملة. ولو كُثّفت، لما انقلبت الزيادة نقصاناً. تمسك الضيفة بفقراتها، وبالحلقة كلها. ومن بين أسئلة كثيرة قد تبدو مكررة (الأجر الأعلى، الممثل اللبناني والسوري، دور نيكول سابا في «الهيبة»...)، تخرج بجديد يتعلق بمرح شخصيتها وإضافتها الطرافة على تلبّس الأدوار.
تقتنع بشخصيات أدتها ولا تشاء تعديل أيّها؛ تقيّم المسيرة بثقة. يقرّب البرنامج الضيف من الناس، بلا إصرار بالضرورة على إزاحة ستائر عن جوانب فيه لم يطلها الضوء. ورد الخال قريبة، وإن غابت. انتظارها في المسلسلات لا يقلّ وهجاً عن انتظارها في المقابلات. تملك ذكاء التنصّل حين تجد السؤال من صنف الإثارة. «أي ممثلة هي الأشطر وأيها الأقل شطارة؟»، تُسمّي نفسها بدهاء واعٍ، بين أسماء هي تقريباً مستهلكة في المقارنات: نادين نجيم وسيرين عبد النور، مع إضافة دانييلا رحمة. لا يعنيها إبداء الرأي في مؤهلات الآخرين، ورغم إلحاح مُحاورتها ومحاولتها زجّها في الإحراج، تمسّكت بالنجاة.
تسألها جويس عقيقي عن أهم ممثل وقفت أمامه. تفادياً للمضايقات، ومن باب الحقيقة «الآمنة»، تجيب بأن أنطوان كرباج، رجل المسرح. أدّى دور جدّها في مسلسل «محتالة»، ولا تزال تذكر رهبته. وبين النجمات تضع اسم رلى حمادة في المقدمة، متفادية الاقتراب من جيل يلمع حالياً نجمه، لاعتبارها أنّ الممثل كالبورصة، حيث تلاعب الأسهم. تتجنب مُحاورتها الإصرار على جواب يتعلق بالنجوم اللبنانيين الشباب، فيميل السؤال نحو النجوم العرب. الممثلة العربية الأهم في نظر ورد الخال هي يسرا.
تعكس صداقة جميلة مع ماغي بوغصن، وتؤدّي مشهداً من دورها الصاخب «سحر» (للموت). ترفض تشابه الأداء، فلكل ممثل هويته. وحين أدّت المشهد، لم تكن أحداً سواها. فإذا بنا أمام «سحر» أخرى يحلو التعرّف إليها. لكنها كادت تقترب من إصابة شخصية صديقتها حين اختارت تقمّصها. تقريباً، هي ماغي بوغصن بهيئة ورد الخال. تتوجه إليها جويس عقيقي بالسؤال الأول المُتوقّع: «لماذا لا تتعاملين مع منتج آخر غير زوجك (جمال سنان، «إيغل فيلمز»)؟ ردّت بلسان الأصل.
ترث عن والدها عراب الحداثة الشعرية يوسف الخال روح التمرّد، وعن والدتها التشكيلية مهى بيرقدار التفاني في العمل. جاهزة ورد الخال للرد على أسئلة حول تنازلها عن خيار الأمومة: «أن أحبّ دور الأم مسألة مختلفة عن كوني قادرة على ممارسته. الأمر يتطلب تضحية هائلة. المرأة بذاتها هي الكون، فكيف إن كانت بمرتبة أم؟ هذه مسؤولية كبرى». ولعلّ والدتها لمحت فيها «أنانية» لقرارها عدم الإنجاب. في الصبا، جرفها الهمّ المهني، ونذرت له الطاقة والوقت والأولويات. وحين صنعت الاسم وكرّست النجومية، رأت في الخطوة فرصة متأخرة.
في الشأن العائلي، استفهمت مُحاورتها عن فارق السنّ مع زوجها الموسيقي باسم رزق. لم تعلم الزوجة أنها تكبره بسنوات إلا بعد أشهر على التعارف. الحب، حين يقول كلمته بين ناضجين، تتراجع الفوارق إلى الخلف. تتابع أنه يعطي انطباعاً بزيادة عدد سنواته على عمره الحقيقي، فالوجوه أحياناً غشّاشة. وهي على عكسه، لا تترجم حقيقة عمرها، فيلتقيان بالتفاهم وهذا الأهم.
على شاشة كبيرة وراء المُحاورة وضيفتها، أطلّ الابن والأب في صورة كأنهما توأمان. يوسف الخال ويوسف يوسف الخال، النجم اللبناني. ليت السؤال لم يكن «أي من اليوسفين تحبّين أكثر؟»، لأخرج من الابنة - الشقيقة مشاعر أعمق. ردّها: «لا أفرّق بينهما. أشتاق لأبي وأشعر بفراغه».


مقالات ذات صلة

محمد عفيف... صوت «حزب الله» وحائك سياسته الإعلامية

المشرق العربي المسؤول الإعلامي في «حزب الله» محمد عفيف خلال مؤتمر صحافي بالضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب) play-circle 00:40

محمد عفيف... صوت «حزب الله» وحائك سياسته الإعلامية

باغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف تكون إسرائيل انتقلت من اغتيال القادة العسكريين في الحزب إلى المسؤولين والقياديين السياسيين والإعلاميين.

بولا أسطيح (بيروت)
يوميات الشرق «SRMG Labs» أكثر الوكالات تتويجاً في مهرجان «أثر» للإبداع بالرياض (SRMG)

«الأبحاث والإعلام» تتصدّر مهرجان «أثر» للإبداع بـ6 جوائز مرموقة

حصدت «SRMG Labs»، ذراع الابتكار في المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)، 6 جوائز مرموقة عن جميع الفئات التي رُشّحت لها في مهرجان «أثر» للإبداع.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق تضم المنطقة المتكاملة 7 مباني استوديوهات على مساحة 10.500 متر مربع (تصوير: تركي العقيلي)

الرياض تحتضن أكبر وأحدث استوديوهات الإنتاج في الشرق الأوسط

بحضور نخبة من فناني ومنتجي العالم العربي، افتتحت الاستوديوهات التي بنيت في فترة قياسية قصيرة تقدر بـ120 يوماً، كواحدة من أكبر وأحدث الاستوديوهات للإنتاج.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم سيارة عليها كلمة «صحافة» بالإنجليزية بعد تعرض فندق يقيم فيه صحافيون في حاصبيا بجنوب لبنان لغارة إسرائيلية في 25 أكتوبر (رويترز)

اليونيسكو: مقتل 162 صحافياً خلال تأديتهم عملهم في 2022 و2023

«في العامين 2022 و2023، قُتل صحافي كل أربعة أيام لمجرد تأديته عمله الأساسي في البحث عن الحقيقة».

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي صحافيون من مختلف وسائل إعلام يتشاركون موقعاً لتغطية الغارات الإسرائيلية على مدينة صور (أ.ب)

حرب لبنان تشعل معركة إعلامية داخلية واتهامات بـ«التخوين»

أشعلت التغطية الإعلامية للحرب بلبنان سجالات طالت وسائل الإعلام وتطورت إلى انتقادات للإعلام واتهامات لا تخلو من التخوين، نالت فيها قناة «إم تي في» الحصة الأكبر.

حنان مرهج (بيروت)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)
لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)
TT

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)
لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

حظي مسلسل «رقم سري»، الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق، بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي، وسط إشادة بسرعة إيقاع العمل وتصاعد الأحداث رغم حلقاته الثلاثين.

ويُعرض المسلسل حالياً عبر قناتي «dmc» و«dmc drama» المصريتين، إلى جانب منصة «Watch IT» من السبت إلى الأربعاء من كل أسبوع، وهو من إخراج محمود عبد التواب، وتأليف محمد سليمان عبد الملك، وبطولة ياسمين رئيس، وصدقي صخر، وعمرو وهبة، وأحمد الرافعي.

ويعد «رقم سري» بمنزلة الجزء الثاني من مسلسل «صوت وصورة» الذي عُرض العام الماضي بطولة حنان مطاوع، للمخرج والمؤلف نفسيهما. وينسج الجزء الجديد على منوال الجزء الأول نفسه من حيث كشف الوجه الآخر «المخيف» للتكنولوجيا، لا سيما تقنيات الذكاء الاصطناعي، وكيف يمكن أن تورط الأبرياء في جرائم تبدو مكتملة الأركان.

السيناريو تميز بسرعة الإيقاع (الشركة المنتجة)

وتقوم الحبكة الأساسية للجزء الجديد على قصة موظفة بأحد البنوك تتسم بالذكاء والطموح والجمال على نحو يثير حقد زميلاتها، لا سيما حين تصل إلى منصب نائب رئيس البنك. تجد تلك الموظفة نفسها فجأة ومن دون مقدمات في مأزق لم يكن بالحسبان حين توكل إليها مهمة تحويل مبلغ من حساب فنان شهير إلى حساب آخر.

ويتعرض «السيستم» بالبنك إلى عطل طارئ فيوقّع الفنان للموظفة في المكان المخصص بأوراق التحويل وينصرف تاركاً إياها لتكمل بقية الإجراءات لاحقاً. يُفاجَأ الجميع فيما بعد أنه تم تحويل مبلغ يقدر بمليون دولار من حساب الفنان، وهو أكبر بكثير مما وقع عليه وأراد تحويله، لتجد الموظفة نفسها عالقة في خضم عملية احتيال معقدة وغير مسبوقة.

وعَدّ الناقد الفني والأستاذ بأكاديمية الفنون د. خالد عاشور السيناريو أحد الأسباب الرئيسية وراء تميز العمل «حيث جاء البناءان الدرامي والتصاعدي غاية في الإيجاز الخاطف دون اللجوء إلى الإطالة غير المبررة أو الثرثرة الفارغة، فما يقال في كلمة لا يقال في صفحة».

بطولة نسائية لافتة لياسمين رئيس (الشركة المنتجة)

وقال عاشور في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «المخرج محمود عبد التواب نجح في أن ينفخ الروح في السيناريو من خلال كاميرا رشيقة تجعل المشاهد مشدوداً للأحداث دون ملل أو تشتت، كما أن مقدمة كل حلقة جاءت بمثابة جرعة تشويقية تمزج بين ما مضى من أحداث وما هو قادم منها في بناء دائري رائع».

وأشادت تعليقات على منصات التواصل بالمسلسل باعتباره «تتويجاً لظاهرة متنامية في الدراما المصرية مؤخراً وهي البطولات النسائية التي كان آخرها مسلسل (برغم القانون) لإيمان العاصي، و(لحظة غضب) لصبا مبارك؛ وقد سبق (رقم سري) العديد من الأعمال اللافتة في هذا السياق مثل (نعمة الأفوكاتو) لمي عمر، و(فراولة) لنيللي كريم، و(صيد العقارب) لغادة عبد الرازق، و(بـ100 راجل) لسمية الخشاب».

إشادة بتجسيد صدقي صخر لشخصية المحامي (الشركة المنتجة)

وهو ما يعلق عليه عاشور، قائلاً: «ياسمين رئيس قدمت بطولة نسائية لافتة بالفعل، لكن البطولة في العمل لم تكن مطلقة لها أو فردية، بل جماعية وتشهد مساحة جيدة من التأثير لعدد من الممثلين الذين لعبوا أدوارهم بفهم ونضج»، موضحاً أن «الفنان صدقي صخر أبدع في دور المحامي (لطفي عبود)، وهو ما تكرر مع الفنانة نادين في شخصية (ندى عشماوي)، وكذلك محمد عبده في دور موظف البنك».