عماد رشاد لـ«الشرق الأوسط»: السينما ظلمتني والتلفزيون أنصفني

لا يمانع في الظهور كـ«ضيف شرف»

مع يسرا في مسلسل «أحلام سعيدة»  (الشرق الأوسط)
مع يسرا في مسلسل «أحلام سعيدة» (الشرق الأوسط)
TT
20

عماد رشاد لـ«الشرق الأوسط»: السينما ظلمتني والتلفزيون أنصفني

مع يسرا في مسلسل «أحلام سعيدة»  (الشرق الأوسط)
مع يسرا في مسلسل «أحلام سعيدة» (الشرق الأوسط)

قدم الفنان المصري عماد رشاد العديد من الأدوار التلفزيونية والسينمائية والمسرحية، ورغم أنه لم يحظ بالبطولة المطلقة إلا في أعمال قليلة، فإنه يعتز بأدواره التي أتاحت له التنوع والتباين فيما يقدمه من شخصيات، وأشار في حواره مع «الشرق الأوسط» إلى أن «أي دور فني يكون له جانب إنساني حتى لو كان شريراً، مؤكداً أن الدراما التلفزيونية أنصفته، بعدما ظلمته السينما هو وعدداً كبيراً من أبناء جيله.
في البداية، يقول رشاد إن الدور المكتوب جيداً على الورق هو الذي يناديه، ويضيف بنبرة مفعمة بالرضا: «الحمد لله أديت أدواراً متنوعة، وأصبح لي طابع مميز أحبني فيه الجمهور».
ظهر عماد رشاد بأكثر من وجه خلال موسم رمضان الماضي، وكان أبرزها دوره في مسلسل «أحلام سعيدة»، الذي جسد فيه شخصية «صالح» شقيق الفنانة يسرا التي تتهمه بمحاولة قتلها وتسببه في فقد بصرها، بينما تتضح لها براءته في النهاية، ولأن للنجاح مذاقاً وإحساساً مختلفاً، فقد شعر رشاد بتعاطف المشاهدين معه من خلال تعليقاتهم وآرائهم على شخصيته، التي يقول عنها: «(صالح) من الشخصيات التي لا تجيد التعبير عن مشاعرها، إذ يبدو للآخرين كما لو كان حاداً قاسياً، لكن مع توالي الأحداث تتكشف شخصيته، فهو إنسان راقٍ يفعل كل الأشياء الجيدة لكل من حوله دون أن يخبرهم وهذا ما أعجبني في ملامح تكوينه، وما أسعدني أن فريق العمل جاء على قدر كبير من التناغم، وفي مقدمتهم الفنانة يسرا ما انعكس على كواليس التصوير التي كانت مبهجة رغم التعب».
لا يجد رشاد غضاضة في الظهور كضيف شرف، فقد شارك في مسلسلين بهذه الصفة، الأول «الاختيار» الذي يعتز بمشاركته به، وجسد خلاله شخصية والد عروس أحمد عز الذي يعيش في قلق لارتباط ابنته بضابط، بعدما فقد كثيراً من أصدقائه الضباط خلال الحروب المختلفة، واعتبر «المشاركة في هذا المسلسل شرف لأي فنان»، كما ظهر كضيف شرف في «يوتيرن» تشجيعاً لعودة صديقه الفنان توفيق عبد الحميد للتمثيل، وقدم كذلك مسلسل «في بيتنا روبوت» الذي رآه جاذباً لجمهور من الشباب والأطفال.

عماد رشاد مع لبلبة  في مسرحية «علي بابا وكهرمانة» (الشرق الأوسط)

«الأدوار المؤثرة لا تأتي إلا كل عدة سنوات، والممثل لا يستطيع اختيار العمل الذي يتطلع إليه»، هذا ما يؤمن به رشاد، ويوضح: «أختار الأفضل في حدود ما يعرض عليّ، ومن الأعمال التي أعتز بها في الدراما وأتاحت لي تبايناً فيما أقدمه، مسلسل «فيه حاجة غلط» للمخرج محمد نبيه، و«عائلة مجنونة» مع رائد لبيب، و«العطار والسبع بنات» للمخرج محمد النقلي، وبطولة النجم الراحل نور الشريف، وهي أعمال تمثل قفزة في مشواري، لأنها توافرت لها عناصر نجاح عديدة، فالممثل مهما اجتهد في دوره لن ينجح بمفرده، وإنما بتكامل العناصر الفنية كلها، واعتبر أن الدراما التلفزيونية أنصفتني فأنا من المحظوظين بأعمال رمضانية منذ بداياتي في فوازير نيللي وحلقات «ألف ليلة وليلة» مع شريهان، ثم مشاركتي في مسلسل «الأيام» عن قصة حياة عميد الأدب العربي طه حسين، وجسدت خلاله شخصية شقيقه الأكبر الذي مات جراء وباء الكوليرا، وكان هذا العمل بداية جيدة بعدما حظي بشعبية جارفة لشخصية فكرية وأدبية حطمت قيودها وتركت أثراً لا يزال في المجتمع، لمخرج الروائع الراحل يحيى العلمي.
واشتهر رشاد بأدواره الإنسانية التي بدت قريبة من شخصيته، وهو يفسر ذلك: «أي شخصية ألعبها، أضيف إليها من روحي وإحساسي، وكل دور يكون له جانب إنساني حتى لو كان شريراً، ويعتمد نجاحه على إحساس الممثل في التعبير عنه».
تخرج عماد رشاد في معهد الفنون المسرحية وقدم أدواراً مسرحية بارزة، يتذكرها: «قدمت عروضاً مسرحية مع الفنان محمد صبحي منها «هاملت»، و«روميو وجولييت»، ومسرحيتي «راقصة قطاع عام»، و«دبابيس» مع جلال الشرقاوي رحمه الله، وقدمت للأطفال مسرحية «علي بابا وكهرمانة» مع الفنانة لبلبة، وكلها كانت في ظل ازدهار المسرح الخاص حيث كان العرض يستمر موسماً كاملاً، الآن لا يعرض إلا ليومين فقط أو ثلاثة لذلك يكاد يختفي المسرح الخاص حالياً».
ورغم تعلقه المبكر بالسينما ومشاركته في أعمال مهمة، فإنه يرى أن «السينما ظلمت جيله»، ويقول: «أنا من جيل بدأ التمثيل والسينما في أزمة كبيرة في ظل سيطرة أفلام المقاولات، لم يبرز من جيلي سينمائياً سوى صديقي الراحل فاروق الفيشاوي، لأن الأعمال الجيدة كانت قليلة، ومع ذلك لاحت لي فرص مميزة لكنها محدودة مثل فيلم «أمريكا شيكا بيكا» للمخرج خيري بشارة، وقضينا شهراً ونصفاً نصوره على الحدود الرومانية وحصل على جوائز عديدة، وكذلك فيلم «إشارة مرور» الذي فاز بجائزة الهرم الفضي في مهرجان القاهرة السينمائي، وعرضت علي أدوار عديدة في أفلام المقاولات وجربت العمل فيها ثم شعرت بالمهانة، لأنها تصور في أسبوع واحد، وأنا مع احترام الفن الذي درسته وتعلمت أهمية احترامه في فرقة الفنان الكبير محمد صبحي».
ورغم شكوى كبار الممثلين في مصر من قلة الفرص المتاحة لهم، فإن عماد رشاد يشعر بحالة رضا نادرة سواء عمل أو لم يعمل، مختتماً حديثه: «أتقبل عدم مشاركتي أحياناً في أعمال فنية، وأذكر أنه بعد نجاحي في مسلسل «العطار والسبع بنات» بقيت لعام ونصف لا تعرض عليّ أعمال جديدة، وأرجع ذلك دائماً للنصيب، وأرضى بما يكتبه الله لأن في عدم الرضا شقاءً أكبر، لأنني أحب مهنتي وما دمت أمارسها فهذه قمة السعادة بالنسبة لي، لكنني أشعر بالأسى تجاه زملاء لو أتيحت لهم فرص عادلة لكانوا أفضل بكثير من آخرين».

الفنان المصري عماد رشاد  (الشرق الأوسط)

مقالات ذات صلة

مصر: خطة درامية لإصلاح «المزاج العام»

يوميات الشرق اجتماع لجنة الدراما برئاسة وزير الثقافة (وزارة الثقافة المصرية)

مصر: خطة درامية لإصلاح «المزاج العام»

تسعى مصر إلى وضع خطة للإنتاج الدرامي ووضع مسار متكامل لإصلاح المزاج العام والعمل على بناء الشخصية المصرية في ضوء وعي ثقافي وفني وإنساني

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
ثقافة وفنون أسامة المسلم: الأدب سيظل نافذتنا الأولى لفهم العالم (معرض أبوظبي للكتاب)

أسامة المسلم يكشف عن مشاريع فنية وسينمائية قادمة مستوحاة من رواياته

كشف الروائي السعودي أسامة المسلم عن قرب إطلاق مسلسل مقتبس عن روايته الشهيرة «بساتين عربستان»

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
يوميات الشرق اللوزي تأثرت بدورها في «لام شمسية» (حسابها على «فيسبوك»)

يسرا اللوزي: عانيت من الاكتئاب بسبب دوري في «لام شمسية»

قالت يسرا اللوزي، في حوارها مع «الشرق الأوسط»، إنها شعرت بالإجهاد الشديد من تجسيدها شخصية «رباب» في مسلسل «لام شمسية».

مصطفى ياسين (القاهرة)
يوميات الشرق محمد عبد الرحمن وأحمد داود في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«برستيج»... دراما التشويق تعود إلى واجهة الشاشات المصرية

تضرب العاصفة قلب القاهرة. يلجأ عدد من الغرباء إلى مقهى صغير وسط المدينة. تبدأ رحلة عن ملاذ مؤقت. لا أحد يتوقع أن تنقلب تلك الليلة الماطرة الهادئة لنقطة تحوّل.

أحمد عدلي (القاهرة)
سفر وسياحة مشهد من مسلسل "للموت" التقط في اهدن (إنستغرام)

أعمال الدراما تحول لبنان إلى قرية سياحية كبيرة

يهتم متابعو أعمال الدراما بأماكن تصوير المشاهد، وعادة ما يطرح هذا السؤال على أبطال المسلسل عبر الـ«سوشيال ميديا»

فيفيان حداد (بيروت)

دوروثي بارون جندية من الحرب العالمية الثانية تُعلّم اليوغا رغم بلوغها المائة

دوروثي بارون تمارس تمارين التمدد أثناء تدريس فصل يوغا في قاعة القرية بالقرب من منزلها شمال لندن يوم 31 مارس 2025 (أ.ف.ب)
دوروثي بارون تمارس تمارين التمدد أثناء تدريس فصل يوغا في قاعة القرية بالقرب من منزلها شمال لندن يوم 31 مارس 2025 (أ.ف.ب)
TT
20

دوروثي بارون جندية من الحرب العالمية الثانية تُعلّم اليوغا رغم بلوغها المائة

دوروثي بارون تمارس تمارين التمدد أثناء تدريس فصل يوغا في قاعة القرية بالقرب من منزلها شمال لندن يوم 31 مارس 2025 (أ.ف.ب)
دوروثي بارون تمارس تمارين التمدد أثناء تدريس فصل يوغا في قاعة القرية بالقرب من منزلها شمال لندن يوم 31 مارس 2025 (أ.ف.ب)

رغم بلوغها سن المائة عام، لا تزال المحاربة القديمة البريطانية دوروثي بارون تحافظ على لياقتها البدنية، إلى درجة أن المرأة التي كانت في صفوف البحرية وساهمت في إنزال يوم النصر، أصبحت اليوم مدرّبة لليوغا.

وبينما تستعد أوروبا لإحياء الذكرى الثمانين لانتصار الحلفاء على ألمانيا النازية في الثامن من مايو (أيار) الحالي، باتت بارون من قلّة آخذة في التناقص من المحاربين القدامى الذين لا يزالون قادرين على أن يرووا تجاربهم في الحرب.

دوروثي بارون امرأة تبلغ من العمر 100 عام تمارس تمارين التمدد أثناء تدريس فصل يوغا في قاعة القرية بالقرب من منزلها شمال لندن يوم 31 مارس 2025 (أ.ف.ب)
دوروثي بارون امرأة تبلغ من العمر 100 عام تمارس تمارين التمدد أثناء تدريس فصل يوغا في قاعة القرية بالقرب من منزلها شمال لندن يوم 31 مارس 2025 (أ.ف.ب)

وتقول المرأة المعمرة النابضة بالحيوية إنها شعرت بأن «ثقلاً أزيح» عن كتفيها عندما سُرِّحت من الخدمة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». وتضيف: «قالوا لنا: يمكنكم الاحتفاظ ببزّاتكم العسكرية. هذه قسائم لشراء الملابس والطعام. يمكنكم العودة إلى دياركم».

كانت دوروثي بارون يومها تبلغ العشرين تقريباً، ولم يكن لديها مكان تذهب إليه، ولم تكن تدرك أن مرحلة ما بعد الحرب ستظل تتسم بالحرمان في بريطانيا المدمرة والمنهكة اقتصادياً. وتصف هذه الحقبة بأنها كانت «صعبة جداً».

وبعد ثمانين عاماً، تشهد دوروثي بارون بفخر في المدارس ووسائل الإعلام على سنوات الحرب وإعادة الإعمار هذه.

دوروثي بارون تمارس تمارين التمدد أثناء تدريس فصل يوغا في قاعة القرية بالقرب من منزلها شمال لندن يوم 31 مارس 2025 (أ.ف.ب)
دوروثي بارون تمارس تمارين التمدد أثناء تدريس فصل يوغا في قاعة القرية بالقرب من منزلها شمال لندن يوم 31 مارس 2025 (أ.ف.ب)

وستشارك المحاربة القديمة في الاحتفالات التي تُنظّم في هولندا ثم في المملكة المتحدة، حيث تقام طوال أربعة أيام مسيرات وعروض جوية، تحضرها العائلة المالكة، بالإضافة إلى حفلات في الشوارع.

وتعطي هذه المرأة المعمرّة التي تتمتع بطاقة غير عادية، درساً في اليوغا صباح كل يوم اثنين في قريتها بالقرب من هارلو، في شمال لندن.

ولا تحول سنّها دون تمتعها بليونة يحسدها عليها ممارسو اليوغا الثلاثينيون. وتعطي دوروثي طالباتها الاثنتي عشرة اللواتي تتراوح أعمارهن بين 20 و95 عاماً، تعليمات وتوجيهات، وتعلمهنّ وضعيات صعبة ومنهكة.

وتواظب دوروثي على إعطاء دروس في اليوغا منذ ستين عاماً. وتقول وهي تسير إلى منزلها ممسكة بذراع مساعِدتها المنزلية: «أشعر بأن وضعي جيد، وبأني مرتاحة ونشيطة».

وتشير سوزي، وهي إحدى طالباتها، إلى أن معلّمتها «تحب لقاء الناس، ويمكن أن تبقى على قيد الحياة لسنوات عدة مقبلة». وتضيف: «لقد استمتعت العام المنصرم بالأنشطة التي أقيمت للمحاربين القدامى» بمناسبة الذكرى السنوية لإنزال نورماندي.

دوروثي بارون تساعد أحد الطلاب على تمديد ظهره أثناء حصة لليوغا في قاعة القرية بالقرب من منزلها شمال لندن يوم 31 مارس 2025 (أ.ف.ب)
دوروثي بارون تساعد أحد الطلاب على تمديد ظهره أثناء حصة لليوغا في قاعة القرية بالقرب من منزلها شمال لندن يوم 31 مارس 2025 (أ.ف.ب)

طلعة في «سبيتفاير»

احتفلت دوروثي بعيد ميلادها المائة في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 بطلعة في طائرة «سبيتفاير» التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، التي أدّت دوراً حاسماً في معركة بريطانيا عام 1940 ضد القوات الجوية الألمانية. وتصف التجربة ضاحكةً بأنها كانت «مثيرة جداً».

عندما كانت في الثامنة عشرة، أظهرت دوروثي بارون تصميماً قوياً. فهي أرادت بشدة الانضمام إلى البحرية، كما فعلت شقيقتها قبلها. وتقول: «لم يكن وارداً ترك النازيين يسيطرون على بلدنا».

لكنها كانت صغيرة جداً للانضمام إلى نساء البحرية اللواتي تُطلق عليهنّ تسمية «رينز» Wrens. لذلك لجأت إلى الغشّ، على ما تقرّ. وتروي أنها أدخلت كعباً من الورق المقوى في حذائها و«نفخت» شعرها لتبدو أطول.

دوروثي بارون تمارس تمارين التمدد أثناء تدريس فصل يوغا في قاعة القرية بالقرب من منزلها شمال لندن يوم 31 مارس 2025 (أ.ف.ب)
دوروثي بارون تمارس تمارين التمدد أثناء تدريس فصل يوغا في قاعة القرية بالقرب من منزلها شمال لندن يوم 31 مارس 2025 (أ.ف.ب)

وتولّت دوروثي تعليم عناصر البحرية كيفية التواصل مع السفن باستخدام الإشارات البصرية وإشارات مورس. ساعدت في اختبار مواني مالبيري المصنعة سلفاً في بريطانيا قبل استخدامها في عمليات الإنزال على ساحل نورماندي الفرنسي.

ولم تكن تعلم حينها لأي غرض ستُستخدم هذه الهياكل. وتقول: «كنا نعرف أن من غير الجائز لنا طرح أي أسئلة».

ولم تعرف إلاّ بعد الحرب أن هذه المواني استُعملت في عمليات الإنزال يوم النصر. وتعلّق: «كنت مسرورة جداً، وشعرت بأنني فعلت شيئاً مفيداً».

وخلال الحرب، تعرّفت بزوجها أندرو الذي كان في القوات الجوية الملكية، ولاحقاً رُزقا ابنتين. وهي الآن جدة لجيلين، وكانت معلمة فنون في مدرسة ابتدائية حتى تقاعدها في ثمانينات القرن العشرين.

ومع أن أندرو توفي عام 2021، لا تزال دوروثي تستذكره بقدر كبير من الحنان.

ومع أن الابتسامة لا تفارق ثغرها، تزعجها الأحداث الجارية. وتقول: «لا أحد ينتصر في الحرب على الإطلاق»، معربة عن قلقها إزاء الحرب في أوكرانيا، ومن التوترات في مختلف أنحاء العالم.