مصر على خط العملية السياسية السودانية والحوار المدني ـ العسكري

تحالف المعارضة شرح للقنصل في الخرطوم رؤيته لاستعادة الحكم المدني

محتجون في شوارع الخرطوم للمطالبة بالحكم المدني أول من أمس (أ.ف.ب)
محتجون في شوارع الخرطوم للمطالبة بالحكم المدني أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

مصر على خط العملية السياسية السودانية والحوار المدني ـ العسكري

محتجون في شوارع الخرطوم للمطالبة بالحكم المدني أول من أمس (أ.ف.ب)
محتجون في شوارع الخرطوم للمطالبة بالحكم المدني أول من أمس (أ.ف.ب)

أطلع تحالف المعارضة السودانية «الحرية والتغيير» مصر على رؤيته بشأن العملية السياسية التي تشرف عليها الآلية الدولية الثلاثية بقيادة «الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية في أفريقيا (إيقاد)»، ضمن مساعي يبذلها التحالف لبناء شراكة إقليمية ودولية لدعم العملية السياسية الرامية لإقامة سلطة مدنية كاملة.
وقال تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير في بيان حصلت عليه «الشرق الأوسط» أمس، إن لجنة الاتصال والعلاقات الخارجية التابعة له التقت أول من أمس، القنصل المصري في السودان المستشار أحمد عدلي إمام، وعدداً من المسؤولين بالقنصلية المصرية بالخرطوم، وتداول معهم الرؤية التي أجازها المجلس المركزي للتحالف، والتي تتعلق بالعملية السياسية التي تشرف عليها الآلية الثلاثية.
ووفقاً لبيان «الحرية والتغيير»، فإن التحالف يتطلع إلى «تأسيس شراكة إقليمية ودولية، تدعم العملية السياسية الهادفة لإنهاء الانقلاب تماماً، وإنشاء سلطة مدنية كاملة مكانه، بما يفتح الطريق أمام مطالب ثورة ديسمبر (كانون الأول) 2018، ويحقق أهدافها في الحرية والسلام والعدالة والتأسيس لدولة مدنية ديمقراطية راسخة ومستدامة».
ونقل البيان عن القنصل المصري أحمد عدلي إمام حرص حكومة بلاده على تحقيق مطالب الشعب السوداني وتطلعاته، ودعمها للعملية السياسية التي تقودها الآلية الثلاثية، وأن مصر مستعدة للتعاون من أجل نجاح العملية السياسية.
وبشأن وجود أعداد متزايدة من السودانيين المقيمين في مصر، وما ظل يتداول خلال الأيام الماضية على وسائط التواصل الاجتماعي، وبعض أجهزة الإعلام، وأنهم يتعرضون لـ«مضايقات» في مصر، نسب بيان «الحرية والتغيير» إلى القنصل المصري تأكيداته أن السودانيين المقيمين هناك «محل ترحيب وحفاوة في بلدهم الثاني».
وحسب بيانه، تعهد التحالف بمواصلة اللقاءات مع بقية البعثات الدبلوماسية لدول الجوار، والدول الصديقة الأفريقية والعربية والآسيوية، وذلك ضمن خططها لتوفير الدعم والإسناد للعملية السياسية التي شرعت فيها مع المكون العسكري وقيادة الجيش.
وكانت «الحرية والتغيير» قد قدّمت للرأي العام السوداني والإقليمي والدولي وثيقة سياسية جديدة باسم «وثيقة مطلوبات وإجراءات لإنهاء الانقلاب»، لتقديمها للمكون العسكري في مجلس السيادة، وذلك استجابةً للوساطة الأميركية – السعودية المشتركة، والتي أفلحت في جمع التحالف المدني والعسكريين بعد انقطاع التواصل بينهم لقرابة ثمانية أشهر.
واشترطت للمضي قدماً في العملية السياسية «الرفع الفعلي لإجراءات الطوارئ وما نتج عنها من إجراءات، وتوفير الحماية للمحتجين المدنيين ووقف العنف ضدهم، فضلاً عن إطلاق سراح المعتقلين السياسيين كافة، ووقف الإجراءات التي شرعت السلطة القائمة في اتخاذها بإعادة منسوبي نظام الإسلاميين، وإرجاع الأموال التي استردتها الحكومة الانتقالية منهم، والشروع في إجراءات محاسبة فورية لمنتهكي حقوق الإنسان، لتهيئة المناخ الديمقراطي».
وحددت الوثيقة «ثلاث مراحل لإنهاء الانقلاب وتأسيس الحكم المدني»، تمثلت في: مرحلة إنهاء الانقلاب، ومرحلة التأسيس الدستوري، ومرحلة التأسيس الجديد للمسار الديمقراطي، وحددت لكل مرحلة القوى السياسية والاجتماعية المشاركة فيها، وتتضمن المرحلتان الأولى والثانية «القوى التي قاومت الانقلاب والمكون العسكري وحركات الكفاح المسلح الموقِّعة على اتفاقية السلام المبرمة في عاصمة جنوب السودان جوبا»، أما مرحلة تأسيس مسار ديمقراطي جديد، فينتظر أن تشارك فيها «أوسع قاعدة من السودانيين المؤمنين بالديمقراطية»، إلى جانب الآلية الثلاثية التي تقتصر مهمتها على تيسير العملية السياسية.
ومنذ الإجراءات التي اتخذها قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، في 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021 الماضي، وعدّتها المعارضة انقلاباً عسكرياً على الحكومة المدنية الانتقالية، دخل السودان في أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية شاملة، فيما تواصلت الاحتجاجات المدنية دون انقطاع طوال الأشهر الثمانية الماضية، وواجهتها السلطات العسكرية بعنف مفرط أدى لمقتل 102 محتج سلمي، وإصابة الآلاف بجراح، فضلاً عن اعتقال المئات، لا يزال جزء كبير منهم في السجون، فيما تنقل تقارير المعارضة أن العشرات يُعدّون في عداد «المفقودين أو المخفيين قسرياً»، ووثّقت منظمات حقوقية وطنية ودولية حالات لانتهاكات جنسية ضد المحتجات.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين لتعميق التعاون

بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
TT

جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين لتعميق التعاون

بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)

تشهد العاصمة بكين جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين، على مستوى وزيري خارجية البلدين، وذلك لتعميق التعاون، وتبادل الرؤى بشأن المستجدات الإقليمية والدولية.

ووصل وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إلى بكين، مساء الأربعاء، وأشارت وزارة الخارجية المصرية في إفادة لها، إلى «عقد الجولة الرابعة من آلية الحوار الاستراتيجي بين مصر والصين».

والتقى عبد العاطي، الخميس، رموز الجالية المصرية في الصين، وأبرز اعتزاز بلاده بأبناء الجاليات المصرية في الخارج؛ «نظراً لدورهم المهم في تعزيز روابط الصداقة مع مختلف الدول، بما يسهم في توطيد تلك العلاقات حكومة وشعباً، خصوصاً مع شريك اقتصادي مهم مثل الصين».

وحثّ الوزير عبد العاطي، رموز الجالية المصرية في بكين، للمشاركة في النسخة المقبلة من «مؤتمر المصريين بالخارج» في أغسطس (آب) 2025، والذي من المقرر أن يشارك فيه عدد من الوزراء، بما يجعله بمثابة «منصة للحوار المستمر بين الجاليات المصرية في الخارج والوزارات الخدمية»، وفق «الخارجية المصرية».

وتُقدر عدد الشركات الصينية العاملة في مصر بنحو 2066 شركة في قطاعات متنوعة، ويصل حجم استثماراتها إلى نحو 8 مليارات دولار، وفق تصريح لنائب رئيس الهيئة العامة للاستثمار المصرية، ياسر عباس، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. (الدولار الأميركي يساوي 50.8 جنيه في البنوك المصرية).

الرئيس الصيني خلال استقبال نظيره المصري في بكين مايو الماضي (الرئاسة المصرية)

ووفق نائب وزير الخارجية المصري الأسبق، نائب رئيس «جمعية الصداقة المصرية - الصينية»، السفير على الحفني، فإنه «لدى مصر والصين حرص دائم على تعميق العلاقات، واستمرار التشاور فيما يتعلق بعدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين، تعكس الإرادة المستمرة لتبادل وجهات النظر وتنسيق المواقف بين البلدين».

وأعلن الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي، والصيني شي جينبينغ، في بكين، مايو (أيار) الماضي، عن تدشين عام «الشراكة المصرية - الصينية» بمناسبة مرور 10 سنوات على إطلاق «الشراكة الاستراتيجية الشاملة».

وأكد الحفني أن «(الحوار الاستراتيجي المصري - الصيني) يأتي في ظل مناخ إقليمي ودولي مضطرب»، عادّاً أن «الحوار ضروري بين القاهرة وبكين، من منطلق وضع الصين قوةً دولية، وعضواً دائماً بمجلس الأمن الدولي، وبهدف تنسيق المواقف بشأن التطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية، والمستجدات في غزة ولبنان وسوريا والسودان ومنطقة البحر الأحمر».

وتدعم الصين «حل الدولتين» بوصفه مساراً لحل القضية الفلسطينية، ودعت خلال استضافتها الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لـ«منتدى التعاون الصيني - العربي» في مايو الماضي، إلى «عقد مؤتمر للسلام لإنهاء الحرب في غزة».

ويرى خبير الشؤون الآسيوية في المجلس المصري للشؤون الخارجية، ضياء حلمي، أن «الملفات الإقليمية، وتطورات الأوضاع في المنطقة، تتصدر أولويات زيارة وزير الخارجية المصري لبكين»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن اتساع رقعة الصراع بالشرق الأوسط، والتوترات التي تشهدها دول المنطقة، تفرض التنسيق المصري - الصيني في هذه المرحلة، وإطلاع الجانب الصيني على ما تقوم بها مصر على الصعيد السياسي، للتهدئة في المنطقة».

وأشار حلمي إلى أن هناك تقارباً في المواقف المصرية - الصينية تجاه صراعات المنطقة، وضرورة التهدئة، لافتاً إلى أن «الملفات الاقتصادية تحظى باهتمام من جانب الدولة المصرية لزيادة حجم الاستثمارات الصينية، ورفع معدلات التبادل التجاري بين الجانبين».

وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والصين نحو 13.9 مليار دولار خلال 2023، مقابل 16.6 مليار دولار خلال عام 2022، وفق إفادة جهاز التعبئة والإحصاء المصري، في مايو الماضي.