جولة مع «سيدات» الحكومة الفرنسية الجديدة

بريجيت بورغييون  -  ريما عبد الملك -  إليزابيث بورن  -  آميلي أوديا كاستيرا  -  أوليفيا غريغوار  -  آميلي دو مونشالان
بريجيت بورغييون - ريما عبد الملك - إليزابيث بورن - آميلي أوديا كاستيرا - أوليفيا غريغوار - آميلي دو مونشالان
TT

جولة مع «سيدات» الحكومة الفرنسية الجديدة

بريجيت بورغييون  -  ريما عبد الملك -  إليزابيث بورن  -  آميلي أوديا كاستيرا  -  أوليفيا غريغوار  -  آميلي دو مونشالان
بريجيت بورغييون - ريما عبد الملك - إليزابيث بورن - آميلي أوديا كاستيرا - أوليفيا غريغوار - آميلي دو مونشالان

منذ السنوات الأخيرة سعت كل الحكومات الفرنسية لتحقيق التكافؤ بين الجنسين فيما يخص المناصب الوزارية. وها هي الحكومة الجديدة تتشكل أخيراً برئاسة إليزابيث بورن وتضم 14 امرأة من وزيرة أو وزيرة منتدبة، أهمهن:
إليزابيث بورن (61 سنة): رئيسة الوزراء الجديدة. بورن مهندسة مدنية درست في معهدي «البولتيكنيك» و«الجسور والطرق» العريقين في باريس، وحائزة على ماجستير إدارة أعمال من كلية المهندسين، وسبق لها أن شغلت مناصب وزارية منذ 2017 منها وزيرة للنقل والبيئة ثم وزيرة للعمل. وبعد توليها منصبها الجديد الحالي، باتت ثاني رئيسة للوزراء في تاريخ فرنسا بعد إيديت كريسون. وعلى الصعيد السياسي فهي مقربة من أوساط اليسار إذ عملت مستشارة لجاك لانغ وليونبل جوسبان ومديرة لمكتب سيغولين رويال.
أوليفيا غريغوار (43 سنة): الناطقة الرسمية باسم الحكومة. حاصلة على شهادة في التاريخ من جامعة باريس - نانتير، ثم إجازة في العلوم السياسة من معهد العلوم السياسة «سيانس بو» (فرع الاتصال)، وماجستير إدارة أعمال من معهد «أسيك» (المعهد العالي للعلوم الاقتصادية والتجارية). هي حالياً نائبة في البرلمان عن إحدى الدوائر الباريسية. وكانت قد عملت مديرة لمكتب وزير الاقتصاد السابق برونو لومير. كما شغل اسمها الصحافة الفرنسية بعد العلاقة التي جمعتها برئيس الوزراء السابق مانويل فالس. إلا أنها اليوم متزوجة وأم لطفل يبلغ من العمر سنة ونصفا. ومن هواياتها السباحة والرسم.
أنييس بانييه روناشيه (47 سنة): وزيرة الطاقة. خبيرة مالية خريجة من المدرسة العليا للتجارة (إتش أو سي) ومعهد العلوم السياسية «سيانس بو» والمدرسة العليا للإدارة «إينا». بعد تخرجها عملت مفتشة في جهاز الرقابة المالية، ثم مديرة لدى النيابة العامة لمستشفيات باريس وصندوق الإيداع الوطني. وضعت انياس باني روناشي مسؤولياتها بين قوسين حين بدأت نشاطها السياسي مع إيمانويل ماكرون حيث كانت من أبرز العناصر المساندة له. وبعد فوز ماكرون بالرئاسة عينت وزيرة منتدبة للاقتصاد والمالية ثم وزيرة منتدبة للصناعة. أنياس بانييه مطلقة وأم لـ3 أطفال، وهي حالياً رفيقة النائب نيكولا باي. شغوفة بالقراءة ورقص الباليه الذي تمارسه كهواية منذ سن الخامسة.
آميلي دو مونشالان (37 سنة): وزيرة البيئة. اقتصادية ومصرفية حاصلة على شهادة في الاقتصاد من المدرسة العليا للتجارة (إتش أو سي) وفي التاريخ من السوربون، كما تحمل ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة هارفارد في الولايات المتحدة. بدأت العمل في قطاع البنوك، استهلت نشاطها السياسي مطلع 2007 مع كتلة اليمين (الجمهوريون) لتنضم بعدها لحزب الرئيس إيمانويل ماكرون. شغلت منصب الوزيرة المنتدبة للشؤون الأوروبية ثم منصب وزيرة الوظيفة العمومية، وهي متزوجة من رجل أعمال وأم لثلاثة أطفال.
ريما عبد الملك (43 سنة): وزيرة الثقافة. متخرجة من معهد العلوم السياسية «سيانس بو» والسوربون. بدأت مشوارها في النشاط الإغاثي والإنساني، ثم صارت مديرة لبرنامج «مهرجون بلا حدود»، ثم مستشارة ثقافية لبرتران دولانوي عمدة باريس، وأخيراً ملحقة ثقافية في سفارة فرنسا بواشنطن. بدأت نشاطها السياسي مع الرئيس إيمانويل ماكرون عام 2019 حين عينت مستشارة للشؤون الثقافية. ريما – التي تحمل الجنسية اللبنانية أيضاً – ابنة عائلة لبنانية مسيحية من بلدة شيخان في قضاء جبيل (جبل لبنان)، وقد ولدت في بيروت وعاشت فيها حتى سن العاشرة قبل أن تلجأ عائلتها إلى فرنسا هرباً من الحرب.
بريجيت بورغييون (63 سنة) وزيرة الصحة. بدأت النشاط السياسي وهي في العشرينيات مع حزب اليسار الفرنسي، إلا أنها بعد انضمامها لماكرون عينت وزيرة منتدبة للطاقة الذاتية. وهي أرملة وأم لثلاثة أطفال.
آميلي أوديا كاستيرا (37 سنة): وزيرة الرياضة. من نجوم رياضة كرة المضرب (التنس)، وتولت عددا من المواقع الرياضية. حاصلة على شهادات في الحقوق والاقتصاد من معهد العلوم السياسية «سيانس بو» والسوربون و«ايسيك» و«إينا». بدأت مشورها المهني في سلك القضاء قبل توجهها للعمل في المنظمات الرياضية، وكان آخر مناصبها في هذا المجال مديرة الاتحاد الفرنسي لكرة المضرب. متزوجة وأم لثلاثة أطفال.


مقالات ذات صلة

3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ

يوميات الشرق في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)

3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ

«نانسي» و«سهى» و«هناء»... 3 أسماء لـ3 نساءٍ كدن يخسرن حياتهنّ تحت ضرب أزواجهنّ، قبل أن يخترن النجاة بأنفسهنّ واللجوء إلى منظّمة «أبعاد».

كريستين حبيب (بيروت)
شؤون إقليمية امرأتان تشربان الشاي في الهواء الطلق بمقهى شمال طهران (أ.ب)

إيران: عيادة للصحة العقلية لعلاج النساء الرافضات للحجاب

ستتلقى النساء الإيرانيات اللاتي يقاومن ارتداء الحجاب، العلاجَ في عيادة متخصصة للصحة العقلية في طهران.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا صورة جرى توزيعها في يناير 2024 لنساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)

شهادات «مروعة» لناجيات فررن من الحرب في السودان

نشرت «الأمم المتحدة»، الثلاثاء، سلسلة من شهادات «مروعة» لنساء وفتيات فررن من عمليات القتال بالسودان الذي يشهد حرباً منذ أكثر من عام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
آسيا صورة من معرض الصور الفوتوغرافية «نو وومنز لاند» في باريس للتعرُّف إلى العالم الخاص للنساء الأفغانيات (أ.ف.ب)

معرض صور في باريس يلقي نظرة على حال الأفغانيات

يتيح معرض الصور الفوتوغرافية «نو وومنز لاند» في باريس التعرُّف إلى العالم الخاص للنساء الأفغانيات، ومعاينة يأسهن وما ندر من أفراحهنّ.

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا امرأة يابانية مرتدية الزي التقليدي «الكيمونو» تعبر طريقاً وسط العاصمة طوكيو (أ.ب)

نساء الريف الياباني يرفضن تحميلهنّ وزر التراجع الديموغرافي

يعتزم رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا إعادة تنشيط الريف الياباني الذي انعكست هجرة السكان سلباً عليه.

«الشرق الأوسط» (هيتاشي (اليابان))

بوتسوانا... «ماسة أفريقيا» الباحثة عن استعادة بريقها

بوتسوانا... «ماسة أفريقيا» الباحثة عن استعادة بريقها
TT

بوتسوانا... «ماسة أفريقيا» الباحثة عن استعادة بريقها

بوتسوانا... «ماسة أفريقيا» الباحثة عن استعادة بريقها

خطفت بوتسوانا (بتشوانالاند سابقاً) أنظار العالم منذ أشهر باكتشاف ثاني أكبر ماسة في العالم، بيد أن أنظار المراقبين تخاطفت الإعجاب مبكراً بتلك الدولة الأفريقية الحبيسة، بفضل نموذجها الديمقراطي النادر في قارتها، وأدائها الاقتصادي الصاعد.

قد يكون هذا الإعجاب سجل خفوتاً في مؤشراته، خصوصاً مع موجة ركود وبطالة اجتاحت البلاد منذ سنوات قليلة، إلا أنه يبحث عن استعادة البريق مع رئيس جديد منتخب ديمقراطياً.

على عكس الكثير من دول «القارة السمراء»، لم تودّع بوتسوانا حقبة الاستعمار عام 1966 بمتوالية ديكتاتوريات وانقلابات عسكرية، بل اختارت صندوق الاقتراع ليفرز برلماناً تختار أغلبيته الرئيس. وأظهر أربعة من زعماء بوتسوانا التزاماً نادراً بالتنحي عن السلطة بمجرد استكمال مدّد ولايتهم المنصوص عليها دستورياً، بدءاً من كيتوميلي ماسيري، الذي خلف «السير» سيريتسي خاما عند وفاته في منصبه بصفته أول رئيس لبوتسوانا. وهذا التقليد الذي يصفه «مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية» بأنه «مثير للإعجاب»، جنت بوتسوانا ثماره أخيراً بانتقال سلمي للسلطة إلى الحقوقي والمحامي اليساري المعارض دوما بوكو.

انتصار بوكو جاء بعد معركة شرسة مع الرئيس السابق موكغويتسي ماسيسي ومن خلفه الحزب الديمقراطي... الذي حكم البلاد لمدة قاربت ستة عقود.

ويبدو أن تجربة تأسيس الحزب الديمقراطي من زعماء قبائل ونُخَب أوروبية كانت العلامة الأهم في رسم المسار الديمقراطي لبوتسوانا، عبر ما يعرف بـ«الإدماج الناعم» لهؤلاء الزعماء القبليين في بنية الدولة. لكن المفارقة كانت «الدور الإيجابي للاستعمار في هذا الشأن»، وفق كلام كايلو موليفي مُستشار الديمقراطية في مكتب رئيس بوتسوانا السابق للإذاعة السويسرية. وتكمن كلمة السر هنا في «كغوتلا»، فبحسب موليفي، اختار البريطانيون الحُكم غير المُباشر، عبر تَرك السلطة للقادة القبليين لتسيير شؤون شعبهم، من دون التدخل بهياكل الحكم التقليدية القائمة.

نظام «كغوتلا» يقوم على «مجلس اجتماعي»، ويحق بموجبه لكل فرد التعبير عن نفسه، بينما يناط إلى زعيم القبيلة مسؤولية التوصل إلى القرارات المُجتمعية بتوافق الآراء. ووفق هذا التقدير، قاد التحالف البلاد إلى استقرار سياسي، مع أنه تعيش في بوتسوانا 4 قبائل أكبرها «التسوانا» - التي تشكل 80 في المائة من السكان وهي التي أعطت البلاد اسمها -، بجانب «الكالانغا» و«الباسار» و«الهرو».

وإلى جانب البنية الديمقراطية ودور القبيلة، كان للنشأة الحديثة للجيش البوتسواني في حضن الديمقراطية دور مؤثر في قطع الطريق أمام شهوة السلطة ورغباتها الانقلابية، بفضل تأسيسه في عام 1977 وإفلاته من صراعات مع الجيران في جنوب أفريقيا وزيمبابوي وناميبيا.

على الصعيد الاقتصادي، كان الاستعمار البريطاني سخياً – على نحو غير مقصود – مع بوتسوانا في تجربة الحكم، إلا أنه تركها 1966 سابع أفقر دولة بناتج محلي ضئيل وبنية تحتية متهالكة، أو قل شبه معدومة في بعض القطاعات.

مع هذا، انعكس التأسيس الديمقراطي، وفق محللين، على تجربة رئيسها الأول «السير» سيريتسي خاما؛ إذ مضى عكس اتجاه الرياح الأفريقية، منتهجاً نظام «رأسمالية الدولة»، واقتصاد السوق، إلى جانب حرب شنَّها ضد الفساد الإداري.

على صعيد موازٍ، أنعشت التجربة البوتسوانية تصدير اللحوم، كما عزّز اكتشاف احتياطيات مهمة من المعادن - لا سيما النحاس والماس - الاقتصاد البوتسواني؛ إذ تحتضن بلدة أورابا أكبر منجم للماس في العالم.

ثم إنه، خلال العقدين الأخيرين، جنت بوتسوانا - التي تغطي صحرء كالاهاري 70 في المائة من أرضها - ثمار سياسات اقتصادية واعدة؛ إذ قفز متوسط الدخل السنوي للمواطن البوتسواني إلى 16 ألف دولار أميركي مقابل 20 دولاراً، بإجمالي ناتج محلي بلغ 19.3 مليار دولار، وفق أرقام البنك الدولي. كذلك حازت مراكز متقدمة في محاربة الفساد بشهادة «منظمة الشفافية العالمية». ومع أن الرئيس البوتسواني المنتخب تسلم مهام منصبه هذا الأسبوع في ظل مستويات بطالة مرتفعة، وانكماش النشاط الاقتصادي المدفوع بانخفاض الطلب الخارجي على الماس، إلا أن رهان المتابعين يبقى قائماً على استعادة الماسة البوتسوانية بريقها.