رفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت، أمس الأربعاء، أن يكون رجال الأمن قد تعاملوا بتمييز عنصري مع أربعة صحافيين عرب حضروا مع رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، وزعم أن «رجال الأمن تعاملوا معهم كما يتعاملون مع كل الصحافيين الأجانب».
وكانت مصادر في الوفد الأوروبي، قد هاجمت أجهزة الأمن الإسرائيلية، على تعاملها الفظ مع الصحافيين الأوروبيين، لمجرد كونهم عرباً، إلا أن مكتب بنيت قال إن «عدداً من الصحافيين المرافقين لفون دير لاين، رفضوا الخضوع لتفتيش عادي كما هو مقبول ومطلوب من قبل مسؤولي الأمن في المكتب، وبالتالي لم يُسمح لهم بالدخول». وقال إنه «تم شرح الموضوع لوفد رئيسة المفوضية وتم تقبله بتفهم. وتم استكمال الزيارة كما كان مقرراً ولم تتم إثارة القضية خلال المحادثات».
وحسب شهود عيان، حظي الصحافيون الأربعة بتعامل «خاص» حالما عرف بأن «أصولهم عربية»، فتم أخذهم جانباً، وجرى تفتيشهم أمنياً بشكل مفرط على مدخل مكتب رئيس الوزراء، مما حدا بفريق فون دير لاين التهديد بإلغاء اللقاء. ولكن رجال الأمن الإسرائيليين أصروا على إجراء التفتيش بالطريقة التي يريدونها ويصرون عليها، فرفض الصحافيون العرب وغادروا المقر غاضبين، من دون تغطية اللقاء. وقال فريق فون دير لاين، لمسؤولين في مكتب رئيس الوزراء، إنهم يعتبرون الأمر «حادثاً خطيراً»، وأن الاتحاد الأوروبي سوف يتعامل مع القضية بشكل يعبر عن غضبه الشديد، إلا أن مكتب بنيت اعتبر الأمر عادياً.
يذكر أنها ليست المرة الأولى التي يغادر فيها صحافيون مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، احتجاجاً على التفتيش المهين الذي ينفذه رجال الأمن هناك بأسلوب فظ وباستعلاء، مع صحافيين كثر، خصوصاً إذا كانوا من أصول عربية وفلسطينية. ولم يصدر تعليق رسمي على الحادث من الوفد الأوروبي.
يذكر أن مكتب بنيت، أصدر أمس بياناً عن هذه الزيارة، قال فيه إن اللقاء مع فون دير لاين تم بداية «وجهاً لوجه بأربعة عيون»، ثم تلاه لقاء موسع بين فريقي الطرفين. وخلال اللقاء تم البحث في تعزيز العلاقات الثنائية بين إسرائيل وأوروبا، والاتفاق على ضرورة تعزيز التعاون بين الطرفين في مجالات الابتكار، والتعامل مع التغيرات المناخية، والاستدامة وغير ذلك. وقد لبى رئيس الوزراء طلب رئيسة المفوضية الأوروبية، إقامة التعاون في تصدير الغاز الطبيعي عن طريق مصر إلى أوروبا. بالإضافة إلى ذلك، استعرض رئيس الوزراء الأفعال الإيرانية في المنطقة، مؤكداً أمام الرئيسة، على دعوته المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم وصارم من النظام الإيراني وتقدمه المسرع نحو تطوير سلاح نووي.
وكان بنيت قد أعلن أنه يرى في رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، «صديقة حميمة للشعب اليهودي ولإسرائيل». وأشاد بكونها «المرأة الأولى عبر التاريخ التي تشغل هذا المنصب الأوروبي الرفيع»، وأنه يفتخر بأن حكومته تضم أكبر عدد من الوزيرات النساء في تاريخ إسرائيل، وأنها «أكثر الحكومات تنوعاً في تاريخنا، كونها تضم المتدينين والعلمانيين واليمين واليسار واليهود والعرب، مما يستدعي المناورة، لكننا قادرين على ذلك». وتابع: «أمس احتفلت حكومتي بمرور عام على تشكيلها، والذي كان بمثابة عام حافل بالأحداث، حيث استأنفنا خلال العام المنصرم العلاقات الإسرائيلية مع جيراننا في المنطقة ونحن معنيون ببناء الجسور للسلام. وقد أدرجنا قضية تغير المناخ على جدول أعمال إسرائيل وجعلناها أولوية وطنية، كما أعدنا تعريف مكانة إسرائيل في المجتمع الدولي. ويسرني القول إن إسرائيل وأوروبا تسيران حالياً على مسار قوي وإيجابي للغاية. إذ يحطم حجم التجارة والابتكار والتعاون الاقتصادي بيننا، أرقاماً قياسية».
وحيا بنيت قادة الاتحاد الأوروبي على قرارهم الأخير الذي استنكر مواقف إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بسبب رفضها تقديم شروحات وافية للوكالة بشأن آثار اليورانيوم التي وُجدت في مواقع لم تعلن إيران عنها. وقال: «لم يخفوا المعلومات، فحسب، بل هددوا كذلك بشن عملية انتقامية في حال صوتت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضده. وحينما صوتت الوكالة ضد إيران، كان الرد، وقف تشغيل 27 كاميرا مراقبة في المواقع النووية المنتشرة في أنحاء البلاد. وعملياً هي قطعت قدرة المجتمع الدولي على مشاهدة ما تفعله إيران، مما يشكل خطوة في منتهى الخطورة.
4 صحافيين عرب يغادرون مكتب بنيت «احتجاجاً على التفتيش المهين»
خلال استقبال رئيسة المفوضية الأوروبية في مقر رئاسة الوزراء الإسرائيلية
4 صحافيين عرب يغادرون مكتب بنيت «احتجاجاً على التفتيش المهين»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة