موسكو تتهم الأوكرانيين بإفشال «الممر الآمن» من سيفيرودونيتسك

دخان يتصاعد من مجمع «آزوت» في سيفيرودونيتسك، في 10 يونيو (رويترز)
دخان يتصاعد من مجمع «آزوت» في سيفيرودونيتسك، في 10 يونيو (رويترز)
TT

موسكو تتهم الأوكرانيين بإفشال «الممر الآمن» من سيفيرودونيتسك

دخان يتصاعد من مجمع «آزوت» في سيفيرودونيتسك، في 10 يونيو (رويترز)
دخان يتصاعد من مجمع «آزوت» في سيفيرودونيتسك، في 10 يونيو (رويترز)

اتّهمت وزارة الدفاع الروسية الجانب الأوكراني بعرقلة خروج المدنيين المحاصرين في مجمع «آزوت» في سيفيرودونيتسك. ونشرت وزارة الدفاع الروسية مقاطع فيديو، قالت إنها تظهر تعرض مواقع لقصف مدفعي أوكراني أثناء محاولة المدنيين مغادرة المنطقة.
وكانت موسكو أعلنت، أول من أمس، أنها ستفتح ممراً آمناً لخروج المدنيين من المنطقة، بدءاً من الساعة الثامنة صباح أمس، بتوقيت موسكو. وأكدت أن الاقتراح لا يشمل العسكريين الأوكرانيين المحاصرين داخل المجمع، الذين قُدّر عددهم بنحو 2.5 ألف جندي، قالت إن بينهم نحو 500 «مرتزق أجنبي». وقالت مصادر عسكرية لوسائل إعلام روسية إنه «تم فتح الممر الإنساني اليوم (أمس) ابتداء من الساعة 8:00 كانت وحداتنا جاهزة للقاء ونقل الناس إلى مكان آمن. وفي الساعة 08:10 فتحت المدفعية الأوكرانية نيراناً كثيفة... وتم إطلاق النار على المكان الذي كان المدنيون يخرجون منه أمامنا». وزادت أن «العملية توقفت حفاظاً على أرواح المدنيين».
ولا توجد معطيات محددة حول عدد المدنيين المحاصرين داخل المجمع، وتقول مصادر إنهم «بضع مئات»، فيما يؤكد الجانب الأوكراني وجود «آلاف» المدنيين الذين لجأوا إلى المجمع المؤمّن من الضربات الجوية.
ومع فشل اقتراح الممر الآمن الذي أطلقته موسكو، بدا أمس أن التعويل ينصبّ على تصعيد عسكري قوي للاستيلاء على الموقع الذي بات يشكّل آخر معقل للمقاومة الأوكرانية في مدينة سيفيرودونيتسك الاستراتيجية التابعة لإقليم لوغانسك الانفصالي. وشهدت المدينة مواجهات ضارية خلال الأيام الأخيرة.
في غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع الروسية إن القوات المسلحة دمرت بواسطة صواريخ «كاليبر» مستودع ذخيرة بالقرب من لفوف يحوي أسلحة نقلتها دول الناتو إلى أوكرانيا، بما في ذلك مدافع هاوتزر. وأفاد الناطق العسكري في إيجاز يومي أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية أسقطت مقاتلة أوكرانية من طراز «سوخوي» في منطقة دونيتسك. كما دمّرت المقاتلات الروسية محطّة قالت إنها كانت تستخدم مركزاً للحرب الإلكترونية للقوات المسلحة الأوكرانية.
ووفقاً للناطق، فقد اعترضت أنظمة الدفاع الجوي الروسية 12 قذيفة أطلقت على مناطق في دونيتسك ولوغانسك. وفي المجمل، قد استهدفت الصواريخ والمدفعية الروسية 313 منطقة تمركز عسكرية، ودمرت نظامي دفاع جوي من طراز «بوك»، وموقعين لقيادة القوات المسلحة الأوكرانية ومركز اتصالات في منطقة دونيتسك، بالإضافة إلى مستودعات الذخيرة في منطقة لوغانسك.
كما أفاد البيان العسكري باستهداف صاروخي روسي عالي الدقة لمطار «فوزنيسنسك» العسكري في منطقة نيكولاييف وتدمير طائرات تابعة لسلاح الجو الأوكراني.


مقالات ذات صلة

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

أوروبا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (د.ب.أ)

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

نوّه الكرملين الجمعة بالتصريح الأخير لدونالد ترمب الذي اعترض فيه على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية لاستهداف مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

كشف أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أذيعت في وقت متأخر من مساء أمس (الخميس) إن كييف ليست مستعدة بعد لبدء محادثات مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عسكري أوكراني يحتمي أمام مبنى محترق تعرَّض لغارة جوية روسية في أفدييفكا (أ.ب)

قتال عنيف... القوات الروسية تقترب من مدينة رئيسية شرق أوكرانيا

أعلنت القيادة العسكرية في أوكرانيا أن هناك قتالاً «عنيفاً للغاية» يجري في محيط مدينة باكروفسك شرق أوكرانيا، التي تُعدّ نقطة استراتيجية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ تشمل المعدات المعلن عنها خصوصاً ذخيرة لأنظمة قاذفات صواريخ هيمارس وقذائف مدفعية (رويترز)

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم معدات عسكرية تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار لدعم أوكرانيا، قبل نحو شهر من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا من جنازة جندي أوكراني توفي خلال الحرب مع روسيا (أ.ف.ب)

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن اعتقاده بأن أكثر من مليون شخص سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا منذ شنّت روسيا غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (كييف)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.