طوّر الباحثون في مستشفى ماونت سيناي في مانهاتن، في الولايات المتحدة الأميركية، اختباراً للدم يقيس حجم ومدة مناعة شخص ما ضد كورونا المستجد، الفيروس المسبب لـ«كوفيد-19»، ما سيسمح بمراقبة مناعة السكان على نطاق واسع وفاعلية اللقاحات الحالية للمساعدة في تصميم استراتيجيات إعادة التطعيم للأفراد الضعفاء الذين يعانون من كبت المناعة، وفقًا لدراسة نشرت في 13 يونيو (حزيران) الحالي بدورية «نيتشر بيوتكنولوجي».
ويستغرق إجراء الاختبار أقل من 24 ساعة، ويمكن استخدامه على نطاق واسع بين السكان، ويقيس استجابة الخلايا التائية، والتي تعد جزءاً من استجابتنا المناعية التكيفية المكتسبة من عدوى كورونا المستجد أو التطعيم وتساعد في الحماية من نتائج المرض الشديد أو الوفاة.
يقول إرنستو جوتشيوني، أستاذ علوم الأورام وعلوم الأدوية، وأحد كبار مؤلفي الدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لمستشفى «ماونت سيناي»، بالتزامن مع الدراسة »الفحص الذي أنشأناه لديه القدرة على قياس المناعة الخلوية للسكان واختبار فاعلية اللقاحات الجديدة على نطاق واسع، فنحن نعلم أن الفئات الضعيفة من السكان لا تتولد لديها دائما استجابة الأجسام المضادة، لذا فإن قياس استجابة الخلايا التائية أمر بالغ الأهمية لتقييم المدى الكامل لمناعة الشخص. بالإضافة إلى ذلك، ظهرت متغيرات مثل أوميكرون، لا تكون الأجسام المضادة فعالة معها، ولذلك هناك حاجة إلى فحوصات يمكنها قياس الخلايا التائية، والتي تكون أكثر فاعلية ضد المتغيرات الناشئة المثيرة للقلق».
والحماية طويلة المدى من العدوى الفيروسية تتم بواسطة كل من الأجسام المضادة واستجابة الخلايا التائية. وتشير العديد من الدراسات الحديثة إلى أهمية تحديد وظيفة الخلايا التائية لدى الأفراد الذين تعافوا أو تم تطعيمهم ضد «كوفيد-19» للمساعدة في تصميم حملات التطعيم، ومع ذلك، قبل هذه الدراسة، نادرًا ما يتم إجراء قياس استجابات الخلايا التائية بسبب التحديات التقنية المرتبطة بها.
يقول جوردي أوشاندو، أستاذ مساعد في علوم الأورام والباحث المشارك في الدراسة «تستند الاختبارات المقدمة هنا إلى قدرة خلايا التائية على الاستجابة للببتيدات التي تغطي البروتينات المختلفة للفيروس».
ويضيف «مع إمكانية استخدام تجمعات الببتيد المختلفة، يمثل نهجنا استراتيجية مرنة يمكن تنفيذها بسهولة لاكتشاف وجود الخلايا التائية التي تستجيب لبروتينات فيروسية مختلفة، وتلعب هذه الخلايا التائية دوراً مهماً في الحماية من السلالات الطافرة الناشئة، وبالتالي على الفور قياس تأثير الطفرات الفيروسية على المناعة الخلوية».
تقول ميغان شوارتز، طالبة الدراسات العليا في المستشفى، والباحثة المشاركة بالدراسة، إن «القياس الدقيق للاستجابات الخلوية الكامنة وراء الحماية من الفيروسات يمثل معياراً حاسماً لمستويات دفاعنا المناعي».
اختبار يقيس حجم ومدة المناعة ضد «كورونا»
يركز على استجابة «الخلايا التائية»
اختبار يقيس حجم ومدة المناعة ضد «كورونا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة