الخسارة التاريخية لإنجلترا أمام المجر تفجر الغضب ضد المدرب ساوثغيت

ألمانيا تخلد للراحة بعد انتصار كاسح بدوري الأمم أثار الشكوك في مستقبل الفريق الإيطالي

شالاي (يمين) يسجل هدفه الثاني من رباعية الانتصار في مرمى إنجلترا (إ.ب.أ)
شالاي (يمين) يسجل هدفه الثاني من رباعية الانتصار في مرمى إنجلترا (إ.ب.أ)
TT

الخسارة التاريخية لإنجلترا أمام المجر تفجر الغضب ضد المدرب ساوثغيت

شالاي (يمين) يسجل هدفه الثاني من رباعية الانتصار في مرمى إنجلترا (إ.ب.أ)
شالاي (يمين) يسجل هدفه الثاني من رباعية الانتصار في مرمى إنجلترا (إ.ب.أ)

خلَّفت الخسارتان الفادحتان لإنجلترا وإيطاليا أمام كل من المجر وألمانيا: 4-صفر، و5-2، على التوالي ضمن منافسات الجولة الرابعة للمجموعة الثالثة بدوري الأمم الأوروبية، حالة غضب كبيرة في الشارع الإنجليزي والإيطالي.
وأقرّ مدرب منتخب إنجلترا غاريث ساوثغيت بأنه يتحمل مسؤولية أقسى خسارة لبلاده على أرضها منذ 94 عاماً، بعد السقوط المذل على أرضه ووسط جماهيره.
وكانت المرة الأولى تخسر فيها بطلة العالم 1966 بفارق 4 أهداف على أرضها، منذ سقوطها 5-1 ضد اسكوتلندا في 1928. وانتزعت المجر صدارة «مجموعة الموت» بعدما جددت فوزها على إنجلترا ورفعت رصيدها إلى 7 نقاط، لتدخل بقوة على خط التأهل إلى نصف النهائي بخلطها للأوراق، متقدمة بفارق نقطة عن ألمانيا ونقطتين عن إيطاليا، بينما تجمد رصيد إنجلترا عند نقطتين في قاع الترتيب، مكتفية بتعادلين وخسارتين، وباتت مهددة بالسقوط للمستوى الثاني.
وهاجمت الجماهير الإنجليزية الفريق، وهتفت ضد ساوثغيت قائلة: «أنت لا تعرف ما تفعله»، وطالبت الاتحاد الإنجليزي بإقالته قبل كأس العالم.
وبنهاية الموسم الذي بدأ قبل 311 يوماً بمباراة الدرع الخيرية، قام ساوثغيت بتغيير تشكيلة المنتخب الإنجليزي باستمرار؛ حيث إنه كان يريد تجربة بعض اللاعبين قبل بطولة كأس العالم في قطر. واعترف ساوثغيت بمسؤوليته عن الخسارة، وقال: «أنا المسؤول في النهاية، كانت الخسارة بمثابة درس قاسٍ». وأضاف: «لم نخسر الكثير من مباريات كرة القدم، وعندما تخسر بنتيجة كبيرة على أرضك يكون الأمر مؤلماً للغاية».
وأردف: «كانت ليلة صعبة على اللاعبين، أشعر بهم؛ لأنني في النهاية، في مباراتي المجر تحديداً، اخترت تشكيلتين حاولت فيهما إيجاد التوازن، من خلال إعطاء الفرصة للاعبين الشباب؛ لكن اختياراتي لم تنجح لمساعدتهم ليكونوا قادرين على اللعب في المستوى الذي يحتاجونه للفوز بالمباراتين». وأضاف: «فكرت أنه بإمكاننا الفوز بالمباراة من خلال تبديل يعطي المزيد من الدفع هجومياً؛ لكن بتنا مكشوفين أكثر، وفي نهاية المباراة كنا نهاجم بالعديد من اللاعبين وتركنا المساحات خلفنا».
وأوضح: «أتحمل المسؤولية في هذا، ولكن كانت هناك أيضاً حقيقة أنه كان من الصعب وضع أقوى تشكيل في كل مباراة». وأردف: «كنا نستغل المباريات من أجل الإعداد للمونديال القطري، بعض اللاعبين سيكونون خارج مونديال قطر. ولكن بالتأكيد ليلة مثل هذه صعبة للغاية، ومن المهم أن أزيل آثارها عن عاتقهم؛ لأنني أتحمل هذا». وساعد ساوثغيت في معالجة الانقسامات بين المنتخب الإنجليزي والجماهير، واستطاع أن يصعد بالمنتخب للدور قبل النهائي ببطولة كأس العالم 2018، ووصل للدور قبل النهائي ببطولة أمم أوروبا «يورو 2020» التي أقيمت الصيف الماضي؛ لكن قلة من الجماهير انقلبت عليه في ملعب ولفرهامبتون، وهتف البعض: «ستتم إقالتك في الصباح».

مولر مهاجم ألمانيا يحتفل بهدفه في مرمى إيطاليا (رويترز)

في الجولة الأولى في بودابست، حققت المجر أول فوز (1-صفر) على إنجلترا منذ عام 1962، قبل أن تخرج من ملعب «مولينو» في ولفرهامبتون بانتصار أول من أرض الأخيرة منذ فوزها الشهير 6-3 على ملعب «ويمبلي» في 1953.
وعلّق ساوثغيت على صافرات الاستهجان: «أفهم ذلك، ولكن هذه المجموعة من اللاعبين كانت رائعة في تمثيل البلد، ومن المهم أن يبقى الناس خلفهم؛ لأنهم سيكونون أقوياء في المستقبل».
وأضاف: «أتفهم وجود انتقادات جديدة خلال مسيرة المنتخب الإنجليزي المخيبة للآمال بدوري الأمم؛ لكن لا بد من أن يتم الحكم عليَّ وعلى للاعبين عندما تكون التشكيلة مكتملة بوجود كل الأساسيين». ويتبقى للمنتخب الإنجليزي مباراتان فقط لحين بدء حملته في كأس العالم، حيث سيختتم مباريات دور المجموعات لدوري الأمم في سبتمبر (أيلول)، عندما يحل ضيفاً على المنتخب الإيطالي، ثم يواجه المنتخب الألماني في «ويمبلي».
من جهته، قال القائد هاري كين: «ليس الوقت للهلع. كانت ليلة للنسيان، ولكن علينا أن نتقبلها بشجاعة ونمضي قُدماً... نستعد لكأس عالم كبيرة، وهذا الأمر الأهم».
ويعتقد ساوثغيت أن لاعبيه الشباب قادرون على الخروج من هذه التجربة أقوياء، ولن يعانوا من ضرر دائم.
وبعد هدف واحد ونقطتين من أول 3 مباريات في دوري الأمم، أجرى ساوثغيت 9 تغييرات على التشكيلة التي تعادلت مع إيطاليا يوم السبت الماضي، وأدت تجربة بعض اللاعبين بنتائج عكسية أمام الفريق المجري السريع، والذي أجاد الهجمات المرتدة بتميز كبير، ترجمها برباعية، منها هدفان لرولاند شالاي في الدقيقتين 16 و70، وهدف لكل من زولت ناغي في الدقيقة 80، ودانييل غازداغ (89).
واعترف هاري كين -قائد إنجلترا الذي أظهر بعض اللحظات القليلة من كفاءة فريقه، وردَّت العارضة ضربة رأس له- بأن الاستسلام في الشوط الثاني كان «غير مقبول»؛ لكنه حث الجماهير على غفران هذه الهزيمة، وقال: «إنها أول خسارة كبيرة لنا منذ فترة طويلة. ليس الآن وقت الذعر؛ بل وقت الإبقاء على رؤوسنا مرفوعة. إنها ليلة للنسيان؛ لكن علينا أن نحتمل هذه الهزيمة، ونمضي قدماً في الاستعداد لكأس العالم، وسنتعلم كثيراً. دعونا لا ننسى من أين أتينا. لن يكون الأمر مثالياً في كل مباراة».
وضمن المجموعة نفسها، وعلى ملعب «بوروسيا بارك» في مونشنغلادباخ، ألحقت ألمانيا الخسارة الأولى بإيطاليا في البطولة (5-2) بعدما تعادلا 1-1 افتتاحاً؛ لكن الهزيمة الثقيلة أعادت الشكوك في مقدرة المدرب روبرتو مانشيني على تصحيح مسيرة الفريق الذي فشل في التأهل أيضاً لكأس العالم. في المقابل، حقق رجال المدرب هانز فليك فوزهم الأول بعد 3 تعادلات، أمام كل من إيطاليا وإنجلترا والمجر بالنتيجة ذاتها 1-1؛ لكن الانتصار الكبير منح الألمان الثقة قبل الخلود للإجازة.
وبدأ لاعبو المنتخب الألماني إجازاتهم بـ«شعور رائع»، ووسط آمال بأن يمنح الفوز الكبير لهم الثقة خلال الاستعدادات النهائية لكأس العالم. وأنهى هذا الانتصار الشكوك الأولية بشأن المنتخب الألماني ومدربه فليك، بعد أيام من الانتقادات المتتالية. وسيحصل اللاعبون على فترة قصيرة للراحة بعد نهاية موسم طويل، قبل التجمع المقبل لخوض آخر مباراتين أمام المجر
وإنجلترا، في سبتمبر. وقال فليك: «يجب أن أوجه تحية ضخمة للفريق. يستحقون الثناء على تقديمهم أداء مثل هذا في رابع مبارياتنا بالبطولة. نفَّذ الفريق كل شيء طلبناه. كان اختباراً شاقاً لنا؛ حيث كنا بحاجة لتحقيق الفوز بعد 3 تعادلات». وأضاف: «نتطلع لما تبقى من رحلتنا في طريقنا نحو كأس العالم».
وتلعب ألمانيا في المجموعة الخامسة بالمونديال مع منتخبات إسبانيا وكوستاريكا واليابان. ولكن المدير الفني الألماني حذر أيضاً: «سنحلل المباراة، وسنجري بعض التعديلات في سبتمبر، يجب أن نقوم بهذا لأن ليس كل شيء كان جيداً».
ويريد المنتخب الألماني أن يعود لكأس العالم بشكل جيد، بعد أن خرج بشكل مؤلم من دور المجموعات في مونديال 2018، رغم أنه كان حاملاً للقب. ثم خرج الفريق من دور الـ16 لبطولة أمم أوروبا العام الماضي، لتتم إقالة المدرب جواكيم لوف، وتعيين فليك خلفاً له.
وقال لاعب خط الوسط إلكاي غوندوغان: «إذا لعبنا بالشكل نفسه في كأس العالم فكل الفرق ستعاني أمامنا. وإذا كنا حاسمين في الهجوم مثلما كنا، فسنسير في الطريق الصحيح».
وقال المهاجم توماس مولر: «لدينا كل شيء لنكون قادرين على الفوز على أي فريق في يوم جيد». وقال قائد الفريق وحارس المرمى المخضرم مانويل نوير، إن العرض الجيد جاء لأننا «كنا مؤمنين بأنفسنا ولدينا ثقة كبيرة».
في المقابل، أنهت إيطاليا «المتجدّدة» النافذة الدولية مثلما بدأتها، عندما خسرت أمام الأرجنتين، بطلة كوبا أميركا، صفر-3، في المواجهة التي أطلق عليها الـ«فيناليسيما» على ملعب «ويمبلي». وخاضت إيطاليا 5 مباريات في النافذة الدولية الحالية، فحققت فوزاً واحداً كان صعباً على المجر 2-1، وتعادلت مرتين: مع إنجلترا (صفر-صفر) وألمانيا (1-1)، وسقطت أمام الأرجنتين وألمانيا.
وعلَّق المدرب روبرتو مانشيني على الخسارة المذلة أمام الألمان قائلاً: «من المؤسف أن ننهي نافذتنا الدولية بهذه الطريقة؛ لكنهم (الألمان) أقوياء، ندرك ذلك جيداً. أفسحنا لهم المجال بخلق عديد من الفرص في الشوط الأول. تركناهم يلعبون كما يريدون».
وأضاف: «على الرغم من النتيجة، قمنا أيضاً ببعض الأشياء الجيدة، عندما تريد أن تستعيد التوازن، تتعرض لهجمات مرتدة». وأجرى مانشيني تغييرات كثيرة على تشكيلة منتخب بلاده في مبارياته الأخيرة، سعياً منه إلى إعادة بناء منتخب قوي، وأوضح: «إنها رحلة، ستكون هناك أشياء جيدة وأخرى أقل جودة، سنفوز ونخسر مباريات. لا تزال المنافسة مفتوحة في المجموعة، وهناك مباراتان متبقيتان في سبتمبر، سنرى. كان هناك شباب بدأوا للمرة الأولى». وفي المجموعة الرابعة، حققت هولندا فوزاً مثيراً على ويلز 3-2، في مباراة شهدت ثواني ملتهبة قبل النهاية؛ لأن نجم ويلز غاريث بيل منح التعادل لمنتخب بلاده من ركلة جزاء في الدقيقة 90+2؛ لكن الكلمة الأخيرة كانت لهولندا التي سجل لها ممفيس ديباي هدف الفوز في الدقيقة 90+3.
وفي مباراة أخرى ضمن المجموعة ذاتها، حافظت بلجيكا على آمالها في بلوغ نصف النهائي، بفوزها خارج أرضها على بولندا بهدف سجله ميتشي باتشواي. ورفع المنتخب الهولندي رصيده إلى 10 نقاط من 4 مباريات، مقابل 7 لبلجيكا.


مقالات ذات صلة

هل يستطيع توخيل تحقيق حلم الإنجليز والتتويج بـ«كأس العالم 2026»؟

رياضة عالمية  توخيل يستهل مشواره مع منتخب إنجلترا بداية العام الجديد بالتركيز على تصفيات «مونديال 2026»... (موقع الاتحاد الإنجليزي)

هل يستطيع توخيل تحقيق حلم الإنجليز والتتويج بـ«كأس العالم 2026»؟

بعد الفوز على منتخب جمهورية آيرلندا بخماسية نظيفة، يوم الأحد، على ملعب «ويمبلي»، ضَمن منتخب إنجلترا الصعود مرة أخرى إلى المستوى الأول لـ«دوري الأمم الأوروبية»

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية (من اليمين) كريس وود وبابي سار واندريه أونانا (غيتي)

من أونانا إلى ديلاب... لاعبون يقدمون مستويات مفاجئة هذا الموسم

لاعبو نوتنغهام فورست يستحقون الإشادة بعد انطلاقتهم غير المتوقعة... وأونانا يأمل كسب ثقة أموريم بعد مرور 11 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز

باري غليندينينغ (لندن)
رياضة عالمية باتريك فييرا (رويترز)

جنوى يعين فييرا مدرباً له خلفاً لغيلاردينو

ذكرت شبكة «سكاي سبورت إيطاليا»، الثلاثاء، أن جنوى المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم انفصل عن مدربه ألبرتو غيلاردينو، وعيَّن باتريك فييرا.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية منتخب إنجلترا لكرة القدم للسيدات يفتقد الثنائي لورين هيمب وإيلا تون بسبب الإصابة (رويترز)

الإصابة تحرم منتخب إنجلترا للسيدات من لورين وإيلا تون

يفتقد منتخب إنجلترا لكرة القدم للسيدات الثنائي لورين هيمب وإيلا تون بسبب الإصابة في مباراتي الفريق الوديتين ضد الولايات المتحدة وسويسرا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن أموريم (أ.ف.ب)

أموريم يقود تدريبه الأول مع مانشستر يونايتد

قاد البرتغالي روبن أموريم، المدير الفني الجديد لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، تدريبات الفريق للمرة الأولى في كارينغتون.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».