«الجوبة» الفصلية: القصيدة الحديثة في السعودية

«الجوبة» الفصلية: القصيدة الحديثة في السعودية
TT

«الجوبة» الفصلية: القصيدة الحديثة في السعودية

«الجوبة» الفصلية: القصيدة الحديثة في السعودية

صدر العدد 75 لشهر يونيو (حزيران) من مجلة «الجوبة» الفصلية التي تصدر عن مركز الأمير عبد الرحمن السديري الثقافي، بالمملكة العربية السعودية. وتضمن العدد مجموعة متنوعة من الموضوعات والعناوين التي غطت جوانب شتى ثقافية وإبداعية وفكرية، بجانب ملف خاص حمل عنوان: «القصيدة الحديثة في المملكة العربية السعودية... الكتابة... الوجود... المعنى».
في افتتاحية الـعـدد، تناول إبراهيم بن موسى الحميد، المشرف العام على التحرير، القصيدة التي «تتخذ أشكالاً متعددة وألواناً مختلفة، منها ما يقوم بالوزن العروضي، ومنها ما يتحرر منه، وقد رسّخ كثير من الشعراء أنفسهم في المشهد الشعري، منهم مَن اتخذ قصيدة النثر هوية له، ومنهم مَن التزم بالعروض أو التفعيلة مع أهمية التركيز على اللغة القادرة على نسج رؤيا الشاعر وتصورها، لأن الشكل الغني القصيدة ليس هو ما يحكم جودة النص، وإنما قدرة الشاعر على الاستخدام الشعري المناسب للشكل الفني».
وأضاف الحميد أنه حين نتحدث عن الشعر السعودي، فإن فكرة القصيدة التقليدية – يجب أن تبتعد من رأسك وذهنك تماماً، وذلك لأن المشهد اختلف كُليّة في العشرين سنة الأخيرة، وتحولت القصيدة السعودية إلى قصيدة رشيقة تماماً كما يقول الدكتور مهدي العلمي، وأنه إذا كان الشعر في المملكة يرتكز إلى مرجعيات بعيدة وعميقة بكون الشعر الجاهلي ينتمي إلى الجزيرة العربية، فإننا نرى تراكم الفعل الشعري بامتداداته وتجلياته، فبدت بوادر الشعر السعودي بإدخال السرد إلى القصيدة، أو بترك عمود الشعر لدى عدد من الرواد».
واحتوى العدد الجديد على عدد من الموضوعات التي تناولت مسيرة وأعمال الشاعر السعودي الراحل علي الدميني بينها: «الإنصات إلى حفريات نصوص علي الدميني»، للدكتورة هويدا صالح، و«التجربة الشعرية عند علي الدميني» لمحمود قنديل، و«علي الدميني... الكوكب العاشق للوطن الذي مضى لفضاءات الحرية»، للدكتورة سميرة الكناني الزهراني.
وفي ملف العدد نقرأ: «تأويل ما لم يكتب للشاعر أحمد قرّان الزهراني... روحُ الحداثة وصِدق المعنى... ليس ثمة نهاية للشعر»، للدكتورة هناء بنت علي البواب، ويكتب لنا محمد العامري عن «الشاعر السعودي علي الحازمي... رثاء للوجود ومعناهُ»، ويتناول د. أحمد العماري عوالم «الشاعر عمر بوقاسم... بين الوزن والنثر الحداثوي»، ويتوقف الدكتور خلدون امنيعم عند «سؤال الأنسة في الشّعر السعودي»، ونطالع للدكتور انتصار عشا، مقالاً بعنوان «أحمد البوق... شاعِرُ الموسيقى»، وتناقش الدكتورة سناء العزة، موضوع «الحداثة وعتبة العنوان عند عبد الوهاب العريض». أما د. محمد البشير فيكتب عن «الصوت في القصيدة الحديثة... في نصوص عبد الرحمن موكلي»، وتقدم ملاك الخالدي قراءة انطباعية في «قصيدة الإبرة والقاع لمحمد الحرز»، وغيرها.
ونقرأ في الملف أيضاً: «أحمد الملا بين الشعر والسينما»، للدكتور حسين عبد البصير، ويرصد لنا الدكتور يوسف حسن العارف «ثنائية البداوة والوطن لدى الشاعر عبد الله الصيخان»، ويختتم الملف بمقال «غسان الخنيزي... القلب الذي حكى الشعر»، الذي يؤكد لنا فيه الدكتور مجد الشمري، أن «الحرية باتت هي عنوان القصيدة الجديدة في المملكة العربية السعودية».
ومن موضوعات العدد الأخرى، نقرأ لبسمة علاء الدين «نساء طُروادة... ديستوبيا كارهة للنساء»، وتتابع د. إيمان عبد العزيز المخيلد «تمثلات صورة الرجل في الكتابة النسائية»، ويكتب وحيد غانم عن مجموعة «وادي قنديل» للكاتبة نسرين أكرم خوري.
وفي «نصوص»، نشر عبد الله محمد العبد المحسن، ودنيا علوي، وهشام بنشاوي.
وفي مواجهات: يحاور نور سليمان، الشاعر والأديب شعبان يوسف، كما يحاور عمر بوقاسم، الناقد الأدبي الدكتور محمد بن مريسي الحارثي.
وفي نوافذ نقرأ: «رائدات عربيات في الفن التشكيلي» لصبحة بغورة، و«عبد الله علي النعيم... مواقف وقصص» لمحمد بن عبد الرزاق القشعمي، و«كورونا وراء ظهورنا» لمحمد علي حسن الجفري، و«الخبرة الأكاديمية والممارسة الثقافية في الأسبوعية» للدكتور عبد الله بن عبد الرحمن الحيدري، و«في الحاجة إلى المعارك الثقافية» لصخر المهيف.
وفي قراءات نتابع: «توقف عن البقاء وحيداً»، لصفية الجفري، ونتعرف مع غازي خيران الملحم على تفاصيل رواية «ثانوية موسى» لعقل بن مناور الضميري.
ويرأس مجلس إدارة مركز السديري الثقافي الذي يُصدر «الجوبة» فيصل بن عبد الرحمن السديري... وتتكون هيئة النشر ودعم الأبحاث بالمركز من الدكتور عبد الواحد بن خالد الحميد رئيساً، وعضوية الدكاترة خليل بن إبراهيم المعيقل، ومشاعل بنت عبد المحسن السديري، وعلي دبكل العنزي، ومحمد بن أحمد الراشد... ويُشرف على تحرير المجلة إبراهيم بن موسي الحميد، وتتكون هيئة التحرير من محمود الرمحي ومحمد صوانة، والإخراج الفني لخالد الدعاس.


مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

«مدينة مفقودة» في المحيط الأطلسي «لا تشبه شيئاً على الأرض»

أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
TT

«مدينة مفقودة» في المحيط الأطلسي «لا تشبه شيئاً على الأرض»

أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)

أذهلت حقيقة ما يكمُن داخل محيطاتنا، الناس منذ الأزل؛ لذا ليس مستغرباً تكاثُر الخرافات حول الأعماق المائية. ولكن بصرف النظر عن قارة أتلانتيس الغارقة، فقد اكتشف العلماء «مدينة مفقودة» حقيقية تحت الأمواج، تعجُّ بالحياة.

وذكرت «إندبندنت» أنّ المناظر الطبيعية الصخرية الشاهقة تقع غرب سلسلة جبال وسط الأطلسي، على عمق مئات الأمتار تحت سطح المحيط، وتتألّف من جدران وأعمدة وصخور ضخمة تمتدّ على طول أكثر من 60 متراً. للتوضيح، فهي ليست موطناً لإحدى الحضارات الإنسانية المنسيّة منذ مدّة طويلة؛ لكنَّ ذلك لا يقلِّل أهمية وجودها.

يُعدُّ الحقل الحراري المائي، الذي أُطلق عليه اسم «المدينة المفقودة» لدى اكتشافه عام 2000، أطول بيئة تنفُّس في المحيطات، وفق موقع «ساينس أليرت ريبورتس». وإذ لم يُعثَر على شيء آخر مثله على الأرض، يعتقد الخبراء بإمكان أن يقدّم نظرة ثاقبة على النُّظم البيئية التي يمكن أن توجد في مكان آخر في الكون.

«مدينة مفقودة» حقيقية تحت الأمواج (مختبر «أميز»)

ولأكثر من 120 ألف عام، تغذَّت الحلزونات والقشريات والمجتمعات الميكروبية على الفتحات الموجودة في الحقل، التي تُطلق الهيدروجين والميثان والغازات الذائبة الأخرى في المياه المحيطة.

ورغم عدم وجود الأكسجين هناك، فإنّ حيوانات أكبر تعيش أيضاً في هذه البيئة القاسية، بما فيها السرطانات والجمبري والثعابين البحرية؛ وإنْ ندُرَت.

لم تنشأ الهيدروكربونات التي تُنتجها الفتحات من ضوء الشمس أو ثاني أكسيد الكربون، وإنما بتفاعلات كيميائية في قاع البحر. سُمِّيت أطول سهول «المدينة المفقودة»، «بوسيدون»، على اسم إله البحر الإغريقي، ويبلغ ارتفاعه أكثر من 60 متراً. في الوقت عينه، إلى الشمال الشرقي من البرج، ثمة جرفٌ حيث تنضح الفتحات بالسوائل، مما ينتج «مجموعات من الزوائد الكربونية الدقيقة متعدّدة الأطراف تمتدّ إلى الخارج مثل أصابع الأيدي المقلوبة»، وفق الباحثين في «جامعة واشنطن».

هناك الآن دعوات لإدراج «المدينة المفقودة» ضمن مواقع التراث العالمي لحماية الظاهرة الطبيعية، خصوصاً في ضوء مَيْل البشر إلى تدمير النُّظم البيئية الثمينة.

وفي عام 2018، جرى تأكيد أنّ بولندا نالت حقوق التنقيب في أعماق البحار حول الحقل الحراري. وفي حين أنّ «المدينة المفقودة»، نظرياً، لن تتأثّر بمثل هذه الأعمال، فإنّ تدمير محيطها قد تكون له عواقب غير مقصودة.