تواصل الاشتباكات بين المقاومة والميليشيات في عدن وشبوة

لحوثيون يجندون الأطفال ويوهمونهم بتعويذات تقيهم من الرصاص

تواصل الاشتباكات بين المقاومة والميليشيات في عدن وشبوة
TT

تواصل الاشتباكات بين المقاومة والميليشيات في عدن وشبوة

تواصل الاشتباكات بين المقاومة والميليشيات في عدن وشبوة

قامت ميليشيات الحوثي وصالح في عدن، بضرب قرابة ستة صواريخ غراد صوب كورنيش ريمي والمناطق المحاذية له جنوب مدينة المتصورة، وقال علي الأحمدي الناطق الرسمي باسم قيادة مجلس المقاومة في عدن لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الصواريخ مصدرها بطارية كاتيوشا شرق وشمال الشيخ عثمان والتي فتحت نيرانها مساء وصباح أمس الأربعاء»، وأضاف الأحمدي أن «المواجهات محتدمة بين المقاومة وهذه القوات التي حاولت التسلل في منطقة جعولة شمال مدينة دار سعد خلال الأيام الثلاثة الماضية إلا أن هناك دعما من طيران التحالف الذي أغار قبل ظهر أمس على تجمع لهذه القوات المتمركزة في عمارة الجبري في منطقة جعولة شمال عدن».
ولفت ناطق مجلس المقاومة إلى أن المقاومة عززت قواتها في جبهتي جعولة وبئر أحمد، وأن هذه المقاومة تخوض الآن معركة تطهير ودحر لهذه الميليشيات والقوات خاصة بعد أن توافرت للمقاومة في الآونة الأخيرة كثير من الأشياء كالتنظيم والسلاح والحشد والقيادة والإرادة وغيرها من العوامل التي بمقدورها تعديل المعادلة لمصلحة المقاومة في الأيام القابلة.
وفي محافظة شبوة شرق عدن تمكنت المقاومة الجنوبية في شبوة من دحر الميليشيات الحوثية المدعمة بقوات الرئيس المخلوع من عدة مناطق في شبوة، وقال مصدر في المقاومة لـ«الشرق الأوسط» إن «معارك وقعت فجر وصباح أمس الأربعاء بين المقاومة وقوات الحوثي والموالية صالح، والتي استخدمت فيها الأخيرة سلاح المدفعية»، وأضاف المصدر أن «المقاومة نجحت في تحرير مفرق الصعيد من هذه القوات الموالية للحوثي وصالح والتي أجبرتها المقاومة على الانسحاب إلى مناطق متاخمة لعاصمة المحافظ، عتق»، وأكد أن المقاومة تتقدم في عدة مواضع وكذا بسقوط قتلى وجرحى وأن جثثا من الميليشيات وأتباع صالح ما زالت تشاهد في الأماكن التي وقعت بها الاشتباكات.
وشهدت جبهة الضالع خلال اليومين المنصرمين تطورا لم يكن في حسبان الميليشيات الحوثية وقوات صالح، فبعد سيطرة المقاومة على مواقع وأسلحة الميليشيات واللواء 33 مدرع يوم الاثنين الماضي، وأمس استمرت المقاومة في تقدمها بحيث أكملت سيطرتها على مواقع شمال جبل السوداء وتحديدا في الوبح وخوبر وحكولة ولكمة صلاح، وجميعها باتت بيد المقاومة.
وعلاوة على السيطرة الميدانية كان للسلاح الثقيل الذي استولت عليه المقاومة خلال معاركها خلال الثلاثة الأيام الماضية وكذا دعم طيران التحالف المسبق والتالي لهذه العمليات دوره الكبير والمؤثر في إنجاح المقاومة وبلوغها لمعاقل ومؤخرة الميليشيات الحوثية وقوات صالح.
استسلم عشرات الأفراد ممن هربوا من مواقعهم ومعسكراتهم يوم الاثنين، فمنهم من عثر عليه في المنازل الخالية من سكانها أو المزارع المجاورة لهذه المواقع، لكن اللافت أن بين من تم أسرهم أن هناك أطفالا قصرا غرر بهم من قبل الميليشيات وتم تسليمهم من المقاومة لأحد مشايخ الدين المعروفين إلى أن تنتهي الحرب ويعودون لأهلهم.
واللافت أيضا أن من بين الأسرى والقتلى من عثر في حوزته على طلاسم وتعويذات قيل لحاملها، إنها تقيه من الرصاص والقذائف وصواريخ الطيران.



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.