أظهرت بيانات رسمية أن القوة الشرائية للأسر في المملكة المتحدة شهدت أكبر تراجع لها خلال 21 عاماً على الأقل؛ حيث التَهَم أسرع تضخم في البلاد منذ عقود الزيادات في الأجور.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن مكتب الإحصاء الوطني البريطاني، الثلاثاء، أن متوسط الأجور المعدل على أساس الأسعار، باستثناء المكافآت، تراجع بنسبة 3.4 في المائة في أبريل (نيسان) الماضي، على أساس سنوي، وهو أكبر انخفاض منذ بدء التسجيلات الحديثة في عام 2001.
وبلغ متوسط انخفاض الأجور على أساس سنوي خلال الأشهر الثلاثة حتى نهاية أبريل الماضي 2.2 في المائة، وهو أكبر انخفاض منذ عام 2011. وارتفعت الأجور بنسبة 4.1 في المائة في أبريل، أي بنحو نصف معدل التضخم. وزادت الأجور، بما يشمل المكافآت، بوتيرة أسرع، ولكن المكافآت غير متساوية.
وتؤدي هذه الضغوط إلى زيادة الضغط على رئيس الوزراء بوريس جونسون، كما تضع تحدياً كبيراً أمام محافظ بنك إنجلترا، أندرو بيلي؛ حيث يحاول صناع السياسة النقدية كبح التضخم، دون دفع الاقتصاد إلى حالة ركود.
وقال وزير الخزانة البريطاني ريشي سوناك: «لا تزال سوق العمل لدينا قوية، مع تراجع تسريح العمالة إلى أدنى مستوى على الإطلاق». وأضاف: «مساعدة الناس على العمل هي أفضل طريقة لدعم الأسر على المدى الطويل، ونواصل مساعدة الناس للحصول على وظائف جديدة وأفضل».
وفي سياق ذي صلة، تواجه شركة الطيران البريطانية «بريتش إيروَيز» احتمالات إضراب أفراد أطقم الضيافة، وعمال الخدمات الأرضية، عن العمل، بعد موافقة هؤلاء الأفراد على الإضراب بسبب الخلاف بشأن الأجور مع الإدارة.
وذكرت وكالة «بلومبرغ» أن 97 في المائة من أعضاء نقابة «يونايت» لعمال الخدمات في بريطانيا التي تضم 16 ألف عضو من شركة «بريتش إيرويز» وافقوا على الإضراب، بعد أنباء عن تراجع إدارة الشركة عن اتفاق للأجور. كما تعتزم النقابة -وهي ثاني أكبر نقابة عمالية في بريطانيا- تنظيم تصويت لعمال نقاط التفتيش في «بريتش إيرويز»، وعددهم 500 عامل، بشأن الإضراب عن العمل خلال يوليو (تموز) المقبل، الذي يشهد زيادة كبيرة في الطلب على السفر.
وتقول النقابة إن شركة «بريتش إيرويز» أعادت أجور موظفي الإدارة إلى مستويات ما قبل جائحة فيروس «كورونا» المستجد، في حين ترفض إعادة أجور العمال التي تم خفضها بنسبة 10 في المائة أثناء الجائحة إلى المستويات الطبيعية.
وتأتي الإضرابات المحتملة بعد حالة الفوضى التي شهدتها المطارات البريطانية خلال عطلة يوم الخمسين المسيحي، عندما تم إلغاء مئات الرحلات، وعانى المسافرون من تأخير مواعيد الرحلات، وتكدس الركاب في المطارات، ما أدى إلى عدم تمكن بعض الركاب من السفر.
في غضون ذلك، قال مكتب الإحصاء الوطني يوم الثلاثاء، إن معدل البطالة في بريطانيا تراجع بصورة أكبر خلال 3 أشهر حتى أبريل الماضي. وانخفض معدل البطالة بواقع 0.2 نقطة مئوية إلى 3.8 في المائة خلال 3 أشهر حتى أبريل الماضي.
وارتفع معدل التوظيف خلال الفترة نفسها بواقع 0.2 نقطة مئوية ليصل إلى 75.6 في المائة، ولكن ما زال أقل من مستويات ما قبل جائحة «كورونا». وارتفع عدد الوظائف الشاغرة خلال 3 أشهر حتى مايو (أيار) الماضي إلى مستوى قياسي جديد، بلغ مليوناً و300 ألف وظيفة. ومع ذلك، قال مكتب الإحصاء إن معدل ارتفاع عدد الوظائف الشاغرة استمر في التراجع.
تفاقم ضغوط تكاليف المعيشة في بريطانيا
«بريتش إيروَيز» تواجه مشكلة إضراب
تفاقم ضغوط تكاليف المعيشة في بريطانيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة